أبو الفضل " السطرية "
في سنة 1949، مُحيت أبو الفضل من الخريطة مع إنشاء مستعمرة ستريّا وعلى الرغم من أن موقعها الأصلي غير معروف، فهي الآن تقع على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الجنوب من موقع القرية كما أُسست مستعمرة تلمي منشيه في أيار/مايو 1953 على أراضي القرية واستُوعبت أجزاء منها في ضواحي ريشون لتسيون، وفقدت معظم هويتها المميزة وثمة مستعمرتان أخريان قريبتان من الموقع، هما بئير يعقوف، التي أُنشئت في سنة 1907 على بعد نحو كيلومتر إلى الغرب، ونير تسفي التي أُنشئت في سنة 1954 على أراضي صرفند العمار، على بعد نحو كيلومتر إلى الشمال؛ والاثنتان ليستا على أراضي القرية.
كانت القرية قائمة على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الأوسط، قريباً من اللد والرملة وكان خط سكة حديد رفح ؟ حيفا يمر بالجزء الجنوبي منها وكان البدو الذين استوطنوها قد قدموا، في الأصل، من بلدة خان يونس المجاورة، وكانوا يُعرفون بعرب أبو الفضل أو السترية كان سكان أبو الفضل كلهم من المسلمين، وتنتشر منازلهم في أنحاء الأراضي الزراعية وكانت هذه الأراضي وقفاً للفضل بن العباس، وأرجح الظن أن القرية سُميت تيمناً به.
صُنفت أبو الفضل مزرعةً في ((معجم فلسطين الجغرافي المفهرس))Palestine Index Gazetteer وكان سكانها يعملون بصورة أساسية في الزراعة البعلية والمروية، فيعنون بالحمضيات والزيتون والخضروات والحبوب كما كانوا يهتمون بتربية المواشي في 1944/1945، كان ما مجموعه 818 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و1035 دونماً للحبوب، و822 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
يشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن سكان القرية تشتتوا في أثناء عملية براك، متأثرين بسقوط قرية مجاورة ربما كانت بير سالم وقد جرى ذلك في 9 أيار/مايو 1948، عند بداية عملية براك؛ إذ أقدم لواء غفعاتي على ((تطهير)) المنطقة الساحلية الواقعة غربي اللد والرملة لكن المرجح أن تكون القرية احتُلت بعد شهرين؛ ذلك بأن خريطة الهاغاناه الخاصة بعملية داني تدل على أن أبو الفضل كانت بين القرى التي اجتيحت في تموز/ يوليو 1948، خلال ذلك الهجوم.