عشيرة القرعان

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

النسب والأصل

العشيرة هي الشيء الذي بقي راسخاً وصامداً على مر الأزمان ، ولم يزل بزوال الجاهلية والعصور ‏السالفة ، ولم ينته رغم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورغم التقدم العلمي وتعاطت مع ‏الأفكار الجديدة ، ورغم كل هذا بقيت العشائرية قوية وصلبة وبقي معها ما تحمله لنا من إيجابيات ، ‏كالأخلاق والآداب الحصينة والنخوة والهمة والكرم والشجاعة والبطولة وعزة النفس والفزعة ونصرة ‏المظلوم واحتضان الملهوف وحفظ العهود ورباط المصاهرة والدم والغيرة على العرض والشرف ‏والمشورة عند أهل الرأي . ‏ والعشيرة منذ القدم وعلى مدار العصور بقيت هي المرجعية الأولى في اتخاذ أي قرار لأي فرد من ‏أفرادها ، فيجب تنفيذه بلا جدال أو تردد ولا توان ، لأن فيه مصلحة العشيرة ، والفزعة ظهرت بين أفراد ‏العشيرة مع روح التعصب فيها ، وظهرت ما يسمى الفصائل التي نمت وتطورت مع تصاعد الحركة ‏الوطنية والثورية الفلسطينية ونهوض الحركة الفكرية التي لها مرجعية في القرارات لأفرادها ومعتنقيها ، ‏إلا أن كل هذا لم ينه العشائرية ومرجعيتها في اتخاذ القرارات حيث أثبتت جدارتها وقوتها في الانتخابات ‏وصدق انتماء وولاء أفرادها لمن يصدقهم القول ، كما قال المثل ( الراي عند أهل الراي يحيي قبيلة ).‏

وقبيلة الحويطات التي ترجع إليها عشيرة القرعان أصلاً ونسباً ، كما نقلناه عن الأجداد وكبار السن ( الشياب ) وبعض المراجع والمصادر وصفحات الإنترنت ، فإن سكنها شمال غرب الجزيرة العربية ولها ‏بطون في الاردن وفلسطين عند قبائل بئر السبع والنقب والجليل وتحركهم في عدة مناطق من فلسطين ، ‏وكذلك وجودهم في سيناء وصعيد مصر ومناطق اخرى من العالم العربي .‏

ويؤيد هذا القول إجراء مكالمة هاتفية مع الأستاذ المستشار القانوني والمالي عبد المالك نصر الله أبو ‏جراد من الأردن ، والذي يرجع بأصله إلى قبيلة الحويطات ، إذ يقول بأن القرعان جميعاً بكل أفخاذهم في ‏منطقة يافا ، هم أبناء عمومة وأقارب لزم لبعضهم البعض ، ولا يجوز التشكيك بالصلة بينهم ، وبرابطة ‏الدم عندهم ، فهم جميعاً يرجعون بأصلهم ونسبهم إلى الحويطات الذين يسكنون في شمال غرب السعودية ، ‏وكان في السابق بينهم زيارات قربى ومودة ولقاءات في الصلح وزيارة القدس والمسجد النبوي والكعبة ‏المشرفة .‏ كما أيد ذلك لقائي في سنة 1993م عندما كنت مدرساً في نجران / السعودية مع السيد عيد مطير ‏السويحلي العمراني الحويطي ، وهو من منطقة حقل في السعودية ، إذ يقول بأن القرعان جميعاً أقارب لنا ‏وأفخاذ أصيلة من عرب الحويطات ، لكنهم رحلوا إلى مناطق يافا ، عبر الأردن ومناطق بئر السبع ، ‏وعندما نزلت عندهم وفود من الحويطات في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ، وجدوا ‏هناك كل احترام وتقدير و اكرام ، ويقول الحاج عبد العزيز محمد حمدان العويصي : أن والده أبو العبد ‏الحمدان ذهب إلى الشيخ حمد بن جازيه كبير الحويطات في الأردن سنة 1949م عندما ضاق أهل قلقيلية ‏ذرعاً باللاجئين وخاصة عشيرة القرعان ، وأوصى بن جازيه أحد أقاربه الذي كان يعمل بالحرس الوطني ‏الليلي في قلقيلية بالقرعان خيراً ، حيث أن محمد أبو العبد حمدان كان يحمل معه مواثيق ( قرمية النسب ) ‏التي تثبت بأن عشيرة القرعان هم امتداد للحويطات . ومن خلال المقابلات والمكالمات اقر كافة كبار ‏عشيرة القرعان بانهم يرجعون بالاصل الى جدهم بدران ابن الشيخ سعيد القرعاني وانهم وبكل فخر ‏حويطات اصلاً ونسباً . ‏ \

قبيلة الحويطات

الحويطات الجمامزة من أشراف أبناء الحسين‎ ‎بن علي رضي الله عنه ، الذين هاجروا من المدينة ‏المنورة إلى بادية الشام‎ ‎‏ ، واستوطنوا حول العقبة ، وفيما يلي نورد عمود النسب ، حويط بن جماز بن ‏هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن‎ ‎مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا الأعرج بن الحسين بن المهنا‎ ‎بن داود أبو ‏هاشم بن القاسم أحمد بن عبيد الله أبو علي‎ ‎الأمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحيى النسابة بن الحسن أبو‎ ‎محمد ‏جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن‎ ‎الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن ‏الإمام علي‎ ‎بن أبي طالب رضي الله عنه .‏

بما أن عشيرة القرعان هي إحدى فروع قبيلة الحويطات ، تلك القبيلة العربية الأصيلة ذات السمعة ‏والشهرة ، حيث لها صولات وجولات في ميادين الشرف والرفعة ، مثلها مثل باقي القبائل العربية الأخرى ‏، فقد حباها الله موقعاً جغرافياً استراتيجياً مميزاً ، فهي تقطن الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية ‏السعودية ، وبالتحديد غرب منطقة تبوك القريبة من مدينة حقل ، على شاطئ البحر الأحمر ، ويمتد موطن ‏سكن القبيلة على البحر الأحمر وحتى جبال السروات شرقاً ، ويمتد شمالاً حتى حدود الأردن الجنوبية ، ‏ويشكلون ثقل بشري وسياسي في الأردن خاصة في منطقة معان .‏

أما كيف وصلت عشائر الحويطات فلسطين ، فقد تنقلت هذه القبائل بحثا عن الأمان والكلأ والعشب ‏والماء وللرعي والتجارة ، فبعض الحويطات استوطن منطقة الحجاز ، للاستفادة من موسم الحج كأدلاء و ‏مرشدين ، ومنهم من استوطن الصعيد في مصر واخذوا من هناك بعض ألفاظهم اللغوية وخشونة صوتهم ‏وتفخيم كلامهم في بعض حروف اللغة العربية ، وتكلموا بالقاف المثقلة والجيم المثقلة والمفخمة وهي التي ‏يتحدث بها القرعان في فلسطين ، وهي أقرب اللهجات للغة العربية الفصيحة ( لغة القرآن الكريم ).‏ ويوجد في منطقة الحويطات في السعودية الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية مثل مدين التي تسمى ‏حالياً البدع ، وكذلك الكثير من القرى والهجر التي تحتوي على مناطق أثرية قديمة ، حيث تعاقبت فيها ‏وعليها الحضارات فأنشأت الموانئ مثل ميناء الشيخ حميد والخريبة والمويلح وظباء على شاطئ البحر ‏الأحمر .‏ إن تسمية قبيلة الحويطات بهذا الاسم يعود لمؤسسها حويط بن جماز بن هاشم الحسيني ، الذي غادر ‏والده إمارة المدينة المنورة ، والتي أسسها ذويه من الجمامزه ، هرباً من البطش والقتل وتخفى شمال ‏الحجاز من الملاحقة والقتل ، ثم انتقلت الإمارة بسرية إلى ابنه حويط ، وانتقل حويط إلى العقبة في الأردن ‏، وأقام فيها وتزوج منها ( من بني شاكر ) ، وأنجب منها خمسة أبناء هم : سويعد وعلوان وعمران وسالم ‏ومنصور، والذين من أصلابهم تشكلت قبيلة الحويطات العريقة ، وأخذوا يتكاثروا ويفرضوا سيطرتهم على ‏شاطئ البحر الأحمر والطرق التي يسلكها الحجاج وصولاً إلى الحجاز وسيناء ومصر وغيرها .‏ وعندما جاءت الحكومة المصرية الخديوية دعمت قبيلة الحويطات أملاً في مساعدتها وتأييدها وبسط ‏نفوذها ، حيث أعطت لقب الباشاوية إلى رؤساء القبيلة ، كي تضمن عدم تمردهم عليها وتسهيل وتسليك ‏طرق الحج ، ومساعدة الحكومة العثمانية في بسط سيطرتها على الأقاليم الواقعة تحت سيطرتها في الأردن ‏وفلسطين مروراً بمصر والشام ، و الجمامزه الأشراف هم من أبناء الحسين بن علي رضي الله عنهم . ‏

الحويطات ثلاثة بطون

إن حويط بن جماز أعقب خمسة أبناء هم : سويعد وعمران وعلوان ومنصور وسالم ، وان كل من ‏منصور وسالم لم يذكر لهما عقب ، أما باقي أبناء حويط بن جماز فنذكر بطونهم على النحو التالي :-‏

الأول : سويعد بن حويط بن جماز ، الذين يسكنون السعودية ، وبعض أبناء القبيلة تنقلوا ورحلوا إلى ‏مصر ويعرفوا بحويطات مصر ، إضافة إلى حويطات الأردن وهم يرجعون إلى رجل واحد وهو سويعد ، ‏ومن هؤلاء الحويطات ظهرت عشائر عدة منهم عرب القرعان الذين هم موضوع الدراسة . ‏

ثانياً : هناك حويطات العلوين ، وهم أبناء علوان الحويطي وأغلب حويطات الأردن يرجعون لهم . ‏

ثالثاً : وأما أبناء عمران الحويطي ، فيعيشوا في السعودية على شاطئ البحر الأحمر ، وفي جنوب ‏الأردن وفي مصر .‏

نسب عشيرة القرعان

هم أبناء عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن المهنا بن داود بن القاسم ‏أحمد بن عبيد الله أبو علي الأمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحيى النسابة بن الحسن ( أبو محمد جعفر بن عبيد ‏الله الأعرج ) بن الحسين الأصغر بن الإمام علي بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ‏رضي الله عنهم.

سبب التسمية

يعود أصل العشيرة إلى أن عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط الحسيني ، الذي أنجب ثلاثة أبناء ، ‏وهم : محمد الأقرع وعمير وموسى ، وكان لقب الاقرع أو القرعاني يطلق على محمد بن عمرو بن غالي بن ‏سويعد بن حويط ، وابنائه من بعده حملوا هذا اللقب واشتهروا به ولا زال إلى يومنا الحاضر يعرف نسلهم ‏باسم القرعان ، وتكاثر القرعان وانتشروا في عدة بلدان من العالم العربي . ‏

أبناء محمد الأقرع: ( القرعان ) وهم حمد وفياض وحسن وسعيد وعواد ومنصور ، في المملكة العربية ‏السعودية وقد رحل قسم منهم إلى مصر ، ورحل قسم منهم إلى فلسطين وما زالوا فيها .‏

أبناء عمير: ( العميرات ) وهم حمود وسلمان وعتيق وسالم ، وأبناء سالم يقال لهم : النواقة يعيشون في ‏السعودية في مدينة وجه وضباء وتبوك .‏

أبناء موسى: ( الموسة ) يعيشون في جنوب السعودية مع قبيلة القحطان ، ومنهم في مصر في نجع ‏حماد في محافظة قنا ، ومنهم في سورية .‏

القرعان في فلسطين هم من أبناء محمد الأقرع ( القرعاني) ، وتحديداً هم أبناء سعيد بن محمد القرعاني ، ‏حيث أن سعيد كان يعمل في التجارة بين أرض الحجاز وبلاد الشام ، وهذا ما نقله لنا كبار السن من عشيرة ‏القرعان نقلاً متواتراً وبما أن فلسطين موقعها استراتيجي ، فقد كانت أغلب تجارة سعيد بين السعودية ‏وفلسطين ، وقد رزق سعيد بأبنائه بدران وعمران ، حيث استقرا على أرض فلسطين ، ونشأ وترعرعا فيها ‏، وكان مكان سكنهم في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وتحديداً في مناطق عرفت باسم ‏عرب الشيخ أبو كشك وعرب الشيخ مونس ، وقد أنجب بدران ابن الشيخ سعيد بن محمد القرعاني ،

ثلاثة أبناء هم : مسلم ومحمد وعويضه ، وقد أنجب كل منهم نسلاً كثيراً حتى صاروا معروفين في ‏فلسطين باسم القرعان .‏

الوصول إلى فلسطين

وصل القرعان إلى فلسطين عن طريق التجارة والرعي ، وتنقلاتهم من مناطق قبيلة الحويطات شمال ‏غرب الجزيرة العربية إلى صعيد مصر والنوبة ، ومنها إلى منطقة بئر السبع في فلسطين ، وبعدها ‏استقروا في منطقة يافا ، حيث الاستقرار والماء والعشب والحياة الآمنة ، وذلك في زمن الشيخ سعيد ‏القرعاني .‏

والبعض قدم عن طريق حملة إبراهيم باشا ، حيث عملوا معه كرعاة للمواشي التي كانت تصاحب ‏الحملة ومنهم عملوا كحمالين للغلال ، ومنهم أدلاء ومرشدين للطرق التي يتحركون منها ، فوصلوا إلى ‏بلاد الشام والأردن وفلسطين ، واستقروا في منطقة يافا حيث الرعي والزراعة والتجارة والعمل والأمان .‏

وهناك بعض الروايات التي تقول بان سبب هجرة القرعان من شمال غرب الجزيرة العربية هو ‏الثارات والنزاعات القبلية التي حدثت قديماً .‏

وكان أبناء عشرة القرعان يمتازون ببنية قوية وهيبة وشجاعة قلما تجدها عند الآخرين ، ووجدوا في ‏منطقة يافا الجو الملائم والمعيشة الطيبة ، ولكن تحركاتهم بأي طريقة وأينما كانوا وكيفما وصلوا إلى ‏فلسطين وخاصة إلى منطقة يافا ، فأصلهم يرجع إلى قبيلة الحويطات العريقة ، فهم جميعاً أبناء بدران بن ‏سعيد بن محمد القرعاني.

وباختصار نقول أن : هناك رأيان في كيفية وصول عرب القرعان من الحويطات إلى منطقة يافا في ‏فلسطين :‏

‏1- منطقة عرب القرعان من الحويطات ـــ إلى معان والعقبة ـــ ومنها إلى منطقة الخليل ـــ ومنها إلى ‏غزة وبئر السبع ـــ إلى منطقة يافا . ‏

‏2- منطقة عرب القرعان من الحويطات ـــ تحركوا إلى معان والعقبة ـــ ومنها إلى صعيد مصر ونوبة ‏السودان ـــ ومنها إلى منطقة بئر السبع ـــ ومنها إلى منطقة يافا .‏

الموقع الجغرافي لعشيرة القرعان قبل نكبة سنة 1948م

جاء عرب القرعان وكانوا أقلة معدودة كما أخبرنا الأجداد ، مع قدوم حملة الخديوي إبراهيم بن محمد ‏علي باشا القادمة من صعيد مصر الى بلاد الشام وفلسطين كرعاة وأدلاء ومرشدين وحمالين وقصاص أثر ‏وذلك سنة 1831م وعندما وصلوا فلسطين حدث كر وفر ومناوشات مع الحملة العثمانية المناوئة لحملة ‏الخديوي ابراهيم ولكن ابناء عرب القرعان من الحويطات أعجبتهم المعيشة والاستقرار السائد والأمن ‏والسلام في مناطق يافا وآثروا البقاء للعمل في الرعي والزراعة ( القطاني والحبوب ) ، بكواشين ( طابو ) ‏واستوطنوا في منطقة يافا بالقرب من الحرم ( سيدنا علي ) ، ثم انتقل البعض منهم إلى منطقة عرب أبو ‏كشك الواقعة بين مدينة اللد والرملة ويافا ، حيث كان البحث عن أماكن الكلأ والعشب والمعيشة والبحث ‏عن وفرة المياه ليرعوا دوابهم وبهائمهم ، فأقام البعض خيمهم عند نهر العوجا ، حيث تكثر الأعشاب ‏والنباتات البرية التي تتغذى عليها دواب وماشية القرعان طوال أيام السنة ، وسمي هؤلاء بقرعان النهر أو ‏بالقرعان الشرقيين وتضم حمولة العويصات والحوامدة والعوامرة والعصبان وبعض العربان والعائلات ‏الصغيرة .‏

أما القرعان الغربيين الذين سكنوا بالقرب من الحرم ( سيدنا علي ) ، والشيخ مونس ، وبقوا هناك ‏بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط وهم : عرب مدينة يافا وسمو بعرب البحر أو قرعان البحر أو عرب السمك ‏، فكان غالبية أكلهم السمك عدا ما يربون من حلال ( أغنام وأبقار وجمال وخيل وطيور ) .‏

وكان القرعان الشرقيين يبعدون عن مساكن القرعان الغربيين مسافة ما بين 8 -12 كيلو متر تقريباً ، ‏ومساحة أراضي القرعان بحدود ألفي دونم ، وكان القرعان الغربيين ( عرب البحر) يبعدون اقل من كيلو ‏متر عن البحر الأبيض ، أما القرعان الشرقيين فيبعدون مسافة 8 كيلو متر تقريباً عن البحر الأبيض ‏المتوسط . ‏

في البداية كان القرعان يسكنون المضارب والخيام المصنوعة من الأكياس والخرابيش أو الجلود ، ثم ‏تطوروا وجعلوا بيوتهم من الطين واللبن والزنك ، ثم من الطوب والصفيح ، وكان هذا في الثلاثينيات ، ‏وكان ذلك للأغنياء من القرعان ، ثم بنوا البيوت من الطوب ، سواء القرعان الغربيين أو الشرقيين عندما ‏شعروا بالاستقرار .‏

وكانت بيوتهم تبنى داخل بساتينهم ومزارعهم ، وكانت العائلات ممتدة حيث كان يسكن الجد مع أبنائه ‏وأحفاده ليسهل العمل في المزارع ، وكذلك ليسهل حراسة بساتينهم وبيوتهم ودوابهم وحمايتها في كل ‏الأوقات وللوصول إلى المياه والمراعي بسرعة وسهولة وأمان ، وعند بناء البيوت تظهر الفزعة عند أبناء ‏العشيرة ، في العقدة ( الصبّة ) فيتبرعون بجمالهم ويجعلوها كالقاطرة ما بين 30 – 50 جمل ويحملون ‏عليها الزفزف من شاطئ البحر الابيض المتوسط لخلطه بالإسمنت والرمل ، ويبتهجون بالغناء الشعبي ‏الجماعي أثناء العمل. ‏

المساحة والتضاريس في منطقة عشيرة القرعان

تبلغ مساحة أراضي عشيرة الفرعان في فلسطين قرابة ( 2000 دونم ) من أراضي منطقة يافا ، ‏موزعة بالقرب من منطقة حرم سيدنا علي وقرب الشيخ مونس وبجوار أبو كشك ونهر العوجا ، وهذه ‏المساحة اشتراها الأجداد بالمال من أبو كشك وبعض الإقطاعيين في المنطقة ، وهناك مساحة زرعها ‏القرعان بالمقايضة مع أبو كشك مقابل محاصيل من القطاني وما يزرع في الأرض (على الحول).

وكان يرتبط القرعان ببعضهم البعض علاقات قوية ومتينة حيث تربطهم ببعضهم البعض وحدة الدم ‏والنسب القوي والجيرة المحترمة والمصالح المشتركة.

كما يرتبط القرعان بالعائلات والقرى المجاورة بعلاقات وصلات قوية حيث العونة والفزعة والنسب ، ‏فهم يد واحدة على من اعتدى عليهم أو الحق بهم تهماً باطلة وزائفة.

وكان عدد بيوت سكان العشيرة من القرعان في سنة 1936م أكثر من 50 بيت كلها من الزنك أو ‏الصفيح وكان نمو العشيرة يميل إلى الاتجاه الشمالي الشرقي من يافا.

وزاد عدد البيوت السكنية المكونة من الزنك أو الطوب في أواخر الثلاثينيات ، زمن الانتداب ‏البريطاني إلى أكثر من 120 بيت عند القرعان جميعاً .‏

أما تضاريس منطقة القرعان ، فهي مناطق رملية زراعية سواء كانت القريبة من البحر أم القريبة من ‏نهر العوجا ، وهي أرض مستوية وخصبة.

أما موقع العشيرة : تقع بيوت العشيرة إلى الشمال الشرقي من مدينة يافا ، بالقرب من الجهة الغربية ‏لقرية جلجولية ورأس العين وملبس ، وبالقرب من اللد والرملة ، وترتبط العشيرة بالقرى والعزب والهجر ‏المجاورة بطرق زراعية كبيار عدس وكفر سابا والشيخ مونس وسلمة وغيرها.

تربعت عشيرة القرعان فوق رقعة زراعية منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني ، للشرق من ساحل ‏البحر المتوسط ، ويحدها نهر العوجا من الجنوب الغربي ، وتبعد مناطق عشيرة القرعان قرابة 13 كيلو ‏متر من مركز محافظة يافا إلى الشمال الشرقي من المدينة ، وتقع على بقعة كشريط ممتد على السهل ‏الساحلي الأوسط ، والذي ينحدر نحو الجنوب الغربي على الطريق العام الساحلي ، ويمر بالقرب منه خط ‏سكة حديد على بعد 2 كيلو متر إلى الشرق منها.

المناخ في منطقة عشيرة القرعان

يتميز مناخ فلسطين باعتداله بوجه عام كبقية مناطق البحر الأبيض المتوسط ، إذ تتراوح درجات ‏الحرارة صيفاً في المناطق الساحلية والتي منها مناطق عشيرة القرعان ما بين 25 – 30 درجة مئوية .‏

بينما تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى حوالي 14 درجة مئوية فتهطل الأمطار الغزيرة ‏شتاء لتملأ الآبار والبرك والأودية والأنهار ، ووفرة المياه الشتوية رفعت مستوى الإنتاج الزراعي للدونم ‏الواحد . ‏

لهذا فمناخ منطقة عشيرة القرعان في قضاء منطقة يافا ، يميل للبرودة الدافئة بشكل عام شتاء ويميل ‏للحرارة صيفاً ، أما في فصلي الربيع والخريف فدرجة الحرارة معتدلة ومقبولة ، والجو يكون ممتع ‏وجميل حيث تكثر الزهور والطيور والأعشاب الخضراء وتكثر الرحلات والنزهات ويتغنى بها الشعراء . ‏

عدد سكان عشيرة القرعان

بلغ عدد سكان عشيرة القرعان قبيل سنة 1948م قرابة ألف نسمة ، موزعين على منطقتين تقبعان ‏بقضاء يافا ، فمنهم من يعيش بالقرب من الحرم (سيدنا علي) والشيخ مونس بالقرب من شاطئ البحر ‏المتوسط من جهة الشرق ، والنصف الآخر على ضفة نهر العوجا.

أما الآن فيبلغ عدد سكان العشيرة أكثر من 8000 نسمة ، ففي محافظة قلقيلية أكثر من 4000 نسمة ، ‏وفي مخيم بلاطة بنابلس أكثر من 1000 نسمة ، أما في مناطق الشتات بالأردن أكثر من 2500 نسمة ، ‏وفي باقي دول العالم أكثر من 500 نسمة ، ويعيش البعض بأعداد قليلة في حبله وبديا ، وفي الأردن ‏يسكنون مخيم سوف في جرش ومخيم الحصن في اربد ، وفي منطقة الأغوار وفي الرمثا والزرقاء وعمان ‏وأربد وغيرها من المدن الأردنية ، والقرعان عشيرة مترابطة مزواجة تؤمن بالعزوة ، ويفرحون للبنين ‏حيث يعتبروهم السند والذخيرة ورأس المال .‏

الموقع الجغرافي وسكنى عشيرة القرعان بعد نكبة 1948م

بعد تهجير أبناء عشيرة القرعان ورحيلهم القسري والجبري على يد الصهاينة والعصابات اليهودية ، ‏ومن أشهر هذه العصابات (الهاجاناة) والأرجون ، حيث عمل الصهاينة مخططاً خبيثاً مجرماً ، لترحيل ‏السكان بكل الطرق ، وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين ، بحجة أن مناطق القرعان مناطق تدريب ‏وتمارين عسكرية ، وأصدروا قوانين جائرة وكل من يتواجد في المنطقة يتحمل المسؤولية ، فرحل أهلنا ‏القرعان إلى كل من جلجولية ثم حبله ورأس عطية ، وإلى وادي قانا والكفريات ، وبعضهم استقر في قلقيلية ‏في الجزء الشمالي الشرقي منها ، وإلى نابلس في مخيم بلاطة التي اصطنعته وكالة الغوث للاجئين ، ومن ‏العشيرة من توجه إلى وادي غور الأردن ، غرب نهر الأردن وشرقية ، وما زالت عيونهم تنتظر العودة ‏وقلوبهم تهفو إلى مناطقهم وأراضيهم في منطقة يافا ، ولا زالت مفاتيح بيوتهم بأيديهم ، فكان المخطط ‏الإجرامي لإبعادهم وتهويد أراضيهم وكانت وعودهم بلفورية استعمارية مجرمة ، وعند بداية النكبة ‏رفضوا وما زالوا يرفضون مبدأ مقايضة الأرض ، كما رفضوا بداية كرت المؤن واعتبروه مهزلة ، لأنهم ‏شعروا أنها بداية المؤامرة التي تنبأ بها الصالحون من أبناء عشيرة القرعان ، وبعد نكسة 1967 رحل ‏البعض إلى الأردن ، حيث مناطق جرش ( مخيم سوف ) ، ومنهم من ذهب للعمل في مناطق عمان ‏والزرقاء واربد ، وبعضهم استقر في الأغوار طلبا للرزق والعمل في الزراعة ، كما ذهب البعض إلى ‏مناطق بنغازي في ليبيا حيث الزراعة إلا أن كل أبناء العشيرة ينظرون العودة والرجوع للوطن الأم ‏فلسطين والمدينة الجميلة يافا مسقط رأسهم . ‏


إعداد

أ. محمد محمود محمد عويصي