قرية إجزم

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ١١:٠٠، ٩ سبتمبر ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

قرية عربية مدمرة، أقام اليهود مكانها مستوطنة كيرم مهرال سنة‎ ‎‏1949 ومن الجدير بالذكر أن اسم ‏القرية معروف متداول بين الفلسطينيين من خلال المثل الشعبي الدارج " إلك في اجزم حق حصان ".

القرية قبل الاحتلال

كانت القرية تنتشر على جانبي واد صغير عريض، في الطرف الجنوبي من مرج ابن عامر وكانت ‏تقع إلى الغرب من موقع تل أبو ‏شوشة الأثري وكان يصلها بحيفا وجنين الطريق العام الذي يمتد بين ‏هاتين المدينتين وقد ذهب بعضهم مؤخراً إلى أن تل أبو شوشة ‏ربما يكون مدينة غابا هبيون (‏Gaba ‎Hippeon‏) الرومانية والتل موقع كبير قديم، يبدو أنه يعود إلى العصر البرونزي المبكر ‏‏‏[‏Siegelmann 1984‎‏] في أواخر القرن التاسع عشر، وُصِفت أبو شوشة بأنها مزرعة صغيرة، على ‏طرف سهل، تستمد مياهها من ‏نبع يقع غربيها [‏SWP (1882) II 41‎‏] وكانت القرية قائمة على ‏إحدى القمم في القسم الجنوبي الغربي من جبل الكرمل وكان يحدها ‏من الجهة الشمالية الشرقية سهل، ‏ومن الجهة الجنوبية واد رحب (أبو ماضي)، وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي ‏الذي ‏كان يمر على بعد 3 كلم إلى الغرب منها في سنة 1956، كانت إجزم قرية في ناحية شفا (لواء ‏اللجون)، وعدد سكانها 55 نسمة ‏وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير ‏والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل ‏‏[‏Hut And Abd 158‎‏] ‏كانت إجزم مسقط رأس الشيخ مسعود الماضي، زعيم منطقة حيفا الساحلية في أوائل القرن التاسع ‏عشر ‏وحاكم غزّة لفترة من الزمن وقد حكم آل الماضي، وهم أسرة واسعة النفوذ، المنطقة الساحلية ‏الواقعة جنوبي الكرمل والسفوح ‏الغربية لجبل نابلس، خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ‏وكانت إجزم موطنهم الأصلي، حيث شيدوا قلعة كبيرة [‏Scholch ‎‎1986 170-71‎‏] ويذكر إدوارد ‏روجرز (‏Edward Rogers‏)، نائب القنصل البريطاني الذي زار إجزم في سنة 1859، أن عدد ‏‏سكان إجزم كان 1000 نسمة تقريباً، وكانوا يزرعون 64 فداناً من الأرض (الفدان = 100-250 ‏دونماً؛ أنظر مسرد المصطلحات) ‏‏[‏SWP (1882) II 41‎‏] ومن سكان إجزم المعروفين يوسف ‏الشافعي، الذي صار قاضي محكمة بيروت في سنة 1887.

كانت إجزم ثانية القرى الكبرى في قضاء حيفا, من حيث مساحة الأرض، وكانت منازلها مبنية في ‏معظمها بالحجارة والأسمنت، ‏وتنتشر على محور يمتد من الشمال إلى الجنوب وكان في إجزم ‏مسجدان، ومدرسة ابتدائية للبنين أُسست تقريباً في سنة 1880 خلال ‏الحكم العثماني كان سكان ‏القرية في أكثريتهم من المسلمين، ما عدا 140 مسيحياً كانوا يقيمون فيها سنة 1945 وكانت أراضي ‏إجزم ‏تشتمل على ينابيع عدة وجداول وآبار، وكان سكانها يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية ‏الدواجن وكانت الحبوب أهم محاصيل ‏القرية، لكن إجزم كانت معروفة أيضاً ببساتين الزيتون التي ‏كانت تحتل، في 1942/1943، نحو 1340 دونماً من الأرض في ‏‏1944/1945، كان ما مجموعه ‏‏17791 دونماً مخصصاً للحبوب، و2367 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين وكان في القرية ثلاث ‏‏معاصر زيتون يدوية، وواحدة آلية وكان القرية مشيّدة فوق بقايا موقع أقدم منها عهداً، كما كان ثمة ‏آثار في خربة كبّارة وخربة مقورة ‏المجاورتين، واللتين لم تشهدا أي تنقيب.

لحجارة، وسقوفها بالطين والقش، بينما كان بعضها مبنياً بالأسمنت وكان سكانها من المسلمين، وفيها ‏مسجد ومدرسة ابتدائية وكانت ‏المياه متوفرة من مصادر عدة، في جملتها مياه واديين ونبع يمدّ القرية ‏بمياه الاستعمال المنزلي.

كان اقتصاد القرية يعتمد على تربية الحيوانات وعلى الزراعة، وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية ‏وكان سكان القرية يزرعون ‏أيضاً الخضروات والتبغ وشتى أنواع الأشجار المثمرة، وفي جملتها 600 ‏دونم من أشجار الزيتون وكانت الزراعة بعلية ومروية، ‏كما كان الري ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى ‏الخضروات وكانت طاحونة حبوب، مسماة باسم القرية، تقع في الطرف الشمالي الشرقي ‏من الموقع في ‏‏1944/1945، كان ما مجموعه 4939 دونماً مخصصاً للحبوب، و931 دونماً مروياً أو مستخدماً ‏للبساتين وكانت ‏البقايا الأثرية في تل أبو شوشة، وفي القرية ذاتها، تدل على تاريخ طويل من ‏الازدهار الحضاري.

احتلال القرية وتطهيرها عرقيا

كانت إجزم، إلى جانب عين غزال وجبع، جزءاً من منطقة مثلثة جنوبي حيفا، صمدت في وجه الهجوم ‏الإسرائيلي حتى أواخر ‏تموز/يوليو 1948 ويذكر ((تاريخ حرب الاستقلال)) أن تلك القرى ((الجريئة ‏والعنيدة لم تصمد فحسب، وإنما أيضاً واصلت منع ‏حركة مواصلاتنا على الطريق الساحلي)) وتشير ‏هذه الرواية إلى محاولتين أوليين (فاشلتين) لاحتلال القرية، جرتا في 18 ‏حزيران/يونيو و8 ‏تموز/يوليو 1948 كما وُضعت خطة لمحاولة ثالثة على أساس ((عملية بوليسية ضد سكان متمردين ‏على الدولة، ‏يرفضون الاعتراف بالسلطة الشرعية صاحبة السيادة)) وقد اعتُمِدَت هذه الصيغة لإخفاء ‏حقيقة كون العملية خرقاً واضحاً لاتفاقية ‏الهدنة الثانية في الحرب، ووُسمت بعملية ((شوتير)) ‏‏(الشرطي) لكن ((تاريخ حرب الاستقلال)) يذكر أنها ((كانت من الناحية التنفيذية ‏عملية عسكرية)).

يشير المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس إلى أن الهجوم بدأ في 24 تموز/يوليو، وأدى بعد يومين إلى ‏احتلال القرى الثلاث في إثر ‏قصف مدفعي وجوي عنيف وقد أطلع وسيط الأمم المتحدة، الكونت ‏فولك برنادوت (‏Folke Bernadotte‏) مجلس الأمن لاحقاً على ‏أن القوات الإسرائيلية هاجمت هذه ‏القرى في 18 تموز يوليو، مع بداية الهدنة الثانية، وأن الهجوم الجوي والبري استغرق سبعة أيام ‏كاملة ‏وذكرت وكالة أسوشيتد برس، في 26 تموز/يوليو، أن الهدنة الفلسطينية خُرقت نتيجة هجوم قامت به ‏الطائرات الإسرائيلية ‏ومشاة الجيش الإسرائيلي على ثلاث قرى عربية وفي 30 تموز/يوليو، لاحظ ‏مراسل ((نيويورك تايمز)) بطريقة غامضة أن الوضع ‏‏((هدأ، فيما يبدو، بفضل المساعي العاجلة التي ‏بذلها مراقبو الأمم المتحدة)) بينما صرّح هؤلاء أن الوضع ((خطِر)) ويذكر بني ‏موريس أن وحدات من ‏ألوية غولاني وكرملي وألكسندروني احتلت القرى الثلاث، وأن معظم من بقي من السكان أُكره على ‏‏الرحيل، أو ((نزح تلقائياً في اتجاه الشرق)) وروى سكان هذه القرى لاحقاً أنهم تعرضوا مراراً لنيران ‏الجنود والطائرات، في أثناء ‏فرارهم من قراهم وقال برنادوت، في أيلول/سبتمبر، إن السكان ((حاولوا ‏التفاوض مع الجيش اليهودي)) وقد نقلت صحيفة ‏‏((نيويورك تايمز)) عنه قوله إن 8000 شخص ‏طُردوا من منازلهم في القرى الثلاث، وعُلم أنهم يبحثون عن ملاذ في منطقة جنين ‏كما صرح الأمين ‏العام لجامعة الدول العربية يومها أن 4000 شخص حُوّلوا إلى لاجئين، وأن 10000 غيرهم أُسروا، ‏بينما قتل ‏الكثيرون في أثناء الهجوم وجاء في تحقيق أولي للأمم المتحدة أنه عُثر على جثتين في ‏القرى الثلاث مجتمعة لكن في أيلول/ سبتمبر، ‏قدر محققو الأمم المتحدة عدد القتلى والمفقودين بمئة ‏وثلاثين شخصاً وفي 13 أيلول/ سبتمبر، أصدر برنادوت أمراً إلى إسرائيل ‏بإعادة اللاجئين إلى القرى ‏الثلاث، وبترميم منازلهم المدمرة، أو إعادة بنائها، فرفض الإسرائيليون الإذعان لأمره[‏M 213-14; ‎NYT ‎‎26/7/48, 31/748, 14/9/48‎‏].

القرية اليوم

دُمرت القرية جزئياً، وتُرك المسجد عرضة للخراب لكن عدة منازل ما زالت قيد الاستعمال وقد حُوّل ‏ديوان مسعود الماضي ¿ وهو ‏بناء من طبقتين شُيّد ف القرن الثامن عشر- إلى متحف، وحُوّلت ‏المدرسة إلى كني، والمقهى إلى مكتب للبريد ويزرع الإسرائيليون ‏السهل المجاور، بينما حُوّلت المناطق ‏الجبلية إلى متنزهات .

المغتصبات الصهيونية على أراضي القرية

في سنة 1949، أنشأ المحتل مستعمرة كيرم مهرال في موقع القرية.

المصادر

‏Encyclopedia Of The Palestinians Biography of Taqyy al-Din al-Nabhan

Ijzim in 1998, a son returns home

شهادة الحاج جودي التايه الخديش ‎ ‎