«أكرم زعيتر»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر ٢١٩: سطر ٢١٩:
  
 
‏-تاريخنا, طبع سنة 1935 بالاشتراك مع درويش المقدادي.‏
 
‏-تاريخنا, طبع سنة 1935 بالاشتراك مع درويش المقدادي.‏
 +
 
‏-المطالعة العربية, طبع سنة 1939 مع محمد ناصر.‏
 
‏-المطالعة العربية, طبع سنة 1939 مع محمد ناصر.‏
 +
 
‏-التاريخ للصفوف الابتدائية, طبع سنة 1940 مع علي الشريقي وصدقي حمدي.‏
 
‏-التاريخ للصفوف الابتدائية, طبع سنة 1940 مع علي الشريقي وصدقي حمدي.‏
 +
 
‏-التاريخ الحديث, طبع سنة 1945 بالاشتراك مع ساطع الحصري وكامل مروة.‏
 
‏-التاريخ الحديث, طبع سنة 1945 بالاشتراك مع ساطع الحصري وكامل مروة.‏
 +
 
‏-مهمة في قارة, طبع سنة 1951.‏
 
‏-مهمة في قارة, طبع سنة 1951.‏
 +
 
‏-القضية الفلسطينية, طبع سنة 1955 نقله موسى خوري إلى الانجليزية سنة 1958 كما نقله أكبر ‏هاشمي رفسنجاني إلى الفارسية سنة 1965 ونقله د. شمس إلى الأردية.‏
 
‏-القضية الفلسطينية, طبع سنة 1955 نقله موسى خوري إلى الانجليزية سنة 1958 كما نقله أكبر ‏هاشمي رفسنجاني إلى الفارسية سنة 1965 ونقله د. شمس إلى الأردية.‏
 +
 
‏-وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية (1918-1939), طبع سنة 1979. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏
 
‏-وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية (1918-1939), طبع سنة 1979. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏
 +
 
‏-الحكم أمانه, طبع سنة 1979.‏
 
‏-الحكم أمانه, طبع سنة 1979.‏
 +
 
‏-بدوي الجبل وإخاء أربعين عاما, طبع سنة 1987, المؤسسة العربية للدراسات والنشر.‏
 
‏-بدوي الجبل وإخاء أربعين عاما, طبع سنة 1987, المؤسسة العربية للدراسات والنشر.‏
 +
 
‏-يوميات أكرم زعيتر, (1935- 1939), طبع سنة 1980. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏
 
‏-يوميات أكرم زعيتر, (1935- 1939), طبع سنة 1980. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏
 +
 
‏-بواكير النضال, من مذكرات أكرم زعيتر (1909- 1939) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر.‏
 
‏-بواكير النضال, من مذكرات أكرم زعيتر (1909- 1939) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر.‏
 +
 
‏-من أجل أمتي, (من مذكرات أكرم زعيتر 1939- 1946) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر. ‏
 
‏-من أجل أمتي, (من مذكرات أكرم زعيتر 1939- 1946) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر. ‏
 +
  
 
== إعداد==
 
== إعداد==

مراجعة ٠٨:٤٤، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨

نسبه وحياتـه

ينتسب أكرم إلى آل زعيتر, وهم في غنى عن التعريف, فقد ولد أكرم في مدينة نابلس الفلسطينية, في ‏عام 1909م ونشأ في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.‏

تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في كلية النجاح في نابلس قبل أن ينتسب إلى الجامعة الأمريكية في ‏بيروت, وكلية الحقوق في القدس التي ظفر منها بشهادة في الحقوق. وكان من أساتذته في فلسطين الأديب ‏خليل السكاكيني (1878 – 1953م) الذي ارتبط به أكرم بوثاق شديد, وظل طوال عمره يباهي بتلمذته على ‏هذا الأديب الكبير, وبلغ من تأثره بعلمه وشخصيته أن أطلق اسم "سري" على بكر أبنائه تشبها بأستاذه ‏السكاكيني, أبي سري.‏


بداية أعمالـه

اشتغل بعد ذلك بالتدريس في المدارس الثانوية في فلسطين حتى إذا مااندلعت نيران ثورة عام 1929م ‏استقال من عمله وألقى بنفسه في خضم النضال الوطني متفرغا له تفرغا كاملا وهو ما استغرقه طوال حياته ‏فعرف السجون والمنافي والمحاكمات, وفي سبيل الوطن يسترخص كل شيء. ‏ عمل فترة في الصحافة فحرر مجلة "مرآة الشرق" في بيت المقدس لصاحبها بولس شحادة ( 1882 – ‏‏1943) وجريدة "الحياة" في القدس, وانشأ حزب الاستقلال في فلسطين ثم "عصبه العمل القومي" في سوريا, ‏ونزح مرة إلى الشام ومرة إلى العراق. ‏

نضاله السياسي

دعا إلى اجتماعات شعبية واضطرابات عامة في فلسطين عد استشهاد الشيخ عز الدين القسام في عام ‏‏1935 والثورة العارمة التي هبت في أثر ذلك, وانضم في العراق الى ثورة رشيد عالي الكيلاني (1983- ‏‏1945) عند قيامها في عام 1941م فلما أخفقت يمم صوب تركيا حيث قضى عامين في منفى اختياري. وعند ‏إعلان استقلال سوريا في عام 1943م عاد الى دمشق فاستعانت به الحكومة في بعض المهام الرسمية, فكان ‏مستشارا للوفد السوري في الجامعة العربية, كما كان عضوا في لجنة فلسطين الدائمة في الجامعة بعد إنشائها ‏في عام 1945م. عاد بعد "رحلة القاهرة" إلى عمان إذ استحال عليه أن يعود إلى بلاده بعدما ضاعت فلسطين ‏في 15 أيار 1948. وعند إنشاء حكومةعموم فلسطين في القاهرة في 23 أيلول 1948م برئاسة دولة أحمد ‏حلمي باشا عبد الباقي (1882 – 1963م) اختير أكرم زعيتر وزيراً فيها. لكنه تجاهل هذا المنصب لاعتقاده ‏بأن الحكومة المذكورةبقيت كيانا هلاميا واقتصر نشاطها على إصدار البيانات دون أن تزاول عملا جديا ‏كحكومة لها وزراء للاقتصاد والتجارة والصحة والخارجية وهلم جرا.‏

لم يكن أمام أكرم زعيتر من خيار لمتابعة رسالته الوطنية إلا بالانتماء الى الأردن, فعينته حكومتها ‏ممثلا لها في الأمم المتحدة عام 1962م, وتقلد بعد ذلك مناصب شتى كسفير للأردن في دمشق وطهران ‏وكابول وبيروت, واختير وزيرا للخارجية وللبلاط الهاشمي, وعين عضواً في مجلس الأعيان الأردني ورئيساً ‏للجنة الملكية لشؤون القدس, وانتخب عضوا في مجمع اللغة العربية والمجمع الملكي لبحوث الحضارة ‏الاسلامية في عمان, كما رأس المركز الثقافي الإسلامي في بيروت. ‏

وما كان أكرم زعيتر بالشخص العادي الذي يمر به التاريخ, إنه... التاريخ ذاته!! فالتاريخ ليس رواية ‏للماضي, كما يفهمه الببغاوات من حملة شهادات العلم التجهيلي وإنما هو سجل لمسيرة الحياة وتعرجاتها سموا ‏وهبوطا, حكمة واستعباراً, منزه إلا عن الأمانة في التمييز بين ماهو حق, وما هو باطل, بين ما هو علة, وما ‏هو معلولات, بين ما هو تفعيل للعقل وما هو تحذير له وتغييب!! وهذا معنى قولنا, إن أكرم زعيتر تاريخ بحد ‏ذاته.!!‏

فلسطيني من نابلس أكرم زعيتر, لكنه وقد جعل من فلسطين واغتصابها, المحور الأهم طيلة سنين ‏عمره جهادا وكتابة وخطابة وتعليما وتاريخا وسياسة, ودبلوماسيا, وصداقات واتصالات, لم يسمح لخديعة ‏سايكس – بيكو, أن تنال منه, ومن شروط وعيه, واتساع أفقه, وعميق نظراته, لحظة واحدة.!!‏

كان زعيتر يرى نابلس في بغداد, والخليل في دمشق, ويافا في بيروت, والقدس في عمان, شأن كل ‏القوميين الواعين الذين استعصوا على الذوبان, والانخراط في تيارات الضلال والتضليل ولم يقبلوا المساومة ‏على حق الحقيقة الإنسانية في الانتصار, على كل ما هو طارئ مفتعل!!‏

وصحيح أن أكرم زعيتر, كان يتمتع بالمرونة التي أملتها ظروف العمل والكفاح, بحكم اتساع دوائر ‏اتصالاته, وعدم الانحراف بجزئيات الأمور وشكلياتها, إلا أن هذه المرونة ظلت محكومة بالسقوف المحددة ‏بثوابت الأمة واستشراف غدها ومستقبل أجيالها.!!‏

في بيروت كان رجالات لبنان ورعيله الواعي ينظرون الى السفير الأردني أكرم زعيتر كلبناني أصيل ‏صادق من صميم لبنان! ومثل بيروت كانت دمشق, وكانت بغداد في نظرتها وتعاملها مع من بقي يمثل لهم, ‏ويجسد آمالهم مناخ وروح المؤتمر السوري العام, الذي انعقد في دمشق, في الثامن في آذار عام 1920.!! ‏

أكرم زعيتر, كان يؤمن إيماناً راسخاً بوحدة الأمة, ليس لأنها حقيقة علمية إنسانية واقعية طبيعية ‏فحسب, ولكن لأنها الطريق الصحيح والنهج الأوحد, لتحرير نابلس والخليل وغزة والقدس.!!‏

ولهذا قلنا وسنبقى نقول, أكرم زعيتر هو الفلسطيني الفلسطيني. ‏

وقد يكون من الغبن الصارخ, أن نحصر حديثنا عن أكرم زعيتر, بجهاده المتصل الحار لتحقيق وحدة ‏الأمة, وتحرير فلسطين, فقد كان عملاقاً لا يجارى في أسلوبه الأدبي البليغ في الكتاب, وفي متانة السبك ‏وفصاحة الكلمة بحيث لا يمكن مقارنته بسواه من أدباء هذه الأيام.!!‏

وقد لا تصح مقارنته على الصعيد الأدبي إلا بابن المقفع!! وعندما تقول الآية الكريمة (أن من البيان ‏لسحرا) يصبح من الطبيعي جدا, أن يكون (أبو سري) ساحراً ساحراً!! ولا أدري لماذا لا يقفز إلى ذهني إلا بيت ‏المعري.:‏ ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت.. ميت الأحياء!‏

حفلت حياة أكرم زعيتر بالنكبات المتلاحقة من ضياع الوطن والبيت والمقتنيات ‏, بل نجا من حادث احتراق فندق شبرد بالقاهرة الذي كان ينزل فيه مع شقيقه عادل زعيتر عندما احرقت القاهرة ‏في 26 كانون الأول 1952وفقد فيه جميع أمتعته, لكن مصريا نبيلا هو النائب الأسبق محمد محمود جلال بك ‏استضافه في بيته إلى أن استطاع تدبير بديل لما فقده من ثياب وأمتعه, وعرف في حياته المحاكمات ‏والسجون والنفي القسري والاختياري والتشرد في بيروت. ولكن كل هذه الملمات لم تفجعه بالقدر الذي أفجعه ‏فقدانه ضنَائنه من الكتب والرسائل والأوراق ومجموعات المجلات عندما أصاب صاروخ صهيوني منزله في ‏بيروت في أول آب 1982 فأحرق مكتبته التي وصفها بأنها "واحته في بيداء الحياة" كانت هذه الداهية ملجمة ‏للسانه, فلما أفاق من هولها عقد فصلا ودع به مكتبته وأوراقه, ورثاها بدم قلبه لأنها ضمت كنوز عصر كان ‏يذود عنه من عاديات الأيام, وكان مما قاله في هذا الموقف العصيب: "إذن لقد احترقت مكتبتي واحتي ببيداء ‏الحياة, مدرستي وجامعتي, ملتقاي وكبار العلماء وأعلام الأدباء منتدى أصدقائي الأخيار وأساتذتي الأبرار. ‏أشتاق إلى أحبائي فالقاهم في رسائلهم وصورهم وثمرات قرائحهم. أرواح الأعلام الفضلاء جعلت من أرض ‏مكتبتي سماء. الهموم تطبق علي, ولكنها تهادنني حين أوي إلى مكتبتي واتفيا ظلها الظليل, لكل كتاب فيها ‏قصة, ولي معه صحبة ولكلمات الإهداء من جهابذة الفضلاء عندي حرمة ووفاء. لقد التهمت النار مع الكتب ‏سطور الأئمة الذين هم جمال هذا الكون. أراني في المكتبة أحسن بشرف التواضع أمام عمالقة, ثم أراني ‏اتجاهي وأتباهى وأزهو بهم. الصاروخ الصهيوني لم يحرق أوراقا وأخشابا وألواحا, ولكنه أحرق عبقريات وأحرق ‏هناءات وباعد بين لدات.!‏

اشتاق الى صحبة الأمير شكيب والأمام رشيد والثعالبي والزركلي وعلال والنشاشيبي ومحب الدين ‏والقاسمي وهيكل باشا والسكاكيني وعبد الرزاق وأباظة والبشري والمازني والأعظمي وطه ونويهض وعادل ‏والمقدادي وفرحات وعبد الغني حسن والمعلوف والسباعي وباكثير والزيات والبدوي والنجفي والحصري ودروزة ‏والأفغاني وعبده والطباطبائي والأمين والزيات, فاعتمر منازلهم في مجمع الفضلاء, في مكتبتي رف جمال ‏الدين الأفغاني, وفيه إثارة ووثائقه وروائعه أصبح رمادا, وليت الرياح لم تذره, إذن لجمعته في قارورة وابقيتها ‏ذكرى تجدد تعظيمي له وحقدي على أعداء العربية الإسلامية, أخواني ودعتهم في عمري تفاريق, واليوم ‏ودعتهم مجتمعين! من لي بمن يعوضني من مجموعات السياسة الأسبوعية والزهراء والفتح والزهور والرسالة ‏والثقافة والحياة والحديث والمواهب والسمير والميزان والبيان العربي والأفق الجديد وعكاظ وكنوز دار الأحياء ‏والعصرية والكتاب العربي وغيرها ممن جعلوا مكتبتي منجم علم وأدب. قد أجد الموسوعات والمعاجم والقواميس ‏في المجامع, ولكن التعليقات والهوامش وعبارات أئمة بخط يدهم تعد وثائق مجد وأدب, لن تعوض وثلاثون من ‏دواوين الشعر الراقي في سالف العصور وحاضرها, هيهات أن أجد منها عوضا, وصفوة الأغراء وذؤبات ‏الوطنية ورفاق الجهاد.‏

أعماله الأدبية

كان أكرم زعيتر أديبا وخطيبا مفوها, فلم تجن الاهتمامات النضالية على هذا الجانب من حياته. فقد ‏كتب أكرم زعيتر تقديما لديوان صديقه الشاعر بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد (1903- 1982) وكتابه الذي ‏فرد بعد ذلك عن هذا الشاعر العظيم, وما كتبه عن الشاعر القروي رشيد سليم الخوري (1887- 1984) وعن ‏شقيقه الأكبر عادل زعيتر وعن أستاذه خليل السكاكيني وعن الراحلين من أصدقائه الذين رثاهم بقلمه البليغ ‏مثل محمد عبد الغني حسن (1907- 1985) والبير أديب (1908- 1985) وجعفر الخيليلي ‏‏(1860- 1927). كما نذكر المقدمة النفسية التي كتبها للطبعة العربية‎(Palestine, The ‎‏ ‏‎ ‎‎ Arab and Israel) ‎لكتاب المحامي الفلسطيني هنري كتن ‏‏(1906- 1992) التي ظهرت بعنوان "فلسطين في ضوء الحق والعدل" والتي نقلت إلى العربية, وكذلك ‏مقدمته للمجموعة الكاملة لافتتاحيات كامل مروة (1915- 1966) في جريدة "الحياة" وعسى أن يقدر لكل ‏هذه الفصول أن تجمع لأنها قطعة من البلاغة الرفيعة, وهي بلاغة تراءت حتى في الرسائل الخاصة التي كان ‏يبعث بها إلى أصدقائه.‏

وإذا كان أكرم زعيتر أصدر في فترة باكرة كتاب "القضية الفلسطينية للتعريف بها قبل انتشار الوعي ‏بخطورتها, فقد نشر بعد ذلك وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية بين عامي 1918 و 1929, ويوميات حول ‏الحركة الوطنية في الفترة 1935- 1939, كما نشر مذكراته وأوراقه عن تطورات القضية الوطنية التي ‏عاصرها وأسهم فيها بجهده الدؤوب. وبهذا ترك للأجيال التالية سجلا موثقا بالمعاينة الشخصية للتاريخ الذي ‏كان هو جزء لا ينفصل عنه, عدا أن له كتبا مدرسية في التاريخ والمطالعات الأدبية شارك في تأليفها.‏

ولم يكن له هوايات خاصة بعيدة عن العمل العام, فيذكر أنه خارج العمل الرسمي, كان يؤدي عملا ‏مضنيا, في مكتبته وبين كتبه وأبحاثه, وكان جهاده بالكلمة والخطاب, والبحث متواصلا بلا كلل, للدفاع عن ‏قضايا الأمة وحقوقها.‏

وكانت سعادته الغامرة عند إنهاء بحث أو مقالة أو بعد القاء خطاب من خطبه المشهورة كانت تنسي ‏أصدقاءه القلق والخوف. أما كتابه اليوميات وتدوين الأحداث المهمة, فكان يعتبرها مهمة وطنية للحفاظ على ‏الحقيقة ومنعا للتعسف والالتباس, فكانت ذاكرته الحادة ودقته الشديدة والحازمة أهم أسلحته في تدوين الأحداث ‏التي شهدها وساهم فيها بحيث أصبحت كتبه مراجع شهيرة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والقضايا ‏العربية الأخرى.‏

أن المتتبع لسيرته يرى أنه نذر نفسه لخدمة أمته ووطنه. منذ أن فتح عينه على الدنيا. فمن إرسال ‏رسائل تهديد لأستاذ يهودي إنجليزي في نابلس وهو في التاسعة, إلى ترك مهمة التعليم في سن العشرين ‏والتفرغ للعمل العام, إلى قيادة المظاهرات في سن الواحدة والعشرين إلى عضوية اللجنة المركزية لحزب ‏الاستقلال العربي في سن الرابعة والعشرين, إلى قيادته التنظيمات الشبابية والتحريض على حمل السلاح ضد ‏الانتداب والصهيونية كآخر معتقل, إلى بقية السلسلة المتواصلة من العمل الدؤوب والهمة العالية, كلها تكشف ‏كيف كان الراحل يعيش وأين كانت حياته الخاصة.‏

وكان يردد دائما أن الانسان يجب أن يضع لحياته هدفاً أو مثلا أعلى يحاول الوصول إليه, فكان هذا ‏الشعور هو منبع الجدية والصدق في العمل في كل ميدان: في التعليم وفي السياسة في الوزارة وفي السفارة في ‏التنظيم وفي المجمع اللغوي نفس الشخصية العربية المسلمة المثقفة المنفتحة. ‏

وكان إخلاصه لمبادئه وجرأته في الدفاع عنها يعرضه لغضب الحكام أحيانا, أو لتحامل السفهاء ‏أحيانا أخرى, لكنه كان دائما المكافح الذي لا يهدأ, والمؤدب المترفع, عفيف اللسان صافي القلب. ‏

أعماله السياسـية

ومن الأحداث التي رواها ودلت على سرعة بديهته ولباقته أنه في منتصف الستينات كان يشغل ‏منصب سفير الأردن في ايران, زار الرئيس الحبيب بورقيبة طهران في زيارة رسمية, وحدث أن اطلع على ‏صيغة البيان النهائي المزمع إصداره عند انتهاء الزيارة, وقد لمس فيه نصوصا لم تعجبه, وكانت تدعو إلى ‏علاقات واقعية بين دول المنطقة (أي بين إسرائيل والدول العربية) مما عده تنازلاً وتفريطا في غير محله. ورغم ‏أنه لم يكن عضوا في أي من الوفدين التونسي أوالإيراني ألا أنه أصر على مقابلة الرئيس بورقيبة وضغط ‏على صديقه الحبيب الابن وزير الخارجية لتكون الزيارة في ساعة متأخرة من ليلة مغادرة الرئيس لطهران, وقبل ‏ساعات من صدور البيان الختامي. وعندما دافع الرئيس بورقبية عن الواقعية وضرورة وجود ذكر لها في البيان ‏الختامي, قال له المرحوم إن شخصا غير واقعي اسمه الحبيب بورقيبة رفض في الخمسينات طلب المحتل ‏الفرنسي "للواقعية وأصر على نيل تونس لحريتها واستقلالها. فاقتنع الرئيس بهذا الجواب, وتم تغيير صيغة ‏البيان, وتم حذف هذه العبارات, وصدر البيان أقرب إلى المصالح العربية وإلى ما هدف إليه أكرم. ‏

تصدى أكرم زعيتر لمناهضة الاحتلال البريطاني والغزوة الصهيونية, منذ مطلع شبابه, وبدأ نضاله ‏عن طريق الكتابة في الصحف وفي قيادة المظاهرات والاشتراك فيها. ومضى في طريق العمل الوطني, عضوا ‏مؤسسا في (حزب الاستقلال) وفي (عصبة العمل القومي). وبعد ذلك في بغداد حيث عمل على تأسيس (نادي ‏المثنى) وعقد أواصر المودة والاخاء مع نخبة من معتنقي مبدأ القومية. ‏

وعاد إلى فلسطين مع بداية الاضراب العام (1936) واشترك في تأسيس اللجنة القومية في نابلس. ‏فبادرت سلطات الانتداب إلى اعتقال قادة الحركة الوطنية, ليكون أكرم زعيتر من أوائل المعتقلين في (عوجا ‏الحفير) وبعدها في (صرفند). وبعد إطلاق سراحه يمضي مرة أخرى إلى العراق. ويقيم هناك بضع سنوات ثم ‏يشترك في حركة الكيلاني (1941) التي كانت سياسة بريطانيا في فلسطين من أهم أسباب قيامها. وبعد إخفاق ‏تلك الحركة, يغادر العراق الى تركيا ليقضي ثلاثة أعوام فيها لاجئا سياسيا, تحت الإقامة الجبرية. وبعد رحيل ‏الفرنسيين عن سوريا, ينتقل إلى دمشق ويستأنف العمل فيها على الصعيد القومي, قريبا من زعمائها شكري ‏القوتلي وفارس الخوري وجميل مردم, وفي عام 1947 يرأس وفدا عربيا إلى دول أمريكا الجنوبية لشرح قضية ‏فلسطين لساستها وللجاليات العربية فيها. ‏

كان سفيراً للأردن في طهران, وقد جمع "أجولة" من الوثائق النادرة عن جمال الدين الأفغاني (1838- ‏‏1897) الذين يطلقون عليه في إيران اسم جمال الدين الأسد أبادي, وكان يعتزم إعداد دراسة ضخمة عن ‏الأفغاني بالاستناد الى هذه الوثائق, لكنها ضاعت. وعاد أكرم زعيتر إلى نابلس عام 1951م, بعد غيبة ‏استمرت أربعة عشر عام متصلة. ‏ ‏ ‏ كانت إسرائيل في تلك الأثناء قد وطدت أركانها, وأخذت الدول العربية على عاتقها مسؤولية معالجة ‏قضية فلسطين. ووجهت الحكومة الأردنية الدعوة لأكرم زعيتر, كي يعمل في مجال السلك الدبلوماسي ‏‏(1962), سفيراً في دمشق وفي إيران ثم وزيراً للخارجية ووزيرا للبلاط ثم سفيراً في لبنان ثم عضوا في مجلس ‏الأعيان وفي الوقت نفسه رئيسا للجنة الملكية لشؤون القدس.‏

كان أكرم زعيتر رجلاً فذا في عدة مجالات, ففي نطاق القومية العربية كان الخلف الأمثل والأقرب ‏لذلك السلف من رواد الطليعة العربية من منتسبي (العهد) و (العربية الفتاة), الوفي لتاريخ نضالهم وجهادهم ‏وأمانيهم وطموحاتهم. وكان على الدوام يتمثل بتضحيات القادة العظماء للحركة القومية العربية, ابتداء من ‏زعيم النهضة الحسين بن علي ونجله الثالث فيصل بن الحسين. وكان حريصا كل الحرص على توثيق ‏علاقاته مع حاملي مشعل القومية العربية في أقطار الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه, حتى وطد لنفسه ‏مكانه مرموقة بينهم وأصبح واحدا منهم. ونكاد لا نعرف رجلا موسوعي المعرفة بالحركة العربية ورجالها مثل ‏أكرم زعيتر. وانك لتلمح هذا في مؤلفاته وكتاباته وخطبه, شاهداً على الاتصال الوجداني والتواصل الروحي.‏

لغته الأدبية

وكان أكرم زعيتر فذا في أسلوبه البياني وفي بلاغته وفصاحة عباراته, سواء سمعته خطيباً على ‏المنابر, أو قرأته في مجلة أو صحيفة. كان حقاً سيدا من سادات المنابر وخطيبا في الطليعة بين خطباء ‏العرب في العصر الحديث. وفي الطليعة بين أرباب البيان والبلاغة من كتاب العربية. ‏

وإلى ذلك كله كان أكرم زعيتر موسوعي الثقافة. وكان من شدة إيمانه بالحقيقة والتاريخ أنه كان ‏حريصا على تدوين يومياته وخواطره, وقد ظهر هذا واضحا في المجلدين الضخمين اللذين نشرتهما (مؤسسة ‏الدراسات الفلسطينية). أولهما (وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918- 1939), وثانيهما (الحركة الوطنية ‏الفلسطينية 1935- 1939). وهناك يوميات ومذكرات جرت عليه من حساسيات وأراء مثيرة للجدل في عالمنا ‏العربي الذي تكثر فيه الاجتهادات المتباينة. ‏

شجاعتـه

لقد كان زعيتر متعدد الأبعاد, مناضلاً في فلسطين والعراق وسورية بل حيثما وجد، وكان الى ‏كله خطيبا مفوها بليغا يخلب ألباب خاصه الناس وعامتهم، ويثير حماسهم وحميتهم، لتضلعه ‏من التاريخ العربي القديم والحديث، ولتمكنه من أسرار الفصحى وبيانها، لقد اشترك في ‏الجهاد الفلسطيني ضد الحكام الانكليز المسيطرين والصهاينه الطامعين، وكان له دوره ‏البارز في إيقاظ الجماهير الشعبيه الفلسطينية، وتحريكها خصوصا في الثورة الوطنية الكبرى ‏التي غمرت فلسطين عام 1936.‏

ولم يقتصر جهاد أكرم على بلده فلسطين بل امتد الى كل بلد عربي نزله، فإذا هو ‏القومي العربي المشارك للأحرار والمناضلين العرب حيثما يكونون من أقصى المغرب الى ‏أقصى المشرق، لقد كان معروفا لديهم سواء من اجتماعاته بهم او من أخبار عنه نردهم، أو ‏من مقالات له مدوية تزخر بها الصحف في أنحاء البلاد العربيه، فإذا التقاه أحدهم وجد فيه ‏مرآة لعقيدته وصور لنضاله، وقد دفعه شعوره القومي هذا إلى الاشتراك في إنشاء الأحزاب ‏الجديده كحزب الاستقلال في فلسطين، وكعصبة العمل القومي التي كان نائب رئيس ‏اجتماعها التأسيسي في قرنابل (لبنان) عام 1933، وكجمعية "الجوال العربي ونادي المثنى" ‏الحركتين القوميتين العربيتين اللتين أفادتا من خبرته وجهده أثناء وجوده في بغداد في مطلع ‏الثلاثينات من هذا القرن.‏

ولا ننسى اهتماماته بتسجيل وقائع الجهاد العربي في فلسطين، فقد حرص على أن ‏يجمع وثائق أحداثه وتدوين ذكرياته سنة بعد سنة، بل يوما بعد يوم. وقد ألف الى جانب ‏كتابيه السابقين في السنوات الأخيرة مجلدين آخرين "بواكير النضال" ومن أجل أمتي". ولم ‏يحزنه شيء كحزنه على تبدد مجموعات كتبه ومختاراته بسبب الحريق الذي تعرض له منزله ‏في بيروت عند غزو اسرائيل للبنان عام 1982. وعلى كل حال يبقى اكرم زعيتر خير ذاكرة ‏للجهاد الفلسطيني والجهاد العربي الشامل الى حد بعيد بما حفظ وما دوّن وسجل للأجيال ‏القادمة.‏

هذه هي بعض الصفات التي كان أكرم زعيتر يتميز بها ومثلها كثير، ومنها نتبين ‏شخصيته المتعددة الأبعاد الوافرة النتاج، ومن الملاحظ ان تعدد الأبعاد وحده لا يؤدي حتما ‏الى جودة العطاء وبعد الأثر، فكثيرا ما ترى أشخاصا قد توفرت مواهبهم وتنوعت إمكاناتهم، ‏ومع ذلك ارتبكت نفوسهم وتشتت آثارهم لافتقارهم إلى مبدأ يوحد هذه الأبعاد ويخصبها، فهم ‏ينتقلون من موقع الى آخر بفعل الأبعاد المتنوعه المسيطره عليهم، فهم اليوم في جهة وغدا ‏في جهه أخرى. وبالأمس كانو في جهة ثالثه، والأبعاد عندهم تختلف وتتناقض وتؤدي الى ‏اضطراب النفس والسلوك، فيعلو صخب شخصياتهم وضجيجها، ولكن أثرها يبقى ضعيفا، ‏بل مربكا لان نوازعهم تتعارض وتضيع بين شتى الخيارات، فيعجز تحركها على أن يكون ‏مركزا متناغما موحدا للأبعاد المتعددة الخيارات المختلفة، هذا العامل هو عقيدته القومية ‏الضابطة لنوازعه النفسية، والمنبثقة من إيمانة العميق بحق شعبه الفلسطيني في الثورة على ‏الظلم والارهاب، والنضال من أجل الحريه والاستقلال وتقرير المصير، ومن الاعتقاد الراسخ ‏بأن هذا النضال هو جزء من النضال العربي.‏ ‏ ***‏ وفي عام 1982 كان اكرم زعيتر يدير المركز الثقافي الاسلامي في بيروت يوم دخلها ‏الجيش الاسرائيلي وأحرق بيته وذكرياته، فرحل إلى عمان، هو الذي ما آب من سفر إلا إلى ‏سفر موكل بفضاء الله يذرعه.‏

ويشاء القدر أن يتعين رحيله الأخير الى الملأ الأعلى في 11 نيسان عام ست ‏وتسعين، وهو اليوم الذي بدأ فيه اسرائيل عدوانها الأثم على لبنان.‏ وقد قيل عندما ذاع خبر وفاته: "لو لم تقتله مأساة فلسطين، لقتلته مأساة لبنان الذي ‏أحبه فوق حبه لفسطين."‏

ومن كلماته الشهيره قوله في أوائل السبعينات وكان سفيراً في لبنان: "فلسطين قضيتنا ‏الخاسرة، ولبنان قضيتنا الرابحة! لأن ضمير العالم سيكفر عن الجريمه المرتكبه ضد فلسطين ‏بعطف دائم على لبنان. لقد صدق، والله، أكرم. وكان الشواف البصير، حتى بعد وفاته، ‏وبعد عشرين سنة من نسيان العالم لبنان, حيث أهتز ضمير المعمورة بأسرها لمجزة قانا.‏

ولكن لبنان الذي شيع بالأمس ضحايا المجزرة وهو دامع القلب والعين, سيظل يذرف ‏الدمع على أطفال قانا وأطفال قلقيلية, وأطفال بحر البقر إلى يوم القيامة.‏ أما شيخ المنابر وأمير البيان الراحل إلى سدرة المنتهى في جوار العرش الخالد الذي ‏أنكرته العروش الزائلة, فحسبه أنه لم يتنازل في حومة الحق, ولم يفرط يوما بحرمة الحقيقة, ‏ودخل الجنة حاملا سراج الضمير.‏

نزعته الوطنية

ومن يقرأ اليوم مؤلفات أكرم زعيتر (بواكير النضال) (ومن أجل أمتي) (ووثائق الحركة ‏الفلسطنية) يدرك ضخامة الجهد الذي بذله في تأليف هذه الكتب ونفاسة الميراث الذي خلفه لأمته, ‏وحفظ به تاريخ بلاده من الضياع, فمن هذه الأسفار تحس وكأنك تعيش من جديد ملحمة النضال ‏الفلسطيني بكل وقائعها وتفاصيلها, المعارك والمظاهرات والاضرابات والمحاكمات والاعتقالات ومشاهدة ‏إعدام الثوار, وتحس بالنشوة مما تتنسمة من عبير البطولات والتضحيات التي قدمها شعب فلسطين الأعزل, ‏لمقاومة المؤامرة على بلاده, ثم ترى نفسك وجها لوجه مع الأحرار من المناضلين الأول الذين خلدهم أكرم في ‏مؤلفاته: أمين الحسيني وعوني عبد الهادي, وعزة دروزة, وصبحي الدجاني, وفؤاد العنبتاوي والشهداء الأبرار ‏فؤاد حجازي, وعطا الزير ومحمد جمجوم وغيرهم من المجاهدين. وكذلك فأن مؤلفاته لم تحفظ لنا تاريخ فلسطين ‏فحسب, ولكنها ضمنت إلى ذلك فصولا من تاريخ مرحلة زاهية لا مثيل لها من الترابط القومي والحمية العربية ‏يوم أرتبط نضال الشعب الفلسطيني بتيار الحركة الاستقلالية الذي عم الأقطارالعربية من أقصاها لأقصاها.‏

وقال: فها هو نبيه العظمة يدير معركة استقلال سورية من القدس . وها هي تونس تضرب احتجاجا ‏على زيارة كان يزمع القيام بها الصهيوني المتطرف (جابوتنكسي) فتضطرالسلطات الفرنسيه لمنعه من النزول ‏من الباخرة للبر خوفا من نقمة الجماهير ، وها هي فلسطين بمدنها وقراها تضرب احتجاجا على القرار الفرنسي ‏بانشاء (الظهير البربري) لطعن الحركة الوطنية في المغرب, وها هي جماهير فلسطين تؤبن شهيد ليبيا عمر ‏المختار, وتبكي بطل الثورة العربية الكبرى الحسين بن علي في مهرجان حافل, يقرأ فيه اسعاف النشاشيبي ‏‏(الفلسطيني) نيابة عن أحمد شوقي (المصري) أمير الشعراء قصيدته المشهورة التي مطلعها:- ‏ لك في الأرض والسماء مأتم قام فيها أبو الملائك هاشم

إلى أن يقول مشيرا إلى غدر الإنجليز به:‏ قد رجونا من الغنائم حظـاً ووردنا الوغى فكنا الغنائم

وها هي (جرش) تضرب احتجاجا على زيارة المندوب السامي لها تضامنا مع ثورة فلسطين, وهاهو ‏مثقال الفايز وحديثة الخريشة عليهما رحمة الله, يستقبلان بالحفاوة فوزي القاوقجي ومعه كوكبه من الجماهير ‏الفلسطينيين الذين وصلوا إلى شرق الأردن بعد أن انتهت ثورة 1936, فيبلغانهم مأمنهم (الرطبة) على حدود ‏العراق بصحبة مجموعة من فرسان الأردن.‏

هذه الصورة الرائعة المشحونة بالشموخ والكبرياء تطل عليك وأنت تقرأ مؤلفات أكرم زعيتر فتحسن ‏بالاعتزاز بهذا الجيل من المناضلين الأحرار الذين وقفوا على تباعد أقطارهم وقلة إمكانياتهم وقفة رجل واحد ‏ضد قوى الاستعمار, ثم تعتريك حالة من الأسى والحزن لما آلت إليه حال الدول العربية اليوم. في عصر ‏الاستقلال من تناحر وخلاف.‏

أما أكرم زعيتر الكاتب البليغ والأديب المبدع, فقد اختصته الأقدار ببيئة حانية تعهدت عبقريته ‏بالصقل وذوقه بالتهذيب منذ الصغر, فقد نشأ "زعيتر" في بيت يتلى فيه القرآن ويترنم بالجيد من الشعر, وتكرم ‏الفصحى أعظم تكريم, ولقد أتاح له ذلك أن يمسك بناصية البيان وعلوم القرآن. ‏

جرأته

ويذكر من عاصروه في الحركة الوطنية حادثة أحد المهرجانات التحريضيه ضد الانتداب الانجليزي ‏عندما فوجىء منظمو الحفل من أركان حزب الاستقلال بوجود ضباط للسلطة يحضرون الحفل فخطب المرحوم ‏المايكروفون وأعلن أن وجود ضباط الانتداب لا يحرج أحدا وطلب منهم نقل كل ما يسمونه للسلطة، ودعاهم ‏لأن يبلغوها شخط الشعب وغضبه على سياساتها... الخ، واستمر المهرجان التحريضي مما وضع ضباط ‏السلطة في حرج شديد من جراء هجوم الخطباء وتحريضهم ضدها.‏

علاقاته الاجتماعية

كانت حياة أكرم زعيتر اشبه بالساعة الدقيقة، فلم يكن هنالك وقت ضائع، فهو وفي غمرة انشغاله ‏بالعمل الرسمي في الوزارة او السفارة، أو عندما ينصرف الى مكتبه لأعداد بحث أو تأليف كتاب، كان حريصا ‏على التواصل الاجتماعي، وكان شديد الاتصال بعائلته يرعى شؤونها ويتابع أدق أخبارها، أما عاطفته الجياشة ‏فنقراها في رسالة لزوجته في مناسبة عيد زواجهما الثامن والعشرين إذ كتب يقول:‏

‏"أشهد أنني في هذه السنوات ما عبس يوم حتى بددت ابتسامتك عبوسه، وما أزمتني أزمة حتى كتب ‏ضباب أزمتي، إذ ألم بي ضيق كان لي من شجاعتك ورباطتك فرجا، إذا عصف بي إعصار لقيت السكينة ‏والرحمة لديك، ولقد عددت اقتراني بك تكفيرا من الدهر عما اجترح وبلسما لما جرح"‏

وكان مثلا في التنظيم وعدم اهمال الواجبات الاجتماعية، كان يعتبر احترام الناس من احترام نفسه، ‏أما تقديره للصداقة فيبرز من عدد اصدقائه الهائل في مختلف أقطار الدنيا، ولقد كتب في احدى رسائله لابنته ‏رزان يصف احدى نعم الله عليه ويقول:‏

‏"أنها هؤلاء الاصدقاء الخلص، الاوفياء، الاكابر، النجباء، فأنا غني بأصدقائه من نخبة الكرام وأنعم ‏بثقة صفوة الصفوة ومحبتهم ووفائهم، وأنا في اختيار اصدقائي صيرفي ماهر – ولافخر– حباني الله ‏القدرة على الاصطفاء".‏

يقول سري عن والده

وكنا كأبناء لأكرم زعيتر نلمس سعادته عندما ينصرف الى صومعته يصل الليل بالنهار في الكتابة ‏والتأليف والبحث. وكنا نعجب من طاقاته الهائلة وجلده المتواصل في الكتابه والقراءة.‏

افكاره ومبادئه

‏1- إيمانه العميق الصافي بوحدانية الله تعالى وبرسالة نبيه محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) ثم تحليه بروح الأخوه ‏الاسلامية، ثم إيمانه بوحدة أمته العربية ووحدة وطنه العربي الكبير.‏ ‏2- حمله رسالة التحرير والتوحيد وتجديد البناء للأمة العربية لتنهض وتؤدي رسالتها الى البشرية كافة، رسالة ‏الأخاء والعدل والتوحيد.‏ ‏3- أنه يحمل عواطف شياجة ملتهبه بها يلهب عواطف المستمعين، كما أن عواطفه هذه تدفعه لأداء واجبه ‏القومي والحضاري بكل نشاط وحماس بهمة لا تعرف الكل0‏ ‏4- اطلاعه الواسع على تاريخ الامة العربية والحضارية الاسلامية، ثم أنه كان موسوعة لتاريخنا القومي ‏المعاصر، يعرف رجالات الحركه العربية في شتى أقطار العروبه ويقيم انجازاتهم.‏ ‏5- أنه كان خطيباً مؤثرا في السامعين وحسن أدائه وصدق مراميه, كما كان كاتباً ممتازاً تفخر بمقالاته ‏الصحف الممتازة.‏ ‏6- أنه تأثر بآراء السيد جما الدين الأفغاني وتلميذه الأمام الشيخ محمد عبده, كما كان من المعجبين بأمير ‏البيان الأمير شكيب أرسلان رحمه الله. ‏ ‏7- أنه كان مجاهداً صادقا شجاعا لا يهاب الموت وتحمل مشاق المنافي والسجون في سبيل تحرير أمته ‏ووطنه. ‏ ‏8- أنه كان اجتماعيا يحب المزاح والنكته صافي القلب حلو المعشر, ولذلك فقد نجح في عمله في الحقل ‏الدبلوماسي كسفير في لبنان وايران, وكوزير في الأردن وفي حكومة عموم فلسطين, كما كان موفقا في كل ‏المهمام التي تعهدها في الحكومة الأردنية الهاشمية وفي العمل القومي والاسلامي.‏ ‏9- أنه كان صديقا وفيا مخلصا لأصدقائه, فمن يعرف صداقته المتينة بالمرحومين كامل مروة وبدوي الجبل, ‏ونشاطه المخلص في تغذية جريدة الحياة التي كان يصدرها الشهيد كامل مروة في بيروت, وتحريره كتابا ثمينا ‏عنوانه "بدوي الجبل" وأخاء أربعين سنة يتعرف على معنى الصداقة والأخوة بين الأحرار المخلصين.‏

من أقواله

وقال في إحدى يومياته: "اليوم أدخل في الثالثة والسبعين من عمري الثالث على الخواطر, حاسبت ‏نفسي على منجزات السنة المنصرمة ومع أنني كتبت كثيراً وقد تبلغ المقالات ثمانين مقالة ومع أنني حاضرت ‏واشتركت في ندوات وكتب نحو مائتي رسالة, وقرأت كثيرا, فأنني شعرت اليوم أن ذلك كله دون ما كنت أرجوه ‏أو أتطلع إليه. ‏

ويقول في رسالة لابنيه يصف إحدى نعم الله عليه: ‏

"إنهم هؤلاء الأصدقاء الخلص الأوفياء الأكابر النجباء, فأنا غني بأصدقائي من نخبة الكرام, وأنعم ‏بثقة صفوة الصفوة ومحبتهم ووفائهم, وأنا في اختيار أصدقائي صيرفي ماهر, ولا فخر, حباني الله القدرة على ‏الاصطفاء".‏

‏"فلسطين عربية, والعرب مسؤولون عن تركها نهبة الناهبين وفريسة الغاصبين وهي تحرص على علاقتها ‏بأخواتها العربيات.‏

‏*ايها الفلسطينيون، إن العرب في كل مكان يظاهرونكم ويؤيدونكم، وما العرب الا شيء واحد في الهم ‏والمصيبة، فنحن طلاب حق، ومن طلب الحق قارع الكون، فالأمم التي لا ضحايا لها لا يمكنها ان تتحرر من ‏العبودية، والاستقلال الذي لم يشتر بالمهج الغالية لا يمكن أن يدوم.‏

‏*من رضي بالظلم استحقه، ومن هانت عليه كرامته استأهل، ولا جور غلا على من يقبل الجور، ‏فصداقة المغلوب للغالب رضاء بالسخف وإقرار بالهزيمة.‏

‏*اللهم أنني مذ علمت أنني آمنت بوحدة بلادي استطعت ان أقول وأن أعمل شرعت أدعو للوحدة ‏وأعمل لها.‏

‏*إن المقياس الأول والأخير الذي يجب ان تقيس به الأمور هو المصلحة العربية العامة وأهدافنا ‏القومية ومثلنا العليا، فما لاءمها وخدمها وجب علينا قبوله فضلا عن السعي إليه، وما خالفها عارضناه ‏فضلا عن مقاومته، لا أعتقد أن شعباً جاد بالأرواح وبذل من صنوف التضحيات، إذا قيست بعدد نفوسه، ‏ورقعة أرضه، أكثر مما قدم الشعب الفلسطيني، فخطتهم أخفقت في الإجهاز عليه، ورد كيدهم إلى نحرهم، ‏وراحوا يشربون من الكأس التي كانو يسقوننا منها ويذقون بعض ما كانوا يذيقوننا، وفي هذه الحال ‏الوجدانية يجيش الصدر وتهيج الخواطر، ونلوذ بكتاب الله لتطمئن قلوبنا، ويترسخ إيماننا، فنرتل قوله ‏تعالى: ‏

‏"ولا تهنوا في ابتغاء القوم، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ‏وكان الله عليما حكيما" صدق الله العظيم. أنها بشرى إلاهيه بأن شعبنا المكافح النافح لن يموت.‏

‏*لقد برهنت الكارثة في طليعة ما برهنت على ان جامعة الدول العربية في وضعها الراهن، وفي ميثاقها ‏الواهن أعجز من أن تدفع عن العرب شرا، وكيف نرجو أن تكون الجامعة أداة تحرر ووسيلة خلاص وهي ‏التي تعجزت عن إلغاء جوازات السفر او تلطيف قيود الانتقال بين أقطارها، أنني أزعم أن العلاقات بين ‏البلاد العربية قبل قيام هذه الجامعة كانت أرحم وكانت أرحب منها بعد قيامها، وأعجب العجب أن هذه ‏الجامعة التي يجب أن تخطو بالعرب نحو الوحدة الكبرى، أن تعمل على أزالة الحدود بين الأقطار العربية ‏حتى تغدو قطرا واحد غدت هي أداة لتأييد تلك الحدود الضيقه، وقد لبست في سبيل استمرار التجزئه ثوب ‏الدفاع عن سيادة كل قطر. أن سبيلنا هو المبادرة للسيرة حثيثا نحو الدولة الاتحادية الكبرى.‏

قالوا في اكرم زعيتر

الاستاذ الكبير أكرم زعيتر اديب الوزراء ووزير الأدباء ‏

‏ هلال التاجي

أيقنت وانا استهل قراءة رسالتك أن الكلمة ما تزال في أمتي بخير، وبالعافية ترتع، وراحت الرسالة ‏تتعاظم بين يدي حتى غدت قطعة أدبية تسكر.‏

‏ واذا كانت الكلمة الطيبة صدقة – والقول للنبي الكريم – فكم احتوت كلمتك من صدقات، أنها مرج زنابق ‏بيض يفوح منه عطر المحبة. سأحفظ بها بين النفائس والذخائر وما اقلها عندي، وما أثمنها، لأعود اليها، ‏وكلما إدلهم الخطب, وعنف البشر عودتني الى الينبوع، أروى منه نفسي العطشى الى الكلمة الطيبة.‏

‏ نصري سلهب ‏

‎*‎اكرم زعيتر كاتب بليغ يتماوج أسلوبه بالفخامه والجزاله، وخطيب جبار عرفته منابر هذه البلاد يوم زارها ، ‏ومرثيته في نجيب الريس قطعة من البيان الخالد، وخريدة في الأدب الصافي تعز الا على هذا القلم ‏المجاهد. ‏

‏*إن فصاحة أكرم الأستاذ، أكرم زعيتر، وان بلاغته وحصافته، وإن إيمانه بعروبته ووطنه لأفضل في ‏النفوس من السحر والسكر من الخمر .‏ ‏ يوسف الصارمي ‏ ‏ ‏*أكرم زعيتر خطيب الثورة، جامع للعقيدة الصماء، وللجرأة النادرة ، والبلاغة الساحرة، والروح الملتهبة، ‏والذكاء والعلم، يجمل هذه المزايا جميعها .‏ ‏ ‏ ‏ يوسف ابراهيم يزبك

‏*أكرم زعيتر أخلص ما عرفت لأمتنا العربية العظيمة, العامل في سبيل نهضتها واستعادةأمجادها ‏‏....وأخي الاكبر في الوطنية.‏

‏ الدكتور منوال يونس ‏ ‏1957‏

‏"* من الأقلام ما هو أفعل من السيوف "وأكرم زعيتر واحد منها وأن كتاب أكرم زعيتر يمكنه ان يكوم أحد ‏الأرغفه في زاد الأبطال .‏ ‏ ‏ ‏ سعيد عقل ‏

‏*اسلوب مشرق وديباجه رائعة وبيان أسر. الأستاذ أكرم خطيب مفوه يعز أمثاله في روعة الارتجال ‏وجزالة الأسلوب وامتلاك مشاعر السامعين بسحر بيانه وقوة منطقه.‏

‏ ‏ بدوي الجبل

• الأخ الاستاذ المجاهد اكرم زعيتر رجل الحزم والعزم والعقيدة والمعرفة، وهو من افاذ المثقفين الذين ‏يؤمنون بوحدة العروبة وقضيتها .‏

‏ ‏ ‏ علال الفاسي ‏


‏*أحب ابو سري الناس . واحب الاصدقاء . وكان يضرب المثل لوفائه لاصدقاء الكئيرين من رجال ‏فكر وادباء ومثقفين وسياسيين . وكان يود لو استطاع الساعات الطويلة متحدثا لهم ومستمعا اليهم ، وما ‏ضاق صدره بأحد . كان يود لو استطاع ان يكون عونا لكل الاصدقاء وكانت ناحية الخير والمساعدة ‏أظهر ما في حياته .‏

‏تقدم به العمر، وبقي محافظا على روحه الطيبه، الخفيفه، النبيلة، كانت لقاءاتنا كثيرة اذا ‏جئت من سفر أذهب توا اليه في منزله او مكتبه، وجدته في أيامه الأخيرة شارد الفكر، اذ نالت النكبة ‏منه، لكن ايمانه يتغلب حق شعب فلسطين على الباطل بقي قويا لا ينتزع وأمله في هذه الأمة لا يخيب .‏

وفي أيامه الاخيرة حدبت السيدة الفاضلة عقيلته عنه ما يجري على الساحة العربية ذلك لتبقى صورة ‏الوطن العربي الكبير كما كانت في مخيلته ، وبعد فترة توقف استقباله الاصدقاء، وأخذت عقيلته الفاضله ‏‏"أم سري" تقوم بواجب الاستقبال ، لم يشأ أن يثقل على اصدقائه رؤيته وهو على فراش المرض، فقد خفت ‏صوته الذي كان مجلجلا في الامم المتحدة وفي الاجتماعات والمحاضرات التي كان يحضرها أو يحاضر ‏فيها.‏


وفاته

وفي الساعة الثامنة والنصف من مساء سوم الخميس الحادي عشر من نيسان ستة 1996م, أسدل ‏الستار على علم من أعلام الأمة العربية, ولحق بالرفيق الأعلى فارس مرموق من فرسان حركة التحرر ‏العربي, وثائر من أبرز رجال الرعيل الأول من ثوار فلسطين, هو المجاهد المرحوم الأستاذ أكرم زعيتر, ‏الكاتب والأديب الألمعي, والخطيب المفوه, والدبلوماسي والوزير السابق, والمؤرخ النابه الذي خلف للأجيال ‏سلسلة من المؤلفات النفيسة التي حفظت تاريخ فلسطين المعاصر من الضياع.‏

وقد كان لنبأ رحيل أكرم زعيتر وقع الزلزالة على نفوس أصدقائه, وعارفي فضله من أبناء الأردن ‏وفلسطين ولبنان وسورية والعراق, وكل قطر من الأقطار العربية التي كان لأكرم زعيتر دور في دعم ‏نضالها من أجل الحرية والاستقلال.‏

وما أن سرى النبأ الفاجع في عمان ومدن فلسطين, حتى أمت وفود المعزين بيت الفقيد لتشارك في ‏حمل الجثمان الطاهر إلى مثواه الأخيرة, وتقديم العزاء لأسرته المحزونة وكان في طليعة هؤلاء مندوب ‏المرحوم صاحب الجلالة الملك الحسين ورئيس الوزراء ومندوب صاحب السمو الملكي الأمير الحسن ولي ‏العهد المعظم (آنذاك) الذي كان في مهمة خارج البلاد, كما أمّ ديوان العزاء عدد من أصحاب السمو ‏الأمراء وجمع غفير من كبار رجال الدولة, ورئيس وأعضاء مجلس الأعيان والنواب, وشيوخ العشائر ‏ووجها, المخيمات والصحفيون ورجال النشر والثقافة. كما أقام المركز الثقافي الاسلامي في بيروت ‏احتفالاً للتعزية تكلم فيه الأستاذ منح الصلح, وتوافد عليه العديد من الشخصيات اللبنانية.‏

وفي حفل التأبين الذي أقامته مؤسسة شومان في 8/5/1996م في عمان تكريما لذكرى الفقيد الكبير, ‏انبرى الخطباء الذين أتيح لهم الحضور من الأردن وفلسطين وسورية ولبنان, ينشرون على الناس صفحات ‏عطرة من سيرة المجاهد الكبير, ويستعرضون صوراً من كفاحه وما لاقاه في سبيل فلسطين من ألوان ‏العذاب في السجون والمعتقلات.‏

مؤلفاته

‏-تاريخنا, طبع سنة 1935 بالاشتراك مع درويش المقدادي.‏

‏-المطالعة العربية, طبع سنة 1939 مع محمد ناصر.‏

‏-التاريخ للصفوف الابتدائية, طبع سنة 1940 مع علي الشريقي وصدقي حمدي.‏

‏-التاريخ الحديث, طبع سنة 1945 بالاشتراك مع ساطع الحصري وكامل مروة.‏

‏-مهمة في قارة, طبع سنة 1951.‏

‏-القضية الفلسطينية, طبع سنة 1955 نقله موسى خوري إلى الانجليزية سنة 1958 كما نقله أكبر ‏هاشمي رفسنجاني إلى الفارسية سنة 1965 ونقله د. شمس إلى الأردية.‏

‏-وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية (1918-1939), طبع سنة 1979. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏

‏-الحكم أمانه, طبع سنة 1979.‏

‏-بدوي الجبل وإخاء أربعين عاما, طبع سنة 1987, المؤسسة العربية للدراسات والنشر.‏

‏-يوميات أكرم زعيتر, (1935- 1939), طبع سنة 1980. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.‏

‏-بواكير النضال, من مذكرات أكرم زعيتر (1909- 1939) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر.‏

‏-من أجل أمتي, (من مذكرات أكرم زعيتر 1939- 1946) طبع سنة 1993 المؤسسة العربية للدراسات ‏والنشر. ‏


إعداد

أ. محمد دوابشة (عن كتاب الذكرى بتصرف)