«الأوقاف الإسلامية في فلسطين في العصر الإسلامي»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر ٢: سطر ٢:
  
 
احتلت فلسطين مع وجود القدس فيها بمكانة مرموقة في الإسلام عبر عنها بتقديم آلاف الشهداء ‏من خيرة شباب المسلمين الذين سعوا لتحريرها وفك قيدها من أيدي الغزاة والمعتدين. وفلسطين كلها أكناف ‏لبيت المقدس, التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله ‏r، ففيها بني ثاني مسجد في الكون ‏بعد المسجد الحرام، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى اللهعليه وسلم  فيما ورد في ‏الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . وهي ‏أرض الهجرة وأرض المحشر والمنشر وأرض الأنبياء  ، واليها نقل عمود الإسلام، وبها يكون بيت الخلافة ‏إلى قيام الساعة، واليها سيهاجر المهدي عليه السلام، وفيها يهبط المسيح عليه السلام، وفيها يهلك ‏الدجال ، وهي مهاجر إبراهيم، وكنانة الله في الأرض، وعقر دار المؤمنين، وإذا كان بيت المقدس كله وقفاً ‏إسلامياً فان ما يسري عليه من قدسية وهالة يسري على جميع أكنافه، فتكون بذلك كل أرض فلسطين وقفاً ‏إسلامياً تأبيدياً خاصة بالمسلمين وحدهم إلى قيام الساعة.
 
احتلت فلسطين مع وجود القدس فيها بمكانة مرموقة في الإسلام عبر عنها بتقديم آلاف الشهداء ‏من خيرة شباب المسلمين الذين سعوا لتحريرها وفك قيدها من أيدي الغزاة والمعتدين. وفلسطين كلها أكناف ‏لبيت المقدس, التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله ‏r، ففيها بني ثاني مسجد في الكون ‏بعد المسجد الحرام، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى اللهعليه وسلم  فيما ورد في ‏الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . وهي ‏أرض الهجرة وأرض المحشر والمنشر وأرض الأنبياء  ، واليها نقل عمود الإسلام، وبها يكون بيت الخلافة ‏إلى قيام الساعة، واليها سيهاجر المهدي عليه السلام، وفيها يهبط المسيح عليه السلام، وفيها يهلك ‏الدجال ، وهي مهاجر إبراهيم، وكنانة الله في الأرض، وعقر دار المؤمنين، وإذا كان بيت المقدس كله وقفاً ‏إسلامياً فان ما يسري عليه من قدسية وهالة يسري على جميع أكنافه، فتكون بذلك كل أرض فلسطين وقفاً ‏إسلامياً تأبيدياً خاصة بالمسلمين وحدهم إلى قيام الساعة.
 +
 +
g
 
 
 
وهذا ما ذهب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله ‏عليهم، على أنها وقف على المسلمين، لا تقسم بين من غلب عليها من الغانمين، وهو ما ذهب إليه أبو ‏حنيفة وسفيان الثوري ، فقالوا أن للإمام في ذلك الخيار، إن شاء وقفها، وكذلك فعل عمر وقال مالك أنها ‏تصير وقفاً بنفس الاغتنام، ولا يكون فيها اختيار للإمام، وذهب الشافعي إلى انه ليس للإمام أن يقفها بل ‏يلزمه أن يقسمها، إلا أن يتفق على وقفها المسلمون، وهذا ما أجمع عليه المسلمون بعد بلال بن رباح والزبير ‏بن العوام , وكان وقف فلسطين على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لحكمة ألهمه الله إياها، وقد تجلى ‏ذلك في قوله لسعد حين افتتح العراق، "فانك إن قسمتها بين من حضر, لم يكن لمن بقي بعدهم شيء" وأما ‏ما روي عن بلال، وعن نافع مولى ابنه عمر قال: " أصاب الناس فتح الشام فيهم بلال ومعاذ بن جبل ‏فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: "أن هذا الفيء الذي أصبنا، لك خمسة، ولنا ما بقي، ليس لأحد منه شيء، ‏كما صنع النبي ‏r‏ بخيبر"، فكتب عمر: " ليس علي ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين" ، فراجعوه الكتاب ‏وراجعهم، يأبون ويأبى، فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال:"اللهم اكفيني بلالاً، وأصحاب بلال" ، قال فما ‏حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعاً .‏
 
وهذا ما ذهب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله ‏عليهم، على أنها وقف على المسلمين، لا تقسم بين من غلب عليها من الغانمين، وهو ما ذهب إليه أبو ‏حنيفة وسفيان الثوري ، فقالوا أن للإمام في ذلك الخيار، إن شاء وقفها، وكذلك فعل عمر وقال مالك أنها ‏تصير وقفاً بنفس الاغتنام، ولا يكون فيها اختيار للإمام، وذهب الشافعي إلى انه ليس للإمام أن يقفها بل ‏يلزمه أن يقسمها، إلا أن يتفق على وقفها المسلمون، وهذا ما أجمع عليه المسلمون بعد بلال بن رباح والزبير ‏بن العوام , وكان وقف فلسطين على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لحكمة ألهمه الله إياها، وقد تجلى ‏ذلك في قوله لسعد حين افتتح العراق، "فانك إن قسمتها بين من حضر, لم يكن لمن بقي بعدهم شيء" وأما ‏ما روي عن بلال، وعن نافع مولى ابنه عمر قال: " أصاب الناس فتح الشام فيهم بلال ومعاذ بن جبل ‏فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: "أن هذا الفيء الذي أصبنا، لك خمسة، ولنا ما بقي، ليس لأحد منه شيء، ‏كما صنع النبي ‏r‏ بخيبر"، فكتب عمر: " ليس علي ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين" ، فراجعوه الكتاب ‏وراجعهم، يأبون ويأبى، فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال:"اللهم اكفيني بلالاً، وأصحاب بلال" ، قال فما ‏حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعاً .‏

مراجعة ٠٩:٣٥، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨

وقف فلسطين في عهد عمر بن الخطاب

احتلت فلسطين مع وجود القدس فيها بمكانة مرموقة في الإسلام عبر عنها بتقديم آلاف الشهداء ‏من خيرة شباب المسلمين الذين سعوا لتحريرها وفك قيدها من أيدي الغزاة والمعتدين. وفلسطين كلها أكناف ‏لبيت المقدس, التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله ‏r، ففيها بني ثاني مسجد في الكون ‏بعد المسجد الحرام، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى اللهعليه وسلم فيما ورد في ‏الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . وهي ‏أرض الهجرة وأرض المحشر والمنشر وأرض الأنبياء ، واليها نقل عمود الإسلام، وبها يكون بيت الخلافة ‏إلى قيام الساعة، واليها سيهاجر المهدي عليه السلام، وفيها يهبط المسيح عليه السلام، وفيها يهلك ‏الدجال ، وهي مهاجر إبراهيم، وكنانة الله في الأرض، وعقر دار المؤمنين، وإذا كان بيت المقدس كله وقفاً ‏إسلامياً فان ما يسري عليه من قدسية وهالة يسري على جميع أكنافه، فتكون بذلك كل أرض فلسطين وقفاً ‏إسلامياً تأبيدياً خاصة بالمسلمين وحدهم إلى قيام الساعة.

g ‏ وهذا ما ذهب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله ‏عليهم، على أنها وقف على المسلمين، لا تقسم بين من غلب عليها من الغانمين، وهو ما ذهب إليه أبو ‏حنيفة وسفيان الثوري ، فقالوا أن للإمام في ذلك الخيار، إن شاء وقفها، وكذلك فعل عمر وقال مالك أنها ‏تصير وقفاً بنفس الاغتنام، ولا يكون فيها اختيار للإمام، وذهب الشافعي إلى انه ليس للإمام أن يقفها بل ‏يلزمه أن يقسمها، إلا أن يتفق على وقفها المسلمون، وهذا ما أجمع عليه المسلمون بعد بلال بن رباح والزبير ‏بن العوام , وكان وقف فلسطين على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لحكمة ألهمه الله إياها، وقد تجلى ‏ذلك في قوله لسعد حين افتتح العراق، "فانك إن قسمتها بين من حضر, لم يكن لمن بقي بعدهم شيء" وأما ‏ما روي عن بلال، وعن نافع مولى ابنه عمر قال: " أصاب الناس فتح الشام فيهم بلال ومعاذ بن جبل ‏فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: "أن هذا الفيء الذي أصبنا، لك خمسة، ولنا ما بقي، ليس لأحد منه شيء، ‏كما صنع النبي ‏r‏ بخيبر"، فكتب عمر: " ليس علي ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين" ، فراجعوه الكتاب ‏وراجعهم، يأبون ويأبى، فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال:"اللهم اكفيني بلالاً، وأصحاب بلال" ، قال فما ‏حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعاً .‏

وهكذا رأى أمير المؤمنين أن المصلحة في أن يقفها للمسلمين، وقد وقفها، وتم إجماع المسلمين ‏على ذلك بعد وفاة بلال وصحبه, ولم يراجع عمر في شأنها أحد من المسلمين بعد ذلك مما يدلل على انعقاد ‏الإجماع على وقفها.‏

وقد انتهج الأمويون خلال حكمهم لفلسطين، نفس الطريقة التي تعاملت بها الخلافة الراشدة مع ‏فلسطين كوقف إسلامي، وكان على رأسهم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، الذي أكد على " أن تلك ‏أرض أوقفها أول المسلمين على آخرهم "، و في موقع آخر "أن تلك أرض حبسها أول المسلمين على آخرهم، ‏فليس لأحد أن يتمولها دونهم" .‏

وعلى هذا الأساس تعامل حكام المسلمين مع فلسطين ومدينتها المقدسة، فقد قاموا على رعايتها ‏ورعاية مقدساتها وإعمارها، فقد ورد أن عبد الملك بن مروان –حمى عمر بن عبد العزيز-، أوقف الخراج كله ‏ولمدة سبع سنوات لبناء مسجد الصخرة في القدس الشريف .‏

وأقام الأيوبيون ومن بعدهم المماليك مبان وقفية عديدة في المدينة المقدسة، وحافظوا عليها وقاموا ‏برعايتها بشكل منتظم، وتمثلت الأوقاف في فلسطين في العهد الإسلامية في صور مختلفة.‏

وأقيمت هناك بعض الأسواق الوقفية الصغيرة كسوق الحريرية، سوق الطباخين وسوق المبيضين، ‏على مقربة من درج العين تقع سوق الصاغة، والطريق المركزية الأخرى التي أقيمت، هي تلك التي ربطت ‏بين باب العمود، شمالاً حتى باب النبي في الجنوب، أما الطريق التي تعرف اليوم بطريق الواد، وتخرج من ‏باب العامود حتى درج العين فقد أطلق عليها اسم خط وادي الطواحين، ويقع في آخر الوادي بئر يدعى بئر ‏أيوب .‏

وفي زمن صلاح الدين بني مستشفى كبير تم وقفه، وفي الجهة الشرقية منه عند تقاطع الطريقين ‏المركزيتين أقيمت الأسواق، كسوق العطارين، وسوق الخضر وسوق القماش، وبنيت سقوف هذه الأسواق ‏بالقبب الحجرية تعلوها شبابيك كثيرة أثبتت فوقها لكي يتسلل الضوء عبرها. وقد تم وقف جميع هذه ‏الأسواق .‏

القنوات وبرك المياه الوقفية

لقد قام المماليك بتزويد القدس بالمياه من مصادر عدة، فقد تم تخزين مياه المطر في الآبار التي ‏كانت موجودة بساحة كل منزل، وأقيمت برك في الجهة الشمالية الشرقية للحرم الشريف، وحمام علاء الدين ‏في وسط المدينة، كما وأقيمت برك في حارة النصارى لتخزين المياه، كما وجلبت المياه من عين سلوان، وبئر ‏أيوب، وفي عهد صلاح الدين أنشأت القنوات التحت أرضية لتزويد المدينة بالمياه، وثم رفع مستوى المدينة ‏إلى مستوى الأقصى، بواسطة ممرات مقنطرة استخدمت كممرات سرية ربطت بين الحرم والمدينة، كما ‏وأنشأت داخل هذه الممرات قنوات مياه كانت تصب في برك وأحواض تم إعدادها لتزويد المدينة ومنطقة ‏الحرم بالمياه. وتبرز للعيان الترميمات لهذه القنوات والتي جرت ابان حكم الناصر محمد بن قلاوون في ‏السنوات 1313، 1320، 1327، وأيام خشقدم وقائتباي بين السنوات 1465-1470، حيث تم ترميم ‏القنوات القديمة التي بنيت في عهد صلاح الدين، وبناء أحواض كثيرة لتخزين المياه.

أشكال وصور الوقف في فلسطين

أوقاف المساجد

المسجد الأقصى

كانت المساجد أول الأبنية التي أُقيمت في الإسلام ، تقام فيها الصلوات الخمس ، وتتم فيها بيعة الخلفاء ، ويدعى فيها ‏القوم إلى الجهاد ، ويتم فيها الفصل بين الناس ، وبالإضافة إلى المهمة الدينية التي بُنيت من أجلها ، كانت المساجد من أقدم ‏المراكز التعليمية في الإسلام ، وأكثرها انتشاراً ، فقد عقدت فيها مجالس العلم ، حيث كان العلماء والفقهاء والأدباء يجلسون ، ‏وحولهم تلاميذهم ، وسُميت مثل هذه المجالس بالحلقات التعليمية ، أو حلقات العلم ، ولذلك كانت المساجد بمثابة مراكز ‏ومعاهد للعلم والثقافة ، والوعظ ودراسة القرآن ، والحديث والفقه واللغة ، وغيرها من العلوم .‏

والوقف كان ولا يزال هو المصدر الرئيس والأول في بناء المساجد في كل مكان، فالمساجد ما هي إلا منشآت وقفية لا ‏تقتصر على إقامة الصلوات فقط بل هي مراكز للتربية والتعليم.‏ وكانت فلسطين، وما زالت مشهورة بمساجدها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى في فلسطين ، الذي وصفه ابن ‏حوقل بقوله: " ليس في الإسلام مسجد أكبر منه" ، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" .‏ ويعود بناء هذا المسجد إلى العصور الإسلامية الباكرة، وجدد بناؤه في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ، ‏وحافظ عليه المسلمون كمسجد طيلة عهودهم وإن لحقه الخراب أحياناً إلا أنه كان يجدّد أو يرمم باستمرار . فعندما ‏حرر صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت589هـ/1193) القدس عمل على إعادة إعماره ورصفه بالفسيفساء وترقيمه ‏وتخشيب قبته وتجديد محرابه ،وتوجد اليوم كتابة فوق المحراب تشير إلى ذلك تنص على ما يلي: "أمر بتجديد هذا ‏المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى، الذي هو على التقوى مؤسس، عبد الله ووليه يوسف بن أيوب أبو المظفر ‏الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة 583هـ/1187م وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة ‏وإجزال حظّه من المغفرة والرحمة .‏

‏" والأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور وذكر قياسه هنا طولا وعرضا فان هذا البناء الموجود في ‏صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة والمراد بالمسجد الأقصى هو جمع ما دار عليه السور" ‏وهذه لفته مهمة وخاصة في عصرنا الحالي حيث يركز الإعلام – بطريقة مبرمجة- خلال عرضه للمسجد الأقصى على ‏أن قبة الصخرة أو المسجد القبلي، هو المسجد الأقصى، حتى لا ينتبه الناس إلى حقيقة الخطر الذي يهدد المسجد ‏الأقصى.‏

وقد اهتم الحكام والخلفاء والأمراء والسلاطين بالمسجد الأقصى، وتنافسوا في إعماره، والإنفاق عليه وإحياء ‏الحياة العلمية والحركة الفكرية فيه، ليكون عماد الحياة الدينية والعلمية والحركة الفكرية ، قبلة العلماء والفقهاء والمحدثين ‏وطلبة العلم ، منارة العلم والإيمان ، ليس في فلسطين فحسب ، بل لكل أهل العلم من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. ‏

وقام حكام المسلمون بإصلاح وترميم المسجد الأقصى عبر العصور الإسلامية، ليبرهنوا على أهمية هذا المسجد كوقف ‏إسلامي لا يجوز التخلي عنه، مهما طال الزمن، ومن أدلة ذلك: ما جرى في عهد أبي جعفر المنصور (‏‎136‎هـ – ‏‎158‎هـ)، الذي اهتم بفلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى اهتماماً بالغاً، فزار القدس مرتين، فكانت الزيارة الأولى ‏كانت في سنة ( ١٤٠هـ/ ٧٥٨م)، حيث نزل بيت المقدس وهو في طريق عودته من الحج ، وصلى ‏في المسجد الأقصى ، وعمل على ترميم وإصلاح المسجد الأقصى بعد حدوث الزلزال الأول سن 130هـ . أما ‏الزيارة الثانية، فكانت في سنة ( ١٥٤هـ/ ٧٧٢م) ، وفي رواية للعليمي يذكر أنه لما طلب منه الإصلاح ‏للمسجد لم يكن لديه أموال فأمر بقلع الصفائح الفضية والذهبية التي كانت على الأبواب، فقلعت وضربت دنانير ودراهم في ‏القدس وأنفقت عليه .‏

ولا بد أن نذكر أن العباسيين استمروا في اهتمامهم بفلسطين، وخاصة في فترة الازدهار والقوة، كما استمر ‏تعظيمهم للمدينة المقدسة، ويظهر ذلك من الزيارات المستمرة لخلفائهم، فبعد الزلزال الذي أصاب بيت المقدس في سنة ( ‏‏١٥٨هـ/ ٧٧٥م) ، وصل إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور الملقب بالمهدي (‏‎158‎هـ – ‏‎169‎هـ)، متفقدا ‏لأحوالها، وذلك في سنة 163هـ، وصلى بالمسجد الأقصى ، وعمل على عمارته فـنقص من طوله وزاد في عرضه فتم ‏البناء في خلافته .‏

كما أن سلاطين المماليك اهتموا بترميم وإصلاح المسجد الأقصى، فيذكر العليمي عناية السلطان ‏الظاهر بيبرس 658ـ676هـ /1260-1277م بعمارة المسجد الأقصى دون ذكر تفاصيل تلك العمارة ، " ‏وجدد بالقدس الشريف ما كان تداعى من قبة الصخرة وجدد قبة السلسلة وزخرفها" .‏

كما قام السلطان المنصور قلاوون الألفي 679-689هـ/1280-1290م بتعمير " سقف المسجد الأقصى من ‏جهة القبلة مما يلي الغرب عند جامع الأنبياء" ، وما فعله الناصر محمد بن قلاوون في ولايته الثالثة 709-‏‏741هـ/1309م-1341م، حيث " عمر في أيامه عام 731هـ السور القبلي الذي عند محراب داود عليه الصلاة والسلام ‏ورخم صدر المسجد الأقصى، وفتح بالمسجد الأقصى الشباكين اللذين عن يمين المحراب وشماله، وجدد تذهيب القبتين ‏قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومن العجب أن تذهيب قبة الصخرة كان قبل العشرين والسبعمائة وقد مضى عليه إلى ‏عصرنا هذا أكثر من مائة وثمانين سنة وهو في غاية الحسن والنورانية من رآه يظن أن الصانع قد فرغ منه الآن " .‏

وفي عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسن بن الناصر محمد وبالتحديد في عام 769هـ " جددت الأبواب الخشب ‏المركبة على أبواب الجامع الأقصى" . كما أن السلطان الأشرف أينال الناصري "عمر المسجد الأقصى في ‏أيامه" .‏

أما السلطان الأشرف قايتباي 872- 902هـ/1467-1497م فإنه في عام 884هـ " جدد عمل الرصاص على ‏ظاهر الجامع الأقصى وفك الرصاص القديم ثم ركب، ولم يكن كالأول في حسن الصناعة والإتقان، وكان الصانع له ‏رجلا من أهل الروم" ، كما أمر السلطان بالاهتمام بالمسجد الأقصى " وما يحتاج إليه من العمارة " ، بعد أن " ‏اختل نظامه واحتاج إلى العمارة " .‏ وعلى صعيد الأوقاف المحبوسة للمسجد الأقصى نجد أن السلاطين المماليك ومن سبقهم من الحكام قد اهتموا ‏بها و" وقفوا أوقافا على مصالحه" ، ومن بين تلك الأوقاف، سوق لبيع الخضراوات، وآخر لبيع القماش ، وخان سوق ‏الطباخين ، الذي كان يؤجر في السنة بنحو أربعمائة دينار، ويباع فيه أصناف البضائع . ‏ ومن بين السلاطين المماليك الذين اهتموا بالأوقاف في القدس، السلطان الملك الأِشرف أبو النصر برسباي ‏الدقمامقى الظاهري (حكم في سنة 825هـ) الذي "عمر الأوقاف ونماها وصرف المعاليم واشترى للوقف مما أرصده من ‏المال جهات من القرى والمسقفات، و أمر بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة في ‏سنة 836هـ" .‏ أما الملك الظاهر أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري (حكم في سنة 842هـ) فقد أنعم على الوقف في القدس ‏والخليل بمبلغ الفي دينار وخمسمائة دينار ذهبا ومائة وعشرين قنطارا من الرصاص برسم العمارة ثم أنعم بمائة وعشرين ‏غراره من القمح القيمة عنها ثلاثة آلاف دينار وستمائة دينار، و وكان على الوقف ديون بثمن أغلال فأنعم السلطان ‏بتوفية الثمن وهو أربعة آلاف وسبعمائة دينار .‏

وكان ناظر المسجد الأقصىين الشريفين بالقدس الشريف والخليل عليه الصلاة والسلام في زمانه القاضي عز ‏الدين خليل السخاوي، فـ" عمر الأوقاف ونماها " .‏ وولي بعده السلطان الملك الأشرف أينال أبو النصر أينال الناصري (حكم في سنة 842هـ) سنة سبع وخمسين ‏وثمانمائة وولي نظر المسجد الأقصى الشريف في السنة المذكورة الأمير عبد العزيز العراقي المشهور بابن المعلاق " ‏فحصل للأوقاف والمستحقين ما لم يحصل لهم قبل ذلك من العمارة وصرف المعاليم كاملة من غير قطع ولا ‏محاصصة" . ‏ وقد خصص بعض السلاطين رواتب للقائمين على وقف المسجد الأقصى، فقد كان " قاضي القضاة علاء الدين ‏أبو الحسن علي بن شمس الدين محمد الهاشمي المالكي الكركي الأصل المشهور بابن المزوار لا يتناول غير معلومه ‏المرتب على وقف المسجد الأقصى وهو في كل يوم عشرة دراهم فضة " .‏ وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوقاف الإسلامية في القدس تحتاج إلى العناية المستمرة والترميم المتتابع حتى ‏يتم المحافظة عليها مما يعتريها من الخراب بسبب عوامل الزمن المتقادم عليها، ونظرا لما تقوم به بلدية الاحتلال من ‏حفريات مستمرة؛ لذا نهيب بالحكومات والزعامات العربية والإسلامية أن يحذو حذو سلاطين المسلمين من حيث عنايتهم ‏ب الأوقاف الإسلامية بالقدس والمحافظة عليها لتصمد أمام غطرسة المحتل الصهيوني. ‏

====مسجد قبة الصخرة المشرف==== ‏ ومن مساجد فلسطين الشهيرة، نذكر أيضا مسجد قبة الصخرة المشرفة، وقد اهتم سلاطين الدولة المملوكية بهذا ‏المسجد.‏ ومن المعروف أن هذا المسجد المبارك، قد بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن استشار المسلمين، ‏ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ، ولقد استمرت مدة البناء من (‏‎68‎هـ – ‏‎72‎هـ) . وفي عهد ابنه " الوليد بن ‏عبد الملك انهدم شرقي المسجد ولم يكن في بيت المال حاصل فأمر بضرب ذلك وإنفاقه عل ما انهدم منه" ، وقد حوله ‏الإفرنج عند احتلالهم القدس إلى كنيسة، وعندما حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي أزال النقوش والصلبان التي رسمها ‏الصليبيون على جدران الصخرة الداخلية وغطاها بالرخام، وغسل الصخرة بماء الورد فبخرت وفرشت . ‏ وقد قدم لنا العليمي وصفا دقيقا لما كانت عليه في زمانه . وأوضح الإصلاحات والترميمات والإضافات خلال ‏العهود الإسلامية المتعاقبة، مما يدلل على الاهتمام الكبير بهذا المكان، تقديرا لقدسيته، وأهميته كمان لتلقى العلم، ومن ‏هذه الإصلاحات والترميمات، ما قام به الظاهر بن الحاكم بأمر الله الفاطمي (‏‎411‎‏- ‏‎425‎هـ) الذي عمل على ترميم ‏مسجد الصخرة، بعد أن أصابها زلزال في سنة ‏‎407‎هـ . ‏ وبعد احتلال الصليبيين للمدينة وتغيرهم لمعالمها الإسلامية، وفق الله سبحانه وتعالى صلاح الدين بفتحها، ثم بدأ ‏بإعادة عرى الإسلام إلى المدينة المقدسة، فأمر بإصلاح المساجد والمدارس ، وترميم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ‏وترميم محراب المسجد الأقصى، وعيّن خطيباً وإماماً للمسجد ، التي قام بها سلاطين المماليك على مسجد القبة، ومن ‏ذلك ما قام به الظاهر بيبرس من تعمير لقبة الصخرة عام 668 هـ/1270م، حيث " جدد فصوص الصخرة الشريفة التي ‏على الرخام من الظاهر –لعله يقصد واجهة القبة-" .‏ وجرى تجديد تذهيب قبة الصخرة في فترة ولاية السلطان المملوكي الناصر محمد الثالثة بحيث .‏

وفي سلطنة الظاهر برقوق 784- 815هـ/1382م-1412م: " عمرت سنة 798هـ دكة المؤذنين التي بالصخرة ‏الشريفة تجاه المحراب" . وقد نُقِش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم جدّدت هذه السدة المباركة بالصخرة الشريفة في أيام ‏مولانا السلطان الظاهر ابن سعيد برقوق.. تاريخ مستهلّ شوال 789هـ/ 1387م".‏

و في خلال سلطنة الظاهر جقمق أصاب سقف قبة الصخرة حريق ، فأمر السلطان " عمر السقف بأحسن ‏مما كان" . ‏

وهذا يشير إلى اهتمام سلاطين المسلمين بالحفاظ على الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، إلى عناية ‏السلاطين العثمانيين بقبة الصخرة رغم خضوع القدس لحكم المماليك، ويبدو أن سوء العلاقات بين الطرفين لم تلقي ‏بظلالها على الاهتمام العام من حكام المسلمين في ذلك الوقت بأوقاف القدس الإسلامية؛ فأين حكام المسلمين اليوم من ‏ذلك الاهتمام؟ ‏ وبالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة كأهم وقفين إسلاميين في فلسطين، فقد أوقف المسلمون ‏عدد كبير من المساجد في مدن وقرى فلسطين، وقد دمر الاحتلال الصهيوني غالبية هذه المساجد، ولا تزال بعضها ‏موجودا كشاهد على عظمة الحضارة الإسلامية في فلسطين، ومن هذه المساجد: ‏

مسجد إبراهيم الخليل الذي جدده السلطان المملوكي الظاهر بيبرس " ورم شعثه، وأصلح أبوابه وميضاته ‏وبيضه وزاد في راتبه المجرى عليه وعلى قوامه ومؤذنيه وإمامه ورتب له من مال البلد ما يجري على الواردين عليه ‏والمقيمين به" .‏

مسجد الرملة: وقد وصفه المقدسي بأنه " أبهى وأرشق من جامع دمشق، يسمى المسجد الأبيض ، ليس في ‏الإسلام أكبر من محرابه ، ولا بعد منبر بيت المقدس أحسن من منبره ، وله منارة بهية" ، وقد جدده السلطان ‏بيبرس . وفي الرملة جوامع أخرى ، لكن أهمها هذا المسجد.‏

ومن مساجد فلسطين أيضاً مسجد الجمعة في وسط مدينة طبرية في السوق ، وهو مسجد كبير حسن ، يقال أن الذي ‏بناه هو سليمان بن داود عليه السلام، وعند بابه عين ماء، وفي الجانب الغربي من مدينة طبرية مسجد يدعى مسجد ‏الياسمين وهو مسجد جميل، في وسطه ساحة كبيرة، وحولها الياسمين الذي سمي به المسجد، وتحت هذه الساحة ، قبور ‏سبعين نبياً .‏

ومن مساجد نابلس الشهيرة ، المسجد الكبير ، وكان هذا المسجد كنيسة كبيرة ، حولها الملك الناصر صلاح الدين إلى ‏جامع ، وكان يسمى في أثناء الفترة الفرنجية باسم كنيسة القيامة ، ومن المحتمل أنه استمر في أداء دوره المنوط به ‏في العصر المملوكي.‏

ومن مساجد نابلس التي لعبت دورا دينيا مهما في العهد المملوكي: المسجد الغربي، وكان يسمى أيضاً مسجد الحنابلة ‏منذ القرن التاسع للهجرة ، نسبة إلى العلماء الحنابلة الذين تولوا الإمامة فيه .و لهم كذلك مسجدان في بلدتي ‏ساوية، و مردا، من عمل نابلس .‏

ومن مساجد نابلس القديمة أيضاً مسجد الشيخ بدران ، نسبة إلى واقفه العماد عبد الحافظ بن الشيخ بدر الدين بدران ‏المتوفى سنة 698هـ/1298مً .‏

كما بنى السلطان الظاهر بيبرس بصفد جامعا حسنا ‏

أوقاف الزوايا

الزوايا جمع زاوية ، وهي شبيهة أيضاً بالرباط و"الخانقاه" ، إلا أنها أصغر ، وهي أبنية صغيرة منفصلة في جهات مختلفة ‏من المدينة ، في شكل دور ، أو مساجد صغيرة ، يقيم فيها المسلمون الصلوات الخمس ، ويتعبدون فيها ويعقدون بها ‏حلقات دراسية في علوم الدين ، كما يعقد فيها مشايخ الطرق الصوفية حلقات الذكر ، وقد تكون الزاوية في ناحية من ‏نواحي المساجد الكبرى .‏

ولذلك يمكن القول بأن هذه الزوايا كانت مراكز للتعبد من ناحية ، ومراكز للتعليم من ناحية أخرى. قد عرفت بيت ‏المقدس ، في العصرين الأيوبي والمملوكي العديد من الزوايا، كان من أشهرها:‏

‏1- الزاوية الخُتَنِيّة: أنشأها صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ/1991 وأوقفها على الشيخ جلال الدين أحمد بن محمد الشاش، ‏وعرفت بـ“الختنية” نسبة إلى الشيخ الختني .‏

‏2- الزاوية الجراحية: كانت تقع في حي الشيخ جراح بظاهر بيت المقدس من جهة الشمال، سميت بالجراحية نسبة لواقفها ‏الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي ، أحد أمراء الملك الناصر صلاح الدين ، وقد توفي في سنة ‏‏598هـ/1201م ، ودفن في زاويته المذكورة . ذكرها العليمي بقوله: "إنها بظاهر القدس من الجهة الشمالية. أوقف ‏عليها الواقف أوقافاً ورتب لها الوظائف، وبظاهر الزاوية من جهة القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال أنهم من جماعة ‏الجراحي" . ‏

‏3- الزاوية (المدرسة) الناصرية أو النصرية: كانت على برج باب الرحمة (من أبراج السور الشرقي) عرفت بهذا الاسم ‏نسبة إلى منشئها الشيخ نصر المقدسي، ثم عرفت بالغزالية ، جددها الملك المعظم عيسى (610هـ/ 1213م) وجعلها ‏زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا من جملتها إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق بن ‏السكيت، وقد دثرت الزاوية المذكورة في عصر العليمي –نهاية القرن التاسع الهجري – " ولم يبق لها نظام وصارت من ‏المهملات" . ‏

‏4- الزاوية الوفائية: بباب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى من ناحية الغرب، واقفها هو: تاج الدين أبو الوفا محمد عام ‏‏1380م .‏

‏5- الزاوية الشيخونية: واقفها الأمير سيف الدين قطيشا بن علي بن محمد، من رجال حلقة دمشق سنة 761هـ، كان مجاورا ‏بالقدس الشريف وجعل نظرها لنفسه، ثم من بعده لولده شيخون فسميت بالشيخونية نسبة لولده .‏

‏6- الزاوية المهمازية: تقع على مقربة من السور الشمالي للأقصى، منسوبة للشيخ كمال الدين المهمازي، ووقفت على ‏مربع من الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في شهر ذي القعدة سنة 745هـ/ 1354م، وبها قبر رجل ‏من ذريته اسمه الشيخ خير الدين خضر المهمازي . ‏

‏7- الزاوية المحمدية واقفها محمد بك زكريا الناصري تاريخ وقفها في العاشر من شهر رجب سنة 751هـ .‏

‏8- الزاوية اليونسية: مقابل المدرسة الباوردية –سيأتي الحديث عنها-ونسبتها للفقراء اليونسية .‏

‏9- زاوية الطواشية: كانت في حارة شرف التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وتعرف قديما بحارة الأكراد، ‏واقفها الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن جلال الدين عرب بن فخر الدين أحمد المجاور بالقدس في تاسع عشر رمضان ‏سنة 753هـ .‏

‏10- زاوية المغاربة: كانت في حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وقف الشيخ عمر بن عبد ‏الله بن عبد النبي المغربي المصمودي المجرد، في 703هـ .‏ ‏11- الزاوية الحمراء: بالقرب من الخانقاه الصلاحية وهي منسوبة للفقراء الوفائية .‏

‏13- الزاوية البسطامية: في حارة السعدية الواقعة بين باب الساهرة والسور الشمالي للمسجد الأقصى القدسي، واقفها ‏الشيخ عبد الله البسطامي وكانت الزاوية موجودة قبل سنة 770هـ .‏

‏14- زاوية اهنود: وتقع قرب سور القدس الشمالي أمام باب الساهرة بظاهر باب الأسباط، وهي قديمة وكانت للفقراء ‏الرفاعية ثم نزل بها طائفة الهنود فعرفت بهم ‏ ‏15- الزاوية الأدهمية: وتقع خارج السور الشمالي للقدس بين بابي الساهرة والعمود، داخل مغارة الكتان وهي للفقراء ‏الأدهمية، وهم المتصوفة من أتباع الزاهد إبراهيم بن أدهم، وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ووقف عليها ‏هو وغيره من أهل الخير .‏

‏16- الزاوية القلندرية: تنسب للشيخ إبراهيم القلندري وأقام بها جماعة من الفقراء، وكانت في عصره الست طنشق بنت ‏عبد الله المظفرية التي عمرت في الزاوية المذكورة قبة محكمة البناء على قبر أخيها بهادر، وظلت عامرة حتى زمان ‏المؤلف العليمي حتى خربت وسقطت في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، واستمرت خرابا بعد ذلك لتصبح مقبرة يدفن ‏الأعيان من الأمراء ممن يرد إلى ببيت المقدس .‏

‏17- الزاوية الكبكية: أنشأها الأمير علاء الدين أيدغدي عبد الله الكبكي في عهد المنصور قلاوون في عام 1290م، ‏وهي مخصصة لوظيفة التصوف بالإضافة لكونها مدفناً لمنشئها .‏

‏18- زاوية البلاسي: واقفها الشيخ أحمد البلاسي وكان من الصالحين وقبره بها .‏

‏19- زاوية السرائي أو الأزرق: شرقي زاوية البلاسي نسبتها للشيخ إبراهيم الأزرق وهي قديمة، وبها قبور جماعة منهم ‏الشيخ اسحاق ابن الشيخ إبراهيم ووفاته في سنة 780هـ .‏

‏20- زاوية الدركاه: أوقفها الملك شهاب الدين غازي بن السلطان العادل ، الذي دفن بها سنة 613هـ/1216م .‏

‏21- زاوية الشيخ يعقوب العجمي: وقد اشتهرت بزاوية الشيخ شمس الدين ابن الشيخ عبد الله البغدادي وتلاشت ‏أحوالها .‏

‏22- زاوية الشيخ بدر الدين: أنشأها السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران ، توفي سنة 650هـ/1252م ، ودفن ‏بزاويته في ظاهر بيت المقدس من جهة الغرب . ‏

أوقاف المدارس

كان إنشاء المدارس الوقفية من بين أهم عوامل ازدهار الحياة العلمية والحركة الفكرية في فلسطين إبان العهد ‏المملوكي، وقد تنافس رجال الحكم والسلطة في الدولة المملوكية ومن اتصل بهم في وقف هذه المدارس واختيار أفضل ‏المدرسين وأتقاهم للعمل فيها .‏

وقد مهدت هذه المدارس الطريق أمام طلاب العلم لينهلوا من معين العلوم الشرعية والعربية وغيرها بأيسر جهد، ‏وأقصر وقت. وأقل التكاليف. وأصبح طالب العلم غير محتاج إلى أن ينتقل من بلد إلى آخر يبحث عن المدرسين بل ‏صار المدرسون هم الذين يأتون إليه في المدرسة.‏

وقد جعلت هذه المدارس من عهد المماليك عهداً مشرقاً في بلاد الشام، إذ أصبحا محور استقطاب العلماء من جميع ‏البلدان الإسلامية، لما كان يلاقيه الفقهاء من كريم العناية والرعاية.‏

وكان يقوم بتدريس الطلبة في المدارس المختلفة عدد من المدرسين الأكْفاء ، وقد بينَّ القلقشندي أن المدرس هو من ‏كان يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك ، ولا يسمح للمدرس ممارسة ‏مهامه التدريسية إلا بعد تأهيله وحصوله على الإجازة بالتدريس .‏

وكان على المدرس في تلك المدارس أن يتصف بخصائص وصفات تجعله قادراً على القيام بمهمة التدريس ، ومنها: ‏أن يكون ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة وعدالة ، وأن يتصف بسعة العلم والتضلع في الفنون ، والأخذ من ‏كل منها بحظ وافر ، وطول الباع في البحث والمناظرة ، وعدم الجدال في الباطل ، وتربية الطلبة ، وتأديبهم والتقريب ‏على من عّسُر على فهمه شيء من المسائل .‏

وعلى المدرس أيضاً أن يؤدي واجبة على أكمل وجه ، يحسن إلقاء الدرس ، وتفهيمه للطلبة في مجال تخصصه ، ‏فالمدرس في مدرسة الفقه عليه أن يلقي دروساً في الفقه ، والمدرس في مدرسة التفسير عليه أن يلقي دروسه في التفسير ‏، وهكذا ، فإذا درس المدرس تفسيراً أو حديثاً في مدرسة الفقه ، أو ما شابه ذلك ، فلا خير في ذلك .‏

وكان ممن يساعد المدرس في تعليم الطلبة ، المعيد ، وكثيراً ما كان المعيد يحضر الدروس إلى جانب المدرس ‏والطلبة ، وكان المعيد يساعد الطلبة في إعادة ما حفظوه ، ويراجعهم في المذكرات ، ويناقشهم ، ويختبر مقدار فهمهم ، ‏وكان يوصي كل واحد منهم بقراءة الكتب التي تلائم مستواه الفكري ومقدار علمه .‏

وكان يشترط في المعيد أن يكون من صلحاء الفضلاء صبوراً على أخلاق الطلبة ، حريصاً على فائدتهم ، وانتفاعهم ‏به قائماً على وظيفة إشغالهم ‏

وعلى المعيد أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه ، وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ، ويعامله بما يعامل به أعز أولاده ‏من الحنو والرأفه به ، والإحسان إليه ، وتحسين خلقه ، وإصلاح شأنه .‏

أما عن أساليب التدريس وطرقه في تلك المدارس فقد استخدم المدرسون في تدريسهم أساليب وطرقاً عديدة بهدف ‏تحقيق الفائدة المرجوة لطلبتهم ، وقد أشار السبكي إلى المدرس بقوله: "وحق عليه أن يحسن إلقاء الدرس وتفهيمه ‏للحاضرين ، ثم إن كانوا مبتدئين فلا يلقي عليهم ما لا يناسبهم من المشكلات ، بل يدربهم ويأخذهم بالأهون فالأهون إلى ‏أن ينتهوا إلى درجة التحقيق ، وإن كانوا منتهين فلا يلقي عليهم الواضحات ، بل يدخل بهم في مشكلات الفقه ، ويخوض ‏بهم عبابه الزاخر" .‏

وقد تنوعت طرق التحصيل العلمي ووسائله في عصر المماليك بين التلقين والحفظ ، والسماع والإملاء ، والمناقشة ‏والمناظرة وغيرها ، إلا أن طريقة التلقين والحفظ والرواية كانت أكثر شيوعاً من غيرها ، وخاصة في العلوم الشرعية ، ‏وعلوم اللغة العربية ، وقد أثنى ابن خلدون على طريقة تلقين العلوم للمتعلمين ووصفها بالمفيدة .‏

أما المناظرة فقد كانت من أرقى أدوات التعليم التي كان يمارسها كبار العلماء ، نظراً لأهميتها في شحذ الذهن وتقوية ‏الحجه وانطلاق البيان ، لذلك وجب على المدرس أن يدرب الطلاب على آداب المناظرة والمناقشة ، وكانت تتم بين ‏الطلاب أنفسهم أو بين المدرس والطالب ، وكان الطالب يخالف أستاذه في الرأي أحياناً بطريقة ملؤها الأدب ‏والاحترام .‏

وقد أشار الزرنوجي إلى ذلك بوضوح في قوله: "ولابد لطالب العلم من المذاكرة والمناظرة والمطارحة، فينبغي أن ‏يكون كل منهما بالإنصاف والتأني والتأمل ، ويتحرز عن الشغب ، فإن المناظرة والمذاكرة مشاورة، والمشاورة إنما تكون ‏لاستخراج الصواب" .‏

وبالنسبة لمواد الدراسة في تلك المدارس فبصرف النظر عن اختلاف الدراسة الفقهية في تلك المدارس حسب اختلاف ‏المذاهب الفقهية، فقد تركزت الدراسة فيها أيضا حول علوم الحديث والقرآن واللغة العربية، فضلا عن تدريس الوعظ، ‏والعلوم الرياضية .‏

هذا بالإضافة إلى أن بعض المدارس كانت مختصة بتدريس علم بذاته، مثل دور الحديث، كدار الحديث في القدس ‏التي كانت عبارة عن مدرسة تخصصت في تدريس علم الحديث كما نص على ذلك كتاب وقفها في سنة 666هـ .‏

ولم يكن اهتمام المماليك بمدارس القدس مقتصراً على الكم والرسالة العلمية، بل تعداهما إلى العناية بعمارة المدرسة ‏وشكلها وزخارفها، فجاءت المباني التي تعود إلى تلك الفترة معبّرة عن التطور الكبير الذي طرأ عل ى النواحي العمرانية ‏والهندسية والفنية آنذاك• هذا إلى جانب استمرار التدريس في المسجد الأقصى القدسي، واستخدام المساطب لهذا الغرض• ‏والمقصود هنا أماكن مرتفعة قليلاً في ساحة المسجد الأقصى(بنيت من الحجارة وبلطت سطوحها وعمل في بعضها ‏محراب أو حائط باتجاه القبلة) أنشئت لغرض الصلاة والتدريس معاً منها: مسطبة الظاهر (795هـ / 1392م)، مسطبة ‏البصيري(800هـ/ 1397م)، مسطبة وسبيل قايتباي (860هـ / 1455م)، وخلال العهود اللاحقة، أخذت المدارس القديمة ‏تتوقف عن أداء دورها، قسم منها صار مقرات لمدارس حديثة، وتحول بعضها إلى دور للسكن ترابط فيه جماعات من ‏عائلات مقدسية، وجرى استخدام الباقي لأغراض مختلفة .‏ وقد خصصت الأوقاف الكثيرة لهـذه المراكز العلمية والفقهية والقضائية تحت عنوان مدارس بيت المقدس، وصرفت ‏رواتب للفقهاء والقضاة والمشايخ المدرسين وكذلك الطلاب .ومن

أبرز المدارس في القدس

أولا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الشمالية:‏

‏1-‏ المدرسة الفارسية: بداخل المسجد الأقصى الشريف، وقد أوقف عليها حصة من قرية طولكرم بفلسطين في الثالث من ‏شعبان سنة(755هـ) ، تتداخل مع المدرسة الأمينية في غرف الطابق العلوي، وهي حالياً دار للسكن لأبناء الشيخ ‏إبراهيم العوري.‏

‏2- المدرسة التنكزية: تقع قرب باب السلسلة، غرب المسجد الأقصى، ويقوم قسم منها على الأروقة الغربية، واقفها الأمير ‏تنكز الناصري توفي سنة(741هـ) نائب الشام ، أنشأها ووقفها (729هـ/ 1328م) في زمن السلطان قايتباي، كما ‏أنشأ مسجداً لها، على واجهتها الخارجية يوجد نقش يشير إلى بانيها: " بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذا المكان المبارك ‏راجيا ثواب الله وعفوه المقر الكريم السيفي تنكز الملكي الناصري عفا الله عنه وأثابه. وذلك في شهور سنة تسع وعشرين ‏وسبعماية". ‏

وكان في داخلها مسجدا يوجد عليه نقش كالتالي: " البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار ‏لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرائض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل ‏الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله ‏وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله". وقد اتخذت المدرسة مركزاً للقضاة والنواب ودار سكن لهم، ثم عادت لتقوم بدورها ‏الفكري (أواخر القرن 10هـ/ 16م).‏

وتتميز ببنائها المزخرف، وتعد من أجمل مباني القدس القديمة، وعلى بابها شعار الأمير تنكز، وهو كأس ذو ‏رأس مدبب وقاعدة عريضة.‏

وقد حولت إلى مقر للمحكمة الشرعية في العهد العثماني، وبقيت كذلك في أوائل الاحتلال البريطاني، ثم اتخذت ‏داراً لسكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني وصارت مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.‏

واستولت عليها السلطات الصهيونية عام 1969م بحجة أن نوافذها تطل على البراق وحارة اليهود، وأجرت ‏حفريات تحتها هددتها بالانهيار.‏ ولا يظهر وضع المدرسة التنكزية الحالي التي يحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها، إنه كان لها تاريخ ‏تعليمي أو ثقافي، فهي أصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الصهيوني ويغلق أبوابها ويقيم على أسطحها المتاريس ‏وينصب الرشاشات والأسلحة. ‏

وبسبب موقعها المطل على ساحات المسجد الأقصى التي عادة ما تشهد تظاهرات ومسيرات ضد سياسة ‏الاحتلال، فإن الشرطة الصهيونية ووحدات حرس الحدود والجيش يستخدمونها لقمع أولئك المتظاهرين. ‏

ومن فوقها شارك جنود الاحتلال في ارتكاب مجازر ضد المتظاهرين والمصلين مثلما حدث عام 1996م فيما ‏عرف بانتفاضة النفق، التي اندلعت احتجاجا على قيام حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك بفتح نفق يمر من تحتها أطلق عليه ‏اسم (نفق الحشمونائيم). ‏

وفي شهر آذار (مارس) 2006م، افتتح الرئيس الصهيوني كنيسا يهوديا أسفل المدرسة التنكزية، وبعد أشهر ‏واصل المحتلون استهدافهم للمدرسة، فافتتحوا ما أطلقوا عليه اسم (متحف قافلة الأجيال) مكون من سبع غرف تعرض ‏فيها تاريخ القدس من وجهة نظرة صهيونية، بواسطة وسائط إيضاح وعروض الصوت والضوء. ‏


وما زالت رشاشات جنود الاحتلال مصوبة من فوق هذه المدرسة التي كانت في العصور الماضية منارة ثقافية، نحو ‏ساحات المسجد الأقصى القدسي الشريف، تنذر بعمليات قتل أخرى .‏ المدرسة البلدية: واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب توفي ودفن بها (ت 782هـ/ 1380م) . ‏ واتخذت بعده مدرسة لأبناء البلد (ومن هنا اسمها)، و دفن فيها الشيخ المفتي محمد الخليلي (ت 1149هـ/ 1736م) ‏وقد ترك فيها خزانة كتب آلت لأحد أبناء عائلة الترجمان ثم إلى الوقف الإسلامي.‏

‏3- المدرسة الأشرفية: داخل المسجد الأقصى الشريف بالقرب من باب السلسلة .بين باب المطهرة وباب السلسلة ‏في الرواق الغربي للأقصى، وسميت أيضاً السلطانية، بنيت للمرة الأولى في زمن السلطان الملك الظاهر خشقدم (865هـ/ ‏‏1461م)، وأعيد بناؤها (887هـ/ 1482م) في زمن السلطان الأشرف قايتباي، وعدت جوهرة ثالثة في بيت المقدس بعد ‏الأقصى وقبة الصخرة، بسبب غنى مبناها بالعناصر المعمارية والزخرفية.‏

وقد رتب لها السلطان الأشرف قايتباي مشايخ وفقهاء ومدرسين للتعاليم الصوفية، هدم القسم الأكبر منها في زلزال ‏‏(903هـ/ 1497م)، ثم أعيدت إلى سابق عهدها.‏

تتكون من طابقين، الأرضي منهما فيه مدخل وسقفية وموزع (دركاه) يؤدي إلى دار سكن، والآخر يستخدم مكتبة للمسجد ‏الأقصى، أما الطابق الأول، ففيه مدرسة ثانوية شرعية للبنات.‏

‏4- المدرسة العثمانية بباب المتوضأ واقفتها امرأة من تركية اسمها أصفهان شاه خاتون وتدعى خانم وعليها أوقاف بتركيا ‏وغيرها في هذه البلاد وذلك سنة(840هـ) ، وقد كان لها دور كبير في الحركة العلمية في القدس، ومن مدرسيها ‏شيخ الإسلام سراج الدين عمر أبي عبد اللطيف المفتي في الديار المقدسية، وجار الله بن أبي حافظ الدين المقدسي.‏

وتتكون من طابقين، جزء منها يقوم على الرواق الغربي للمسجد الأقصى، يتم الوصول إليها عبر مدخل مرتفع ‏جميل ذي حجارة بيضاء وحمراء، ولقد رممت من قبل المجلس الإسلامي الأعلى، وقامت السلطات الصهيونية بحفريات ‏تحتها مما أدى إلى تصدع مبناها ومسجدها، وتم إغلاق البئر الموجود داخلها نتيجة تشقق أرضيته وجدرانه وسقوط أحد ‏الأقواس الحاملة.‏

ويستخدم جزء منها حالياً للسكن، يرابط فيها بعض آل الفتياني، واستولى المحتلون الصهاينة على جزء آخر، وأغلقوا ‏نافذته بالحجارة، وهو مطل على ساحات المسجد الأقصى.‏

‏5-‏ المدرسة الخاتونية: تقع عند باب الحديد، شمال باب القطانين، واقفتها اغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف ‏الدين القازانية البغدادية(755هـ/ 1354م)، وقد ووقفت عليه المزرعة المعروفة بباطن الجمل، ثم أكملت عمارة المدرسة ‏المذكورة ووقفت عليها أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة(782هـ/ 1380م) .‏

وقد قامت بدورها الفكري لقرون عدة، وهي: تتكون من طابقين، في الأول إيوان شمالي وآخر جنوبي ومجموعة ‏من الخلوات، وتضم الخلوة الشرقية (المطلة على المسجد الأقصى) ستة قبور لشخصيات مقدسية مشهورة هي: موسى ‏كاظم الحسيني وابنه عبد القادر القائد الشهيد في معركة القسطل 1948م وابن هذا الأخير فيصل، عبد القادر الحسيني، ‏أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين، عبد الحميد شومان المصرفي المقدسي المعروف، وفي الطابق ‏الثاني عدة غرف للسكن والتدريس أضيفت في مرحلة لاحقة. حولت إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل الخطيب.‏

‏6-‏ ‏ المدرسة الأرغونية: بباب الحديد واقفها أرغون الكاملي نائب الشام توفي في (758هـ) بالقدس الشريف ودفن بها ‏وأكملت عمارتها بعد وفاته سنة (759هـ) .‏ واستمرت في القيام بدورها العلمي حتى أواخر القرن 9هـ/ 15م ثم حولت إلى دار لنائب القدس، تتكون من طابقين، ‏جزء منها يقوم فوق الرواق بين باب القطانين وباب الحديد، وفي الطابق الأول غرفة تحوي ضريح مؤسسها، وفي الإيوان ‏الشرقي مرقد الملك حسين بن علي، تستخدم حالياً للسكن، ويرابط فيها بعض آل العفيفي.‏

‏7-‏ المدرسة المزهرية: بباب الحديد واقفها المقر الزيني أبو بكر بن مزهر الأنصاري الشافعي(893هـ) وكان الفراغ من ‏بنائها في سنة (885هـ) .‏

ويقوم جزء منها على المدرسة الأرغونية، وقد تخرب قسم منها، بينما تحول قسم آخر إلى دار للسكن رابطت فيه ‏جماعة من آل الشعباني، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية.‏

‏8-‏ المدرسة الجوهرية: بباب الحديد وبعضها على رباط كرد، واقفها الصفوي جوهر(844هـ) .‏

وقد كانت من المدارس المهمة، وقد تولى التدريس فيها كمال الدين محمد بن أبي شرف المقدسي الذي تولى أيضاً ‏مشيخة الصلاحية (ت906هـ/ 1500م).‏

‏9-‏ المدرسة المنجكية: بباب الناظر واقفها الأمير منجك نائب الشام، ووقف عليها وعين لها فقهاء وأرباب ‏وظائف .‏

وقد استمر دورها الفكري حتى العهد العثماني ووسعت فيه، وفي العهد البريطاني صارت مدرسة ابتدائية، ثم حولت ‏إلى دار للسكن، ولقد عمرها المجلس الإسلامي الأعلى في العشرينيات واتخذها مقراً له وضم إليها المدرسة الحسنية.‏

وهي تتكون من طابقين، وتستخدم حالياً مقراً لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة في القدس ولرئيس الهيئة العلمية الإسلامية.‏

‏10-‏ المدرسة الجاولية: واقفها الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة توفي (745هـ) .‏

وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف ‏إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها.‏

وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني ‏أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي ‏الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين.‏

‏11-‏ المدرسة الصبيبية: واقفها الأمير علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد توفي (809هـ) .‏

وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف ‏إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها.‏ وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني ‏أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي ‏الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين.‏

‏12-‏ المدرسة الأسعردية: واقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر ابن يوسف الأسعردي تاريخ ‏وقفها في (770هـ) .‏

وقد رممها المجلس الإسلامي الأعلى إثر زلزال (1346هـ/ 1927م) ونقلت إليها دار كتب المسجد الأقصى، ‏وتتميـز بـاتساعها، ويطـل نتوء محـراب مسجـدها على سـاحـات المسجد الأقصى من الـرواق الـشـمالـي، وتتكون من طابقين، ‏وقد تحولت إلى دار للسكن، ترابط فيها حالياً جماعة من آل البيطار وأبناء الشيخ إبراهيم الغوري.‏

‏13-‏ المدرسة الأمينية: بباب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية، واقفها الصاحب أمين الدين عبد الله في سنة ‏‏(730هـ) .‏

وهي تتكون من أربعة طوابق، الأرضي منها يطل على باب العتم، وفيه الموزع (الدركاه) الذي يؤدي إلى غرفة ‏الضريح والإيوان والصحن المكشوف، وكان يستخدم للتدريس، والطوابق الأخرى تشمل عدة غرف متنوعة الحجم، ويقع ‏الأخيران منها فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، وقد تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل الإمام، ودفن ‏فيها عدد من علمائها.‏ ‏14-‏ المدرسة الدويدارية: بباب شرف الأنبياء، تعرف بدار الصالحين، واقفها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر بن عبد ‏الله الدويدار، وتاريخ وقفها في (696هـ) .‏

‏15-‏ المدرسة الباسطية: بعضها على المدرسة الدويدارية، واقفها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر ‏الجيوش توفي في سنة نيف وخمسين وثمانمائة، وقفها سنة (834هـ)، وشرط على الصوفية قراءة الفاتحة عقب ‏الحضور وإهداء ثوابها للهروي .‏

تتكون من عدة غرف وقاعات للتدريس ومسكن الطلاب والمدرسين، ويستخدم جزء منها للسكن، يرابط فيه آل جار ‏الله، ويشكل جزء آخر قسماً من مدرسة البكرية الابتدائية للبنين، ووقع جزء منها مع المدرسة الدوادارية ضمن مدرسة البنات ‏الإسلامية.‏ ‏16-‏ المدرسة الكريمية: بباب حطة واقفها الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله بن مكانس، وقفها في سنة ‏‏(718هـ) .‏ وقد ظلت تؤدي مهمتها حتى أواخر القرن 18م، وكان شيخها ومدرسها ومتولي أوقافها جار الله وفا أفندي اللطفي ‏‏(1174هـ /1760م). وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض آل جار الله.‏ ‏17-‏ المدرسة الغادرية: بداخل المسجد الأقصى، واقفها الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر بعد أن عمرتها زوجته مصر ‏خاتون (897هـ) .‏ وتتكون من عدة غرف، كانت خربة وتعلوها الأنقاض ورممت حديثاً، تميزها واجهتها المطلة على المسجد ‏الأقصى، تزين مدخلها حجارة بيضاء وحمراء.‏

وقد بدأت دائرة الأوقاف الإسلامية (1993م) بترميمها لاستخدامها كمكاتب، لكن سلطات الاحتلال منعت ‏استكمال هذا الترميم، و ما تزال المدرسة دون سقف.‏

‏18-‏ المدرسة الطولونية: بداخل المسجد الأقصى على الرواق الشمالي، وقفها شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد الطولوني ‏الظاهري (827هـ) .‏

‏19-‏ المدرسة الفنزية: وهي من إنشاء شهاب الدين الطولوني رتب لها السلطان فرج بن برقوق قرى وأقام نظامها وجعل لها ‏رواتب تصرف، ثم لما توفي الناصر فرج لم يكن لها كتاب وقف فاشتراها بعد وفاته محمد شاه بن الفنرى القرومي من ‏تركيا، ووقفها ونسبت إليه وسميت الفنرية .‏

كانت قائمة أوائل العهد العثماني (936هـ/ 1529م) لكنها درست مع الزمن، وأصبحت دوراً للسكن.‏

‏20-‏ المدرسة الحسنية: على باب الأسباط وقفها شاهين الحسني الطواشي زمن الناصر حسن (ت 762هـ)، ولم يكن لها ‏وهي من جملة جهات المسجد الأقصى يستوفى ريعها لجهة وقفه والظاهر أن واقفها توفي قبل إنبرام أمرها .‏

وقد استمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/ 18م، وتتكون من طابقين، جزء منها صار اليوم دار سكن، ‏والجزء الآخر ضم إلى المدرسة المنجيكية، واتخذت المدرسة مقراً للمجلس الإسلامي الأعلى ثم مقراً لدائرة الأوقاف في ‏القدس حالياً.‏

وهناك مدرسة تحمل الاسم نفسه، واقفها شاهين الحسني الطواشي(ت 815هـ/ 1412م) انتقلت إلى جماعة من ‏النصارى، ومدرسة أخرى اندثرت• وتحول جزء منها إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل البديري.‏

‏21-‏ المدرسة الصلاحية: بباب الأسباط، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 583هـ/ 1187م، ووقفها عام 588هـ/ ‏‏1192م ، في الكنيسة المعروفة بكنيسة صند حنة (القديسة حنّة)، وكرسها لتدريس الفقه الشافعي، وقد أوقف ‏عليها سوق العطارين .‏

وكانت هذه المدرسة تتمتع بمكانة عظيمة بوصفها مقر المذهب الفقهي السائد في العصرين الأيوبي والمملوكي، ‏وذلك بعد شرائها من أصحابها، فيما يذكر البعض أنها أقيمت في مكان دير للراهبات، هجر مع رحيل الإفرنج، وقد فوض ‏السلطان التدريس فيها إلى القاضي بهاء الدين بن شداد. ضربها عام 1237هـ/ 1821م زلزال فخربها، ثم أعطاها ‏العثمانيون إلى الفرنسيين عام 1273هـ/ 1856م لوقوفهم إلى جانبهم في حرب القرم فأعادها الفرنسيون مدرسة وكنيسة. ‏وفي عام 1915م استردها العثمانيون وجعلوها كلية لتدريس العلوم الدينية عرفت باسم كلية صلاح الدين الأيوبي. وظلت ‏كذلك حتى عام 1917 حين أخذ الانجليز البلاد فأعادوها إلى الآباء البيض الذين أقاموا بها مدرسة تضم اليوم مدرسة ‏ومكتبة ومتحفاً وكنيسة، يوجد على مدخلها بلاطة تدشين تشير إلى إنشائها. أوقف عليها صلاح الدين أراضي البقعة ‏بظاهر القدس وبركة أملا بظاهر القدس والحمام المعروف بالبطرك بالقدس والقبو والحوانيت المجارة له.‏

‏22-‏ المدرسة الكاملية: واقفها الحاج كامل من أهل طرابلس، وقفها 816هـ .‏

وتتكون من طابقين، الأول فيه مدخل معقود بجواره مسجد بسيط وبئر ماء، والثاني صحن مربع مكشوف ‏تحيط به عدة غرف أكبرها في الجهة الجنوبية.‏

وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض عائلة القباني، وجماعة من آل جار الله.‏

‏23-‏ المدرسة المعظمية: وقف الملك المعظم عيسى مقابل باب شرف الأنبياء في 660هـ، ووقف عليها جهات كثيرة من ‏القرى، وقد اخذ غالبها وصار بأيدي الناس إقطاعا وملكا . وهذا من صور التعدي على الوقف المرفوض في ‏الإسلام.‏

تتألف المدرسة من طابقين ويولج إليها عبر مدخل يؤدي إلى دركات تفضي إلى صحن. إلى الشمال من هذا ‏الصحن يقوم إيوان كبير مرتفع يتحلق حول الصحن عدد من الغرف والخلاوي. يقول عارف العارف في ‏المفصّل : "دخلتها في اليوم العشرين من شهر شباط 1947 فرأيت الخراب مخيماً على الجانب الأكبر منها وقد ‏احتكر جانباً منها رجل من الخليل يدعى محمد دعسان، في جدارها القبلي كتابة تقول: "أمر بعمله مولانا السلطان الملك ‏المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف هذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من ‏أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه" وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستماية للهجرة النبوية ‏تقبل الله منه وغفر له وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً، يلحق بهذه المدرسة مئذنة من إنشاء الملك القاهر ‏كما تشير كتابة على الوجه القبلي من حائط المنارة على بلاطة رخامية نفذت بالخط النسخي الأيوبي أو المملوكي ‏القديم وبأحرف صغيرة نصها كما يلي: "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله ‏له وتغمده برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث ‏وسبعين وستماية " .‏

‏24- المدرسة السلامية: بباب شرف الأنبياء، وهي بجوار المدرسة الدويدارية من جهة الشمال، واقفها الخواجا مجد الدين ‏أبو الفدا إسماعيل السلامي .‏ تستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها آل جار اللّه.‏

‏25-‏ المدرسة الوجيهية: بخط درج المولة، وقف الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان بن اسعد ابن النجا الحنبلي ‏‏(ت701هـ) .‏

‏26-‏ المدرسة المحدثية: بالقرب من الوجيهية، واقفها رجل من أهل العلم كان محدثا واسمه عز الدين أبو محمد عبد العزيز ‏العجمي الأردبيلي، وقفها في سنة 762هـ . ‏ وتتكون من طابقين يطلان على الصحن المكشوف، يستخدم الأرضي منهما حالياً حانوتاً لبيع التحف والأثريات، ‏وتضم غرفاً وقاعات كانت تستخدم للتدريس وسكن الطلاب والمدرسين، جزء منها ألحق بالمدرسة العمرية (كلية روضة ‏المعارف الوطنية) والقسم الآخر تؤجره الأوقاف كدار سكن، يرابط فيها بعض آل الشهابي.‏ ثانيا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الغربية:‏ ‏27-‏ المدرسة الحسنية: بباب الناظر على رباط علاء الدين البصير، واقفها الأمير حسن الكشكيلي ناظر المسجد ‏الأقصىين الشريفين ونائب السلطنة بالقدس، سنة 837هـ .‏ ‏28-‏ المدرسة التشتمرية: بباب الناظر، واقفها الأمير تشتمر السيفي الملك الناصري حسن بن محمد بن قلاوون، في سنة ‏‏759هـ .‏ وتتكون من طابقين، فيها مسجد من الجهة الجنوبية لصحنها المكشوف، وتستخدم أجزاء منها حالياً داراً ‏للسكن، يرابط فيها بعض آل علاء الدين.‏ ‏29-‏ المدرسة الباوردية: بباب الناظر، واقفتها الست الحاجة سفرى خاتون ابنة شرف الدين أبي بكر بن محمود المعروف ‏والدها بالباوردي سنة 768هـ .‏ ‏30-‏ المدرسة الجهاركسية: نسبة لواقفها الأمير جهاركس الخليلي أمير آخور الملك الظاهر برقوق توفي سنة ‏‏791هـ .‏ المدرسة الحنبلية: بباب الحديد، واقفها الأمير بيدمر نائب الشام، وكان بناؤها في سنة 781هـ . تستخدم ‏حالياً داراً للسكن، ترابط فيها جماعة من آل القطب.‏ ‏31-‏ المدرسة الطازية: بالقرب من باب السلسلة، وقف الأمير طاز (ت 763هـ) .‏ ‏32-‏ المدرسة اللؤلؤية: بجوار حمام علاء الدين البصير من جهة الشمال، واقفها الأمير لؤلؤ غازي (ت 787هـ) .‏

‏33-‏ ‏ المدرسة البدرية: واقفها بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاوي في سنة 610هـ ، وهو من كبار المجاهدين في ‏عصر الحروب الصليبية. تقع هذه المدرسة وسط المدينة القديمة في الجانب الغربي من شارع القرمي الذي يقع بين ‏شارع باب السلسلة وشارع السرايا، المدرسة مندثرة الآن ولم يبق منها إلا بعض البقايا التي دمجت مع الأبنية الحديثة ‏على مدخلها كتابة نسخية أيوبية تنص على ما يلي: " بسملة.. أنشأ هذه المدرسة المباركة على أصحاب الإمام ‏الشافعي رضي الله عنه، الولي الأمير الكبير الغازي المجاهد الشهيد بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري، رحمه الله ‏وتقبل منه في شهور سنة عشر وستماية وجعل نظرها إلى الأرشد من أولاده، كثّرهم الله تعالى وجعل سعيهم مشكوراً ‏وذنبهم مغفوراً. ورحمه الله ولمن ترحم عليه". وهناك كتابة أخرى تشير إلى أن الملكة العلية المجاهدة بدرية أمرت ‏بإنشائها؛ وضعها الآن سيئ جداً وقد دخلت في بعض العقارات المجاورة كما أسلفنا. يذكر العارف أن المدرسة معدة ‏للسكن وتسكنها عائلة علي نصرة التوتونجي وإخوانه وهي تقع في حارة الواد .‏

وهناك أيضا عدد كبير من المدارس التي استفادت من الأوقاف الإسلامية في فلسطين، ومنها مدرسة قلمطاي بالقرب ‏من الرملة .‏

مدارس خارج محيط المسجد الأقصى

‏34-‏ المدرسة النحوية: أنشأها الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 604هـ/ 1207م وكرسها لتدريس العلوم العربية، اتخذها ‏المجلس الإسلامي الأعلى مؤخراً مقراً لمكتبته ثم اتخذت مقراً للمكتب المعماري الهندسي لإصلاح قبة الصخرة ‏المشرفة، وهي الآن مكتب من مكاتب لجنة إعمار المسجد الأقصى. يتألف البناء العائد للقبة من غرفتين وصالة، تعلوه ‏قبة، يقع البناء على طرف الصخرة من جهة القبلة بانحراف إلى الغرب. يزيّن بناء القبة كتابة ذكرها فان برشيم تشير ‏إلى بناء القبة من قبل المعظم عيسى في التاريخ المذكور أعلاه على يدا لأمير حسام قيماز والي بيت المقدس .‏

‏35-‏ المدرسة الأفضلية: تقع جنوب غرب المسجد الأقصى عند حارة المغاربة، وكانت قديماً تعرف باسم"القبة"• أنشأها ‏‏(589هـ/ 1193م ) الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ووقفها على فقراء المالكية الذين قدموا إلى بيت ‏المقدس ، وكانت في العهود الأخيرة مسكناً لفقراء المغاربة. وقد أزالتها الجرافات الصهيونية عام 1967م.‏

‏36-‏ المدرسة الأوحدية: تقع عند باب حطة، أوقفها (697هـ/ 1298م) الملك الأوحد نجم الدين يوسف ابن الملك الناصر ‏صلاح الدين، وتعد أقدم نموذج للمدارس والترب الأيوبية في القدس، وبخاصة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى.‏

‏37-‏ المدرسة البكرية: تقع على حد المسجد الأقصى من الخارج، خلف المدرسة الأسعردية، وتستخدم حالياً مقراً لنادي ‏رياضي تابع لبلدية القدس.‏

‏38-‏ المدرسة الخنثنية: تقع بجوار المسجد الأقصى من جهة الجنوب، خلف المنبر، أوقفها الملك الناصر صلاح الدين ‏‏(587هـ/ 1191م) على التقي جلال الدين الشاشي، وعلى من يقتدي به من الصالحين بعده. وصار فيها زاوية ‏ومسجد، وقد استخدم مقرها لاحقاً لخدمة المسجد (حفظ القناديل وتنظيمها).‏

‏39-‏ المدرسة الدوادارية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، بنيت وأوقفت (695هـ/ 1295م) من قبل الأمير علم الدين ‏سنجر الدوادار، كان يدرس فيها الفقه على المذهب الشافعي. تستخدم حالياً مقراً للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات.‏

‏40-‏ المدرسة الزمينية: تقع غربي المسجد الأقصى، فوق الإيوان الذي بباب القطانين، وبابها من داخل المسجد الأقصى، ‏أنشأها(886هـ/ 1481م) الخودجكي الشمسي محمد بن الزمرد خان. تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل ‏العفيفي، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية.‏

‏41-‏ المدرسة الطشتمرية: تقع عند باب الناظر، أنشأها (784هـ/ 1382م) المقر الأشرف السيفي طشتمر العلائي الذي ‏دفن في تربة بالقرب منها. وتستخدم حالياً داراً للسكن، ويربط فيها بعض آل الإمام.‏

‏42-‏ المدرسة القادرية: تقع شمال ساحة المسجد الأقصى إلى الغرب من باب حطة، بنتها (836هـ/ 1432م) مصر ‏خاتون زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن القادر في زمن الملك الأشرف برسباي. وقد كان لها (971هـ/ 1563م) إمام ‏وبواب وخدم وأوقاف، وتخربت بمرور الزمن، وتحولت إلى مكان لحفظ نعوش الأموات. ‏

‏43-‏ المدرسة الملكية (الجوكندارية): تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، بين المدرستين الأسعردية والفارسية، ‏مدخلها مشترك مع الأولى، أنشئت (741هـ/ 1340م) في زمن ملك الجوكندار خلال حكم الملك الناصر محمد بن ‏قلاوون، وقد استمر التدريس فيها حتى نهاية القرن 12هـ.‏

وتتكون من طابقين، لها نوافذ مطلة على المسجد الأقصى، وكانت غرفها تستخدم للتدريس والسكن، وتشتمل على ‏معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي، وخاصة تبادل لوني الحجارة التي بنيت فيها (الأحمر والأبيض).‏

وقد تحولت إلى دار للسكن، وهي وقف ذري لآل الخطيب الذين يرابطون فيها حالياً.‏

‏44ـ المدرسة الموصلية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، وتنسب للخواجا فخر الدين الموصلي، ولقد جاء في سجلات ‏المحكمة الشرعية في القدس أن مدرسها ومتولي أوقافها(1175هـ/ 1761م) هو جار الله لطفي.‏

‏45ـ المدرسة الميمونية: تقع قرب باب الساهرة، على بعد نحو 200م من السور داخل المدينة، مبناها بالأصل كنيسة ‏تعود إلى العهد الروماني باسم دير المجدلية• أوقفها (593هـ/ 1197م) الأمير فارس الدين ميمون الخازندار في زمن ‏الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي.‏

ابتدأت كزاوية وصارت مدرسة للشافعية، واستمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/18م. كانت من أوقاف آل ‏العسلي حتى أواخر القرن التاسع عشر، واتخذها الأتراك مدرسة وسماها "قدس شريف مكتب إعداديسي"‏ وفي العهد البريطاني الغاشم حولت إلى مدرسة للبنات تابعة لمصلحة المعارف العامة.‏

‏46- المدرسة النصيبية: تقع في الجهة الشمالية من المسجد الأقصى، غرب المدرسة الأسعردية، أوقفها الأمير علاء ‏الدين علي نائب قلعة نصيبين، وقد ولي نيابة القدس وبنى فيها مدرسة، نقل إليها بعد وفاته في دمشق (809هـ/ ‏‏1406م).‏

الأوقاف على الربط

جمع رباط ، وهو شبيه بالخانقاة، وكانت الربط مأوى، يلجأ إليه العلماء، والرحالون، وطلاب العلم، الذين ينتقلون ‏في أرجاء العالم الإسلامي، ويتلقون تعليمهم على أيدي بعض المشايخ والعلماء.

وكان العلماء يتخذون من الرباطات أماكن للمطالعة من ناحية ، والكتابة من ناحية أخرى ، وهم يشتغلون فيها بالعلم ، ‏ويؤلفون الكتب ، وبخاصة في مجال التصوف .‏ وقد عرفت فلسطين عدداً من الربط في العهد المملوكي وهي:‏

‏1-‏ الرباط الزمني: بباب المتوضأ، واقفه شمس الدين محمد بن الزمن (ت897هـ) .‏

‏2-‏ ‏ رباط كرد: بباب الحديد بجوار السور، واقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693هـ .‏

رباط المارديني: بباب حطة، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين سنة 763هـ، وشرطه أن يكون ‏لمن يرد من ماردين . ‏

‏3- رباط علاء الدين البصير: وهو أقدم ربط ببيت المقدس، كان يقع بباب الناظر شمال الطريق المؤدية إلى الحرم القدسي ، ‏أنشأه سنة 666هـ/1267م الأمير علاء الدين بن عبد الله الصالحي ، في عهد الملك الظاهر بيبرس ، وقفه على ‏الفقراء القادمين إلى بيت المقدس للزيارة ، وقد سمي الرباط بهذا الاسم نسبة إلى واقفه ، وكان أعمى فسموه بصيرا .‏

‏4- الرباط التكريتي: في دمشق بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون، بناها التاجر الكبير وجيه الدين محمد بن علي بن أبي ‏طالب بن سويد التكريتي، توفي في سنة670هـ .‏

‏5- الرباط المنصوري: كان يقع قرب باب الناظر قبلي الطريق الموصلة إلى الأقصى، أنشأه الملك المنصور قلاوون في سنة ‏‏681هـ/ 1282م، ووقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس .‏

وقد ذكر كل من ابن شداد والنعيمي ، رباطات أخرى في مدينة دمشق وهي: رباط جاروخ منسوب لجاروخ التركماني، ‏ورباط الغرس خليل كان واليا بدمشق، ورباط المعراني بدرب المهراني، ورباط البخاري عند باب الجابية، ورباط السفلاطوني، ‏ورباط الفلكي.‏

وأشار العليمي إلى أنه كان بالخليل عدد من الربط وهي: الرباط المنصوري، الذي عمره الملك المنصور قلاوون سنة ‏‏686هـ/1287م ، ورباط الطواشي، ورباط مكي ، ولم تشر المصادر التي رجع إليها الباحث إلى أية معلومات عن ‏هذه الربط.‏

أوقاف الخوانق

ويقال لها "الخانكاه" أيضاً ، وتجمع على خوانق وخوانك، وهي كلمة فارسية الأصل معناها: البيت، وقيل أصلها خونقاه، ‏أي الموقع الذي يأكل فيه الملك .‏

وقد احتوت الخوانق على غرف عديدة لمبيت الفقراء والصوفية ، كانت تؤدى فيها الصلوات ، وتقام فيها الأوراد ‏والأذكار، وكان يعقد فيها دروساً في الفقه والدين والعربية والتصوف والحديث ، وكانت تشتمل على خزائن للكتب والمصاحف ‏القرآنية ، وبعض الخوانق كانت توفر حاجات الطلاب: من المأكل والمشرب ، والأدوية ، والاحتياجات الأخرى ، ومن ‏الواضح من ذلك أن مثل هذه الخوانق كانت بمثابة مراكز علم وعبادة ، وكان لها دور ديني واجتماعي كغيرها من المؤسسات ‏الدينية.‏

‏1-الخانقاه الصلاحية: أنشأها الملك الناصر صلاح الدين بعد تحرير بيت المقدس سنة 583هـ/1187م، للصلحاء الصوفية، ‏ووقف عليهما أوقافاً حسنة، منها: دار البطرك القريبة من كنيسة القيامة ، وحمام البترك، و أرض تعرف بالبقعة، بظاهر ‏القدس الشريف من جهة الغرب إلى جهة الجنوب، مزروع بها كروم من أنواع الفواكه، من العنب والتين والتفاح . وهي ‏أقدم خوانق القدس، كانت تقع غربي المسجد الأقصى .‏

وقد حرص شيوخ هذه الخانقاه على العناية بأوقافها، وعملوا على زيادة وتنمية واستثمار وقفها عبر الزمن، فنجد أن ‏شيخ الخانفاه الصلاحية في العهد المملوكي شرف الدين أبو الروح عيسى بن شيخ الشيوخ جمال الدين أبي الجود غانم ‏الأنصاري الخزرجي الشافعي قاضي القدس الشريف (ت797هـ)" هو الذي حكر أرض البقعة ظاهر القدس الشريف الجارية ‏في وقف الخانقاه في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصارت كروما وزاد بذلك ريعها لجهة الوقف ورغب الناس فيها وكثر ‏الانتفاع بها" . وكان من ضمن مشتريات وقف الخانقاه، الخبز الذي كان يتم توزيعه على مشايخها بعد انتهاء ‏الدروس .‏

‏2- الخانقاه الفخرية: وهي مجاورة لجامع المغاربة بالقدس، واقفها القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر ‏الجيوش الإسلامية توفي في منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة . ‏

‏3- الخانقاه الباسطية: في دمشق أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل توفي سنة 854هـ ناظر الجيوش ‏الإسلامية، وقد كانت دارا له فلما نزل السلطان الملك الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة خاف من نزول ‏العسكر بها فجدد لها محرابا وأوقفها، وأول من ولي مشيختها قاضي القضاة الباعوني .‏

أوقاف الكتاتيب

وهي من المراكز المهمة للحياة العلمية في بلاد الشام في العهد المملوكي، واستفادت من أموال الوقف، وقد كان أكثر ‏من يلتحق بها من الأيتام وباقي الصبيان من أهل المدينة أو القرية أو البلدة، ويمكن أن يتجاوز عددهم في الكُتَّابُ ‏الواحد المائتي صبي ، أو تسعمائة .‏

واشترط في معلم الكتاب عدد من الصفات الدينية بشكل خاص، ومن ذلك أن يكون المؤدب من أهل الخير، ‏والدين، والأمانة، والعفة، والصيانة، حافظاً لكتاب اللَّه عالماً بالقراءات السبع وروايتها، وأحكامها، وأن يعامل الأيتام ‏بالإحسان والتلطف والاستعطاف، وأن يكون عاقلاً تقياً صحيح العقيدة ويتمتع بصفات الأمانة والديانة . وأن يكون " ‏رجلاً حافظاً لكتاب اللَّه العزيز، ذا عقل وعفة وصيانة وأمانة، متزوجاً زوجة تعفه، صالحاً لتعليم القرآن والخط ‏والأدب" .‏

وقد كان هدف هذه الكتاتيب ينحصر في المقام الأول في تربية الأطفال على الفضائل والمحامد ، وتعليمهم ‏قراءة القرآن وحفظه إضافة إلى مبادئ القراءة والكتابة والخط والإملاء وبعض الشعر وأصول الحساب، وكانت الكتاتيب ‏تؤهل الأطفال لدخولهم المدارس .‏

وقد أشار العليمي إلى اهتمام المقدسيين بتعليم أطفالهم العلم الشرعي، وأورد ترجمة لعدد من العلماء الذين اشتهروا ‏بتأديب الأطفال وتعليمهم في المسجد الأقصى والمدارس الموجودة في القدس، ‏

وقد كانت هذه الكتاتيب إما في مبني مستقل أو ملحقة بالمسجد الأقصى، أو ملحقة بإحدى المدارس، أو يقوم في ‏البيوت الخاصة، فمن الكتاتيب المستقلة: مكتب باب الناظر الذي درس فيه العليمي نفسه (ت923هـ)، وهو في العاشرة من ‏عمره، على يد الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن محمد الغزي المقري الحنفي المعروف بابن قاموا(ت 890هـ)، الذي كان ‏يقيم بالقدس يؤدب بها الأطفال، فختم القرآن عليه مرات كثيرة، وقرأ بعضه عليه برواية عاصم . وكُتَّابِ الشيخ الإمام ‏العالم المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح القلقيلي الشافعي(ت 852هـ)، أصله من جلجوليا قضاء قلقيلية، ‏قدم إلى بيت المقدس في حدود سنة (820هـ)، "وكان يقرئ الأطفال"، و كان يقرئ في البيوت الخاصة، فكان يقرئ أولاد ‏الشيخ برهان الدين بن غانم . وكُتَّابِ الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم القلانسي الخليلي الشهير بابن ‏الموقت، كان يؤدب الأطفال في كُتَّابِه بالخليل، وبعد انتقاله إلى القدس الشريف أدب بها أيضا وتوفي بها سنة ‏‏(ت895هـ) . ومنها الكُتَّابِ الذي تعلم فيه قاضي القضاة جمال الدين أبو محمد عبد الله الهلالي الأنصاري المالكي ‏المشهور بابن الشحاذة ، ولا نعلم لمن ينسب، أو من هم أشهر من درس فيه.‏

ومن الكتاتيب الملحقة بالمسجد الأقصى: كُتَّابِ الشيخ عمر بن إسماعيل الحنبلي(ت880هـ)، وقد كان يؤدب ‏الأطفال بالمسجد الأقصى بالمكان المجاور لجامع المغاربة من الجهة الجنوبية .‏

ومن الكتاتيب الملحقة بالمدارس كُتَّابِ المدرسة الطازية، وكان من أشهر مدرسيه، الشيخ شمس الدين محمد ‏بن عيسى البسطامي الشافعي الشهير بأخي زرع (ت875هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . و كُتَّابِ المدرسة ‏الجوهرية، وكان من أشهر مدرسيه الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن غضية المقري الحنفي المؤذن(ت880هـ) وقد ‏كان يقرئ فيه الأطفال .‏

دور الحديث

لعبت دور الحديث دوراً مهماً في الحياة العلمية والحركة الفكرية ، خاصة وأنها اهتمت بالعلوم الإسلامية ‏بشكل عام ، وبعلوم الحديث بشكل خاص ، وكانت منها ببيت المقدس ، دار الحديث التي أنشأها الأمير شرف ‏الدين أبو محمد عيسى بن بدر الدين بن أبي القاسم الهكاري ، وقفها سنة 666هـ/1267م ، وكان مولده بالقدس سنة ‏‏593هـ/1196م ، وتوفي بدمشق سنة 669هـ/1270م .‏

وقف البيمارستانات

اهتم الأيوبيون والمماليك بإنشاء "البيمارستانات" في فلسطين ، فبعد الفتح الصلاحي لبيت المقدس سنة ‏‏583هـ/1187م ، قرر الملك الناصر صلاح الدين أن يجعل الكنيسة المجاورة لدار "الإسبتار" ، والواقعة جنوب ‏كنيسة القيامة ، "بيمارستاناً" للمرضى ، وسماه "البيمارستان" الصلاحي ، وهيأ فيه العقاقير والأدوية ، ووقف عليه ‏الأوقاف العديدة ، وبقي هذا "البيمارستان" يؤدي دوره في العصرين الأيوبي والمملوكي .‏

بيمارستان عكا:‏

بعد فتح الملك الناصر صلاح الدين عكا سنة 583هـ/1187م ، جعل دار الأسقف "بيمارستاناً" ، ‏لعلاج سكان المدينة من المسلمين والمسيحيين ومداواتهم ، ووقف عليه أوقافاً عديدة ، وولى نظر ذلك لقاضيها ‏جمال الدين عبد اللطيف بن الشيخ أبي النجيب السهروردي .‏ البيمارستان المنصوري:‏

أنشأه في مدينة الخليل ، الملك المنصور قلاوون سنة 680هـ/1281م ، ووقف عليه الأوقاف ‏العديدة .‏

ومن الطبيعيّ أن يكون لهذه البيمارستانات وغيرها من المؤسسات العلمية والدينية دور بارز في إظهار ‏الجوانب الحضارية في فلسطين ، وأن وجود مثل هذه "البيمارستانات" في فلسطين ، والتي تضم أطباء ، وممرضين ‏، وموظفين ، وأقساماً طبية متنوعة ، إنما يدل على وجود ازدهار ثقافي ونهضة فكرية في المجال الطبي.‏ تاسعا: الوقف على الكتب والمكتبات:‏

ساهم المسلمون في تأليف الكتب وصناعة الورق من خلال إيقافهم العديد من الأوقاف على المكتبات، التي عرفت بعدة ‏أسماء مثل خزانة الكتب، وبيت الكتب، ودار الكتب، ودار العلم، وبيت الحكمة،، ويسرت هذه المكتبات العلم للراغبين فيه ‏دون نفقات وعلى مختلف مستوياته، حيث ساهمت الأوقاف في تعضيد أسس التعليم عن طريق إيقاف هذه المكتبات والكتب ‏مما ساهم في استمرارية انتشار التعليم، كما أن المدارس والجامعات استلزمت أن يكون فيها دور كتب خاصة بها مما جعل ‏المحسنين يوقفون عليها الأموال اللازمة لها، وقد احتوت هذه الدور أو الخزائن على مختلف العلوم التي صنفت حسب ‏مواضيعها فسهلت على الطلبة والباحثين، كما شمل الوقف نسخ المخطوطات في عصور ما قبل الطباعة.‏

ويذكر الكثير من الرحالة أن عشرات المكتبات الموقوفة موجودة في معظم المدن الإسلامية ومنها ما هو مستقل ومنها ما هو ‏ملحق بمدرسة أو مسجد. ‏

والوقف على المكتبات شمل في معظم الحالات عمارتها والإنفاق على العاملين فيها وتوفير الكتب وغير ذلك . ‏

وتعد دور الكتب أو خزائن الكتب من أقدم أنواع وقف المكتبات، وقد لعبت دورا حيويا في بلاد الشام في العهد المملوكي ‏دورا مهما في الحياة العلمية، وكان لها أكبر الأثر في تطوير النواحي الدينية والعلمية في تلك الفترة، وزادت من شحذ الهمم ‏العلمية والدينية بين كافة طبقات المجتمع الشامي.‏

كما نالت الجوامع والمساجد اهتماماً كبيراً خلال العهد المملوكي لإقامة الشعائر التعبدية فيها، بالإضافة إلى استخدام بعضها ‏للتعليم، وكانت المصاحف هي أقدم ما كان يوقف فيها تعداها بعد ذلك إلى مكتبات المساجد والجوامع. ‏

وكان الاهتمام بمكتبات المساجد زمن المماليك امتدادا لما بدأه صلاح الدين عندما فتح القدس فإنه حمل إلي قبة الصخرة ‏وإلى "محراب المسجد الأقصى مصاحف وختمات ، وربعات معظمات ، لا تزال بين أيدي الزائرين على كراسيها مرفوعة، ‏وعلى أسرتها موضوعة" ، " ليقرأ فيها المقيمون والزائرون" ‏ورتب الملك الناصر صلاح الدين للقبة خاصة وللبيت المقدس عامة قومة يقومون بأمرها ، ويسيرون مصالحها ، وكانوا من ‏الرجال العارفين العاكفين القائمين بالعبادة .‏

ولا تزال نسخ القرآن الكريم التي أودعها صلاح الدين في المسجد الأقصى تشهد على ما تحتويه خزانة المسجد الأقصى من ‏الكتب، ومن بينها المصاحف، وقد سار سلاطين المماليك على سنة صلاح الدين واهتموا بوقف المصاحف وزادوا نسخها، ‏فمن " حسنات الملك الأشرف السلطان الملك الأِشرف برسباي هو أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري بالمسجد الأقصى ‏الشريف المصحف الشريف الذي وضعه بداخل الجامع تجاه المحراب بحانب دكة المؤذنين، وهو مصحف كبير عظيم ‏أهدي إليه بدمشق حين سافر إلى آمد في سنة 836هـ فجهزه إلى القدس الشريف، ووقف عليه جهة للقارئ والخادم، وشرط ‏النظر لمن يكون شيخ المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف، وقرر في القراءة فيه الشيخ شمس الدين محمد بن قطلوبغا الرملي ‏المقري، وكان من القراء المشهورين في الحفظ وحسن الصوت" .‏

كما قام الملك الأشرف أينال بوقف المصحف الشريف بالمسجد الأقصى بالقرب من جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏في جهة " الشباك المطل على عين سلوان ورتب له قارئا ووقف عليه جهة" .‏

وكان للسلطان الملك الظاهر أبو سعيد خشقدم المؤيدي في الصخرة الشريفة " مصحف كبير وضعه بإزاء مصحف الملك ‏الظاهر جقمق من جهة الغرب" .‏ ومما يذكر أن " السلطان أبا الحسن المريني صاحب المغرب، كتب بخطه ثلاثة مصاحف، ووقفها على الحرمين، ‏وعلى حرم القدس، وجهز معها عشرة آلاف دينار، اشترى بها أملاكاً بالشام، و ووقفت على القراء والخزنة ‏للمصاحف المذكورة .‏

وقف الترب والمقابر

لقد دفن المسلمون موتاهم في ثلاث مقابر داخل مدينة القدس تتبع الوقف الإسلامي. الأولى في ‏الجهة الشمالية تقع فوق الزاوية الأدهمية، وفي الشرق مقبرة باب الرحمة، وفي الغرب تقع اكبر مقبرة وهي ‏مقبرة ماملا. وسنذكر هذه الترب وغيرها كما يلي:‏

أ- التربة المجاورة لسور المسجد الأقصى الشريف: وممن دفن فيها: امرأة من أكابر الروم اسمها اصفهان شاه خاتون ‏وتدعى خانم، وهي التي وقفت المدرسة العثمانية بباب المتوضأ .‏

ب- التربة الأوحدية باب حطة واقفها الملك نجم الدين يوسف ابن داود بن عيسى سنة 697هـ .‏

ج- تربة بها ضريح يقال انه قبر السيدة فاطمة بنت معاوية، مقابل المدرسة الحسنية بباب الناظر .‏

د- التربة السعدية بباب السلسلة، واقفها الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير الأسفهلار بدر الدين سنقر بن عبد الله ‏الجاشنكير الرومي الحاجب في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون تاريخ كتاب وقفه في 27 ربيع الآخر سنة ‏‏711هـ .‏

هـ- التربة (المدرسة) الجالقية: وموقعها برأس درج العين بالزاوية الشمالية الغربية عند ملتقى طريق الواد بطريق بباب ‏السلسلة، وقف ركن الدين الكبير العجمي المعروف بالجالق وهو مدفون بها توفي في عاشر جمادي الأولى سنة (707هـ/ ‏‏1307م) وكان من جملة الأمراء بالشام في دولة الملك المنصور قلاوون وبعده . تحتل القوات الصهيونية قسماً منها، ‏والقسم الآخر دار سكن يرابط فيها آل الخالدي.‏

و- تربة الملك حسام الدين بركة خان مقابل المدرسة الطازية تاريخ عمارتها في سنة 792هـ .‏

ز- التربة الكيلانية منسوبة إلى الحاج جمال الدين بهلوان ابن الأمير شمس الدين قرادشاه ابن شمس الدين محمد الكيلاني ‏اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به .‏

ح- التربة الطشتمرية وقف الأمير طشتمر العلائي ت786هـ أنشأها في سنة 784هـ .‏

ط- التربة الهمازية واقفها الأمير ناصر الدين المهمازي، ويذكر العليمي أنها " صارت مسكنا كبقية المنازل" .‏

ي- تربة القيمرية: نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله قبورهم بها وهم الأمير الشهيد حسام الدين أبو ‏الحسن بن أبي الفوارس القيمري ووفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير ضياء الدين ‏موسى ابن أبي الفوارس ووفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير حسام الدين خضر القيمري ‏ووفاته في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة والأمير ناصر الدين أبي الحسن القيمري ووفاته في عشري ‏صفر سنة خمس وستين وستمائة وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر ‏الحرمين بالقدس الشريف والخليل عليه السلام ووفاته ليلة الاثنين حادي عشر المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة وبظاهر ‏القبة المذكورة تربة بها قبور جماعة من المجاهدين رحمهما الله تعالى . ‏

ك- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الشرقي فوق وادي جهنم، وهي أقرب الترب إلى المدينة وفيها قبر شداد ‏ابن أوس الأنصاري، وغيره من العلماء والصالحين، وقد جدد فيها تربة، في أولها من جهة الشمال، الأمير فانصوه ‏اليحياوي، ويشتمل على إيوان وبه مدفنان من جهتي الشرق والغرب، ودفن بها من توفي من أولاده، ثم أفرج عنه وسافر ‏من القدس الشريف في مستهل شوال سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ولم تكمل عمارتها فلما استقر في نيابة الشام ثانيا ‏جهز مالا لعمارتها فأكملت ببناء الحوش الشمالي والبوابة وحفر الصهريج وبنى المتوضأ وكملت عمارها في سنة خمس ‏وتسعين وثمانمائة وصارت مشهورة .‏

ل- مقبرة الساهرة: وهي شمالي البلد، إلى جانب طور زيتا من جهة الغرب، وبه مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين وبها ‏جماعة من الصالحين والمقبرة مرتفعة على جبل .‏ م- مقبرة الشهداء: بالقرب من مقبرة الساهرة إلى جهة الشرق وهي مقبرة لطيفة لقلة من يقصد الدفن فيها فإنه لا يدفن فيها ‏من أهل البلد إلا قليل من الناس .‏ ن- مقبرة ماملا: وهي بظاهر القدس من جهة الغرب، وهي أكبر مقابر القدس، وفيها خلق من الأعيان والعلماء ‏والصالحين والشهداء وتسميتها بماملا قيل إنما أصله: مما من الله، وقيل باب الله، ويقال زيتون الملة، واسمها عند اليهود ‏بيت لمواء، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس ما ملا .‏

وقد تعرضت المقبرة منذ وقت مبكر من القرن العشرين وما زالت للكثير من الاعتداءات من قبل ‏الصهاينة، كان آخرها ما أعلنته الحكومة الاحتلالية الصهيونية في 9/2002م عن نيتها إقامة مبنى للمحاكم ‏‏(الإسرائيلية) في منطقة مقبرة " مأمن الله "، وأكد حينها سماحة الشيخ عكرمة صبري – المفتي العام للقدس والديار ‏الفلسطينية – أن هذه الخطوة تعد حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، واعتبر فضيلته ‏الأمر انتهاكا لحرمة المقبرة وأن المشروع المعلن عنه يمثل امتدادات للاعتداءات التي شملت أجزاء كبيرة من هذه ‏المقبرة ، وأن السلطات (الإسرائيلية) تسعى لمسح المقبرة نهائيا، ثم أعلنت الصحف (الإسرائيلية) نية الحكومة ‏‏(الإسرائيلية) افتتاح مقر ما يسمى " مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس " على ما تبقى من ‏أرض مقبرة " مأمن الله " الأمر الذي يؤكد تصميم المؤسسة (الإسرائيلية) إنهاء وجود مقبرة " مأمن الله " .‏

أوقاف متنوعة

ولم تتوقف عناية المسلمين بالأوقاف ومصالحها، عند حد وقف الأوقاف على المؤسسات الدينية ‏والتعليمية، بل شملت الأوقاف كذلك مختلف الجوانب الحياتية والإنشائية والتعميرية، ولعل النص الآتي يكشف عن ‏حجم الأوقاف التي كانت تشغل مساحة واسعة من فلسطين، فالسلطان بيبرس ." أنشأ خانا للسبيل، وبنى به ‏مسجدا وطاحونا وفرنا وبستانا، وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجدا ووقف عليه وقفا، وبنى على قبر ‏أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مشهدا بعمتا من الغور ووقف عليه وقفا، وعمر جسر دامية بالغور ووقف ‏عليه وقفا برسم ما عساه يتهدم من عمارته، وأنشأ جسورا كثيرة بالساحل والغور، وعمر قلعة قاقون وبنى بها جامعا ‏ووقف عليه وقفا وبنى حوض السبيل وجدد جامع الرملة وأصلح مصانعها، وأصلح جامع زرعين وما عداه من جميع ‏البلاد الساحلية، وجدد باشورة لقلعة صفد أنشأها بالحجر الهرقلي، وعمر كذلك أبراجا وبدنات وبغلات ‏مسفحة" .‏

وقف البساتين والأحواش:‏ وقد حوت القدس العديد من البساتين الوقفية التي امتلأت بالأشجار المثمرة وكروم العنب والتين والتفاح، ‏كما وأقيمت على أراضي وقف الخانقاه الصلاحية عشر مبان حجرية، كما وحددت بعض قطع الأراضي أطلق ‏عليها " الأحواش", لجماعات صوفية معينة كالقلندرية، حيث تم وقف هذه الأحواش على مثل تلك الفئات .‏

وقف الحارات:‏ فلقد أم مدينة القدس العديد من المسلمين من غير الفلسطينيين عربا وعجماً، فقد كان هؤلاء يتمركزون ‏في أحياء معينة من المدينة قريبة من منطقة الأقصى، وكان يتم وقف المنطقة التي يقطنوها عليهم، فعلى سبيل ‏المثال المغاربة الذين وصلوا من المغرب والأندلس في زمن صلاح الدين، فقد وقف الأفضل علي الحارة بأكملها ‏على جميع ما فيها، وقرر أن مدخول جميع هذا الوقف يوزع على جمهور المغاربة، وقد أسس المغاربة مسجداً ‏وسموه " جامع المغاربة" وكانت لهم زاوية جنوب غرب الحرم. وكذلك الزاوية الأفضلية كانت ضمن حدود حارتهم، ‏وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة وعلى مقربة من مسجد المئذنة الحمراء الحالي كانت حارة المشارقة التي ‏سكن فيها مسلمون قدموا من بخارى وسمرقند ومن شرق وأواسط بلاد فارس، أما المسلمون من أصل هندي فقد ‏سكنوا ما يسمى بزاوية الهنود خارج باب الأسباط شرق المدينة. إلى الشمال من باب الأسباط سكن مسلمون جاءوا ‏من منطقة غور الجبالية في أفغانستان وسكنوا في حارة أطلقت على اسمهم بحارة الغورية، أما المنطقة التي تقع ‏إلى الشرق والتي تسمى بحارة الشرف فكانت تدعى سابقاً حارة الأكراد .‏ لقد اشتهر المماليك وعلى وجه الخصوص في عهد النائب تنكز حاكم سوريا(1312-1340) بالعمل ‏الدؤوب على إيصال الحياة إلى القدس وتطوير النظام الذي يزود بالحياة، كما اشتهر العصر المملوكي بأسلوب ‏الزخرفة على الأحجار المطلية بالجص داخل المباني وخارجها، وهذا يدحض ما يدعيه اليهود من أن الحجارة أسفل ‏الحائط الغربي (البراق) تعود إلى زمن الهيكل, وهي جزء لا يتجزأ منه، ويستدل هؤلاء بأن هذه النقوش الجصية ‏تعود إلى زمن هيرود، وهذا كلام لا يقوم عليه دليل علمي ولا تاريخي، فقد ثبت تاريخياً أن هذه النقوش تعود إلى ‏الفترة المملوكية. وقد قام تنكز ببناء مجموعة الأقواس في الجهة الشمالية على الدرج المؤدي إلى الجزء العلوي من ‏ساحة الحرم، حيث توجد كتابة مؤرخة من عام 720هـ (1321)، وبوابة تجار القطن التي تتجه من باحة الحرم, ‏وتقع في مركز الضلع الغربي لسوق القطن، والتي يعود تاريخها إلى عام 737.

المصادر والمراجع

أولاً: المصادر العربية:‏

‏1.‏ ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني الجزري الملقب بعز الدين(ت 630هـ/1232م):‏

‏-"الكامل في التاريخ"، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت 1995م.‏ ‏2.‏ البنداري، الفتح بن علي بن محمد (ت 622هـ/1225م):‏

‏-"تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني"، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق ‏الجديدة، ط3، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980م.‏

‏-"سنا البرق الشامي"، مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني، تحقيق فتحية النبراوي، مكتبة ‏الخانجي، القاهرة، 1979م.‏

‏3.‏ خسرو، ناصر(ت480هـ/1087م):‏ ‏"سفر نامة"، ترجمة يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1414هـ/ 1993م.‏

‏4.‏ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت 808هـ/1405م):‏ مقدمة ابن خلدون ‏

‏5.‏ ابن خلكان، أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/1282):‏ ‏"وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1968م.‏

‏6.‏ الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ/1347م): ‏ ‏-"تذكرة الحفاظ"، 4أجزاء، وضع حواشيه الشيخ زكريا عميرات، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت ‏‏1419هـ/1998م.‏

‏-"سير أعلام النبلاء"،17جزء، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، ط1، دار ‏الفكر، بيروت، 1418هـ/1997م.‏

‏-"تذكرة الحفاظ"، طبعة 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998م."العبر في خبر من غبر"، 4أجزاء، ‏حققه وضبطه أب هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.‏

‏-"معجم الشيوخ"، جزءان، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، ط1، مكتبة الصديق للنشر والتوزيع، الطائف، ‏‏1409هـ/1988م.‏

‏-"دول الإسلام"، تحقيق فهيم محمد شلتوت، ومحمد مصطفى إبراهيم، القاهرة، 1974م.‏

‏7.‏ السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، (ت 902هـ/1496م):‏ ‏"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، القاهرة، 1934-1936م، د.ط، د.ن.‏

‏8.‏ أبو شامة، شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، (ت665هـ/ 1266م):‏ ‏-"الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" ط1، تحقيق إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، ‏بيروت، 1997م.‏

‏-"تراجم رجال القرنيين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين"، ط2، دار الجيل، بيروت، ‏‏1394هـ/1974م.‏

‏9.‏ الطبري، محمد بن جرير (ت 310هـ/922م):‏ ‏"تاريخ الأمم الملوك"، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ/1982م.‏

‏10.‏ ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله،(ت571هـ/1175م):‏ ‏" تاريخ دمشق الكبير"، تحقيق عبد السلام تدمري، ط1، دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع، ‏بيروت، 1407هـ/1987م.‏

‏11.‏ العليمي، مجير الدين الحنبلي، (ت927هـ/1520م):‏ ‏"الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، جزءان، الجزء الأول تحقيق عدنان يونس أبو تبانة، والجزء ‏الثاني تحقيق محمود الكعابنة، ط1، مكتبة دنيس، عمان، 1420هـ/1999م.‏

‏12.‏ العماد الأصفهاني عماد الدين بن عبد الله محمد بن محمد الكاتب (ت 597هـ/ 1201م):‏ ‏-"البرق الشامي"، تحقيق فالح حسين، ط1، مؤسسة عبد الحميد شومان، عمان، الأردن، 1987م.‏

‏- "الفتح القسي في الفتح القدسي"، تحقيق محمد محمود صبح، القاهرة، 1965م.‏

‏-"خريدة القصر وجريدة العصر"، قسم شعراء الشام، ط1، تحقيق شكري فيصل، المطبعة الهاشمية، ‏نشره مجمع اللغة العربية بدمشق، 1968م، قسم شعراء مصر، تحقيق أحمد أمين وآخرون، نشر لجنة ‏التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، د.ت، د.ط.‏

‏13.‏ العيني، بد الدين محمود (ت 855هـ/1451م):‏ ‏"عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان"، تحقيق محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ‏ج(1) سنة 1987م، ج(2) سنة 1988م، ج(3) سنة 1990م.‏

‏14.‏ أبو الفداء، إسماعيل بن علي بن محمود، (ت 732هـ/1331م):‏ ‏-"المختصر في أخبار البشر"، جزءان، علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب، ط1، دار الكتب ‏العلمية، بيروت، 1417هـ/1997م.‏

‏-"تقويم البلدان"، اعتنى بتصحيحه مطبعة رينود، والبارون ماك كوكين ريسلان، دار الطباعة ‏السلطانية، باريس، 1840م.‏

‏15.‏ ابن القلانسي، أبي يعلي حمزة (تـ 555هـ/1160م): ‏ ‏"ذيل تاريخ دمشق"، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1908م.‏

‏16.‏ القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله (ت 821هـ/1418م):‏ ‏"صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، دار الكتب المصرية، 1963م."مآثر الأناقة في معالم الخلافة، ‏تحقيق عبد الستار أحمد فراج، ط2. مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1985م.‏

‏17.‏ ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م):‏ ‏"البداية والنهاية"، مكتبة المعارف بيروت، د.ط، د.ت.‏

‏18.‏ المقدسي، محمد بن أحمد(ت 390هـ/999م):‏ ‏"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق، غازي طليمات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، ‏‏1980م.‏

‏19.‏ المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالبشاوي، (ت 387هـ/1997م):‏ ‏"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، تحقيق غازي طليمات، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق، ‏‏1980م، د.ط

‏20.‏ المقدسي، محمد بن عبد الواحد بن أحمد (ت 643هـ/1245م):‏ ‏"فضائل بيت المقدس"، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ط1، دار الفكر، دمشق، 1984م.‏

‏21.‏ المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر، (ت 845هـ/1441م): ‏ ‏ -"خطط المقريزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م. ‏

‏22.‏ ابن منظور، محمد بن مكرم (ت 711هـ/1311م):‏ ‏"لسان العرب" ، ط 1، دار صادر، بيروت، د.ت.‏

‏23.‏ النعيمي، عبد القادر بن محمد، (ت978هـ/1570م):‏ ‏"الدارس في تاريخ المدارس"، جزءان، أعد فهارسه إبراهيم شمس الدين، ط1، دار الكتب العلمية، ‏بيروت، 1410هـ/1990م.‏

‏24.‏ ابن واصل، جمال الدين محمد بن سالم (ت697هـ/1298م):‏ ‏ "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، ج1-3، تحقيق جمال الدين الشيال، مطبوعات إدارة إحياء ‏التراث القديم، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1953/ 1957م.‏

‏25.‏ ابن الوردي زين الدين عمر ابن المظفر بن أبي الفوارس (749هـ/1348م):‏ ‏ "تتمة المختصر في أخبار البشر"، المعروف بتاريخ ابن الوردي، تحقيق أحمد رفعت البدراوي، ط1، ‏دار المعرفة بيروت، 1970م.‏

ثانياً:المراجع ‏1.‏ بيضون،عيسى ‏"دليل المسجد الأقصى المبارك (كفركنا/فلسطين المحتلة: مركز التخطيط ‏والدراسات)1993م تدمري، عمر عبد السلام:‏ ‏"تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، عصر الصراع العربي- ‏ البيزنطي والحروب ‏الصليبية"، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، دار الإيمان طرابلس، ‏ ‏1984م.‏

‏2.‏ الدباغ، مصطفى مراد: "بلادنا فلسطين"، 11جزء، ط4، دار الطباعة، بيروت، ‏ ‏1409هـ/1988م.‏

‏3.‏ الدويكات، فؤاد عبد الرحيم ‏ ‏4.‏ شراب، محمد:‏ ‏"معجم بلدان فلسطين"، ط1، بيروت، 1987م، د.ن.‏ ‏5.‏صبرة، عفاف سيد:‏

‏-"العلاقات بين الشرق والغرب "علاقة البندقية بمصر والشام في الفترة 1100-‏ ‏1400م، ‏د.ط، دار النهضة، القاهرة 1983م.‏

‏-"دراسات في تاريخ الحروب الصليبية"، دار الكتاب الجامعي/ القاهرة، 1985م، ‏ د.ط. ‏

‏6.‏ العارف، عارف: ‏ ‏"المفصل في تاريخ القدس"، ط1، مكتبة الأندلس، القدس، 1381هـ/1961م.‏

‏7-عارف العارف، تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، ولمحة عن تاريخ ‏القدس، القدس: مطبعة دار الأيتام الإسلامية، 1955م•‏

‏8ـ عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس ط2، القدس: منشورات مكتبة الأندلس 1986

‏9ـ عبد القادر الريحاوي، تاريخ المسجد الأقصى القدسي الشريف وآثاره، بحث مقدم إلى الندوة العالمية الأولى للآثار ‏الفلسطينية (جامعة حلب) 1981م•‏

‏10عبد المهدي، عبد الجليل حسن:‏ ‏"الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى في العصرين الأيوبي والمملوكي"، ط1، ‏ مكتبة ‏الأقصى، عمان، 1980م، د.ن.‏

‏11-العزة، رئيسة عبد الفتاح:‏ ‏"نابلس في العصر المملوكي"، ط1، دار الفاروق، نابلس – فلسطين، 1999م.‏

‏12-العسلي، كامل:‏‏"مخطوطات فضائل بيت المقدس"، دراسة وببليوغرافيا، عمان، 1984م، د.ط، د.ن.‏ ‏.‏ ‏13-غوشة، محمد هاشم موسى:‏

- "حارة السعدية في القدس، ط1، مطبعة بيت المقدس، 1999م.‏

‏-"الحملة الصليبية الأولى نصوص ووثائق"، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ‏ط1، 2001م. ‏

‏14-كرد، علي، محمد:‏ ‏-"خطط الشام"، بيروت، 1971م. -"الإسلام والحضارة العربية"، دار الكتب المصرية، 1934م، ‏د.ط.‏


إعداد

د.عبد الحميد جمال الفراني وأ.عوني العلوي