«الأوقاف الإسلامية في فلسطين في العصر الإسلامي»: الفرق بين المراجعتين
(أنشأ الصفحة ب'==وقف فلسطين في عهد عمر بن الخطاب== احتلت فلسطين مع وجود القدس فيها بمكانة مرموقة في الإسلام ع...') |
|||
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
==أشكال وصور الوقف في فلسطين== | ==أشكال وصور الوقف في فلسطين== | ||
− | + | ===أوقاف المساجد=== | |
− | + | ====المسجد الأقصى==== | |
كانت المساجد أول الأبنية التي أُقيمت في الإسلام ، تقام فيها الصلوات الخمس ، وتتم فيها بيعة الخلفاء ، ويدعى فيها القوم إلى الجهاد ، ويتم فيها الفصل بين الناس ، وبالإضافة إلى المهمة الدينية التي بُنيت من أجلها ، كانت المساجد من أقدم المراكز التعليمية في الإسلام ، وأكثرها انتشاراً ، فقد عقدت فيها مجالس العلم ، حيث كان العلماء والفقهاء والأدباء يجلسون ، وحولهم تلاميذهم ، وسُميت مثل هذه المجالس بالحلقات التعليمية ، أو حلقات العلم ، ولذلك كانت المساجد بمثابة مراكز ومعاهد للعلم والثقافة ، والوعظ ودراسة القرآن ، والحديث والفقه واللغة ، وغيرها من العلوم . | كانت المساجد أول الأبنية التي أُقيمت في الإسلام ، تقام فيها الصلوات الخمس ، وتتم فيها بيعة الخلفاء ، ويدعى فيها القوم إلى الجهاد ، ويتم فيها الفصل بين الناس ، وبالإضافة إلى المهمة الدينية التي بُنيت من أجلها ، كانت المساجد من أقدم المراكز التعليمية في الإسلام ، وأكثرها انتشاراً ، فقد عقدت فيها مجالس العلم ، حيث كان العلماء والفقهاء والأدباء يجلسون ، وحولهم تلاميذهم ، وسُميت مثل هذه المجالس بالحلقات التعليمية ، أو حلقات العلم ، ولذلك كانت المساجد بمثابة مراكز ومعاهد للعلم والثقافة ، والوعظ ودراسة القرآن ، والحديث والفقه واللغة ، وغيرها من العلوم . | ||
+ | |||
والوقف كان ولا يزال هو المصدر الرئيس والأول في بناء المساجد في كل مكان، فالمساجد ما هي إلا منشآت وقفية لا تقتصر على إقامة الصلوات فقط بل هي مراكز للتربية والتعليم. | والوقف كان ولا يزال هو المصدر الرئيس والأول في بناء المساجد في كل مكان، فالمساجد ما هي إلا منشآت وقفية لا تقتصر على إقامة الصلوات فقط بل هي مراكز للتربية والتعليم. | ||
وكانت فلسطين، وما زالت مشهورة بمساجدها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى في فلسطين ، الذي وصفه ابن حوقل بقوله: " ليس في الإسلام مسجد أكبر منه" ، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . | وكانت فلسطين، وما زالت مشهورة بمساجدها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى في فلسطين ، الذي وصفه ابن حوقل بقوله: " ليس في الإسلام مسجد أكبر منه" ، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . | ||
ويعود بناء هذا المسجد إلى العصور الإسلامية الباكرة، وجدد بناؤه في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ، وحافظ عليه المسلمون كمسجد طيلة عهودهم وإن لحقه الخراب أحياناً إلا أنه كان يجدّد أو يرمم باستمرار . فعندما حرر صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت589هـ/1193) القدس عمل على إعادة إعماره ورصفه بالفسيفساء وترقيمه وتخشيب قبته وتجديد محرابه ،وتوجد اليوم كتابة فوق المحراب تشير إلى ذلك تنص على ما يلي: "أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى، الذي هو على التقوى مؤسس، عبد الله ووليه يوسف بن أيوب أبو المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة 583هـ/1187م وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظّه من المغفرة والرحمة . | ويعود بناء هذا المسجد إلى العصور الإسلامية الباكرة، وجدد بناؤه في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ، وحافظ عليه المسلمون كمسجد طيلة عهودهم وإن لحقه الخراب أحياناً إلا أنه كان يجدّد أو يرمم باستمرار . فعندما حرر صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت589هـ/1193) القدس عمل على إعادة إعماره ورصفه بالفسيفساء وترقيمه وتخشيب قبته وتجديد محرابه ،وتوجد اليوم كتابة فوق المحراب تشير إلى ذلك تنص على ما يلي: "أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى، الذي هو على التقوى مؤسس، عبد الله ووليه يوسف بن أيوب أبو المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة 583هـ/1187م وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظّه من المغفرة والرحمة . | ||
+ | |||
" والأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور وذكر قياسه هنا طولا وعرضا فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة والمراد بالمسجد الأقصى هو جمع ما دار عليه السور" وهذه لفته مهمة وخاصة في عصرنا الحالي حيث يركز الإعلام – بطريقة مبرمجة- خلال عرضه للمسجد الأقصى على أن قبة الصخرة أو المسجد القبلي، هو المسجد الأقصى، حتى لا ينتبه الناس إلى حقيقة الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى. | " والأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور وذكر قياسه هنا طولا وعرضا فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة والمراد بالمسجد الأقصى هو جمع ما دار عليه السور" وهذه لفته مهمة وخاصة في عصرنا الحالي حيث يركز الإعلام – بطريقة مبرمجة- خلال عرضه للمسجد الأقصى على أن قبة الصخرة أو المسجد القبلي، هو المسجد الأقصى، حتى لا ينتبه الناس إلى حقيقة الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى. | ||
+ | |||
وقد اهتم الحكام والخلفاء والأمراء والسلاطين بالمسجد الأقصى، وتنافسوا في إعماره، والإنفاق عليه وإحياء الحياة العلمية والحركة الفكرية فيه، ليكون عماد الحياة الدينية والعلمية والحركة الفكرية ، قبلة العلماء والفقهاء والمحدثين وطلبة العلم ، منارة العلم والإيمان ، ليس في فلسطين فحسب ، بل لكل أهل العلم من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. | وقد اهتم الحكام والخلفاء والأمراء والسلاطين بالمسجد الأقصى، وتنافسوا في إعماره، والإنفاق عليه وإحياء الحياة العلمية والحركة الفكرية فيه، ليكون عماد الحياة الدينية والعلمية والحركة الفكرية ، قبلة العلماء والفقهاء والمحدثين وطلبة العلم ، منارة العلم والإيمان ، ليس في فلسطين فحسب ، بل لكل أهل العلم من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. | ||
+ | |||
وقام حكام المسلمون بإصلاح وترميم المسجد الأقصى عبر العصور الإسلامية، ليبرهنوا على أهمية هذا المسجد كوقف إسلامي لا يجوز التخلي عنه، مهما طال الزمن، ومن أدلة ذلك: ما جرى في عهد أبي جعفر المنصور (136هـ – 158هـ)، الذي اهتم بفلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى اهتماماً بالغاً، فزار القدس مرتين، فكانت الزيارة الأولى كانت في سنة ( ١٤٠هـ/ ٧٥٨م)، حيث نزل بيت المقدس وهو في طريق عودته من الحج ، وصلى في المسجد الأقصى ، وعمل على ترميم وإصلاح المسجد الأقصى بعد حدوث الزلزال الأول سن 130هـ . أما الزيارة الثانية، فكانت في سنة ( ١٥٤هـ/ ٧٧٢م) ، وفي رواية للعليمي يذكر أنه لما طلب منه الإصلاح للمسجد لم يكن لديه أموال فأمر بقلع الصفائح الفضية والذهبية التي كانت على الأبواب، فقلعت وضربت دنانير ودراهم في القدس وأنفقت عليه . | وقام حكام المسلمون بإصلاح وترميم المسجد الأقصى عبر العصور الإسلامية، ليبرهنوا على أهمية هذا المسجد كوقف إسلامي لا يجوز التخلي عنه، مهما طال الزمن، ومن أدلة ذلك: ما جرى في عهد أبي جعفر المنصور (136هـ – 158هـ)، الذي اهتم بفلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى اهتماماً بالغاً، فزار القدس مرتين، فكانت الزيارة الأولى كانت في سنة ( ١٤٠هـ/ ٧٥٨م)، حيث نزل بيت المقدس وهو في طريق عودته من الحج ، وصلى في المسجد الأقصى ، وعمل على ترميم وإصلاح المسجد الأقصى بعد حدوث الزلزال الأول سن 130هـ . أما الزيارة الثانية، فكانت في سنة ( ١٥٤هـ/ ٧٧٢م) ، وفي رواية للعليمي يذكر أنه لما طلب منه الإصلاح للمسجد لم يكن لديه أموال فأمر بقلع الصفائح الفضية والذهبية التي كانت على الأبواب، فقلعت وضربت دنانير ودراهم في القدس وأنفقت عليه . | ||
+ | |||
ولا بد أن نذكر أن العباسيين استمروا في اهتمامهم بفلسطين، وخاصة في فترة الازدهار والقوة، كما استمر تعظيمهم للمدينة المقدسة، ويظهر ذلك من الزيارات المستمرة لخلفائهم، فبعد الزلزال الذي أصاب بيت المقدس في سنة ( ١٥٨هـ/ ٧٧٥م) ، وصل إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور الملقب بالمهدي (158هـ – 169هـ)، متفقدا لأحوالها، وذلك في سنة 163هـ، وصلى بالمسجد الأقصى ، وعمل على عمارته فـنقص من طوله وزاد في عرضه فتم البناء في خلافته . | ولا بد أن نذكر أن العباسيين استمروا في اهتمامهم بفلسطين، وخاصة في فترة الازدهار والقوة، كما استمر تعظيمهم للمدينة المقدسة، ويظهر ذلك من الزيارات المستمرة لخلفائهم، فبعد الزلزال الذي أصاب بيت المقدس في سنة ( ١٥٨هـ/ ٧٧٥م) ، وصل إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور الملقب بالمهدي (158هـ – 169هـ)، متفقدا لأحوالها، وذلك في سنة 163هـ، وصلى بالمسجد الأقصى ، وعمل على عمارته فـنقص من طوله وزاد في عرضه فتم البناء في خلافته . | ||
+ | |||
كما أن سلاطين المماليك اهتموا بترميم وإصلاح المسجد الأقصى، فيذكر العليمي عناية السلطان الظاهر بيبرس 658ـ676هـ /1260-1277م بعمارة المسجد الأقصى دون ذكر تفاصيل تلك العمارة ، " وجدد بالقدس الشريف ما كان تداعى من قبة الصخرة وجدد قبة السلسلة وزخرفها" . | كما أن سلاطين المماليك اهتموا بترميم وإصلاح المسجد الأقصى، فيذكر العليمي عناية السلطان الظاهر بيبرس 658ـ676هـ /1260-1277م بعمارة المسجد الأقصى دون ذكر تفاصيل تلك العمارة ، " وجدد بالقدس الشريف ما كان تداعى من قبة الصخرة وجدد قبة السلسلة وزخرفها" . | ||
+ | |||
كما قام السلطان المنصور قلاوون الألفي 679-689هـ/1280-1290م بتعمير " سقف المسجد الأقصى من جهة القبلة مما يلي الغرب عند جامع الأنبياء" ، وما فعله الناصر محمد بن قلاوون في ولايته الثالثة 709-741هـ/1309م-1341م، حيث " عمر في أيامه عام 731هـ السور القبلي الذي عند محراب داود عليه الصلاة والسلام ورخم صدر المسجد الأقصى، وفتح بالمسجد الأقصى الشباكين اللذين عن يمين المحراب وشماله، وجدد تذهيب القبتين قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومن العجب أن تذهيب قبة الصخرة كان قبل العشرين والسبعمائة وقد مضى عليه إلى عصرنا هذا أكثر من مائة وثمانين سنة وهو في غاية الحسن والنورانية من رآه يظن أن الصانع قد فرغ منه الآن " . | كما قام السلطان المنصور قلاوون الألفي 679-689هـ/1280-1290م بتعمير " سقف المسجد الأقصى من جهة القبلة مما يلي الغرب عند جامع الأنبياء" ، وما فعله الناصر محمد بن قلاوون في ولايته الثالثة 709-741هـ/1309م-1341م، حيث " عمر في أيامه عام 731هـ السور القبلي الذي عند محراب داود عليه الصلاة والسلام ورخم صدر المسجد الأقصى، وفتح بالمسجد الأقصى الشباكين اللذين عن يمين المحراب وشماله، وجدد تذهيب القبتين قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومن العجب أن تذهيب قبة الصخرة كان قبل العشرين والسبعمائة وقد مضى عليه إلى عصرنا هذا أكثر من مائة وثمانين سنة وهو في غاية الحسن والنورانية من رآه يظن أن الصانع قد فرغ منه الآن " . | ||
+ | |||
وفي عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسن بن الناصر محمد وبالتحديد في عام 769هـ " جددت الأبواب الخشب المركبة على أبواب الجامع الأقصى" . كما أن السلطان الأشرف أينال الناصري "عمر المسجد الأقصى في أيامه" . | وفي عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسن بن الناصر محمد وبالتحديد في عام 769هـ " جددت الأبواب الخشب المركبة على أبواب الجامع الأقصى" . كما أن السلطان الأشرف أينال الناصري "عمر المسجد الأقصى في أيامه" . | ||
+ | |||
أما السلطان الأشرف قايتباي 872- 902هـ/1467-1497م فإنه في عام 884هـ " جدد عمل الرصاص على ظاهر الجامع الأقصى وفك الرصاص القديم ثم ركب، ولم يكن كالأول في حسن الصناعة والإتقان، وكان الصانع له رجلا من أهل الروم" ، كما أمر السلطان بالاهتمام بالمسجد الأقصى " وما يحتاج إليه من العمارة " ، بعد أن " اختل نظامه واحتاج إلى العمارة " . | أما السلطان الأشرف قايتباي 872- 902هـ/1467-1497م فإنه في عام 884هـ " جدد عمل الرصاص على ظاهر الجامع الأقصى وفك الرصاص القديم ثم ركب، ولم يكن كالأول في حسن الصناعة والإتقان، وكان الصانع له رجلا من أهل الروم" ، كما أمر السلطان بالاهتمام بالمسجد الأقصى " وما يحتاج إليه من العمارة " ، بعد أن " اختل نظامه واحتاج إلى العمارة " . | ||
وعلى صعيد الأوقاف المحبوسة للمسجد الأقصى نجد أن السلاطين المماليك ومن سبقهم من الحكام قد اهتموا بها و" وقفوا أوقافا على مصالحه" ، ومن بين تلك الأوقاف، سوق لبيع الخضراوات، وآخر لبيع القماش ، وخان سوق الطباخين ، الذي كان يؤجر في السنة بنحو أربعمائة دينار، ويباع فيه أصناف البضائع . | وعلى صعيد الأوقاف المحبوسة للمسجد الأقصى نجد أن السلاطين المماليك ومن سبقهم من الحكام قد اهتموا بها و" وقفوا أوقافا على مصالحه" ، ومن بين تلك الأوقاف، سوق لبيع الخضراوات، وآخر لبيع القماش ، وخان سوق الطباخين ، الذي كان يؤجر في السنة بنحو أربعمائة دينار، ويباع فيه أصناف البضائع . | ||
ومن بين السلاطين المماليك الذين اهتموا بالأوقاف في القدس، السلطان الملك الأِشرف أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري (حكم في سنة 825هـ) الذي "عمر الأوقاف ونماها وصرف المعاليم واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات، و أمر بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة في سنة 836هـ" . | ومن بين السلاطين المماليك الذين اهتموا بالأوقاف في القدس، السلطان الملك الأِشرف أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري (حكم في سنة 825هـ) الذي "عمر الأوقاف ونماها وصرف المعاليم واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات، و أمر بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة في سنة 836هـ" . | ||
أما الملك الظاهر أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري (حكم في سنة 842هـ) فقد أنعم على الوقف في القدس والخليل بمبلغ الفي دينار وخمسمائة دينار ذهبا ومائة وعشرين قنطارا من الرصاص برسم العمارة ثم أنعم بمائة وعشرين غراره من القمح القيمة عنها ثلاثة آلاف دينار وستمائة دينار، و وكان على الوقف ديون بثمن أغلال فأنعم السلطان بتوفية الثمن وهو أربعة آلاف وسبعمائة دينار . | أما الملك الظاهر أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري (حكم في سنة 842هـ) فقد أنعم على الوقف في القدس والخليل بمبلغ الفي دينار وخمسمائة دينار ذهبا ومائة وعشرين قنطارا من الرصاص برسم العمارة ثم أنعم بمائة وعشرين غراره من القمح القيمة عنها ثلاثة آلاف دينار وستمائة دينار، و وكان على الوقف ديون بثمن أغلال فأنعم السلطان بتوفية الثمن وهو أربعة آلاف وسبعمائة دينار . | ||
+ | |||
وكان ناظر المسجد الأقصىين الشريفين بالقدس الشريف والخليل عليه الصلاة والسلام في زمانه القاضي عز الدين خليل السخاوي، فـ" عمر الأوقاف ونماها " . | وكان ناظر المسجد الأقصىين الشريفين بالقدس الشريف والخليل عليه الصلاة والسلام في زمانه القاضي عز الدين خليل السخاوي، فـ" عمر الأوقاف ونماها " . | ||
وولي بعده السلطان الملك الأشرف أينال أبو النصر أينال الناصري (حكم في سنة 842هـ) سنة سبع وخمسين وثمانمائة وولي نظر المسجد الأقصى الشريف في السنة المذكورة الأمير عبد العزيز العراقي المشهور بابن المعلاق " فحصل للأوقاف والمستحقين ما لم يحصل لهم قبل ذلك من العمارة وصرف المعاليم كاملة من غير قطع ولا محاصصة" . | وولي بعده السلطان الملك الأشرف أينال أبو النصر أينال الناصري (حكم في سنة 842هـ) سنة سبع وخمسين وثمانمائة وولي نظر المسجد الأقصى الشريف في السنة المذكورة الأمير عبد العزيز العراقي المشهور بابن المعلاق " فحصل للأوقاف والمستحقين ما لم يحصل لهم قبل ذلك من العمارة وصرف المعاليم كاملة من غير قطع ولا محاصصة" . | ||
وقد خصص بعض السلاطين رواتب للقائمين على وقف المسجد الأقصى، فقد كان " قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين محمد الهاشمي المالكي الكركي الأصل المشهور بابن المزوار لا يتناول غير معلومه المرتب على وقف المسجد الأقصى وهو في كل يوم عشرة دراهم فضة " . | وقد خصص بعض السلاطين رواتب للقائمين على وقف المسجد الأقصى، فقد كان " قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين محمد الهاشمي المالكي الكركي الأصل المشهور بابن المزوار لا يتناول غير معلومه المرتب على وقف المسجد الأقصى وهو في كل يوم عشرة دراهم فضة " . | ||
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوقاف الإسلامية في القدس تحتاج إلى العناية المستمرة والترميم المتتابع حتى يتم المحافظة عليها مما يعتريها من الخراب بسبب عوامل الزمن المتقادم عليها، ونظرا لما تقوم به بلدية الاحتلال من حفريات مستمرة؛ لذا نهيب بالحكومات والزعامات العربية والإسلامية أن يحذو حذو سلاطين المسلمين من حيث عنايتهم ب الأوقاف الإسلامية بالقدس والمحافظة عليها لتصمد أمام غطرسة المحتل الصهيوني. | وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوقاف الإسلامية في القدس تحتاج إلى العناية المستمرة والترميم المتتابع حتى يتم المحافظة عليها مما يعتريها من الخراب بسبب عوامل الزمن المتقادم عليها، ونظرا لما تقوم به بلدية الاحتلال من حفريات مستمرة؛ لذا نهيب بالحكومات والزعامات العربية والإسلامية أن يحذو حذو سلاطين المسلمين من حيث عنايتهم ب الأوقاف الإسلامية بالقدس والمحافظة عليها لتصمد أمام غطرسة المحتل الصهيوني. | ||
− | + | ||
+ | ====مسجد قبة الصخرة المشرف==== | ||
ومن مساجد فلسطين الشهيرة، نذكر أيضا مسجد قبة الصخرة المشرفة، وقد اهتم سلاطين الدولة المملوكية بهذا المسجد. | ومن مساجد فلسطين الشهيرة، نذكر أيضا مسجد قبة الصخرة المشرفة، وقد اهتم سلاطين الدولة المملوكية بهذا المسجد. | ||
− | ومن المعروف أن هذا المسجد المبارك، قد بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن استشار المسلمين، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ، ولقد استمرت مدة البناء من (68هـ – 72هـ) . وفي عهد ابنه " الوليد بن عبد الملك انهدم شرقي المسجد ولم يكن في بيت المال حاصل فأمر بضرب ذلك وإنفاقه عل ما انهدم منه" ، وقد حوله الإفرنج عند احتلالهم القدس إلى كنيسة، وعندما حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي أزال النقوش والصلبان التي رسمها الصليبيون على جدران الصخرة الداخلية وغطاها بالرخام، وغسل الصخرة بماء الورد فبخرت وفرشت . | + | ومن المعروف أن هذا المسجد المبارك، قد بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن استشار المسلمين، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ، ولقد استمرت مدة البناء من (68هـ – 72هـ) . وفي عهد ابنه " الوليد بن عبد الملك انهدم شرقي المسجد ولم يكن في بيت المال حاصل فأمر بضرب ذلك وإنفاقه عل ما انهدم منه" ، وقد حوله الإفرنج عند احتلالهم القدس إلى كنيسة، وعندما حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي أزال النقوش والصلبان التي رسمها الصليبيون على جدران الصخرة الداخلية وغطاها بالرخام، وغسل الصخرة بماء الورد فبخرت وفرشت . |
− | وقد قدم لنا العليمي وصفا دقيقا لما كانت عليه في زمانه . وأوضح الإصلاحات والترميمات والإضافات خلال العهود الإسلامية المتعاقبة، مما يدلل على الاهتمام الكبير بهذا المكان، تقديرا لقدسيته، وأهميته كمان لتلقى العلم، ومن هذه الإصلاحات والترميمات، ما قام به الظاهر بن الحاكم بأمر الله الفاطمي (411- 425هـ) الذي عمل على ترميم مسجد الصخرة، بعد أن أصابها زلزال في سنة 407هـ . | + | |
+ | وقد قدم لنا العليمي وصفا دقيقا لما كانت عليه في زمانه . وأوضح الإصلاحات والترميمات والإضافات خلال العهود الإسلامية المتعاقبة، مما يدلل على الاهتمام الكبير بهذا المكان، تقديرا لقدسيته، وأهميته كمان لتلقى العلم، ومن هذه الإصلاحات والترميمات، ما قام به الظاهر بن الحاكم بأمر الله الفاطمي (411- 425هـ) الذي عمل على ترميم مسجد الصخرة، بعد أن أصابها زلزال في سنة 407هـ . | ||
+ | | ||
وبعد احتلال الصليبيين للمدينة وتغيرهم لمعالمها الإسلامية، وفق الله سبحانه وتعالى صلاح الدين بفتحها، ثم بدأ بإعادة عرى الإسلام إلى المدينة المقدسة، فأمر بإصلاح المساجد والمدارس ، وترميم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وترميم محراب المسجد الأقصى، وعيّن خطيباً وإماماً للمسجد ، التي قام بها سلاطين المماليك على مسجد القبة، ومن ذلك ما قام به الظاهر بيبرس من تعمير لقبة الصخرة عام 668 هـ/1270م، حيث " جدد فصوص الصخرة الشريفة التي على الرخام من الظاهر –لعله يقصد واجهة القبة-" . | وبعد احتلال الصليبيين للمدينة وتغيرهم لمعالمها الإسلامية، وفق الله سبحانه وتعالى صلاح الدين بفتحها، ثم بدأ بإعادة عرى الإسلام إلى المدينة المقدسة، فأمر بإصلاح المساجد والمدارس ، وترميم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وترميم محراب المسجد الأقصى، وعيّن خطيباً وإماماً للمسجد ، التي قام بها سلاطين المماليك على مسجد القبة، ومن ذلك ما قام به الظاهر بيبرس من تعمير لقبة الصخرة عام 668 هـ/1270م، حيث " جدد فصوص الصخرة الشريفة التي على الرخام من الظاهر –لعله يقصد واجهة القبة-" . | ||
وجرى تجديد تذهيب قبة الصخرة في فترة ولاية السلطان المملوكي الناصر محمد الثالثة بحيث . | وجرى تجديد تذهيب قبة الصخرة في فترة ولاية السلطان المملوكي الناصر محمد الثالثة بحيث . | ||
+ | |||
وفي سلطنة الظاهر برقوق 784- 815هـ/1382م-1412م: " عمرت سنة 798هـ دكة المؤذنين التي بالصخرة الشريفة تجاه المحراب" . وقد نُقِش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم جدّدت هذه السدة المباركة بالصخرة الشريفة في أيام مولانا السلطان الظاهر ابن سعيد برقوق.. تاريخ مستهلّ شوال 789هـ/ 1387م". | وفي سلطنة الظاهر برقوق 784- 815هـ/1382م-1412م: " عمرت سنة 798هـ دكة المؤذنين التي بالصخرة الشريفة تجاه المحراب" . وقد نُقِش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم جدّدت هذه السدة المباركة بالصخرة الشريفة في أيام مولانا السلطان الظاهر ابن سعيد برقوق.. تاريخ مستهلّ شوال 789هـ/ 1387م". | ||
+ | |||
و في خلال سلطنة الظاهر جقمق أصاب سقف قبة الصخرة حريق ، فأمر السلطان " عمر السقف بأحسن مما كان" . | و في خلال سلطنة الظاهر جقمق أصاب سقف قبة الصخرة حريق ، فأمر السلطان " عمر السقف بأحسن مما كان" . | ||
+ | |||
وهذا يشير إلى اهتمام سلاطين المسلمين بالحفاظ على الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، إلى عناية السلاطين العثمانيين بقبة الصخرة رغم خضوع القدس لحكم المماليك، ويبدو أن سوء العلاقات بين الطرفين لم تلقي بظلالها على الاهتمام العام من حكام المسلمين في ذلك الوقت بأوقاف القدس الإسلامية؛ فأين حكام المسلمين اليوم من ذلك الاهتمام؟ | وهذا يشير إلى اهتمام سلاطين المسلمين بالحفاظ على الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، إلى عناية السلاطين العثمانيين بقبة الصخرة رغم خضوع القدس لحكم المماليك، ويبدو أن سوء العلاقات بين الطرفين لم تلقي بظلالها على الاهتمام العام من حكام المسلمين في ذلك الوقت بأوقاف القدس الإسلامية؛ فأين حكام المسلمين اليوم من ذلك الاهتمام؟ | ||
وبالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة كأهم وقفين إسلاميين في فلسطين، فقد أوقف المسلمون عدد كبير من المساجد في مدن وقرى فلسطين، وقد دمر الاحتلال الصهيوني غالبية هذه المساجد، ولا تزال بعضها موجودا كشاهد على عظمة الحضارة الإسلامية في فلسطين، ومن هذه المساجد: | وبالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة كأهم وقفين إسلاميين في فلسطين، فقد أوقف المسلمون عدد كبير من المساجد في مدن وقرى فلسطين، وقد دمر الاحتلال الصهيوني غالبية هذه المساجد، ولا تزال بعضها موجودا كشاهد على عظمة الحضارة الإسلامية في فلسطين، ومن هذه المساجد: | ||
+ | |||
مسجد إبراهيم الخليل الذي جدده السلطان المملوكي الظاهر بيبرس " ورم شعثه، وأصلح أبوابه وميضاته وبيضه وزاد في راتبه المجرى عليه وعلى قوامه ومؤذنيه وإمامه ورتب له من مال البلد ما يجري على الواردين عليه والمقيمين به" . | مسجد إبراهيم الخليل الذي جدده السلطان المملوكي الظاهر بيبرس " ورم شعثه، وأصلح أبوابه وميضاته وبيضه وزاد في راتبه المجرى عليه وعلى قوامه ومؤذنيه وإمامه ورتب له من مال البلد ما يجري على الواردين عليه والمقيمين به" . | ||
+ | |||
مسجد الرملة: وقد وصفه المقدسي بأنه " أبهى وأرشق من جامع دمشق، يسمى المسجد الأبيض ، ليس في الإسلام أكبر من محرابه ، ولا بعد منبر بيت المقدس أحسن من منبره ، وله منارة بهية" ، وقد جدده السلطان بيبرس . وفي الرملة جوامع أخرى ، لكن أهمها هذا المسجد. | مسجد الرملة: وقد وصفه المقدسي بأنه " أبهى وأرشق من جامع دمشق، يسمى المسجد الأبيض ، ليس في الإسلام أكبر من محرابه ، ولا بعد منبر بيت المقدس أحسن من منبره ، وله منارة بهية" ، وقد جدده السلطان بيبرس . وفي الرملة جوامع أخرى ، لكن أهمها هذا المسجد. | ||
− | + | ||
− | + | ومن مساجد فلسطين أيضاً مسجد الجمعة في وسط مدينة طبرية في السوق ، وهو مسجد كبير حسن ، يقال أن الذي بناه هو سليمان بن داود عليه السلام، وعند بابه عين ماء، وفي الجانب الغربي من مدينة طبرية مسجد يدعى مسجد الياسمين وهو مسجد جميل، في وسطه ساحة كبيرة، وحولها الياسمين الذي سمي به المسجد، وتحت هذه الساحة ، قبور سبعين نبياً . | |
+ | |||
+ | ومن مساجد نابلس الشهيرة ، المسجد الكبير ، وكان هذا المسجد كنيسة كبيرة ، حولها الملك الناصر صلاح الدين إلى جامع ، وكان يسمى في أثناء الفترة الفرنجية باسم كنيسة القيامة ، ومن المحتمل أنه استمر في أداء دوره المنوط به في العصر المملوكي. | ||
+ | |||
ومن مساجد نابلس التي لعبت دورا دينيا مهما في العهد المملوكي: المسجد الغربي، وكان يسمى أيضاً مسجد الحنابلة منذ القرن التاسع للهجرة ، نسبة إلى العلماء الحنابلة الذين تولوا الإمامة فيه .و لهم كذلك مسجدان في بلدتي ساوية، و مردا، من عمل نابلس . | ومن مساجد نابلس التي لعبت دورا دينيا مهما في العهد المملوكي: المسجد الغربي، وكان يسمى أيضاً مسجد الحنابلة منذ القرن التاسع للهجرة ، نسبة إلى العلماء الحنابلة الذين تولوا الإمامة فيه .و لهم كذلك مسجدان في بلدتي ساوية، و مردا، من عمل نابلس . | ||
− | + | ||
− | + | ومن مساجد نابلس القديمة أيضاً مسجد الشيخ بدران ، نسبة إلى واقفه العماد عبد الحافظ بن الشيخ بدر الدين بدران المتوفى سنة 698هـ/1298مً . | |
− | + | ||
+ | كما بنى السلطان الظاهر بيبرس بصفد جامعا حسنا | ||
+ | |||
+ | ===أوقاف الزوايا=== | ||
الزوايا جمع زاوية ، وهي شبيهة أيضاً بالرباط و"الخانقاه" ، إلا أنها أصغر ، وهي أبنية صغيرة منفصلة في جهات مختلفة من المدينة ، في شكل دور ، أو مساجد صغيرة ، يقيم فيها المسلمون الصلوات الخمس ، ويتعبدون فيها ويعقدون بها حلقات دراسية في علوم الدين ، كما يعقد فيها مشايخ الطرق الصوفية حلقات الذكر ، وقد تكون الزاوية في ناحية من نواحي المساجد الكبرى . | الزوايا جمع زاوية ، وهي شبيهة أيضاً بالرباط و"الخانقاه" ، إلا أنها أصغر ، وهي أبنية صغيرة منفصلة في جهات مختلفة من المدينة ، في شكل دور ، أو مساجد صغيرة ، يقيم فيها المسلمون الصلوات الخمس ، ويتعبدون فيها ويعقدون بها حلقات دراسية في علوم الدين ، كما يعقد فيها مشايخ الطرق الصوفية حلقات الذكر ، وقد تكون الزاوية في ناحية من نواحي المساجد الكبرى . | ||
− | + | ||
+ | ولذلك يمكن القول بأن هذه الزوايا كانت مراكز للتعبد من ناحية ، ومراكز للتعليم من ناحية أخرى. قد عرفت بيت المقدس ، في العصرين الأيوبي والمملوكي العديد من الزوايا، كان من أشهرها: | ||
+ | |||
1- الزاوية الخُتَنِيّة: أنشأها صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ/1991 وأوقفها على الشيخ جلال الدين أحمد بن محمد الشاش، وعرفت بـ“الختنية” نسبة إلى الشيخ الختني . | 1- الزاوية الخُتَنِيّة: أنشأها صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ/1991 وأوقفها على الشيخ جلال الدين أحمد بن محمد الشاش، وعرفت بـ“الختنية” نسبة إلى الشيخ الختني . | ||
+ | |||
2- الزاوية الجراحية: كانت تقع في حي الشيخ جراح بظاهر بيت المقدس من جهة الشمال، سميت بالجراحية نسبة لواقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي ، أحد أمراء الملك الناصر صلاح الدين ، وقد توفي في سنة 598هـ/1201م ، ودفن في زاويته المذكورة . ذكرها العليمي بقوله: "إنها بظاهر القدس من الجهة الشمالية. أوقف عليها الواقف أوقافاً ورتب لها الوظائف، وبظاهر الزاوية من جهة القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال أنهم من جماعة الجراحي" . | 2- الزاوية الجراحية: كانت تقع في حي الشيخ جراح بظاهر بيت المقدس من جهة الشمال، سميت بالجراحية نسبة لواقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي ، أحد أمراء الملك الناصر صلاح الدين ، وقد توفي في سنة 598هـ/1201م ، ودفن في زاويته المذكورة . ذكرها العليمي بقوله: "إنها بظاهر القدس من الجهة الشمالية. أوقف عليها الواقف أوقافاً ورتب لها الوظائف، وبظاهر الزاوية من جهة القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال أنهم من جماعة الجراحي" . | ||
+ | |||
3- الزاوية (المدرسة) الناصرية أو النصرية: كانت على برج باب الرحمة (من أبراج السور الشرقي) عرفت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الشيخ نصر المقدسي، ثم عرفت بالغزالية ، جددها الملك المعظم عيسى (610هـ/ 1213م) وجعلها زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا من جملتها إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت، وقد دثرت الزاوية المذكورة في عصر العليمي –نهاية القرن التاسع الهجري – " ولم يبق لها نظام وصارت من المهملات" . | 3- الزاوية (المدرسة) الناصرية أو النصرية: كانت على برج باب الرحمة (من أبراج السور الشرقي) عرفت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الشيخ نصر المقدسي، ثم عرفت بالغزالية ، جددها الملك المعظم عيسى (610هـ/ 1213م) وجعلها زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا من جملتها إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت، وقد دثرت الزاوية المذكورة في عصر العليمي –نهاية القرن التاسع الهجري – " ولم يبق لها نظام وصارت من المهملات" . | ||
+ | |||
4- الزاوية الوفائية: بباب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى من ناحية الغرب، واقفها هو: تاج الدين أبو الوفا محمد عام 1380م . | 4- الزاوية الوفائية: بباب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى من ناحية الغرب، واقفها هو: تاج الدين أبو الوفا محمد عام 1380م . | ||
+ | |||
5- الزاوية الشيخونية: واقفها الأمير سيف الدين قطيشا بن علي بن محمد، من رجال حلقة دمشق سنة 761هـ، كان مجاورا بالقدس الشريف وجعل نظرها لنفسه، ثم من بعده لولده شيخون فسميت بالشيخونية نسبة لولده . | 5- الزاوية الشيخونية: واقفها الأمير سيف الدين قطيشا بن علي بن محمد، من رجال حلقة دمشق سنة 761هـ، كان مجاورا بالقدس الشريف وجعل نظرها لنفسه، ثم من بعده لولده شيخون فسميت بالشيخونية نسبة لولده . | ||
+ | |||
6- الزاوية المهمازية: تقع على مقربة من السور الشمالي للأقصى، منسوبة للشيخ كمال الدين المهمازي، ووقفت على مربع من الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في شهر ذي القعدة سنة 745هـ/ 1354م، وبها قبر رجل من ذريته اسمه الشيخ خير الدين خضر المهمازي . | 6- الزاوية المهمازية: تقع على مقربة من السور الشمالي للأقصى، منسوبة للشيخ كمال الدين المهمازي، ووقفت على مربع من الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في شهر ذي القعدة سنة 745هـ/ 1354م، وبها قبر رجل من ذريته اسمه الشيخ خير الدين خضر المهمازي . | ||
+ | |||
7- الزاوية المحمدية واقفها محمد بك زكريا الناصري تاريخ وقفها في العاشر من شهر رجب سنة 751هـ . | 7- الزاوية المحمدية واقفها محمد بك زكريا الناصري تاريخ وقفها في العاشر من شهر رجب سنة 751هـ . | ||
+ | |||
8- الزاوية اليونسية: مقابل المدرسة الباوردية –سيأتي الحديث عنها-ونسبتها للفقراء اليونسية . | 8- الزاوية اليونسية: مقابل المدرسة الباوردية –سيأتي الحديث عنها-ونسبتها للفقراء اليونسية . | ||
+ | |||
9- زاوية الطواشية: كانت في حارة شرف التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وتعرف قديما بحارة الأكراد، واقفها الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن جلال الدين عرب بن فخر الدين أحمد المجاور بالقدس في تاسع عشر رمضان سنة 753هـ . | 9- زاوية الطواشية: كانت في حارة شرف التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وتعرف قديما بحارة الأكراد، واقفها الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن جلال الدين عرب بن فخر الدين أحمد المجاور بالقدس في تاسع عشر رمضان سنة 753هـ . | ||
+ | |||
10- زاوية المغاربة: كانت في حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وقف الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي المجرد، في 703هـ . | 10- زاوية المغاربة: كانت في حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وقف الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي المجرد، في 703هـ . | ||
11- الزاوية الحمراء: بالقرب من الخانقاه الصلاحية وهي منسوبة للفقراء الوفائية . | 11- الزاوية الحمراء: بالقرب من الخانقاه الصلاحية وهي منسوبة للفقراء الوفائية . | ||
+ | |||
13- الزاوية البسطامية: في حارة السعدية الواقعة بين باب الساهرة والسور الشمالي للمسجد الأقصى القدسي، واقفها الشيخ عبد الله البسطامي وكانت الزاوية موجودة قبل سنة 770هـ . | 13- الزاوية البسطامية: في حارة السعدية الواقعة بين باب الساهرة والسور الشمالي للمسجد الأقصى القدسي، واقفها الشيخ عبد الله البسطامي وكانت الزاوية موجودة قبل سنة 770هـ . | ||
− | 14- زاوية | + | |
+ | 14- زاوية اهنود: وتقع قرب سور القدس الشمالي أمام باب الساهرة بظاهر باب الأسباط، وهي قديمة وكانت للفقراء الرفاعية ثم نزل بها طائفة الهنود فعرفت بهم | ||
15- الزاوية الأدهمية: وتقع خارج السور الشمالي للقدس بين بابي الساهرة والعمود، داخل مغارة الكتان وهي للفقراء الأدهمية، وهم المتصوفة من أتباع الزاهد إبراهيم بن أدهم، وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ووقف عليها هو وغيره من أهل الخير . | 15- الزاوية الأدهمية: وتقع خارج السور الشمالي للقدس بين بابي الساهرة والعمود، داخل مغارة الكتان وهي للفقراء الأدهمية، وهم المتصوفة من أتباع الزاهد إبراهيم بن أدهم، وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ووقف عليها هو وغيره من أهل الخير . | ||
+ | |||
16- الزاوية القلندرية: تنسب للشيخ إبراهيم القلندري وأقام بها جماعة من الفقراء، وكانت في عصره الست طنشق بنت عبد الله المظفرية التي عمرت في الزاوية المذكورة قبة محكمة البناء على قبر أخيها بهادر، وظلت عامرة حتى زمان المؤلف العليمي حتى خربت وسقطت في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، واستمرت خرابا بعد ذلك لتصبح مقبرة يدفن الأعيان من الأمراء ممن يرد إلى ببيت المقدس . | 16- الزاوية القلندرية: تنسب للشيخ إبراهيم القلندري وأقام بها جماعة من الفقراء، وكانت في عصره الست طنشق بنت عبد الله المظفرية التي عمرت في الزاوية المذكورة قبة محكمة البناء على قبر أخيها بهادر، وظلت عامرة حتى زمان المؤلف العليمي حتى خربت وسقطت في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، واستمرت خرابا بعد ذلك لتصبح مقبرة يدفن الأعيان من الأمراء ممن يرد إلى ببيت المقدس . | ||
+ | |||
17- الزاوية الكبكية: أنشأها الأمير علاء الدين أيدغدي عبد الله الكبكي في عهد المنصور قلاوون في عام 1290م، وهي مخصصة لوظيفة التصوف بالإضافة لكونها مدفناً لمنشئها . | 17- الزاوية الكبكية: أنشأها الأمير علاء الدين أيدغدي عبد الله الكبكي في عهد المنصور قلاوون في عام 1290م، وهي مخصصة لوظيفة التصوف بالإضافة لكونها مدفناً لمنشئها . | ||
+ | |||
18- زاوية البلاسي: واقفها الشيخ أحمد البلاسي وكان من الصالحين وقبره بها . | 18- زاوية البلاسي: واقفها الشيخ أحمد البلاسي وكان من الصالحين وقبره بها . | ||
+ | |||
19- زاوية السرائي أو الأزرق: شرقي زاوية البلاسي نسبتها للشيخ إبراهيم الأزرق وهي قديمة، وبها قبور جماعة منهم الشيخ اسحاق ابن الشيخ إبراهيم ووفاته في سنة 780هـ . | 19- زاوية السرائي أو الأزرق: شرقي زاوية البلاسي نسبتها للشيخ إبراهيم الأزرق وهي قديمة، وبها قبور جماعة منهم الشيخ اسحاق ابن الشيخ إبراهيم ووفاته في سنة 780هـ . | ||
+ | |||
20- زاوية الدركاه: أوقفها الملك شهاب الدين غازي بن السلطان العادل ، الذي دفن بها سنة 613هـ/1216م . | 20- زاوية الدركاه: أوقفها الملك شهاب الدين غازي بن السلطان العادل ، الذي دفن بها سنة 613هـ/1216م . | ||
+ | |||
21- زاوية الشيخ يعقوب العجمي: وقد اشتهرت بزاوية الشيخ شمس الدين ابن الشيخ عبد الله البغدادي وتلاشت أحوالها . | 21- زاوية الشيخ يعقوب العجمي: وقد اشتهرت بزاوية الشيخ شمس الدين ابن الشيخ عبد الله البغدادي وتلاشت أحوالها . | ||
+ | |||
22- زاوية الشيخ بدر الدين: أنشأها السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران ، توفي سنة 650هـ/1252م ، ودفن بزاويته في ظاهر بيت المقدس من جهة الغرب . | 22- زاوية الشيخ بدر الدين: أنشأها السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران ، توفي سنة 650هـ/1252م ، ودفن بزاويته في ظاهر بيت المقدس من جهة الغرب . | ||
+ | ===أوقاف المدارس=== | ||
+ | كان إنشاء المدارس الوقفية من بين أهم عوامل ازدهار الحياة العلمية والحركة الفكرية في فلسطين إبان العهد المملوكي، وقد تنافس رجال الحكم والسلطة في الدولة المملوكية ومن اتصل بهم في وقف هذه المدارس واختيار أفضل المدرسين وأتقاهم للعمل فيها . | ||
− | |||
− | |||
وقد مهدت هذه المدارس الطريق أمام طلاب العلم لينهلوا من معين العلوم الشرعية والعربية وغيرها بأيسر جهد، وأقصر وقت. وأقل التكاليف. وأصبح طالب العلم غير محتاج إلى أن ينتقل من بلد إلى آخر يبحث عن المدرسين بل صار المدرسون هم الذين يأتون إليه في المدرسة. | وقد مهدت هذه المدارس الطريق أمام طلاب العلم لينهلوا من معين العلوم الشرعية والعربية وغيرها بأيسر جهد، وأقصر وقت. وأقل التكاليف. وأصبح طالب العلم غير محتاج إلى أن ينتقل من بلد إلى آخر يبحث عن المدرسين بل صار المدرسون هم الذين يأتون إليه في المدرسة. | ||
+ | |||
وقد جعلت هذه المدارس من عهد المماليك عهداً مشرقاً في بلاد الشام، إذ أصبحا محور استقطاب العلماء من جميع البلدان الإسلامية، لما كان يلاقيه الفقهاء من كريم العناية والرعاية. | وقد جعلت هذه المدارس من عهد المماليك عهداً مشرقاً في بلاد الشام، إذ أصبحا محور استقطاب العلماء من جميع البلدان الإسلامية، لما كان يلاقيه الفقهاء من كريم العناية والرعاية. | ||
+ | |||
وكان يقوم بتدريس الطلبة في المدارس المختلفة عدد من المدرسين الأكْفاء ، وقد بينَّ القلقشندي أن المدرس هو من كان يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك ، ولا يسمح للمدرس ممارسة مهامه التدريسية إلا بعد تأهيله وحصوله على الإجازة بالتدريس . | وكان يقوم بتدريس الطلبة في المدارس المختلفة عدد من المدرسين الأكْفاء ، وقد بينَّ القلقشندي أن المدرس هو من كان يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك ، ولا يسمح للمدرس ممارسة مهامه التدريسية إلا بعد تأهيله وحصوله على الإجازة بالتدريس . | ||
− | + | ||
− | + | وكان على المدرس في تلك المدارس أن يتصف بخصائص وصفات تجعله قادراً على القيام بمهمة التدريس ، ومنها: أن يكون ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة وعدالة ، وأن يتصف بسعة العلم والتضلع في الفنون ، والأخذ من كل منها بحظ وافر ، وطول الباع في البحث والمناظرة ، وعدم الجدال في الباطل ، وتربية الطلبة ، وتأديبهم والتقريب على من عّسُر على فهمه شيء من المسائل . | |
− | + | ||
− | + | وعلى المدرس أيضاً أن يؤدي واجبة على أكمل وجه ، يحسن إلقاء الدرس ، وتفهيمه للطلبة في مجال تخصصه ، فالمدرس في مدرسة الفقه عليه أن يلقي دروساً في الفقه ، والمدرس في مدرسة التفسير عليه أن يلقي دروسه في التفسير ، وهكذا ، فإذا درس المدرس تفسيراً أو حديثاً في مدرسة الفقه ، أو ما شابه ذلك ، فلا خير في ذلك . | |
− | + | ||
− | + | وكان ممن يساعد المدرس في تعليم الطلبة ، المعيد ، وكثيراً ما كان المعيد يحضر الدروس إلى جانب المدرس والطلبة ، وكان المعيد يساعد الطلبة في إعادة ما حفظوه ، ويراجعهم في المذكرات ، ويناقشهم ، ويختبر مقدار فهمهم ، وكان يوصي كل واحد منهم بقراءة الكتب التي تلائم مستواه الفكري ومقدار علمه . | |
− | + | ||
− | + | وكان يشترط في المعيد أن يكون من صلحاء الفضلاء صبوراً على أخلاق الطلبة ، حريصاً على فائدتهم ، وانتفاعهم به قائماً على وظيفة إشغالهم | |
− | + | ||
− | + | وعلى المعيد أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه ، وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ، ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والرأفه به ، والإحسان إليه ، وتحسين خلقه ، وإصلاح شأنه . | |
− | + | ||
+ | أما عن أساليب التدريس وطرقه في تلك المدارس فقد استخدم المدرسون في تدريسهم أساليب وطرقاً عديدة بهدف تحقيق الفائدة المرجوة لطلبتهم ، وقد أشار السبكي إلى المدرس بقوله: "وحق عليه أن يحسن إلقاء الدرس وتفهيمه للحاضرين ، ثم إن كانوا مبتدئين فلا يلقي عليهم ما لا يناسبهم من المشكلات ، بل يدربهم ويأخذهم بالأهون فالأهون إلى أن ينتهوا إلى درجة التحقيق ، وإن كانوا منتهين فلا يلقي عليهم الواضحات ، بل يدخل بهم في مشكلات الفقه ، ويخوض بهم عبابه الزاخر" . | ||
+ | |||
+ | وقد تنوعت طرق التحصيل العلمي ووسائله في عصر المماليك بين التلقين والحفظ ، والسماع والإملاء ، والمناقشة والمناظرة وغيرها ، إلا أن طريقة التلقين والحفظ والرواية كانت أكثر شيوعاً من غيرها ، وخاصة في العلوم الشرعية ، وعلوم اللغة العربية ، وقد أثنى ابن خلدون على طريقة تلقين العلوم للمتعلمين ووصفها بالمفيدة . | ||
+ | |||
+ | أما المناظرة فقد كانت من أرقى أدوات التعليم التي كان يمارسها كبار العلماء ، نظراً لأهميتها في شحذ الذهن وتقوية الحجه وانطلاق البيان ، لذلك وجب على المدرس أن يدرب الطلاب على آداب المناظرة والمناقشة ، وكانت تتم بين الطلاب أنفسهم أو بين المدرس والطالب ، وكان الطالب يخالف أستاذه في الرأي أحياناً بطريقة ملؤها الأدب والاحترام . | ||
+ | |||
+ | وقد أشار الزرنوجي إلى ذلك بوضوح في قوله: "ولابد لطالب العلم من المذاكرة والمناظرة والمطارحة، فينبغي أن يكون كل منهما بالإنصاف والتأني والتأمل ، ويتحرز عن الشغب ، فإن المناظرة والمذاكرة مشاورة، والمشاورة إنما تكون لاستخراج الصواب" . | ||
+ | |||
+ | وبالنسبة لمواد الدراسة في تلك المدارس فبصرف النظر عن اختلاف الدراسة الفقهية في تلك المدارس حسب اختلاف المذاهب الفقهية، فقد تركزت الدراسة فيها أيضا حول علوم الحديث والقرآن واللغة العربية، فضلا عن تدريس الوعظ، والعلوم الرياضية . | ||
+ | |||
+ | هذا بالإضافة إلى أن بعض المدارس كانت مختصة بتدريس علم بذاته، مثل دور الحديث، كدار الحديث في القدس التي كانت عبارة عن مدرسة تخصصت في تدريس علم الحديث كما نص على ذلك كتاب وقفها في سنة 666هـ . | ||
+ | |||
ولم يكن اهتمام المماليك بمدارس القدس مقتصراً على الكم والرسالة العلمية، بل تعداهما إلى العناية بعمارة المدرسة وشكلها وزخارفها، فجاءت المباني التي تعود إلى تلك الفترة معبّرة عن التطور الكبير الذي طرأ عل ى النواحي العمرانية والهندسية والفنية آنذاك• هذا إلى جانب استمرار التدريس في المسجد الأقصى القدسي، واستخدام المساطب لهذا الغرض• والمقصود هنا أماكن مرتفعة قليلاً في ساحة المسجد الأقصى(بنيت من الحجارة وبلطت سطوحها وعمل في بعضها محراب أو حائط باتجاه القبلة) أنشئت لغرض الصلاة والتدريس معاً منها: مسطبة الظاهر (795هـ / 1392م)، مسطبة البصيري(800هـ/ 1397م)، مسطبة وسبيل قايتباي (860هـ / 1455م)، وخلال العهود اللاحقة، أخذت المدارس القديمة تتوقف عن أداء دورها، قسم منها صار مقرات لمدارس حديثة، وتحول بعضها إلى دور للسكن ترابط فيه جماعات من عائلات مقدسية، وجرى استخدام الباقي لأغراض مختلفة . | ولم يكن اهتمام المماليك بمدارس القدس مقتصراً على الكم والرسالة العلمية، بل تعداهما إلى العناية بعمارة المدرسة وشكلها وزخارفها، فجاءت المباني التي تعود إلى تلك الفترة معبّرة عن التطور الكبير الذي طرأ عل ى النواحي العمرانية والهندسية والفنية آنذاك• هذا إلى جانب استمرار التدريس في المسجد الأقصى القدسي، واستخدام المساطب لهذا الغرض• والمقصود هنا أماكن مرتفعة قليلاً في ساحة المسجد الأقصى(بنيت من الحجارة وبلطت سطوحها وعمل في بعضها محراب أو حائط باتجاه القبلة) أنشئت لغرض الصلاة والتدريس معاً منها: مسطبة الظاهر (795هـ / 1392م)، مسطبة البصيري(800هـ/ 1397م)، مسطبة وسبيل قايتباي (860هـ / 1455م)، وخلال العهود اللاحقة، أخذت المدارس القديمة تتوقف عن أداء دورها، قسم منها صار مقرات لمدارس حديثة، وتحول بعضها إلى دور للسكن ترابط فيه جماعات من عائلات مقدسية، وجرى استخدام الباقي لأغراض مختلفة . | ||
− | وقد خصصت الأوقاف الكثيرة لهـذه المراكز العلمية والفقهية والقضائية تحت عنوان مدارس بيت المقدس، وصرفت رواتب للفقهاء والقضاة والمشايخ المدرسين وكذلك الطلاب .ومن أبرز المدارس في القدس | + | وقد خصصت الأوقاف الكثيرة لهـذه المراكز العلمية والفقهية والقضائية تحت عنوان مدارس بيت المقدس، وصرفت رواتب للفقهاء والقضاة والمشايخ المدرسين وكذلك الطلاب .ومن |
+ | |||
+ | ===أبرز المدارس في القدس=== | ||
أولا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الشمالية: | أولا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الشمالية: | ||
+ | |||
1- المدرسة الفارسية: بداخل المسجد الأقصى الشريف، وقد أوقف عليها حصة من قرية طولكرم بفلسطين في الثالث من شعبان سنة(755هـ) ، تتداخل مع المدرسة الأمينية في غرف الطابق العلوي، وهي حالياً دار للسكن لأبناء الشيخ إبراهيم العوري. | 1- المدرسة الفارسية: بداخل المسجد الأقصى الشريف، وقد أوقف عليها حصة من قرية طولكرم بفلسطين في الثالث من شعبان سنة(755هـ) ، تتداخل مع المدرسة الأمينية في غرف الطابق العلوي، وهي حالياً دار للسكن لأبناء الشيخ إبراهيم العوري. | ||
+ | |||
2- المدرسة التنكزية: تقع قرب باب السلسلة، غرب المسجد الأقصى، ويقوم قسم منها على الأروقة الغربية، واقفها الأمير تنكز الناصري توفي سنة(741هـ) نائب الشام ، أنشأها ووقفها (729هـ/ 1328م) في زمن السلطان قايتباي، كما أنشأ مسجداً لها، على واجهتها الخارجية يوجد نقش يشير إلى بانيها: " بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذا المكان المبارك راجيا ثواب الله وعفوه المقر الكريم السيفي تنكز الملكي الناصري عفا الله عنه وأثابه. وذلك في شهور سنة تسع وعشرين وسبعماية". | 2- المدرسة التنكزية: تقع قرب باب السلسلة، غرب المسجد الأقصى، ويقوم قسم منها على الأروقة الغربية، واقفها الأمير تنكز الناصري توفي سنة(741هـ) نائب الشام ، أنشأها ووقفها (729هـ/ 1328م) في زمن السلطان قايتباي، كما أنشأ مسجداً لها، على واجهتها الخارجية يوجد نقش يشير إلى بانيها: " بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذا المكان المبارك راجيا ثواب الله وعفوه المقر الكريم السيفي تنكز الملكي الناصري عفا الله عنه وأثابه. وذلك في شهور سنة تسع وعشرين وسبعماية". | ||
+ | |||
وكان في داخلها مسجدا يوجد عليه نقش كالتالي: " البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرائض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله". وقد اتخذت المدرسة مركزاً للقضاة والنواب ودار سكن لهم، ثم عادت لتقوم بدورها الفكري (أواخر القرن 10هـ/ 16م). | وكان في داخلها مسجدا يوجد عليه نقش كالتالي: " البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرائض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله". وقد اتخذت المدرسة مركزاً للقضاة والنواب ودار سكن لهم، ثم عادت لتقوم بدورها الفكري (أواخر القرن 10هـ/ 16م). | ||
+ | |||
وتتميز ببنائها المزخرف، وتعد من أجمل مباني القدس القديمة، وعلى بابها شعار الأمير تنكز، وهو كأس ذو رأس مدبب وقاعدة عريضة. | وتتميز ببنائها المزخرف، وتعد من أجمل مباني القدس القديمة، وعلى بابها شعار الأمير تنكز، وهو كأس ذو رأس مدبب وقاعدة عريضة. | ||
+ | |||
وقد حولت إلى مقر للمحكمة الشرعية في العهد العثماني، وبقيت كذلك في أوائل الاحتلال البريطاني، ثم اتخذت داراً لسكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني وصارت مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي. | وقد حولت إلى مقر للمحكمة الشرعية في العهد العثماني، وبقيت كذلك في أوائل الاحتلال البريطاني، ثم اتخذت داراً لسكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني وصارت مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي. | ||
+ | |||
واستولت عليها السلطات الصهيونية عام 1969م بحجة أن نوافذها تطل على البراق وحارة اليهود، وأجرت حفريات تحتها هددتها بالانهيار. | واستولت عليها السلطات الصهيونية عام 1969م بحجة أن نوافذها تطل على البراق وحارة اليهود، وأجرت حفريات تحتها هددتها بالانهيار. | ||
ولا يظهر وضع المدرسة التنكزية الحالي التي يحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها، إنه كان لها تاريخ تعليمي أو ثقافي، فهي أصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الصهيوني ويغلق أبوابها ويقيم على أسطحها المتاريس وينصب الرشاشات والأسلحة. | ولا يظهر وضع المدرسة التنكزية الحالي التي يحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها، إنه كان لها تاريخ تعليمي أو ثقافي، فهي أصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الصهيوني ويغلق أبوابها ويقيم على أسطحها المتاريس وينصب الرشاشات والأسلحة. | ||
+ | |||
وبسبب موقعها المطل على ساحات المسجد الأقصى التي عادة ما تشهد تظاهرات ومسيرات ضد سياسة الاحتلال، فإن الشرطة الصهيونية ووحدات حرس الحدود والجيش يستخدمونها لقمع أولئك المتظاهرين. | وبسبب موقعها المطل على ساحات المسجد الأقصى التي عادة ما تشهد تظاهرات ومسيرات ضد سياسة الاحتلال، فإن الشرطة الصهيونية ووحدات حرس الحدود والجيش يستخدمونها لقمع أولئك المتظاهرين. | ||
+ | |||
ومن فوقها شارك جنود الاحتلال في ارتكاب مجازر ضد المتظاهرين والمصلين مثلما حدث عام 1996م فيما عرف بانتفاضة النفق، التي اندلعت احتجاجا على قيام حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك بفتح نفق يمر من تحتها أطلق عليه اسم (نفق الحشمونائيم). | ومن فوقها شارك جنود الاحتلال في ارتكاب مجازر ضد المتظاهرين والمصلين مثلما حدث عام 1996م فيما عرف بانتفاضة النفق، التي اندلعت احتجاجا على قيام حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك بفتح نفق يمر من تحتها أطلق عليه اسم (نفق الحشمونائيم). | ||
+ | |||
وفي شهر آذار (مارس) 2006م، افتتح الرئيس الصهيوني كنيسا يهوديا أسفل المدرسة التنكزية، وبعد أشهر واصل المحتلون استهدافهم للمدرسة، فافتتحوا ما أطلقوا عليه اسم (متحف قافلة الأجيال) مكون من سبع غرف تعرض فيها تاريخ القدس من وجهة نظرة صهيونية، بواسطة وسائط إيضاح وعروض الصوت والضوء. | وفي شهر آذار (مارس) 2006م، افتتح الرئيس الصهيوني كنيسا يهوديا أسفل المدرسة التنكزية، وبعد أشهر واصل المحتلون استهدافهم للمدرسة، فافتتحوا ما أطلقوا عليه اسم (متحف قافلة الأجيال) مكون من سبع غرف تعرض فيها تاريخ القدس من وجهة نظرة صهيونية، بواسطة وسائط إيضاح وعروض الصوت والضوء. | ||
− | + | ||
+ | |||
+ | وما زالت رشاشات جنود الاحتلال مصوبة من فوق هذه المدرسة التي كانت في العصور الماضية منارة ثقافية، نحو ساحات المسجد الأقصى القدسي الشريف، تنذر بعمليات قتل أخرى . | ||
المدرسة البلدية: واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب توفي ودفن بها (ت 782هـ/ 1380م) . | المدرسة البلدية: واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب توفي ودفن بها (ت 782هـ/ 1380م) . | ||
واتخذت بعده مدرسة لأبناء البلد (ومن هنا اسمها)، و دفن فيها الشيخ المفتي محمد الخليلي (ت 1149هـ/ 1736م) وقد ترك فيها خزانة كتب آلت لأحد أبناء عائلة الترجمان ثم إلى الوقف الإسلامي. | واتخذت بعده مدرسة لأبناء البلد (ومن هنا اسمها)، و دفن فيها الشيخ المفتي محمد الخليلي (ت 1149هـ/ 1736م) وقد ترك فيها خزانة كتب آلت لأحد أبناء عائلة الترجمان ثم إلى الوقف الإسلامي. | ||
+ | |||
3- المدرسة الأشرفية: داخل المسجد الأقصى الشريف بالقرب من باب السلسلة .بين باب المطهرة وباب السلسلة في الرواق الغربي للأقصى، وسميت أيضاً السلطانية، بنيت للمرة الأولى في زمن السلطان الملك الظاهر خشقدم (865هـ/ 1461م)، وأعيد بناؤها (887هـ/ 1482م) في زمن السلطان الأشرف قايتباي، وعدت جوهرة ثالثة في بيت المقدس بعد الأقصى وقبة الصخرة، بسبب غنى مبناها بالعناصر المعمارية والزخرفية. | 3- المدرسة الأشرفية: داخل المسجد الأقصى الشريف بالقرب من باب السلسلة .بين باب المطهرة وباب السلسلة في الرواق الغربي للأقصى، وسميت أيضاً السلطانية، بنيت للمرة الأولى في زمن السلطان الملك الظاهر خشقدم (865هـ/ 1461م)، وأعيد بناؤها (887هـ/ 1482م) في زمن السلطان الأشرف قايتباي، وعدت جوهرة ثالثة في بيت المقدس بعد الأقصى وقبة الصخرة، بسبب غنى مبناها بالعناصر المعمارية والزخرفية. | ||
+ | |||
وقد رتب لها السلطان الأشرف قايتباي مشايخ وفقهاء ومدرسين للتعاليم الصوفية، هدم القسم الأكبر منها في زلزال (903هـ/ 1497م)، ثم أعيدت إلى سابق عهدها. | وقد رتب لها السلطان الأشرف قايتباي مشايخ وفقهاء ومدرسين للتعاليم الصوفية، هدم القسم الأكبر منها في زلزال (903هـ/ 1497م)، ثم أعيدت إلى سابق عهدها. | ||
+ | |||
تتكون من طابقين، الأرضي منهما فيه مدخل وسقفية وموزع (دركاه) يؤدي إلى دار سكن، والآخر يستخدم مكتبة للمسجد الأقصى، أما الطابق الأول، ففيه مدرسة ثانوية شرعية للبنات. | تتكون من طابقين، الأرضي منهما فيه مدخل وسقفية وموزع (دركاه) يؤدي إلى دار سكن، والآخر يستخدم مكتبة للمسجد الأقصى، أما الطابق الأول، ففيه مدرسة ثانوية شرعية للبنات. | ||
+ | |||
4- المدرسة العثمانية بباب المتوضأ واقفتها امرأة من تركية اسمها أصفهان شاه خاتون وتدعى خانم وعليها أوقاف بتركيا وغيرها في هذه البلاد وذلك سنة(840هـ) ، وقد كان لها دور كبير في الحركة العلمية في القدس، ومن مدرسيها شيخ الإسلام سراج الدين عمر أبي عبد اللطيف المفتي في الديار المقدسية، وجار الله بن أبي حافظ الدين المقدسي. | 4- المدرسة العثمانية بباب المتوضأ واقفتها امرأة من تركية اسمها أصفهان شاه خاتون وتدعى خانم وعليها أوقاف بتركيا وغيرها في هذه البلاد وذلك سنة(840هـ) ، وقد كان لها دور كبير في الحركة العلمية في القدس، ومن مدرسيها شيخ الإسلام سراج الدين عمر أبي عبد اللطيف المفتي في الديار المقدسية، وجار الله بن أبي حافظ الدين المقدسي. | ||
+ | |||
وتتكون من طابقين، جزء منها يقوم على الرواق الغربي للمسجد الأقصى، يتم الوصول إليها عبر مدخل مرتفع جميل ذي حجارة بيضاء وحمراء، ولقد رممت من قبل المجلس الإسلامي الأعلى، وقامت السلطات الصهيونية بحفريات تحتها مما أدى إلى تصدع مبناها ومسجدها، وتم إغلاق البئر الموجود داخلها نتيجة تشقق أرضيته وجدرانه وسقوط أحد الأقواس الحاملة. | وتتكون من طابقين، جزء منها يقوم على الرواق الغربي للمسجد الأقصى، يتم الوصول إليها عبر مدخل مرتفع جميل ذي حجارة بيضاء وحمراء، ولقد رممت من قبل المجلس الإسلامي الأعلى، وقامت السلطات الصهيونية بحفريات تحتها مما أدى إلى تصدع مبناها ومسجدها، وتم إغلاق البئر الموجود داخلها نتيجة تشقق أرضيته وجدرانه وسقوط أحد الأقواس الحاملة. | ||
− | + | ||
+ | ويستخدم جزء منها حالياً للسكن، يرابط فيها بعض آل الفتياني، واستولى المحتلون الصهاينة على جزء آخر، وأغلقوا نافذته بالحجارة، وهو مطل على ساحات المسجد الأقصى. | ||
+ | |||
5- المدرسة الخاتونية: تقع عند باب الحديد، شمال باب القطانين، واقفتها اغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف الدين القازانية البغدادية(755هـ/ 1354م)، وقد ووقفت عليه المزرعة المعروفة بباطن الجمل، ثم أكملت عمارة المدرسة المذكورة ووقفت عليها أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة(782هـ/ 1380م) . | 5- المدرسة الخاتونية: تقع عند باب الحديد، شمال باب القطانين، واقفتها اغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف الدين القازانية البغدادية(755هـ/ 1354م)، وقد ووقفت عليه المزرعة المعروفة بباطن الجمل، ثم أكملت عمارة المدرسة المذكورة ووقفت عليها أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة(782هـ/ 1380م) . | ||
+ | |||
وقد قامت بدورها الفكري لقرون عدة، وهي: تتكون من طابقين، في الأول إيوان شمالي وآخر جنوبي ومجموعة من الخلوات، وتضم الخلوة الشرقية (المطلة على المسجد الأقصى) ستة قبور لشخصيات مقدسية مشهورة هي: موسى كاظم الحسيني وابنه عبد القادر القائد الشهيد في معركة القسطل 1948م وابن هذا الأخير فيصل، عبد القادر الحسيني، أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين، عبد الحميد شومان المصرفي المقدسي المعروف، وفي الطابق الثاني عدة غرف للسكن والتدريس أضيفت في مرحلة لاحقة. حولت إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل الخطيب. | وقد قامت بدورها الفكري لقرون عدة، وهي: تتكون من طابقين، في الأول إيوان شمالي وآخر جنوبي ومجموعة من الخلوات، وتضم الخلوة الشرقية (المطلة على المسجد الأقصى) ستة قبور لشخصيات مقدسية مشهورة هي: موسى كاظم الحسيني وابنه عبد القادر القائد الشهيد في معركة القسطل 1948م وابن هذا الأخير فيصل، عبد القادر الحسيني، أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين، عبد الحميد شومان المصرفي المقدسي المعروف، وفي الطابق الثاني عدة غرف للسكن والتدريس أضيفت في مرحلة لاحقة. حولت إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل الخطيب. | ||
+ | |||
6- المدرسة الأرغونية: بباب الحديد واقفها أرغون الكاملي نائب الشام توفي في (758هـ) بالقدس الشريف ودفن بها وأكملت عمارتها بعد وفاته سنة (759هـ) . | 6- المدرسة الأرغونية: بباب الحديد واقفها أرغون الكاملي نائب الشام توفي في (758هـ) بالقدس الشريف ودفن بها وأكملت عمارتها بعد وفاته سنة (759هـ) . | ||
واستمرت في القيام بدورها العلمي حتى أواخر القرن 9هـ/ 15م ثم حولت إلى دار لنائب القدس، تتكون من طابقين، جزء منها يقوم فوق الرواق بين باب القطانين وباب الحديد، وفي الطابق الأول غرفة تحوي ضريح مؤسسها، وفي الإيوان الشرقي مرقد الملك حسين بن علي، تستخدم حالياً للسكن، ويرابط فيها بعض آل العفيفي. | واستمرت في القيام بدورها العلمي حتى أواخر القرن 9هـ/ 15م ثم حولت إلى دار لنائب القدس، تتكون من طابقين، جزء منها يقوم فوق الرواق بين باب القطانين وباب الحديد، وفي الطابق الأول غرفة تحوي ضريح مؤسسها، وفي الإيوان الشرقي مرقد الملك حسين بن علي، تستخدم حالياً للسكن، ويرابط فيها بعض آل العفيفي. | ||
+ | |||
7- المدرسة المزهرية: بباب الحديد واقفها المقر الزيني أبو بكر بن مزهر الأنصاري الشافعي(893هـ) وكان الفراغ من بنائها في سنة (885هـ) . | 7- المدرسة المزهرية: بباب الحديد واقفها المقر الزيني أبو بكر بن مزهر الأنصاري الشافعي(893هـ) وكان الفراغ من بنائها في سنة (885هـ) . | ||
− | + | ||
+ | ويقوم جزء منها على المدرسة الأرغونية، وقد تخرب قسم منها، بينما تحول قسم آخر إلى دار للسكن رابطت فيه جماعة من آل الشعباني، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية. | ||
+ | |||
8- المدرسة الجوهرية: بباب الحديد وبعضها على رباط كرد، واقفها الصفوي جوهر(844هـ) . | 8- المدرسة الجوهرية: بباب الحديد وبعضها على رباط كرد، واقفها الصفوي جوهر(844هـ) . | ||
+ | |||
وقد كانت من المدارس المهمة، وقد تولى التدريس فيها كمال الدين محمد بن أبي شرف المقدسي الذي تولى أيضاً مشيخة الصلاحية (ت906هـ/ 1500م). | وقد كانت من المدارس المهمة، وقد تولى التدريس فيها كمال الدين محمد بن أبي شرف المقدسي الذي تولى أيضاً مشيخة الصلاحية (ت906هـ/ 1500م). | ||
+ | |||
9- المدرسة المنجكية: بباب الناظر واقفها الأمير منجك نائب الشام، ووقف عليها وعين لها فقهاء وأرباب وظائف . | 9- المدرسة المنجكية: بباب الناظر واقفها الأمير منجك نائب الشام، ووقف عليها وعين لها فقهاء وأرباب وظائف . | ||
− | + | ||
+ | وقد استمر دورها الفكري حتى العهد العثماني ووسعت فيه، وفي العهد البريطاني صارت مدرسة ابتدائية، ثم حولت إلى دار للسكن، ولقد عمرها المجلس الإسلامي الأعلى في العشرينيات واتخذها مقراً له وضم إليها المدرسة الحسنية. | ||
+ | |||
وهي تتكون من طابقين، وتستخدم حالياً مقراً لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة في القدس ولرئيس الهيئة العلمية الإسلامية. | وهي تتكون من طابقين، وتستخدم حالياً مقراً لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة في القدس ولرئيس الهيئة العلمية الإسلامية. | ||
+ | |||
10- المدرسة الجاولية: واقفها الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة توفي (745هـ) . | 10- المدرسة الجاولية: واقفها الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة توفي (745هـ) . | ||
+ | |||
وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها. | وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها. | ||
+ | |||
وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين. | وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين. | ||
+ | |||
11- المدرسة الصبيبية: واقفها الأمير علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد توفي (809هـ) . | 11- المدرسة الصبيبية: واقفها الأمير علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد توفي (809هـ) . | ||
− | + | ||
+ | وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها. | ||
وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين. | وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين. | ||
− | 12- المدرسة الأسعردية: واقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر ابن يوسف الأسعردي تاريخ وقفها في (770هـ) . | + | |
− | + | 12- المدرسة الأسعردية: واقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر ابن يوسف الأسعردي تاريخ وقفها في (770هـ) . | |
− | 13- المدرسة الأمينية: بباب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية، واقفها الصاحب أمين الدين عبد الله في سنة (730هـ) . | + | |
+ | وقد رممها المجلس الإسلامي الأعلى إثر زلزال (1346هـ/ 1927م) ونقلت إليها دار كتب المسجد الأقصى، وتتميـز بـاتساعها، ويطـل نتوء محـراب مسجـدها على سـاحـات المسجد الأقصى من الـرواق الـشـمالـي، وتتكون من طابقين، وقد تحولت إلى دار للسكن، ترابط فيها حالياً جماعة من آل البيطار وأبناء الشيخ إبراهيم الغوري. | ||
+ | |||
+ | 13- المدرسة الأمينية: بباب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية، واقفها الصاحب أمين الدين عبد الله في سنة (730هـ) . | ||
+ | |||
وهي تتكون من أربعة طوابق، الأرضي منها يطل على باب العتم، وفيه الموزع (الدركاه) الذي يؤدي إلى غرفة الضريح والإيوان والصحن المكشوف، وكان يستخدم للتدريس، والطوابق الأخرى تشمل عدة غرف متنوعة الحجم، ويقع الأخيران منها فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، وقد تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل الإمام، ودفن فيها عدد من علمائها. | وهي تتكون من أربعة طوابق، الأرضي منها يطل على باب العتم، وفيه الموزع (الدركاه) الذي يؤدي إلى غرفة الضريح والإيوان والصحن المكشوف، وكان يستخدم للتدريس، والطوابق الأخرى تشمل عدة غرف متنوعة الحجم، ويقع الأخيران منها فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، وقد تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل الإمام، ودفن فيها عدد من علمائها. | ||
14- المدرسة الدويدارية: بباب شرف الأنبياء، تعرف بدار الصالحين، واقفها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر بن عبد الله الدويدار، وتاريخ وقفها في (696هـ) . | 14- المدرسة الدويدارية: بباب شرف الأنبياء، تعرف بدار الصالحين، واقفها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر بن عبد الله الدويدار، وتاريخ وقفها في (696هـ) . | ||
+ | |||
15- المدرسة الباسطية: بعضها على المدرسة الدويدارية، واقفها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الجيوش توفي في سنة نيف وخمسين وثمانمائة، وقفها سنة (834هـ)، وشرط على الصوفية قراءة الفاتحة عقب الحضور وإهداء ثوابها للهروي . | 15- المدرسة الباسطية: بعضها على المدرسة الدويدارية، واقفها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الجيوش توفي في سنة نيف وخمسين وثمانمائة، وقفها سنة (834هـ)، وشرط على الصوفية قراءة الفاتحة عقب الحضور وإهداء ثوابها للهروي . | ||
+ | |||
تتكون من عدة غرف وقاعات للتدريس ومسكن الطلاب والمدرسين، ويستخدم جزء منها للسكن، يرابط فيه آل جار الله، ويشكل جزء آخر قسماً من مدرسة البكرية الابتدائية للبنين، ووقع جزء منها مع المدرسة الدوادارية ضمن مدرسة البنات الإسلامية. | تتكون من عدة غرف وقاعات للتدريس ومسكن الطلاب والمدرسين، ويستخدم جزء منها للسكن، يرابط فيه آل جار الله، ويشكل جزء آخر قسماً من مدرسة البكرية الابتدائية للبنين، ووقع جزء منها مع المدرسة الدوادارية ضمن مدرسة البنات الإسلامية. | ||
16- المدرسة الكريمية: بباب حطة واقفها الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله بن مكانس، وقفها في سنة (718هـ) . | 16- المدرسة الكريمية: بباب حطة واقفها الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله بن مكانس، وقفها في سنة (718هـ) . | ||
سطر ١٥١: | سطر ٢٤٩: | ||
17- المدرسة الغادرية: بداخل المسجد الأقصى، واقفها الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر بعد أن عمرتها زوجته مصر خاتون (897هـ) . | 17- المدرسة الغادرية: بداخل المسجد الأقصى، واقفها الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر بعد أن عمرتها زوجته مصر خاتون (897هـ) . | ||
وتتكون من عدة غرف، كانت خربة وتعلوها الأنقاض ورممت حديثاً، تميزها واجهتها المطلة على المسجد الأقصى، تزين مدخلها حجارة بيضاء وحمراء. | وتتكون من عدة غرف، كانت خربة وتعلوها الأنقاض ورممت حديثاً، تميزها واجهتها المطلة على المسجد الأقصى، تزين مدخلها حجارة بيضاء وحمراء. | ||
+ | |||
وقد بدأت دائرة الأوقاف الإسلامية (1993م) بترميمها لاستخدامها كمكاتب، لكن سلطات الاحتلال منعت استكمال هذا الترميم، و ما تزال المدرسة دون سقف. | وقد بدأت دائرة الأوقاف الإسلامية (1993م) بترميمها لاستخدامها كمكاتب، لكن سلطات الاحتلال منعت استكمال هذا الترميم، و ما تزال المدرسة دون سقف. | ||
+ | |||
18- المدرسة الطولونية: بداخل المسجد الأقصى على الرواق الشمالي، وقفها شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد الطولوني الظاهري (827هـ) . | 18- المدرسة الطولونية: بداخل المسجد الأقصى على الرواق الشمالي، وقفها شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد الطولوني الظاهري (827هـ) . | ||
+ | |||
19- المدرسة الفنزية: وهي من إنشاء شهاب الدين الطولوني رتب لها السلطان فرج بن برقوق قرى وأقام نظامها وجعل لها رواتب تصرف، ثم لما توفي الناصر فرج لم يكن لها كتاب وقف فاشتراها بعد وفاته محمد شاه بن الفنرى القرومي من تركيا، ووقفها ونسبت إليه وسميت الفنرية . | 19- المدرسة الفنزية: وهي من إنشاء شهاب الدين الطولوني رتب لها السلطان فرج بن برقوق قرى وأقام نظامها وجعل لها رواتب تصرف، ثم لما توفي الناصر فرج لم يكن لها كتاب وقف فاشتراها بعد وفاته محمد شاه بن الفنرى القرومي من تركيا، ووقفها ونسبت إليه وسميت الفنرية . | ||
+ | |||
كانت قائمة أوائل العهد العثماني (936هـ/ 1529م) لكنها درست مع الزمن، وأصبحت دوراً للسكن. | كانت قائمة أوائل العهد العثماني (936هـ/ 1529م) لكنها درست مع الزمن، وأصبحت دوراً للسكن. | ||
+ | |||
20- المدرسة الحسنية: على باب الأسباط وقفها شاهين الحسني الطواشي زمن الناصر حسن (ت 762هـ)، ولم يكن لها وهي من جملة جهات المسجد الأقصى يستوفى ريعها لجهة وقفه والظاهر أن واقفها توفي قبل إنبرام أمرها . | 20- المدرسة الحسنية: على باب الأسباط وقفها شاهين الحسني الطواشي زمن الناصر حسن (ت 762هـ)، ولم يكن لها وهي من جملة جهات المسجد الأقصى يستوفى ريعها لجهة وقفه والظاهر أن واقفها توفي قبل إنبرام أمرها . | ||
− | + | ||
− | + | وقد استمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/ 18م، وتتكون من طابقين، جزء منها صار اليوم دار سكن، والجزء الآخر ضم إلى المدرسة المنجيكية، واتخذت المدرسة مقراً للمجلس الإسلامي الأعلى ثم مقراً لدائرة الأوقاف في القدس حالياً. | |
+ | |||
+ | وهناك مدرسة تحمل الاسم نفسه، واقفها شاهين الحسني الطواشي(ت 815هـ/ 1412م) انتقلت إلى جماعة من النصارى، ومدرسة أخرى اندثرت• وتحول جزء منها إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل البديري. | ||
+ | |||
21- المدرسة الصلاحية: بباب الأسباط، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 583هـ/ 1187م، ووقفها عام 588هـ/ 1192م ، في الكنيسة المعروفة بكنيسة صند حنة (القديسة حنّة)، وكرسها لتدريس الفقه الشافعي، وقد أوقف عليها سوق العطارين . | 21- المدرسة الصلاحية: بباب الأسباط، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 583هـ/ 1187م، ووقفها عام 588هـ/ 1192م ، في الكنيسة المعروفة بكنيسة صند حنة (القديسة حنّة)، وكرسها لتدريس الفقه الشافعي، وقد أوقف عليها سوق العطارين . | ||
+ | |||
وكانت هذه المدرسة تتمتع بمكانة عظيمة بوصفها مقر المذهب الفقهي السائد في العصرين الأيوبي والمملوكي، وذلك بعد شرائها من أصحابها، فيما يذكر البعض أنها أقيمت في مكان دير للراهبات، هجر مع رحيل الإفرنج، وقد فوض السلطان التدريس فيها إلى القاضي بهاء الدين بن شداد. ضربها عام 1237هـ/ 1821م زلزال فخربها، ثم أعطاها العثمانيون إلى الفرنسيين عام 1273هـ/ 1856م لوقوفهم إلى جانبهم في حرب القرم فأعادها الفرنسيون مدرسة وكنيسة. وفي عام 1915م استردها العثمانيون وجعلوها كلية لتدريس العلوم الدينية عرفت باسم كلية صلاح الدين الأيوبي. وظلت كذلك حتى عام 1917 حين أخذ الانجليز البلاد فأعادوها إلى الآباء البيض الذين أقاموا بها مدرسة تضم اليوم مدرسة ومكتبة ومتحفاً وكنيسة، يوجد على مدخلها بلاطة تدشين تشير إلى إنشائها. أوقف عليها صلاح الدين أراضي البقعة بظاهر القدس وبركة أملا بظاهر القدس والحمام المعروف بالبطرك بالقدس والقبو والحوانيت المجارة له. | وكانت هذه المدرسة تتمتع بمكانة عظيمة بوصفها مقر المذهب الفقهي السائد في العصرين الأيوبي والمملوكي، وذلك بعد شرائها من أصحابها، فيما يذكر البعض أنها أقيمت في مكان دير للراهبات، هجر مع رحيل الإفرنج، وقد فوض السلطان التدريس فيها إلى القاضي بهاء الدين بن شداد. ضربها عام 1237هـ/ 1821م زلزال فخربها، ثم أعطاها العثمانيون إلى الفرنسيين عام 1273هـ/ 1856م لوقوفهم إلى جانبهم في حرب القرم فأعادها الفرنسيون مدرسة وكنيسة. وفي عام 1915م استردها العثمانيون وجعلوها كلية لتدريس العلوم الدينية عرفت باسم كلية صلاح الدين الأيوبي. وظلت كذلك حتى عام 1917 حين أخذ الانجليز البلاد فأعادوها إلى الآباء البيض الذين أقاموا بها مدرسة تضم اليوم مدرسة ومكتبة ومتحفاً وكنيسة، يوجد على مدخلها بلاطة تدشين تشير إلى إنشائها. أوقف عليها صلاح الدين أراضي البقعة بظاهر القدس وبركة أملا بظاهر القدس والحمام المعروف بالبطرك بالقدس والقبو والحوانيت المجارة له. | ||
− | 22- المدرسة الكاملية: واقفها الحاج كامل من أهل طرابلس، وقفها 816هـ . | + | |
− | + | 22- المدرسة الكاملية: واقفها الحاج كامل من أهل طرابلس، وقفها 816هـ . | |
+ | |||
+ | وتتكون من طابقين، الأول فيه مدخل معقود بجواره مسجد بسيط وبئر ماء، والثاني صحن مربع مكشوف تحيط به عدة غرف أكبرها في الجهة الجنوبية. | ||
+ | |||
وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض عائلة القباني، وجماعة من آل جار الله. | وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض عائلة القباني، وجماعة من آل جار الله. | ||
+ | |||
23- المدرسة المعظمية: وقف الملك المعظم عيسى مقابل باب شرف الأنبياء في 660هـ، ووقف عليها جهات كثيرة من القرى، وقد اخذ غالبها وصار بأيدي الناس إقطاعا وملكا . وهذا من صور التعدي على الوقف المرفوض في الإسلام. | 23- المدرسة المعظمية: وقف الملك المعظم عيسى مقابل باب شرف الأنبياء في 660هـ، ووقف عليها جهات كثيرة من القرى، وقد اخذ غالبها وصار بأيدي الناس إقطاعا وملكا . وهذا من صور التعدي على الوقف المرفوض في الإسلام. | ||
− | + | ||
− | 24- | + | تتألف المدرسة من طابقين ويولج إليها عبر مدخل يؤدي إلى دركات تفضي إلى صحن. إلى الشمال من هذا الصحن يقوم إيوان كبير مرتفع يتحلق حول الصحن عدد من الغرف والخلاوي. يقول عارف العارف في المفصّل : "دخلتها في اليوم العشرين من شهر شباط 1947 فرأيت الخراب مخيماً على الجانب الأكبر منها وقد احتكر جانباً منها رجل من الخليل يدعى محمد دعسان، في جدارها القبلي كتابة تقول: "أمر بعمله مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف هذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه" وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستماية للهجرة النبوية تقبل الله منه وغفر له وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً، يلحق بهذه المدرسة مئذنة من إنشاء الملك القاهر كما تشير كتابة على الوجه القبلي من حائط المنارة على بلاطة رخامية نفذت بالخط النسخي الأيوبي أو المملوكي القديم وبأحرف صغيرة نصها كما يلي: "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله له وتغمده برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث وسبعين وستماية " . |
− | + | ||
+ | 24- المدرسة السلامية: بباب شرف الأنبياء، وهي بجوار المدرسة الدويدارية من جهة الشمال، واقفها الخواجا مجد الدين أبو الفدا إسماعيل السلامي . تستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها آل جار اللّه. | ||
+ | |||
25- المدرسة الوجيهية: بخط درج المولة، وقف الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان بن اسعد ابن النجا الحنبلي (ت701هـ) . | 25- المدرسة الوجيهية: بخط درج المولة، وقف الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان بن اسعد ابن النجا الحنبلي (ت701هـ) . | ||
+ | |||
26- المدرسة المحدثية: بالقرب من الوجيهية، واقفها رجل من أهل العلم كان محدثا واسمه عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الأردبيلي، وقفها في سنة 762هـ . | 26- المدرسة المحدثية: بالقرب من الوجيهية، واقفها رجل من أهل العلم كان محدثا واسمه عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الأردبيلي، وقفها في سنة 762هـ . | ||
وتتكون من طابقين يطلان على الصحن المكشوف، يستخدم الأرضي منهما حالياً حانوتاً لبيع التحف والأثريات، وتضم غرفاً وقاعات كانت تستخدم للتدريس وسكن الطلاب والمدرسين، جزء منها ألحق بالمدرسة العمرية (كلية روضة المعارف الوطنية) والقسم الآخر تؤجره الأوقاف كدار سكن، يرابط فيها بعض آل الشهابي. | وتتكون من طابقين يطلان على الصحن المكشوف، يستخدم الأرضي منهما حالياً حانوتاً لبيع التحف والأثريات، وتضم غرفاً وقاعات كانت تستخدم للتدريس وسكن الطلاب والمدرسين، جزء منها ألحق بالمدرسة العمرية (كلية روضة المعارف الوطنية) والقسم الآخر تؤجره الأوقاف كدار سكن، يرابط فيها بعض آل الشهابي. | ||
سطر ١٧٩: | سطر ٢٩٣: | ||
31- المدرسة الطازية: بالقرب من باب السلسلة، وقف الأمير طاز (ت 763هـ) . | 31- المدرسة الطازية: بالقرب من باب السلسلة، وقف الأمير طاز (ت 763هـ) . | ||
32- المدرسة اللؤلؤية: بجوار حمام علاء الدين البصير من جهة الشمال، واقفها الأمير لؤلؤ غازي (ت 787هـ) . | 32- المدرسة اللؤلؤية: بجوار حمام علاء الدين البصير من جهة الشمال، واقفها الأمير لؤلؤ غازي (ت 787هـ) . | ||
+ | |||
33- المدرسة البدرية: واقفها بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاوي في سنة 610هـ ، وهو من كبار المجاهدين في عصر الحروب الصليبية. تقع هذه المدرسة وسط المدينة القديمة في الجانب الغربي من شارع القرمي الذي يقع بين شارع باب السلسلة وشارع السرايا، المدرسة مندثرة الآن ولم يبق منها إلا بعض البقايا التي دمجت مع الأبنية الحديثة على مدخلها كتابة نسخية أيوبية تنص على ما يلي: " بسملة.. أنشأ هذه المدرسة المباركة على أصحاب الإمام الشافعي رضي الله عنه، الولي الأمير الكبير الغازي المجاهد الشهيد بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري، رحمه الله وتقبل منه في شهور سنة عشر وستماية وجعل نظرها إلى الأرشد من أولاده، كثّرهم الله تعالى وجعل سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً. ورحمه الله ولمن ترحم عليه". وهناك كتابة أخرى تشير إلى أن الملكة العلية المجاهدة بدرية أمرت بإنشائها؛ وضعها الآن سيئ جداً وقد دخلت في بعض العقارات المجاورة كما أسلفنا. يذكر العارف أن المدرسة معدة للسكن وتسكنها عائلة علي نصرة التوتونجي وإخوانه وهي تقع في حارة الواد . | 33- المدرسة البدرية: واقفها بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاوي في سنة 610هـ ، وهو من كبار المجاهدين في عصر الحروب الصليبية. تقع هذه المدرسة وسط المدينة القديمة في الجانب الغربي من شارع القرمي الذي يقع بين شارع باب السلسلة وشارع السرايا، المدرسة مندثرة الآن ولم يبق منها إلا بعض البقايا التي دمجت مع الأبنية الحديثة على مدخلها كتابة نسخية أيوبية تنص على ما يلي: " بسملة.. أنشأ هذه المدرسة المباركة على أصحاب الإمام الشافعي رضي الله عنه، الولي الأمير الكبير الغازي المجاهد الشهيد بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري، رحمه الله وتقبل منه في شهور سنة عشر وستماية وجعل نظرها إلى الأرشد من أولاده، كثّرهم الله تعالى وجعل سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً. ورحمه الله ولمن ترحم عليه". وهناك كتابة أخرى تشير إلى أن الملكة العلية المجاهدة بدرية أمرت بإنشائها؛ وضعها الآن سيئ جداً وقد دخلت في بعض العقارات المجاورة كما أسلفنا. يذكر العارف أن المدرسة معدة للسكن وتسكنها عائلة علي نصرة التوتونجي وإخوانه وهي تقع في حارة الواد . | ||
− | + | ||
− | + | وهناك أيضا عدد كبير من المدارس التي استفادت من الأوقاف الإسلامية في فلسطين، ومنها مدرسة قلمطاي بالقرب من الرملة . | |
+ | |||
+ | ===مدارس خارج محيط المسجد الأقصى=== | ||
34- المدرسة النحوية: أنشأها الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 604هـ/ 1207م وكرسها لتدريس العلوم العربية، اتخذها المجلس الإسلامي الأعلى مؤخراً مقراً لمكتبته ثم اتخذت مقراً للمكتب المعماري الهندسي لإصلاح قبة الصخرة المشرفة، وهي الآن مكتب من مكاتب لجنة إعمار المسجد الأقصى. يتألف البناء العائد للقبة من غرفتين وصالة، تعلوه قبة، يقع البناء على طرف الصخرة من جهة القبلة بانحراف إلى الغرب. يزيّن بناء القبة كتابة ذكرها فان برشيم تشير إلى بناء القبة من قبل المعظم عيسى في التاريخ المذكور أعلاه على يدا لأمير حسام قيماز والي بيت المقدس . | 34- المدرسة النحوية: أنشأها الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 604هـ/ 1207م وكرسها لتدريس العلوم العربية، اتخذها المجلس الإسلامي الأعلى مؤخراً مقراً لمكتبته ثم اتخذت مقراً للمكتب المعماري الهندسي لإصلاح قبة الصخرة المشرفة، وهي الآن مكتب من مكاتب لجنة إعمار المسجد الأقصى. يتألف البناء العائد للقبة من غرفتين وصالة، تعلوه قبة، يقع البناء على طرف الصخرة من جهة القبلة بانحراف إلى الغرب. يزيّن بناء القبة كتابة ذكرها فان برشيم تشير إلى بناء القبة من قبل المعظم عيسى في التاريخ المذكور أعلاه على يدا لأمير حسام قيماز والي بيت المقدس . | ||
+ | |||
35- المدرسة الأفضلية: تقع جنوب غرب المسجد الأقصى عند حارة المغاربة، وكانت قديماً تعرف باسم"القبة"• أنشأها (589هـ/ 1193م ) الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ووقفها على فقراء المالكية الذين قدموا إلى بيت المقدس ، وكانت في العهود الأخيرة مسكناً لفقراء المغاربة. وقد أزالتها الجرافات الصهيونية عام 1967م. | 35- المدرسة الأفضلية: تقع جنوب غرب المسجد الأقصى عند حارة المغاربة، وكانت قديماً تعرف باسم"القبة"• أنشأها (589هـ/ 1193م ) الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ووقفها على فقراء المالكية الذين قدموا إلى بيت المقدس ، وكانت في العهود الأخيرة مسكناً لفقراء المغاربة. وقد أزالتها الجرافات الصهيونية عام 1967م. | ||
+ | |||
36- المدرسة الأوحدية: تقع عند باب حطة، أوقفها (697هـ/ 1298م) الملك الأوحد نجم الدين يوسف ابن الملك الناصر صلاح الدين، وتعد أقدم نموذج للمدارس والترب الأيوبية في القدس، وبخاصة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى. | 36- المدرسة الأوحدية: تقع عند باب حطة، أوقفها (697هـ/ 1298م) الملك الأوحد نجم الدين يوسف ابن الملك الناصر صلاح الدين، وتعد أقدم نموذج للمدارس والترب الأيوبية في القدس، وبخاصة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى. | ||
+ | |||
37- المدرسة البكرية: تقع على حد المسجد الأقصى من الخارج، خلف المدرسة الأسعردية، وتستخدم حالياً مقراً لنادي رياضي تابع لبلدية القدس. | 37- المدرسة البكرية: تقع على حد المسجد الأقصى من الخارج، خلف المدرسة الأسعردية، وتستخدم حالياً مقراً لنادي رياضي تابع لبلدية القدس. | ||
+ | |||
38- المدرسة الخنثنية: تقع بجوار المسجد الأقصى من جهة الجنوب، خلف المنبر، أوقفها الملك الناصر صلاح الدين (587هـ/ 1191م) على التقي جلال الدين الشاشي، وعلى من يقتدي به من الصالحين بعده. وصار فيها زاوية ومسجد، وقد استخدم مقرها لاحقاً لخدمة المسجد (حفظ القناديل وتنظيمها). | 38- المدرسة الخنثنية: تقع بجوار المسجد الأقصى من جهة الجنوب، خلف المنبر، أوقفها الملك الناصر صلاح الدين (587هـ/ 1191م) على التقي جلال الدين الشاشي، وعلى من يقتدي به من الصالحين بعده. وصار فيها زاوية ومسجد، وقد استخدم مقرها لاحقاً لخدمة المسجد (حفظ القناديل وتنظيمها). | ||
+ | |||
39- المدرسة الدوادارية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، بنيت وأوقفت (695هـ/ 1295م) من قبل الأمير علم الدين سنجر الدوادار، كان يدرس فيها الفقه على المذهب الشافعي. تستخدم حالياً مقراً للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات. | 39- المدرسة الدوادارية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، بنيت وأوقفت (695هـ/ 1295م) من قبل الأمير علم الدين سنجر الدوادار، كان يدرس فيها الفقه على المذهب الشافعي. تستخدم حالياً مقراً للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات. | ||
+ | |||
40- المدرسة الزمينية: تقع غربي المسجد الأقصى، فوق الإيوان الذي بباب القطانين، وبابها من داخل المسجد الأقصى، أنشأها(886هـ/ 1481م) الخودجكي الشمسي محمد بن الزمرد خان. تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل العفيفي، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية. | 40- المدرسة الزمينية: تقع غربي المسجد الأقصى، فوق الإيوان الذي بباب القطانين، وبابها من داخل المسجد الأقصى، أنشأها(886هـ/ 1481م) الخودجكي الشمسي محمد بن الزمرد خان. تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل العفيفي، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية. | ||
+ | |||
41- المدرسة الطشتمرية: تقع عند باب الناظر، أنشأها (784هـ/ 1382م) المقر الأشرف السيفي طشتمر العلائي الذي دفن في تربة بالقرب منها. وتستخدم حالياً داراً للسكن، ويربط فيها بعض آل الإمام. | 41- المدرسة الطشتمرية: تقع عند باب الناظر، أنشأها (784هـ/ 1382م) المقر الأشرف السيفي طشتمر العلائي الذي دفن في تربة بالقرب منها. وتستخدم حالياً داراً للسكن، ويربط فيها بعض آل الإمام. | ||
+ | |||
42- المدرسة القادرية: تقع شمال ساحة المسجد الأقصى إلى الغرب من باب حطة، بنتها (836هـ/ 1432م) مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن القادر في زمن الملك الأشرف برسباي. وقد كان لها (971هـ/ 1563م) إمام وبواب وخدم وأوقاف، وتخربت بمرور الزمن، وتحولت إلى مكان لحفظ نعوش الأموات. | 42- المدرسة القادرية: تقع شمال ساحة المسجد الأقصى إلى الغرب من باب حطة، بنتها (836هـ/ 1432م) مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن القادر في زمن الملك الأشرف برسباي. وقد كان لها (971هـ/ 1563م) إمام وبواب وخدم وأوقاف، وتخربت بمرور الزمن، وتحولت إلى مكان لحفظ نعوش الأموات. | ||
+ | |||
43- المدرسة الملكية (الجوكندارية): تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، بين المدرستين الأسعردية والفارسية، مدخلها مشترك مع الأولى، أنشئت (741هـ/ 1340م) في زمن ملك الجوكندار خلال حكم الملك الناصر محمد بن قلاوون، وقد استمر التدريس فيها حتى نهاية القرن 12هـ. | 43- المدرسة الملكية (الجوكندارية): تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، بين المدرستين الأسعردية والفارسية، مدخلها مشترك مع الأولى، أنشئت (741هـ/ 1340م) في زمن ملك الجوكندار خلال حكم الملك الناصر محمد بن قلاوون، وقد استمر التدريس فيها حتى نهاية القرن 12هـ. | ||
+ | |||
وتتكون من طابقين، لها نوافذ مطلة على المسجد الأقصى، وكانت غرفها تستخدم للتدريس والسكن، وتشتمل على معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي، وخاصة تبادل لوني الحجارة التي بنيت فيها (الأحمر والأبيض). | وتتكون من طابقين، لها نوافذ مطلة على المسجد الأقصى، وكانت غرفها تستخدم للتدريس والسكن، وتشتمل على معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي، وخاصة تبادل لوني الحجارة التي بنيت فيها (الأحمر والأبيض). | ||
+ | |||
وقد تحولت إلى دار للسكن، وهي وقف ذري لآل الخطيب الذين يرابطون فيها حالياً. | وقد تحولت إلى دار للسكن، وهي وقف ذري لآل الخطيب الذين يرابطون فيها حالياً. | ||
+ | |||
44ـ المدرسة الموصلية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، وتنسب للخواجا فخر الدين الموصلي، ولقد جاء في سجلات المحكمة الشرعية في القدس أن مدرسها ومتولي أوقافها(1175هـ/ 1761م) هو جار الله لطفي. | 44ـ المدرسة الموصلية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، وتنسب للخواجا فخر الدين الموصلي، ولقد جاء في سجلات المحكمة الشرعية في القدس أن مدرسها ومتولي أوقافها(1175هـ/ 1761م) هو جار الله لطفي. | ||
+ | |||
45ـ المدرسة الميمونية: تقع قرب باب الساهرة، على بعد نحو 200م من السور داخل المدينة، مبناها بالأصل كنيسة تعود إلى العهد الروماني باسم دير المجدلية• أوقفها (593هـ/ 1197م) الأمير فارس الدين ميمون الخازندار في زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي. | 45ـ المدرسة الميمونية: تقع قرب باب الساهرة، على بعد نحو 200م من السور داخل المدينة، مبناها بالأصل كنيسة تعود إلى العهد الروماني باسم دير المجدلية• أوقفها (593هـ/ 1197م) الأمير فارس الدين ميمون الخازندار في زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي. | ||
+ | |||
ابتدأت كزاوية وصارت مدرسة للشافعية، واستمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/18م. كانت من أوقاف آل العسلي حتى أواخر القرن التاسع عشر، واتخذها الأتراك مدرسة وسماها "قدس شريف مكتب إعداديسي" | ابتدأت كزاوية وصارت مدرسة للشافعية، واستمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/18م. كانت من أوقاف آل العسلي حتى أواخر القرن التاسع عشر، واتخذها الأتراك مدرسة وسماها "قدس شريف مكتب إعداديسي" | ||
وفي العهد البريطاني الغاشم حولت إلى مدرسة للبنات تابعة لمصلحة المعارف العامة. | وفي العهد البريطاني الغاشم حولت إلى مدرسة للبنات تابعة لمصلحة المعارف العامة. | ||
+ | |||
46- المدرسة النصيبية: تقع في الجهة الشمالية من المسجد الأقصى، غرب المدرسة الأسعردية، أوقفها الأمير علاء الدين علي نائب قلعة نصيبين، وقد ولي نيابة القدس وبنى فيها مدرسة، نقل إليها بعد وفاته في دمشق (809هـ/ 1406م). | 46- المدرسة النصيبية: تقع في الجهة الشمالية من المسجد الأقصى، غرب المدرسة الأسعردية، أوقفها الأمير علاء الدين علي نائب قلعة نصيبين، وقد ولي نيابة القدس وبنى فيها مدرسة، نقل إليها بعد وفاته في دمشق (809هـ/ 1406م). | ||
− | + | ||
− | جمع رباط ، وهو شبيه بالخانقاة، وكانت الربط مأوى، يلجأ إليه العلماء، والرحالون، وطلاب العلم، الذين ينتقلون في أرجاء العالم الإسلامي، ويتلقون تعليمهم على أيدي بعض المشايخ والعلماء . | + | ===الأوقاف على الربط=== |
− | + | جمع رباط ، وهو شبيه بالخانقاة، وكانت الربط مأوى، يلجأ إليه العلماء، والرحالون، وطلاب العلم، الذين ينتقلون في أرجاء العالم الإسلامي، ويتلقون تعليمهم على أيدي بعض المشايخ والعلماء. | |
− | + | ||
+ | وكان العلماء يتخذون من الرباطات أماكن للمطالعة من ناحية ، والكتابة من ناحية أخرى ، وهم يشتغلون فيها بالعلم ، ويؤلفون الكتب ، وبخاصة في مجال التصوف . | ||
+ | وقد عرفت فلسطين عدداً من الربط في العهد المملوكي وهي: | ||
+ | |||
1- الرباط الزمني: بباب المتوضأ، واقفه شمس الدين محمد بن الزمن (ت897هـ) . | 1- الرباط الزمني: بباب المتوضأ، واقفه شمس الدين محمد بن الزمن (ت897هـ) . | ||
+ | |||
2- رباط كرد: بباب الحديد بجوار السور، واقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693هـ . | 2- رباط كرد: بباب الحديد بجوار السور، واقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693هـ . | ||
+ | |||
رباط المارديني: بباب حطة، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين سنة 763هـ، وشرطه أن يكون لمن يرد من ماردين . | رباط المارديني: بباب حطة، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين سنة 763هـ، وشرطه أن يكون لمن يرد من ماردين . | ||
+ | |||
3- رباط علاء الدين البصير: وهو أقدم ربط ببيت المقدس، كان يقع بباب الناظر شمال الطريق المؤدية إلى الحرم القدسي ، أنشأه سنة 666هـ/1267م الأمير علاء الدين بن عبد الله الصالحي ، في عهد الملك الظاهر بيبرس ، وقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس للزيارة ، وقد سمي الرباط بهذا الاسم نسبة إلى واقفه ، وكان أعمى فسموه بصيرا . | 3- رباط علاء الدين البصير: وهو أقدم ربط ببيت المقدس، كان يقع بباب الناظر شمال الطريق المؤدية إلى الحرم القدسي ، أنشأه سنة 666هـ/1267م الأمير علاء الدين بن عبد الله الصالحي ، في عهد الملك الظاهر بيبرس ، وقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس للزيارة ، وقد سمي الرباط بهذا الاسم نسبة إلى واقفه ، وكان أعمى فسموه بصيرا . | ||
+ | |||
4- الرباط التكريتي: في دمشق بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون، بناها التاجر الكبير وجيه الدين محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد التكريتي، توفي في سنة670هـ . | 4- الرباط التكريتي: في دمشق بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون، بناها التاجر الكبير وجيه الدين محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد التكريتي، توفي في سنة670هـ . | ||
+ | |||
5- الرباط المنصوري: كان يقع قرب باب الناظر قبلي الطريق الموصلة إلى الأقصى، أنشأه الملك المنصور قلاوون في سنة 681هـ/ 1282م، ووقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس . | 5- الرباط المنصوري: كان يقع قرب باب الناظر قبلي الطريق الموصلة إلى الأقصى، أنشأه الملك المنصور قلاوون في سنة 681هـ/ 1282م، ووقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس . | ||
+ | |||
وقد ذكر كل من ابن شداد والنعيمي ، رباطات أخرى في مدينة دمشق وهي: رباط جاروخ منسوب لجاروخ التركماني، ورباط الغرس خليل كان واليا بدمشق، ورباط المعراني بدرب المهراني، ورباط البخاري عند باب الجابية، ورباط السفلاطوني، ورباط الفلكي. | وقد ذكر كل من ابن شداد والنعيمي ، رباطات أخرى في مدينة دمشق وهي: رباط جاروخ منسوب لجاروخ التركماني، ورباط الغرس خليل كان واليا بدمشق، ورباط المعراني بدرب المهراني، ورباط البخاري عند باب الجابية، ورباط السفلاطوني، ورباط الفلكي. | ||
− | + | ||
− | + | وأشار العليمي إلى أنه كان بالخليل عدد من الربط وهي: الرباط المنصوري، الذي عمره الملك المنصور قلاوون سنة 686هـ/1287م ، ورباط الطواشي، ورباط مكي ، ولم تشر المصادر التي رجع إليها الباحث إلى أية معلومات عن هذه الربط. | |
− | + | ||
− | + | ===أوقاف الخوانق=== | |
+ | |||
+ | ويقال لها "الخانكاه" أيضاً ، وتجمع على خوانق وخوانك، وهي كلمة فارسية الأصل معناها: البيت، وقيل أصلها خونقاه، أي الموقع الذي يأكل فيه الملك . | ||
+ | |||
+ | وقد احتوت الخوانق على غرف عديدة لمبيت الفقراء والصوفية ، كانت تؤدى فيها الصلوات ، وتقام فيها الأوراد والأذكار، وكان يعقد فيها دروساً في الفقه والدين والعربية والتصوف والحديث ، وكانت تشتمل على خزائن للكتب والمصاحف القرآنية ، وبعض الخوانق كانت توفر حاجات الطلاب: من المأكل والمشرب ، والأدوية ، والاحتياجات الأخرى ، ومن الواضح من ذلك أن مثل هذه الخوانق كانت بمثابة مراكز علم وعبادة ، وكان لها دور ديني واجتماعي كغيرها من المؤسسات الدينية. | ||
+ | |||
1-الخانقاه الصلاحية: أنشأها الملك الناصر صلاح الدين بعد تحرير بيت المقدس سنة 583هـ/1187م، للصلحاء الصوفية، ووقف عليهما أوقافاً حسنة، منها: دار البطرك القريبة من كنيسة القيامة ، وحمام البترك، و أرض تعرف بالبقعة، بظاهر القدس الشريف من جهة الغرب إلى جهة الجنوب، مزروع بها كروم من أنواع الفواكه، من العنب والتين والتفاح . وهي أقدم خوانق القدس، كانت تقع غربي المسجد الأقصى . | 1-الخانقاه الصلاحية: أنشأها الملك الناصر صلاح الدين بعد تحرير بيت المقدس سنة 583هـ/1187م، للصلحاء الصوفية، ووقف عليهما أوقافاً حسنة، منها: دار البطرك القريبة من كنيسة القيامة ، وحمام البترك، و أرض تعرف بالبقعة، بظاهر القدس الشريف من جهة الغرب إلى جهة الجنوب، مزروع بها كروم من أنواع الفواكه، من العنب والتين والتفاح . وهي أقدم خوانق القدس، كانت تقع غربي المسجد الأقصى . | ||
+ | |||
وقد حرص شيوخ هذه الخانقاه على العناية بأوقافها، وعملوا على زيادة وتنمية واستثمار وقفها عبر الزمن، فنجد أن شيخ الخانفاه الصلاحية في العهد المملوكي شرف الدين أبو الروح عيسى بن شيخ الشيوخ جمال الدين أبي الجود غانم الأنصاري الخزرجي الشافعي قاضي القدس الشريف (ت797هـ)" هو الذي حكر أرض البقعة ظاهر القدس الشريف الجارية في وقف الخانقاه في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصارت كروما وزاد بذلك ريعها لجهة الوقف ورغب الناس فيها وكثر الانتفاع بها" . وكان من ضمن مشتريات وقف الخانقاه، الخبز الذي كان يتم توزيعه على مشايخها بعد انتهاء الدروس . | وقد حرص شيوخ هذه الخانقاه على العناية بأوقافها، وعملوا على زيادة وتنمية واستثمار وقفها عبر الزمن، فنجد أن شيخ الخانفاه الصلاحية في العهد المملوكي شرف الدين أبو الروح عيسى بن شيخ الشيوخ جمال الدين أبي الجود غانم الأنصاري الخزرجي الشافعي قاضي القدس الشريف (ت797هـ)" هو الذي حكر أرض البقعة ظاهر القدس الشريف الجارية في وقف الخانقاه في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصارت كروما وزاد بذلك ريعها لجهة الوقف ورغب الناس فيها وكثر الانتفاع بها" . وكان من ضمن مشتريات وقف الخانقاه، الخبز الذي كان يتم توزيعه على مشايخها بعد انتهاء الدروس . | ||
+ | |||
2- الخانقاه الفخرية: وهي مجاورة لجامع المغاربة بالقدس، واقفها القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الإسلامية توفي في منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة . | 2- الخانقاه الفخرية: وهي مجاورة لجامع المغاربة بالقدس، واقفها القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الإسلامية توفي في منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة . | ||
+ | |||
3- الخانقاه الباسطية: في دمشق أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل توفي سنة 854هـ ناظر الجيوش الإسلامية، وقد كانت دارا له فلما نزل السلطان الملك الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة خاف من نزول العسكر بها فجدد لها محرابا وأوقفها، وأول من ولي مشيختها قاضي القضاة الباعوني . | 3- الخانقاه الباسطية: في دمشق أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل توفي سنة 854هـ ناظر الجيوش الإسلامية، وقد كانت دارا له فلما نزل السلطان الملك الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة خاف من نزول العسكر بها فجدد لها محرابا وأوقفها، وأول من ولي مشيختها قاضي القضاة الباعوني . | ||
− | + | ||
+ | ===أوقاف الكتاتيب=== | ||
وهي من المراكز المهمة للحياة العلمية في بلاد الشام في العهد المملوكي، واستفادت من أموال الوقف، وقد كان أكثر من يلتحق بها من الأيتام وباقي الصبيان من أهل المدينة أو القرية أو البلدة، ويمكن أن يتجاوز عددهم في الكُتَّابُ الواحد المائتي صبي ، أو تسعمائة . | وهي من المراكز المهمة للحياة العلمية في بلاد الشام في العهد المملوكي، واستفادت من أموال الوقف، وقد كان أكثر من يلتحق بها من الأيتام وباقي الصبيان من أهل المدينة أو القرية أو البلدة، ويمكن أن يتجاوز عددهم في الكُتَّابُ الواحد المائتي صبي ، أو تسعمائة . | ||
+ | |||
واشترط في معلم الكتاب عدد من الصفات الدينية بشكل خاص، ومن ذلك أن يكون المؤدب من أهل الخير، والدين، والأمانة، والعفة، والصيانة، حافظاً لكتاب اللَّه عالماً بالقراءات السبع وروايتها، وأحكامها، وأن يعامل الأيتام بالإحسان والتلطف والاستعطاف، وأن يكون عاقلاً تقياً صحيح العقيدة ويتمتع بصفات الأمانة والديانة . وأن يكون " رجلاً حافظاً لكتاب اللَّه العزيز، ذا عقل وعفة وصيانة وأمانة، متزوجاً زوجة تعفه، صالحاً لتعليم القرآن والخط والأدب" . | واشترط في معلم الكتاب عدد من الصفات الدينية بشكل خاص، ومن ذلك أن يكون المؤدب من أهل الخير، والدين، والأمانة، والعفة، والصيانة، حافظاً لكتاب اللَّه عالماً بالقراءات السبع وروايتها، وأحكامها، وأن يعامل الأيتام بالإحسان والتلطف والاستعطاف، وأن يكون عاقلاً تقياً صحيح العقيدة ويتمتع بصفات الأمانة والديانة . وأن يكون " رجلاً حافظاً لكتاب اللَّه العزيز، ذا عقل وعفة وصيانة وأمانة، متزوجاً زوجة تعفه، صالحاً لتعليم القرآن والخط والأدب" . | ||
+ | |||
وقد كان هدف هذه الكتاتيب ينحصر في المقام الأول في تربية الأطفال على الفضائل والمحامد ، وتعليمهم قراءة القرآن وحفظه إضافة إلى مبادئ القراءة والكتابة والخط والإملاء وبعض الشعر وأصول الحساب، وكانت الكتاتيب تؤهل الأطفال لدخولهم المدارس . | وقد كان هدف هذه الكتاتيب ينحصر في المقام الأول في تربية الأطفال على الفضائل والمحامد ، وتعليمهم قراءة القرآن وحفظه إضافة إلى مبادئ القراءة والكتابة والخط والإملاء وبعض الشعر وأصول الحساب، وكانت الكتاتيب تؤهل الأطفال لدخولهم المدارس . | ||
+ | |||
وقد أشار العليمي إلى اهتمام المقدسيين بتعليم أطفالهم العلم الشرعي، وأورد ترجمة لعدد من العلماء الذين اشتهروا بتأديب الأطفال وتعليمهم في المسجد الأقصى والمدارس الموجودة في القدس، | وقد أشار العليمي إلى اهتمام المقدسيين بتعليم أطفالهم العلم الشرعي، وأورد ترجمة لعدد من العلماء الذين اشتهروا بتأديب الأطفال وتعليمهم في المسجد الأقصى والمدارس الموجودة في القدس، | ||
+ | |||
وقد كانت هذه الكتاتيب إما في مبني مستقل أو ملحقة بالمسجد الأقصى، أو ملحقة بإحدى المدارس، أو يقوم في البيوت الخاصة، فمن الكتاتيب المستقلة: مكتب باب الناظر الذي درس فيه العليمي نفسه (ت923هـ)، وهو في العاشرة من عمره، على يد الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن محمد الغزي المقري الحنفي المعروف بابن قاموا(ت 890هـ)، الذي كان يقيم بالقدس يؤدب بها الأطفال، فختم القرآن عليه مرات كثيرة، وقرأ بعضه عليه برواية عاصم . وكُتَّابِ الشيخ الإمام العالم المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح القلقيلي الشافعي(ت 852هـ)، أصله من جلجوليا قضاء قلقيلية، قدم إلى بيت المقدس في حدود سنة (820هـ)، "وكان يقرئ الأطفال"، و كان يقرئ في البيوت الخاصة، فكان يقرئ أولاد الشيخ برهان الدين بن غانم . وكُتَّابِ الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم القلانسي الخليلي الشهير بابن الموقت، كان يؤدب الأطفال في كُتَّابِه بالخليل، وبعد انتقاله إلى القدس الشريف أدب بها أيضا وتوفي بها سنة (ت895هـ) . ومنها الكُتَّابِ الذي تعلم فيه قاضي القضاة جمال الدين أبو محمد عبد الله الهلالي الأنصاري المالكي المشهور بابن الشحاذة ، ولا نعلم لمن ينسب، أو من هم أشهر من درس فيه. | وقد كانت هذه الكتاتيب إما في مبني مستقل أو ملحقة بالمسجد الأقصى، أو ملحقة بإحدى المدارس، أو يقوم في البيوت الخاصة، فمن الكتاتيب المستقلة: مكتب باب الناظر الذي درس فيه العليمي نفسه (ت923هـ)، وهو في العاشرة من عمره، على يد الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن محمد الغزي المقري الحنفي المعروف بابن قاموا(ت 890هـ)، الذي كان يقيم بالقدس يؤدب بها الأطفال، فختم القرآن عليه مرات كثيرة، وقرأ بعضه عليه برواية عاصم . وكُتَّابِ الشيخ الإمام العالم المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح القلقيلي الشافعي(ت 852هـ)، أصله من جلجوليا قضاء قلقيلية، قدم إلى بيت المقدس في حدود سنة (820هـ)، "وكان يقرئ الأطفال"، و كان يقرئ في البيوت الخاصة، فكان يقرئ أولاد الشيخ برهان الدين بن غانم . وكُتَّابِ الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم القلانسي الخليلي الشهير بابن الموقت، كان يؤدب الأطفال في كُتَّابِه بالخليل، وبعد انتقاله إلى القدس الشريف أدب بها أيضا وتوفي بها سنة (ت895هـ) . ومنها الكُتَّابِ الذي تعلم فيه قاضي القضاة جمال الدين أبو محمد عبد الله الهلالي الأنصاري المالكي المشهور بابن الشحاذة ، ولا نعلم لمن ينسب، أو من هم أشهر من درس فيه. | ||
+ | |||
ومن الكتاتيب الملحقة بالمسجد الأقصى: كُتَّابِ الشيخ عمر بن إسماعيل الحنبلي(ت880هـ)، وقد كان يؤدب الأطفال بالمسجد الأقصى بالمكان المجاور لجامع المغاربة من الجهة الجنوبية . | ومن الكتاتيب الملحقة بالمسجد الأقصى: كُتَّابِ الشيخ عمر بن إسماعيل الحنبلي(ت880هـ)، وقد كان يؤدب الأطفال بالمسجد الأقصى بالمكان المجاور لجامع المغاربة من الجهة الجنوبية . | ||
+ | |||
ومن الكتاتيب الملحقة بالمدارس كُتَّابِ المدرسة الطازية، وكان من أشهر مدرسيه، الشيخ شمس الدين محمد بن عيسى البسطامي الشافعي الشهير بأخي زرع (ت875هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . و كُتَّابِ المدرسة الجوهرية، وكان من أشهر مدرسيه الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن غضية المقري الحنفي المؤذن(ت880هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . | ومن الكتاتيب الملحقة بالمدارس كُتَّابِ المدرسة الطازية، وكان من أشهر مدرسيه، الشيخ شمس الدين محمد بن عيسى البسطامي الشافعي الشهير بأخي زرع (ت875هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . و كُتَّابِ المدرسة الجوهرية، وكان من أشهر مدرسيه الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن غضية المقري الحنفي المؤذن(ت880هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . | ||
− | + | ||
− | + | ===دور الحديث=== | |
− | + | ||
− | + | لعبت دور الحديث دوراً مهماً في الحياة العلمية والحركة الفكرية ، خاصة وأنها اهتمت بالعلوم الإسلامية بشكل عام ، وبعلوم الحديث بشكل خاص ، وكانت منها ببيت المقدس ، دار الحديث التي أنشأها الأمير شرف الدين أبو محمد عيسى بن بدر الدين بن أبي القاسم الهكاري ، وقفها سنة 666هـ/1267م ، وكان مولده بالقدس سنة 593هـ/1196م ، وتوفي بدمشق سنة 669هـ/1270م . | |
+ | |||
+ | ===وقف البيمارستانات=== | ||
+ | |||
+ | اهتم الأيوبيون والمماليك بإنشاء "البيمارستانات" في فلسطين ، فبعد الفتح الصلاحي لبيت المقدس سنة 583هـ/1187م ، قرر الملك الناصر صلاح الدين أن يجعل الكنيسة المجاورة لدار "الإسبتار" ، والواقعة جنوب كنيسة القيامة ، "بيمارستاناً" للمرضى ، وسماه "البيمارستان" الصلاحي ، وهيأ فيه العقاقير والأدوية ، ووقف عليه الأوقاف العديدة ، وبقي هذا "البيمارستان" يؤدي دوره في العصرين الأيوبي والمملوكي . | ||
+ | |||
بيمارستان عكا: | بيمارستان عكا: | ||
− | + | ||
+ | بعد فتح الملك الناصر صلاح الدين عكا سنة 583هـ/1187م ، جعل دار الأسقف "بيمارستاناً" ، لعلاج سكان المدينة من المسلمين والمسيحيين ومداواتهم ، ووقف عليه أوقافاً عديدة ، وولى نظر ذلك لقاضيها جمال الدين عبد اللطيف بن الشيخ أبي النجيب السهروردي . | ||
البيمارستان المنصوري: | البيمارستان المنصوري: | ||
− | + | ||
− | + | أنشأه في مدينة الخليل ، الملك المنصور قلاوون سنة 680هـ/1281م ، ووقف عليه الأوقاف العديدة . | |
+ | |||
+ | ومن الطبيعيّ أن يكون لهذه البيمارستانات وغيرها من المؤسسات العلمية والدينية دور بارز في إظهار الجوانب الحضارية في فلسطين ، وأن وجود مثل هذه "البيمارستانات" في فلسطين ، والتي تضم أطباء ، وممرضين ، وموظفين ، وأقساماً طبية متنوعة ، إنما يدل على وجود ازدهار ثقافي ونهضة فكرية في المجال الطبي. | ||
تاسعا: الوقف على الكتب والمكتبات: | تاسعا: الوقف على الكتب والمكتبات: | ||
+ | |||
ساهم المسلمون في تأليف الكتب وصناعة الورق من خلال إيقافهم العديد من الأوقاف على المكتبات، التي عرفت بعدة أسماء مثل خزانة الكتب، وبيت الكتب، ودار الكتب، ودار العلم، وبيت الحكمة،، ويسرت هذه المكتبات العلم للراغبين فيه دون نفقات وعلى مختلف مستوياته، حيث ساهمت الأوقاف في تعضيد أسس التعليم عن طريق إيقاف هذه المكتبات والكتب مما ساهم في استمرارية انتشار التعليم، كما أن المدارس والجامعات استلزمت أن يكون فيها دور كتب خاصة بها مما جعل المحسنين يوقفون عليها الأموال اللازمة لها، وقد احتوت هذه الدور أو الخزائن على مختلف العلوم التي صنفت حسب مواضيعها فسهلت على الطلبة والباحثين، كما شمل الوقف نسخ المخطوطات في عصور ما قبل الطباعة. | ساهم المسلمون في تأليف الكتب وصناعة الورق من خلال إيقافهم العديد من الأوقاف على المكتبات، التي عرفت بعدة أسماء مثل خزانة الكتب، وبيت الكتب، ودار الكتب، ودار العلم، وبيت الحكمة،، ويسرت هذه المكتبات العلم للراغبين فيه دون نفقات وعلى مختلف مستوياته، حيث ساهمت الأوقاف في تعضيد أسس التعليم عن طريق إيقاف هذه المكتبات والكتب مما ساهم في استمرارية انتشار التعليم، كما أن المدارس والجامعات استلزمت أن يكون فيها دور كتب خاصة بها مما جعل المحسنين يوقفون عليها الأموال اللازمة لها، وقد احتوت هذه الدور أو الخزائن على مختلف العلوم التي صنفت حسب مواضيعها فسهلت على الطلبة والباحثين، كما شمل الوقف نسخ المخطوطات في عصور ما قبل الطباعة. | ||
+ | |||
ويذكر الكثير من الرحالة أن عشرات المكتبات الموقوفة موجودة في معظم المدن الإسلامية ومنها ما هو مستقل ومنها ما هو ملحق بمدرسة أو مسجد. | ويذكر الكثير من الرحالة أن عشرات المكتبات الموقوفة موجودة في معظم المدن الإسلامية ومنها ما هو مستقل ومنها ما هو ملحق بمدرسة أو مسجد. | ||
+ | |||
والوقف على المكتبات شمل في معظم الحالات عمارتها والإنفاق على العاملين فيها وتوفير الكتب وغير ذلك . | والوقف على المكتبات شمل في معظم الحالات عمارتها والإنفاق على العاملين فيها وتوفير الكتب وغير ذلك . | ||
− | + | ||
+ | وتعد دور الكتب أو خزائن الكتب من أقدم أنواع وقف المكتبات، وقد لعبت دورا حيويا في بلاد الشام في العهد المملوكي دورا مهما في الحياة العلمية، وكان لها أكبر الأثر في تطوير النواحي الدينية والعلمية في تلك الفترة، وزادت من شحذ الهمم العلمية والدينية بين كافة طبقات المجتمع الشامي. | ||
+ | |||
كما نالت الجوامع والمساجد اهتماماً كبيراً خلال العهد المملوكي لإقامة الشعائر التعبدية فيها، بالإضافة إلى استخدام بعضها للتعليم، وكانت المصاحف هي أقدم ما كان يوقف فيها تعداها بعد ذلك إلى مكتبات المساجد والجوامع. | كما نالت الجوامع والمساجد اهتماماً كبيراً خلال العهد المملوكي لإقامة الشعائر التعبدية فيها، بالإضافة إلى استخدام بعضها للتعليم، وكانت المصاحف هي أقدم ما كان يوقف فيها تعداها بعد ذلك إلى مكتبات المساجد والجوامع. | ||
− | + | ||
− | + | وكان الاهتمام بمكتبات المساجد زمن المماليك امتدادا لما بدأه صلاح الدين عندما فتح القدس فإنه حمل إلي قبة الصخرة وإلى "محراب المسجد الأقصى مصاحف وختمات ، وربعات معظمات ، لا تزال بين أيدي الزائرين على كراسيها مرفوعة، وعلى أسرتها موضوعة" ، " ليقرأ فيها المقيمون والزائرون" ورتب الملك الناصر صلاح الدين للقبة خاصة وللبيت المقدس عامة قومة يقومون بأمرها ، ويسيرون مصالحها ، وكانوا من الرجال العارفين العاكفين القائمين بالعبادة . | |
+ | |||
ولا تزال نسخ القرآن الكريم التي أودعها صلاح الدين في المسجد الأقصى تشهد على ما تحتويه خزانة المسجد الأقصى من الكتب، ومن بينها المصاحف، وقد سار سلاطين المماليك على سنة صلاح الدين واهتموا بوقف المصاحف وزادوا نسخها، فمن " حسنات الملك الأشرف السلطان الملك الأِشرف برسباي هو أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري بالمسجد الأقصى الشريف المصحف الشريف الذي وضعه بداخل الجامع تجاه المحراب بحانب دكة المؤذنين، وهو مصحف كبير عظيم أهدي إليه بدمشق حين سافر إلى آمد في سنة 836هـ فجهزه إلى القدس الشريف، ووقف عليه جهة للقارئ والخادم، وشرط النظر لمن يكون شيخ المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف، وقرر في القراءة فيه الشيخ شمس الدين محمد بن قطلوبغا الرملي المقري، وكان من القراء المشهورين في الحفظ وحسن الصوت" . | ولا تزال نسخ القرآن الكريم التي أودعها صلاح الدين في المسجد الأقصى تشهد على ما تحتويه خزانة المسجد الأقصى من الكتب، ومن بينها المصاحف، وقد سار سلاطين المماليك على سنة صلاح الدين واهتموا بوقف المصاحف وزادوا نسخها، فمن " حسنات الملك الأشرف السلطان الملك الأِشرف برسباي هو أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري بالمسجد الأقصى الشريف المصحف الشريف الذي وضعه بداخل الجامع تجاه المحراب بحانب دكة المؤذنين، وهو مصحف كبير عظيم أهدي إليه بدمشق حين سافر إلى آمد في سنة 836هـ فجهزه إلى القدس الشريف، ووقف عليه جهة للقارئ والخادم، وشرط النظر لمن يكون شيخ المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف، وقرر في القراءة فيه الشيخ شمس الدين محمد بن قطلوبغا الرملي المقري، وكان من القراء المشهورين في الحفظ وحسن الصوت" . | ||
+ | |||
كما قام الملك الأشرف أينال بوقف المصحف الشريف بالمسجد الأقصى بالقرب من جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في جهة " الشباك المطل على عين سلوان ورتب له قارئا ووقف عليه جهة" . | كما قام الملك الأشرف أينال بوقف المصحف الشريف بالمسجد الأقصى بالقرب من جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في جهة " الشباك المطل على عين سلوان ورتب له قارئا ووقف عليه جهة" . | ||
+ | |||
وكان للسلطان الملك الظاهر أبو سعيد خشقدم المؤيدي في الصخرة الشريفة " مصحف كبير وضعه بإزاء مصحف الملك الظاهر جقمق من جهة الغرب" . | وكان للسلطان الملك الظاهر أبو سعيد خشقدم المؤيدي في الصخرة الشريفة " مصحف كبير وضعه بإزاء مصحف الملك الظاهر جقمق من جهة الغرب" . | ||
ومما يذكر أن " السلطان أبا الحسن المريني صاحب المغرب، كتب بخطه ثلاثة مصاحف، ووقفها على الحرمين، وعلى حرم القدس، وجهز معها عشرة آلاف دينار، اشترى بها أملاكاً بالشام، و ووقفت على القراء والخزنة للمصاحف المذكورة . | ومما يذكر أن " السلطان أبا الحسن المريني صاحب المغرب، كتب بخطه ثلاثة مصاحف، ووقفها على الحرمين، وعلى حرم القدس، وجهز معها عشرة آلاف دينار، اشترى بها أملاكاً بالشام، و ووقفت على القراء والخزنة للمصاحف المذكورة . | ||
− | + | ||
+ | ===وقف الترب والمقابر=== | ||
لقد دفن المسلمون موتاهم في ثلاث مقابر داخل مدينة القدس تتبع الوقف الإسلامي. الأولى في الجهة الشمالية تقع فوق الزاوية الأدهمية، وفي الشرق مقبرة باب الرحمة، وفي الغرب تقع اكبر مقبرة وهي مقبرة ماملا. وسنذكر هذه الترب وغيرها كما يلي: | لقد دفن المسلمون موتاهم في ثلاث مقابر داخل مدينة القدس تتبع الوقف الإسلامي. الأولى في الجهة الشمالية تقع فوق الزاوية الأدهمية، وفي الشرق مقبرة باب الرحمة، وفي الغرب تقع اكبر مقبرة وهي مقبرة ماملا. وسنذكر هذه الترب وغيرها كما يلي: | ||
+ | |||
أ- التربة المجاورة لسور المسجد الأقصى الشريف: وممن دفن فيها: امرأة من أكابر الروم اسمها اصفهان شاه خاتون وتدعى خانم، وهي التي وقفت المدرسة العثمانية بباب المتوضأ . | أ- التربة المجاورة لسور المسجد الأقصى الشريف: وممن دفن فيها: امرأة من أكابر الروم اسمها اصفهان شاه خاتون وتدعى خانم، وهي التي وقفت المدرسة العثمانية بباب المتوضأ . | ||
+ | |||
ب- التربة الأوحدية باب حطة واقفها الملك نجم الدين يوسف ابن داود بن عيسى سنة 697هـ . | ب- التربة الأوحدية باب حطة واقفها الملك نجم الدين يوسف ابن داود بن عيسى سنة 697هـ . | ||
+ | |||
ج- تربة بها ضريح يقال انه قبر السيدة فاطمة بنت معاوية، مقابل المدرسة الحسنية بباب الناظر . | ج- تربة بها ضريح يقال انه قبر السيدة فاطمة بنت معاوية، مقابل المدرسة الحسنية بباب الناظر . | ||
+ | |||
د- التربة السعدية بباب السلسلة، واقفها الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير الأسفهلار بدر الدين سنقر بن عبد الله الجاشنكير الرومي الحاجب في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون تاريخ كتاب وقفه في 27 ربيع الآخر سنة 711هـ . | د- التربة السعدية بباب السلسلة، واقفها الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير الأسفهلار بدر الدين سنقر بن عبد الله الجاشنكير الرومي الحاجب في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون تاريخ كتاب وقفه في 27 ربيع الآخر سنة 711هـ . | ||
+ | |||
هـ- التربة (المدرسة) الجالقية: وموقعها برأس درج العين بالزاوية الشمالية الغربية عند ملتقى طريق الواد بطريق بباب السلسلة، وقف ركن الدين الكبير العجمي المعروف بالجالق وهو مدفون بها توفي في عاشر جمادي الأولى سنة (707هـ/ 1307م) وكان من جملة الأمراء بالشام في دولة الملك المنصور قلاوون وبعده . تحتل القوات الصهيونية قسماً منها، والقسم الآخر دار سكن يرابط فيها آل الخالدي. | هـ- التربة (المدرسة) الجالقية: وموقعها برأس درج العين بالزاوية الشمالية الغربية عند ملتقى طريق الواد بطريق بباب السلسلة، وقف ركن الدين الكبير العجمي المعروف بالجالق وهو مدفون بها توفي في عاشر جمادي الأولى سنة (707هـ/ 1307م) وكان من جملة الأمراء بالشام في دولة الملك المنصور قلاوون وبعده . تحتل القوات الصهيونية قسماً منها، والقسم الآخر دار سكن يرابط فيها آل الخالدي. | ||
+ | |||
و- تربة الملك حسام الدين بركة خان مقابل المدرسة الطازية تاريخ عمارتها في سنة 792هـ . | و- تربة الملك حسام الدين بركة خان مقابل المدرسة الطازية تاريخ عمارتها في سنة 792هـ . | ||
+ | |||
ز- التربة الكيلانية منسوبة إلى الحاج جمال الدين بهلوان ابن الأمير شمس الدين قرادشاه ابن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به . | ز- التربة الكيلانية منسوبة إلى الحاج جمال الدين بهلوان ابن الأمير شمس الدين قرادشاه ابن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به . | ||
+ | |||
ح- التربة الطشتمرية وقف الأمير طشتمر العلائي ت786هـ أنشأها في سنة 784هـ . | ح- التربة الطشتمرية وقف الأمير طشتمر العلائي ت786هـ أنشأها في سنة 784هـ . | ||
+ | |||
ط- التربة الهمازية واقفها الأمير ناصر الدين المهمازي، ويذكر العليمي أنها " صارت مسكنا كبقية المنازل" . | ط- التربة الهمازية واقفها الأمير ناصر الدين المهمازي، ويذكر العليمي أنها " صارت مسكنا كبقية المنازل" . | ||
+ | |||
ي- تربة القيمرية: نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله قبورهم بها وهم الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري ووفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير ضياء الدين موسى ابن أبي الفوارس ووفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير حسام الدين خضر القيمري ووفاته في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة والأمير ناصر الدين أبي الحسن القيمري ووفاته في عشري صفر سنة خمس وستين وستمائة وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل عليه السلام ووفاته ليلة الاثنين حادي عشر المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة وبظاهر القبة المذكورة تربة بها قبور جماعة من المجاهدين رحمهما الله تعالى . | ي- تربة القيمرية: نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله قبورهم بها وهم الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري ووفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير ضياء الدين موسى ابن أبي الفوارس ووفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير حسام الدين خضر القيمري ووفاته في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة والأمير ناصر الدين أبي الحسن القيمري ووفاته في عشري صفر سنة خمس وستين وستمائة وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل عليه السلام ووفاته ليلة الاثنين حادي عشر المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة وبظاهر القبة المذكورة تربة بها قبور جماعة من المجاهدين رحمهما الله تعالى . | ||
+ | |||
ك- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الشرقي فوق وادي جهنم، وهي أقرب الترب إلى المدينة وفيها قبر شداد ابن أوس الأنصاري، وغيره من العلماء والصالحين، وقد جدد فيها تربة، في أولها من جهة الشمال، الأمير فانصوه اليحياوي، ويشتمل على إيوان وبه مدفنان من جهتي الشرق والغرب، ودفن بها من توفي من أولاده، ثم أفرج عنه وسافر من القدس الشريف في مستهل شوال سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ولم تكمل عمارتها فلما استقر في نيابة الشام ثانيا جهز مالا لعمارتها فأكملت ببناء الحوش الشمالي والبوابة وحفر الصهريج وبنى المتوضأ وكملت عمارها في سنة خمس وتسعين وثمانمائة وصارت مشهورة . | ك- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الشرقي فوق وادي جهنم، وهي أقرب الترب إلى المدينة وفيها قبر شداد ابن أوس الأنصاري، وغيره من العلماء والصالحين، وقد جدد فيها تربة، في أولها من جهة الشمال، الأمير فانصوه اليحياوي، ويشتمل على إيوان وبه مدفنان من جهتي الشرق والغرب، ودفن بها من توفي من أولاده، ثم أفرج عنه وسافر من القدس الشريف في مستهل شوال سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ولم تكمل عمارتها فلما استقر في نيابة الشام ثانيا جهز مالا لعمارتها فأكملت ببناء الحوش الشمالي والبوابة وحفر الصهريج وبنى المتوضأ وكملت عمارها في سنة خمس وتسعين وثمانمائة وصارت مشهورة . | ||
+ | |||
ل- مقبرة الساهرة: وهي شمالي البلد، إلى جانب طور زيتا من جهة الغرب، وبه مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين وبها جماعة من الصالحين والمقبرة مرتفعة على جبل . | ل- مقبرة الساهرة: وهي شمالي البلد، إلى جانب طور زيتا من جهة الغرب، وبه مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين وبها جماعة من الصالحين والمقبرة مرتفعة على جبل . | ||
م- مقبرة الشهداء: بالقرب من مقبرة الساهرة إلى جهة الشرق وهي مقبرة لطيفة لقلة من يقصد الدفن فيها فإنه لا يدفن فيها من أهل البلد إلا قليل من الناس . | م- مقبرة الشهداء: بالقرب من مقبرة الساهرة إلى جهة الشرق وهي مقبرة لطيفة لقلة من يقصد الدفن فيها فإنه لا يدفن فيها من أهل البلد إلا قليل من الناس . | ||
ن- مقبرة ماملا: وهي بظاهر القدس من جهة الغرب، وهي أكبر مقابر القدس، وفيها خلق من الأعيان والعلماء والصالحين والشهداء وتسميتها بماملا قيل إنما أصله: مما من الله، وقيل باب الله، ويقال زيتون الملة، واسمها عند اليهود بيت لمواء، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس ما ملا . | ن- مقبرة ماملا: وهي بظاهر القدس من جهة الغرب، وهي أكبر مقابر القدس، وفيها خلق من الأعيان والعلماء والصالحين والشهداء وتسميتها بماملا قيل إنما أصله: مما من الله، وقيل باب الله، ويقال زيتون الملة، واسمها عند اليهود بيت لمواء، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس ما ملا . | ||
+ | |||
وقد تعرضت المقبرة منذ وقت مبكر من القرن العشرين وما زالت للكثير من الاعتداءات من قبل الصهاينة، كان آخرها ما أعلنته الحكومة الاحتلالية الصهيونية في 9/2002م عن نيتها إقامة مبنى للمحاكم (الإسرائيلية) في منطقة مقبرة " مأمن الله "، وأكد حينها سماحة الشيخ عكرمة صبري – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – أن هذه الخطوة تعد حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، واعتبر فضيلته الأمر انتهاكا لحرمة المقبرة وأن المشروع المعلن عنه يمثل امتدادات للاعتداءات التي شملت أجزاء كبيرة من هذه المقبرة ، وأن السلطات (الإسرائيلية) تسعى لمسح المقبرة نهائيا، ثم أعلنت الصحف (الإسرائيلية) نية الحكومة (الإسرائيلية) افتتاح مقر ما يسمى " مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس " على ما تبقى من أرض مقبرة " مأمن الله " الأمر الذي يؤكد تصميم المؤسسة (الإسرائيلية) إنهاء وجود مقبرة " مأمن الله " . | وقد تعرضت المقبرة منذ وقت مبكر من القرن العشرين وما زالت للكثير من الاعتداءات من قبل الصهاينة، كان آخرها ما أعلنته الحكومة الاحتلالية الصهيونية في 9/2002م عن نيتها إقامة مبنى للمحاكم (الإسرائيلية) في منطقة مقبرة " مأمن الله "، وأكد حينها سماحة الشيخ عكرمة صبري – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – أن هذه الخطوة تعد حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، واعتبر فضيلته الأمر انتهاكا لحرمة المقبرة وأن المشروع المعلن عنه يمثل امتدادات للاعتداءات التي شملت أجزاء كبيرة من هذه المقبرة ، وأن السلطات (الإسرائيلية) تسعى لمسح المقبرة نهائيا، ثم أعلنت الصحف (الإسرائيلية) نية الحكومة (الإسرائيلية) افتتاح مقر ما يسمى " مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس " على ما تبقى من أرض مقبرة " مأمن الله " الأمر الذي يؤكد تصميم المؤسسة (الإسرائيلية) إنهاء وجود مقبرة " مأمن الله " . | ||
− | + | ||
+ | ===أوقاف متنوعة=== | ||
ولم تتوقف عناية المسلمين بالأوقاف ومصالحها، عند حد وقف الأوقاف على المؤسسات الدينية والتعليمية، بل شملت الأوقاف كذلك مختلف الجوانب الحياتية والإنشائية والتعميرية، ولعل النص الآتي يكشف عن حجم الأوقاف التي كانت تشغل مساحة واسعة من فلسطين، فالسلطان بيبرس ." أنشأ خانا للسبيل، وبنى به مسجدا وطاحونا وفرنا وبستانا، وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجدا ووقف عليه وقفا، وبنى على قبر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مشهدا بعمتا من الغور ووقف عليه وقفا، وعمر جسر دامية بالغور ووقف عليه وقفا برسم ما عساه يتهدم من عمارته، وأنشأ جسورا كثيرة بالساحل والغور، وعمر قلعة قاقون وبنى بها جامعا ووقف عليه وقفا وبنى حوض السبيل وجدد جامع الرملة وأصلح مصانعها، وأصلح جامع زرعين وما عداه من جميع البلاد الساحلية، وجدد باشورة لقلعة صفد أنشأها بالحجر الهرقلي، وعمر كذلك أبراجا وبدنات وبغلات مسفحة" . | ولم تتوقف عناية المسلمين بالأوقاف ومصالحها، عند حد وقف الأوقاف على المؤسسات الدينية والتعليمية، بل شملت الأوقاف كذلك مختلف الجوانب الحياتية والإنشائية والتعميرية، ولعل النص الآتي يكشف عن حجم الأوقاف التي كانت تشغل مساحة واسعة من فلسطين، فالسلطان بيبرس ." أنشأ خانا للسبيل، وبنى به مسجدا وطاحونا وفرنا وبستانا، وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجدا ووقف عليه وقفا، وبنى على قبر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مشهدا بعمتا من الغور ووقف عليه وقفا، وعمر جسر دامية بالغور ووقف عليه وقفا برسم ما عساه يتهدم من عمارته، وأنشأ جسورا كثيرة بالساحل والغور، وعمر قلعة قاقون وبنى بها جامعا ووقف عليه وقفا وبنى حوض السبيل وجدد جامع الرملة وأصلح مصانعها، وأصلح جامع زرعين وما عداه من جميع البلاد الساحلية، وجدد باشورة لقلعة صفد أنشأها بالحجر الهرقلي، وعمر كذلك أبراجا وبدنات وبغلات مسفحة" . | ||
+ | |||
وقف البساتين والأحواش: | وقف البساتين والأحواش: | ||
وقد حوت القدس العديد من البساتين الوقفية التي امتلأت بالأشجار المثمرة وكروم العنب والتين والتفاح، كما وأقيمت على أراضي وقف الخانقاه الصلاحية عشر مبان حجرية، كما وحددت بعض قطع الأراضي أطلق عليها " الأحواش", لجماعات صوفية معينة كالقلندرية، حيث تم وقف هذه الأحواش على مثل تلك الفئات . | وقد حوت القدس العديد من البساتين الوقفية التي امتلأت بالأشجار المثمرة وكروم العنب والتين والتفاح، كما وأقيمت على أراضي وقف الخانقاه الصلاحية عشر مبان حجرية، كما وحددت بعض قطع الأراضي أطلق عليها " الأحواش", لجماعات صوفية معينة كالقلندرية، حيث تم وقف هذه الأحواش على مثل تلك الفئات . | ||
+ | |||
وقف الحارات: | وقف الحارات: | ||
فلقد أم مدينة القدس العديد من المسلمين من غير الفلسطينيين عربا وعجماً، فقد كان هؤلاء يتمركزون في أحياء معينة من المدينة قريبة من منطقة الأقصى، وكان يتم وقف المنطقة التي يقطنوها عليهم، فعلى سبيل المثال المغاربة الذين وصلوا من المغرب والأندلس في زمن صلاح الدين، فقد وقف الأفضل علي الحارة بأكملها على جميع ما فيها، وقرر أن مدخول جميع هذا الوقف يوزع على جمهور المغاربة، وقد أسس المغاربة مسجداً وسموه " جامع المغاربة" وكانت لهم زاوية جنوب غرب الحرم. وكذلك الزاوية الأفضلية كانت ضمن حدود حارتهم، وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة وعلى مقربة من مسجد المئذنة الحمراء الحالي كانت حارة المشارقة التي سكن فيها مسلمون قدموا من بخارى وسمرقند ومن شرق وأواسط بلاد فارس، أما المسلمون من أصل هندي فقد سكنوا ما يسمى بزاوية الهنود خارج باب الأسباط شرق المدينة. إلى الشمال من باب الأسباط سكن مسلمون جاءوا من منطقة غور الجبالية في أفغانستان وسكنوا في حارة أطلقت على اسمهم بحارة الغورية، أما المنطقة التي تقع إلى الشرق والتي تسمى بحارة الشرف فكانت تدعى سابقاً حارة الأكراد . | فلقد أم مدينة القدس العديد من المسلمين من غير الفلسطينيين عربا وعجماً، فقد كان هؤلاء يتمركزون في أحياء معينة من المدينة قريبة من منطقة الأقصى، وكان يتم وقف المنطقة التي يقطنوها عليهم، فعلى سبيل المثال المغاربة الذين وصلوا من المغرب والأندلس في زمن صلاح الدين، فقد وقف الأفضل علي الحارة بأكملها على جميع ما فيها، وقرر أن مدخول جميع هذا الوقف يوزع على جمهور المغاربة، وقد أسس المغاربة مسجداً وسموه " جامع المغاربة" وكانت لهم زاوية جنوب غرب الحرم. وكذلك الزاوية الأفضلية كانت ضمن حدود حارتهم، وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة وعلى مقربة من مسجد المئذنة الحمراء الحالي كانت حارة المشارقة التي سكن فيها مسلمون قدموا من بخارى وسمرقند ومن شرق وأواسط بلاد فارس، أما المسلمون من أصل هندي فقد سكنوا ما يسمى بزاوية الهنود خارج باب الأسباط شرق المدينة. إلى الشمال من باب الأسباط سكن مسلمون جاءوا من منطقة غور الجبالية في أفغانستان وسكنوا في حارة أطلقت على اسمهم بحارة الغورية، أما المنطقة التي تقع إلى الشرق والتي تسمى بحارة الشرف فكانت تدعى سابقاً حارة الأكراد . | ||
− | لقد اشتهر المماليك وعلى وجه الخصوص في عهد النائب تنكز حاكم سوريا(1312-1340) بالعمل الدؤوب على إيصال الحياة إلى القدس وتطوير النظام الذي يزود بالحياة، كما اشتهر العصر المملوكي بأسلوب الزخرفة على الأحجار المطلية بالجص داخل المباني وخارجها، وهذا يدحض ما يدعيه اليهود من أن الحجارة أسفل الحائط الغربي (البراق) تعود إلى زمن الهيكل, وهي جزء لا يتجزأ منه، ويستدل هؤلاء بأن هذه النقوش الجصية تعود إلى زمن هيرود، وهذا كلام لا يقوم عليه دليل علمي ولا تاريخي، فقد ثبت تاريخياً أن هذه النقوش تعود إلى الفترة المملوكية. وقد قام تنكز ببناء مجموعة الأقواس في الجهة الشمالية على الدرج المؤدي إلى الجزء العلوي من ساحة الحرم، حيث توجد كتابة مؤرخة من عام 720هـ (1321)، وبوابة تجار القطن التي تتجه من باحة الحرم, وتقع في مركز الضلع الغربي لسوق القطن، والتي يعود تاريخها إلى عام 737 | + | لقد اشتهر المماليك وعلى وجه الخصوص في عهد النائب تنكز حاكم سوريا(1312-1340) بالعمل الدؤوب على إيصال الحياة إلى القدس وتطوير النظام الذي يزود بالحياة، كما اشتهر العصر المملوكي بأسلوب الزخرفة على الأحجار المطلية بالجص داخل المباني وخارجها، وهذا يدحض ما يدعيه اليهود من أن الحجارة أسفل الحائط الغربي (البراق) تعود إلى زمن الهيكل, وهي جزء لا يتجزأ منه، ويستدل هؤلاء بأن هذه النقوش الجصية تعود إلى زمن هيرود، وهذا كلام لا يقوم عليه دليل علمي ولا تاريخي، فقد ثبت تاريخياً أن هذه النقوش تعود إلى الفترة المملوكية. وقد قام تنكز ببناء مجموعة الأقواس في الجهة الشمالية على الدرج المؤدي إلى الجزء العلوي من ساحة الحرم، حيث توجد كتابة مؤرخة من عام 720هـ (1321)، وبوابة تجار القطن التي تتجه من باحة الحرم, وتقع في مركز الضلع الغربي لسوق القطن، والتي يعود تاريخها إلى عام 737. |
+ | |||
+ | ==المصادر والمراجع== | ||
− | |||
أولاً: المصادر العربية: | أولاً: المصادر العربية: | ||
+ | |||
1. ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني الجزري الملقب بعز الدين(ت 630هـ/1232م): | 1. ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني الجزري الملقب بعز الدين(ت 630هـ/1232م): | ||
+ | |||
-"الكامل في التاريخ"، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت 1995م. | -"الكامل في التاريخ"، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت 1995م. | ||
2. البنداري، الفتح بن علي بن محمد (ت 622هـ/1225م): | 2. البنداري، الفتح بن علي بن محمد (ت 622هـ/1225م): | ||
+ | |||
-"تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني"، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، ط3، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980م. | -"تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني"، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، ط3، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980م. | ||
+ | |||
-"سنا البرق الشامي"، مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني، تحقيق فتحية النبراوي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1979م. | -"سنا البرق الشامي"، مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني، تحقيق فتحية النبراوي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1979م. | ||
+ | |||
3. خسرو، ناصر(ت480هـ/1087م): | 3. خسرو، ناصر(ت480هـ/1087م): | ||
"سفر نامة"، ترجمة يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1414هـ/ 1993م. | "سفر نامة"، ترجمة يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1414هـ/ 1993م. | ||
+ | |||
4. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت 808هـ/1405م): | 4. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت 808هـ/1405م): | ||
مقدمة ابن خلدون | مقدمة ابن خلدون | ||
+ | |||
5. ابن خلكان، أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/1282): | 5. ابن خلكان، أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/1282): | ||
"وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1968م. | "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1968م. | ||
+ | |||
6. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ/1347م): | 6. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ/1347م): | ||
-"تذكرة الحفاظ"، 4أجزاء، وضع حواشيه الشيخ زكريا عميرات، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1419هـ/1998م. | -"تذكرة الحفاظ"، 4أجزاء، وضع حواشيه الشيخ زكريا عميرات، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1419هـ/1998م. | ||
+ | |||
-"سير أعلام النبلاء"،17جزء، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، ط1، دار الفكر، بيروت، 1418هـ/1997م. | -"سير أعلام النبلاء"،17جزء، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، ط1، دار الفكر، بيروت، 1418هـ/1997م. | ||
+ | |||
-"تذكرة الحفاظ"، طبعة 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998م."العبر في خبر من غبر"، 4أجزاء، حققه وضبطه أب هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت. | -"تذكرة الحفاظ"، طبعة 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998م."العبر في خبر من غبر"، 4أجزاء، حققه وضبطه أب هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت. | ||
+ | |||
-"معجم الشيوخ"، جزءان، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، ط1، مكتبة الصديق للنشر والتوزيع، الطائف، 1409هـ/1988م. | -"معجم الشيوخ"، جزءان، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، ط1، مكتبة الصديق للنشر والتوزيع، الطائف، 1409هـ/1988م. | ||
+ | |||
-"دول الإسلام"، تحقيق فهيم محمد شلتوت، ومحمد مصطفى إبراهيم، القاهرة، 1974م. | -"دول الإسلام"، تحقيق فهيم محمد شلتوت، ومحمد مصطفى إبراهيم، القاهرة، 1974م. | ||
+ | |||
7. السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، (ت 902هـ/1496م): | 7. السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، (ت 902هـ/1496م): | ||
"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، القاهرة، 1934-1936م، د.ط، د.ن. | "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، القاهرة، 1934-1936م، د.ط، د.ن. | ||
+ | |||
8. أبو شامة، شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، (ت665هـ/ 1266م): | 8. أبو شامة، شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، (ت665هـ/ 1266م): | ||
-"الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" ط1، تحقيق إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1997م. | -"الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" ط1، تحقيق إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1997م. | ||
+ | |||
-"تراجم رجال القرنيين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين"، ط2، دار الجيل، بيروت، 1394هـ/1974م. | -"تراجم رجال القرنيين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين"، ط2، دار الجيل، بيروت، 1394هـ/1974م. | ||
+ | |||
9. الطبري، محمد بن جرير (ت 310هـ/922م): | 9. الطبري، محمد بن جرير (ت 310هـ/922م): | ||
"تاريخ الأمم الملوك"، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ/1982م. | "تاريخ الأمم الملوك"، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ/1982م. | ||
+ | |||
10. ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله،(ت571هـ/1175م): | 10. ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله،(ت571هـ/1175م): | ||
" تاريخ دمشق الكبير"، تحقيق عبد السلام تدمري، ط1، دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1407هـ/1987م. | " تاريخ دمشق الكبير"، تحقيق عبد السلام تدمري، ط1، دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1407هـ/1987م. | ||
+ | |||
11. العليمي، مجير الدين الحنبلي، (ت927هـ/1520م): | 11. العليمي، مجير الدين الحنبلي، (ت927هـ/1520م): | ||
"الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، جزءان، الجزء الأول تحقيق عدنان يونس أبو تبانة، والجزء الثاني تحقيق محمود الكعابنة، ط1، مكتبة دنيس، عمان، 1420هـ/1999م. | "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، جزءان، الجزء الأول تحقيق عدنان يونس أبو تبانة، والجزء الثاني تحقيق محمود الكعابنة، ط1، مكتبة دنيس، عمان، 1420هـ/1999م. | ||
+ | |||
12. العماد الأصفهاني عماد الدين بن عبد الله محمد بن محمد الكاتب (ت 597هـ/ 1201م): | 12. العماد الأصفهاني عماد الدين بن عبد الله محمد بن محمد الكاتب (ت 597هـ/ 1201م): | ||
-"البرق الشامي"، تحقيق فالح حسين، ط1، مؤسسة عبد الحميد شومان، عمان، الأردن، 1987م. | -"البرق الشامي"، تحقيق فالح حسين، ط1، مؤسسة عبد الحميد شومان، عمان، الأردن، 1987م. | ||
+ | |||
- "الفتح القسي في الفتح القدسي"، تحقيق محمد محمود صبح، القاهرة، 1965م. | - "الفتح القسي في الفتح القدسي"، تحقيق محمد محمود صبح، القاهرة، 1965م. | ||
+ | |||
-"خريدة القصر وجريدة العصر"، قسم شعراء الشام، ط1، تحقيق شكري فيصل، المطبعة الهاشمية، نشره مجمع اللغة العربية بدمشق، 1968م، قسم شعراء مصر، تحقيق أحمد أمين وآخرون، نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، د.ت، د.ط. | -"خريدة القصر وجريدة العصر"، قسم شعراء الشام، ط1، تحقيق شكري فيصل، المطبعة الهاشمية، نشره مجمع اللغة العربية بدمشق، 1968م، قسم شعراء مصر، تحقيق أحمد أمين وآخرون، نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، د.ت، د.ط. | ||
+ | |||
13. العيني، بد الدين محمود (ت 855هـ/1451م): | 13. العيني، بد الدين محمود (ت 855هـ/1451م): | ||
"عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان"، تحقيق محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ج(1) سنة 1987م، ج(2) سنة 1988م، ج(3) سنة 1990م. | "عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان"، تحقيق محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ج(1) سنة 1987م، ج(2) سنة 1988م، ج(3) سنة 1990م. | ||
+ | |||
14. أبو الفداء، إسماعيل بن علي بن محمود، (ت 732هـ/1331م): | 14. أبو الفداء، إسماعيل بن علي بن محمود، (ت 732هـ/1331م): | ||
-"المختصر في أخبار البشر"، جزءان، علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417هـ/1997م. | -"المختصر في أخبار البشر"، جزءان، علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417هـ/1997م. | ||
+ | |||
-"تقويم البلدان"، اعتنى بتصحيحه مطبعة رينود، والبارون ماك كوكين ريسلان، دار الطباعة السلطانية، باريس، 1840م. | -"تقويم البلدان"، اعتنى بتصحيحه مطبعة رينود، والبارون ماك كوكين ريسلان، دار الطباعة السلطانية، باريس، 1840م. | ||
+ | |||
15. ابن القلانسي، أبي يعلي حمزة (تـ 555هـ/1160م): | 15. ابن القلانسي، أبي يعلي حمزة (تـ 555هـ/1160م): | ||
"ذيل تاريخ دمشق"، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1908م. | "ذيل تاريخ دمشق"، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1908م. | ||
+ | |||
16. القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله (ت 821هـ/1418م): | 16. القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله (ت 821هـ/1418م): | ||
"صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، دار الكتب المصرية، 1963م."مآثر الأناقة في معالم الخلافة، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، ط2. مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1985م. | "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، دار الكتب المصرية، 1963م."مآثر الأناقة في معالم الخلافة، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، ط2. مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1985م. | ||
+ | |||
17. ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م): | 17. ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م): | ||
"البداية والنهاية"، مكتبة المعارف بيروت، د.ط، د.ت. | "البداية والنهاية"، مكتبة المعارف بيروت، د.ط، د.ت. | ||
+ | |||
18. المقدسي، محمد بن أحمد(ت 390هـ/999م): | 18. المقدسي، محمد بن أحمد(ت 390هـ/999م): | ||
"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق، غازي طليمات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1980م. | "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق، غازي طليمات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1980م. | ||
+ | |||
19. المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالبشاوي، (ت 387هـ/1997م): | 19. المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالبشاوي، (ت 387هـ/1997م): | ||
"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، تحقيق غازي طليمات، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق، 1980م، د.ط | "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، تحقيق غازي طليمات، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق، 1980م، د.ط | ||
+ | |||
20. المقدسي، محمد بن عبد الواحد بن أحمد (ت 643هـ/1245م): | 20. المقدسي، محمد بن عبد الواحد بن أحمد (ت 643هـ/1245م): | ||
"فضائل بيت المقدس"، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ط1، دار الفكر، دمشق، 1984م. | "فضائل بيت المقدس"، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ط1، دار الفكر، دمشق، 1984م. | ||
+ | |||
21. المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر، (ت 845هـ/1441م): | 21. المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر، (ت 845هـ/1441م): | ||
-"خطط المقريزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م. | -"خطط المقريزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م. | ||
+ | |||
22. ابن منظور، محمد بن مكرم (ت 711هـ/1311م): | 22. ابن منظور، محمد بن مكرم (ت 711هـ/1311م): | ||
"لسان العرب" ، ط 1، دار صادر، بيروت، د.ت. | "لسان العرب" ، ط 1، دار صادر، بيروت، د.ت. | ||
+ | |||
23. النعيمي، عبد القادر بن محمد، (ت978هـ/1570م): | 23. النعيمي، عبد القادر بن محمد، (ت978هـ/1570م): | ||
"الدارس في تاريخ المدارس"، جزءان، أعد فهارسه إبراهيم شمس الدين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410هـ/1990م. | "الدارس في تاريخ المدارس"، جزءان، أعد فهارسه إبراهيم شمس الدين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410هـ/1990م. | ||
+ | |||
24. ابن واصل، جمال الدين محمد بن سالم (ت697هـ/1298م): | 24. ابن واصل، جمال الدين محمد بن سالم (ت697هـ/1298م): | ||
"مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، ج1-3، تحقيق جمال الدين الشيال، مطبوعات إدارة إحياء التراث القديم، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1953/ 1957م. | "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، ج1-3، تحقيق جمال الدين الشيال، مطبوعات إدارة إحياء التراث القديم، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1953/ 1957م. | ||
+ | |||
25. ابن الوردي زين الدين عمر ابن المظفر بن أبي الفوارس (749هـ/1348م): | 25. ابن الوردي زين الدين عمر ابن المظفر بن أبي الفوارس (749هـ/1348م): | ||
"تتمة المختصر في أخبار البشر"، المعروف بتاريخ ابن الوردي، تحقيق أحمد رفعت البدراوي، ط1، دار المعرفة بيروت، 1970م. | "تتمة المختصر في أخبار البشر"، المعروف بتاريخ ابن الوردي، تحقيق أحمد رفعت البدراوي، ط1، دار المعرفة بيروت، 1970م. | ||
+ | |||
ثانياً:المراجع | ثانياً:المراجع | ||
1. بيضون،عيسى | 1. بيضون،عيسى | ||
− | + | "دليل المسجد الأقصى المبارك (كفركنا/فلسطين المحتلة: مركز التخطيط والدراسات)1993م تدمري، عمر عبد السلام: | |
− | + | "تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، عصر الصراع العربي- البيزنطي والحروب الصليبية"، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، دار الإيمان طرابلس، 1984م. | |
+ | |||
2. الدباغ، مصطفى مراد: "بلادنا فلسطين"، 11جزء، ط4، دار الطباعة، بيروت، 1409هـ/1988م. | 2. الدباغ، مصطفى مراد: "بلادنا فلسطين"، 11جزء، ط4، دار الطباعة، بيروت، 1409هـ/1988م. | ||
− | 3. الدويكات، فؤاد عبد الرحيم | + | |
− | 4. شراب، محمد: | + | 3. الدويكات، فؤاد عبد الرحيم |
− | + | | |
− | 5. | + | 4. شراب، محمد: "معجم بلدان فلسطين"، ط1، بيروت، 1987م، د.ن. |
− | + | 5.صبرة، عفاف سيد: | |
− | + | ||
+ | -"العلاقات بين الشرق والغرب "علاقة البندقية بمصر والشام في الفترة 1100- 1400م، د.ط، دار النهضة، القاهرة 1983م. | ||
+ | |||
+ | -"دراسات في تاريخ الحروب الصليبية"، دار الكتاب الجامعي/ القاهرة، 1985م، د.ط. | ||
+ | |||
6. العارف، عارف: | 6. العارف، عارف: | ||
"المفصل في تاريخ القدس"، ط1، مكتبة الأندلس، القدس، 1381هـ/1961م. | "المفصل في تاريخ القدس"، ط1، مكتبة الأندلس، القدس، 1381هـ/1961م. | ||
+ | |||
7-عارف العارف، تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، ولمحة عن تاريخ القدس، القدس: مطبعة دار الأيتام الإسلامية، 1955م• | 7-عارف العارف، تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، ولمحة عن تاريخ القدس، القدس: مطبعة دار الأيتام الإسلامية، 1955م• | ||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
− | 10عبد المهدي، عبد الجليل حسن: | + | 8ـ عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس ط2، القدس: منشورات مكتبة الأندلس 1986 |
− | + | ||
− | 11-العزة، رئيسة عبد الفتاح: | + | 9ـ عبد القادر الريحاوي، تاريخ المسجد الأقصى القدسي الشريف وآثاره، بحث مقدم إلى الندوة العالمية الأولى للآثار الفلسطينية (جامعة حلب) 1981م• |
− | + | ||
− | 12-العسلي، كامل: | + | 10عبد المهدي، عبد الجليل حسن: "الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى في العصرين الأيوبي والمملوكي"، ط1، مكتبة الأقصى، عمان، 1980م، د.ن. |
− | + | ||
+ | 11-العزة، رئيسة عبد الفتاح: "نابلس في العصر المملوكي"، ط1، دار الفاروق، نابلس – فلسطين، 1999م. | ||
+ | |||
+ | 12-العسلي، كامل:"مخطوطات فضائل بيت المقدس"، دراسة وببليوغرافيا، عمان، 1984م، د.ط، د.ن. | ||
. | . | ||
13-غوشة، محمد هاشم موسى: | 13-غوشة، محمد هاشم موسى: | ||
− | + | ||
+ | - "حارة السعدية في القدس، ط1، مطبعة بيت المقدس، 1999م. | ||
+ | |||
-"الحملة الصليبية الأولى نصوص ووثائق"، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط1، 2001م. | -"الحملة الصليبية الأولى نصوص ووثائق"، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط1، 2001م. | ||
+ | |||
14-كرد، علي، محمد: | 14-كرد، علي، محمد: | ||
-"خطط الشام"، بيروت، 1971م. -"الإسلام والحضارة العربية"، دار الكتب المصرية، 1934م، د.ط. | -"خطط الشام"، بيروت، 1971م. -"الإسلام والحضارة العربية"، دار الكتب المصرية، 1934م، د.ط. | ||
− | |||
− | |||
− | |||
− | |||
==إعداد== | ==إعداد== | ||
− | عبد | + | د.عبد الحميد جمال الفراني وأ.عوني العلوي |
[[تصنيف: خزانة فلسطين التاريخية]] | [[تصنيف: خزانة فلسطين التاريخية]] |
مراجعة ٠٩:١١، ١٠ أكتوبر ٢٠١٨
محتويات
وقف فلسطين في عهد عمر بن الخطاب
احتلت فلسطين مع وجود القدس فيها بمكانة مرموقة في الإسلام عبر عنها بتقديم آلاف الشهداء من خيرة شباب المسلمين الذين سعوا لتحريرها وفك قيدها من أيدي الغزاة والمعتدين. وفلسطين كلها أكناف لبيت المقدس, التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله r، ففيها بني ثاني مسجد في الكون بعد المسجد الحرام، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى اللهعليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . وهي أرض الهجرة وأرض المحشر والمنشر وأرض الأنبياء ، واليها نقل عمود الإسلام، وبها يكون بيت الخلافة إلى قيام الساعة، واليها سيهاجر المهدي عليه السلام، وفيها يهبط المسيح عليه السلام، وفيها يهلك الدجال ، وهي مهاجر إبراهيم، وكنانة الله في الأرض، وعقر دار المؤمنين، وإذا كان بيت المقدس كله وقفاً إسلامياً فان ما يسري عليه من قدسية وهالة يسري على جميع أكنافه، فتكون بذلك كل أرض فلسطين وقفاً إسلامياً تأبيدياً خاصة بالمسلمين وحدهم إلى قيام الساعة. وهذا ما ذهب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهم، على أنها وقف على المسلمين، لا تقسم بين من غلب عليها من الغانمين، وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة وسفيان الثوري ، فقالوا أن للإمام في ذلك الخيار، إن شاء وقفها، وكذلك فعل عمر وقال مالك أنها تصير وقفاً بنفس الاغتنام، ولا يكون فيها اختيار للإمام، وذهب الشافعي إلى انه ليس للإمام أن يقفها بل يلزمه أن يقسمها، إلا أن يتفق على وقفها المسلمون، وهذا ما أجمع عليه المسلمون بعد بلال بن رباح والزبير بن العوام , وكان وقف فلسطين على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لحكمة ألهمه الله إياها، وقد تجلى ذلك في قوله لسعد حين افتتح العراق، "فانك إن قسمتها بين من حضر, لم يكن لمن بقي بعدهم شيء" وأما ما روي عن بلال، وعن نافع مولى ابنه عمر قال: " أصاب الناس فتح الشام فيهم بلال ومعاذ بن جبل فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: "أن هذا الفيء الذي أصبنا، لك خمسة، ولنا ما بقي، ليس لأحد منه شيء، كما صنع النبي r بخيبر"، فكتب عمر: " ليس علي ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين" ، فراجعوه الكتاب وراجعهم، يأبون ويأبى، فلما أبوا قام عمر فدعا عليهم فقال:"اللهم اكفيني بلالاً، وأصحاب بلال" ، قال فما حال الحول عليهم حتى ماتوا جميعاً .
وهكذا رأى أمير المؤمنين أن المصلحة في أن يقفها للمسلمين، وقد وقفها، وتم إجماع المسلمين على ذلك بعد وفاة بلال وصحبه, ولم يراجع عمر في شأنها أحد من المسلمين بعد ذلك مما يدلل على انعقاد الإجماع على وقفها.
وقد انتهج الأمويون خلال حكمهم لفلسطين، نفس الطريقة التي تعاملت بها الخلافة الراشدة مع فلسطين كوقف إسلامي، وكان على رأسهم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، الذي أكد على " أن تلك أرض أوقفها أول المسلمين على آخرهم "، و في موقع آخر "أن تلك أرض حبسها أول المسلمين على آخرهم، فليس لأحد أن يتمولها دونهم" .
وعلى هذا الأساس تعامل حكام المسلمين مع فلسطين ومدينتها المقدسة، فقد قاموا على رعايتها ورعاية مقدساتها وإعمارها، فقد ورد أن عبد الملك بن مروان –حمى عمر بن عبد العزيز-، أوقف الخراج كله ولمدة سبع سنوات لبناء مسجد الصخرة في القدس الشريف .
وأقام الأيوبيون ومن بعدهم المماليك مبان وقفية عديدة في المدينة المقدسة، وحافظوا عليها وقاموا برعايتها بشكل منتظم، وتمثلت الأوقاف في فلسطين في العهد الإسلامية في صور مختلفة.
وأقيمت هناك بعض الأسواق الوقفية الصغيرة كسوق الحريرية، سوق الطباخين وسوق المبيضين، على مقربة من درج العين تقع سوق الصاغة، والطريق المركزية الأخرى التي أقيمت، هي تلك التي ربطت بين باب العمود، شمالاً حتى باب النبي في الجنوب، أما الطريق التي تعرف اليوم بطريق الواد، وتخرج من باب العامود حتى درج العين فقد أطلق عليها اسم خط وادي الطواحين، ويقع في آخر الوادي بئر يدعى بئر أيوب .
وفي زمن صلاح الدين بني مستشفى كبير تم وقفه، وفي الجهة الشرقية منه عند تقاطع الطريقين المركزيتين أقيمت الأسواق، كسوق العطارين، وسوق الخضر وسوق القماش، وبنيت سقوف هذه الأسواق بالقبب الحجرية تعلوها شبابيك كثيرة أثبتت فوقها لكي يتسلل الضوء عبرها. وقد تم وقف جميع هذه الأسواق .
القنوات وبرك المياه الوقفية
لقد قام المماليك بتزويد القدس بالمياه من مصادر عدة، فقد تم تخزين مياه المطر في الآبار التي كانت موجودة بساحة كل منزل، وأقيمت برك في الجهة الشمالية الشرقية للحرم الشريف، وحمام علاء الدين في وسط المدينة، كما وأقيمت برك في حارة النصارى لتخزين المياه، كما وجلبت المياه من عين سلوان، وبئر أيوب، وفي عهد صلاح الدين أنشأت القنوات التحت أرضية لتزويد المدينة بالمياه، وثم رفع مستوى المدينة إلى مستوى الأقصى، بواسطة ممرات مقنطرة استخدمت كممرات سرية ربطت بين الحرم والمدينة، كما وأنشأت داخل هذه الممرات قنوات مياه كانت تصب في برك وأحواض تم إعدادها لتزويد المدينة ومنطقة الحرم بالمياه. وتبرز للعيان الترميمات لهذه القنوات والتي جرت ابان حكم الناصر محمد بن قلاوون في السنوات 1313، 1320، 1327، وأيام خشقدم وقائتباي بين السنوات 1465-1470، حيث تم ترميم القنوات القديمة التي بنيت في عهد صلاح الدين، وبناء أحواض كثيرة لتخزين المياه.
أشكال وصور الوقف في فلسطين
أوقاف المساجد
المسجد الأقصى
كانت المساجد أول الأبنية التي أُقيمت في الإسلام ، تقام فيها الصلوات الخمس ، وتتم فيها بيعة الخلفاء ، ويدعى فيها القوم إلى الجهاد ، ويتم فيها الفصل بين الناس ، وبالإضافة إلى المهمة الدينية التي بُنيت من أجلها ، كانت المساجد من أقدم المراكز التعليمية في الإسلام ، وأكثرها انتشاراً ، فقد عقدت فيها مجالس العلم ، حيث كان العلماء والفقهاء والأدباء يجلسون ، وحولهم تلاميذهم ، وسُميت مثل هذه المجالس بالحلقات التعليمية ، أو حلقات العلم ، ولذلك كانت المساجد بمثابة مراكز ومعاهد للعلم والثقافة ، والوعظ ودراسة القرآن ، والحديث والفقه واللغة ، وغيرها من العلوم .
والوقف كان ولا يزال هو المصدر الرئيس والأول في بناء المساجد في كل مكان، فالمساجد ما هي إلا منشآت وقفية لا تقتصر على إقامة الصلوات فقط بل هي مراكز للتربية والتعليم. وكانت فلسطين، وما زالت مشهورة بمساجدها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى في فلسطين ، الذي وصفه ابن حوقل بقوله: " ليس في الإسلام مسجد أكبر منه" ، وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الصحيح: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" . ويعود بناء هذا المسجد إلى العصور الإسلامية الباكرة، وجدد بناؤه في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ، وحافظ عليه المسلمون كمسجد طيلة عهودهم وإن لحقه الخراب أحياناً إلا أنه كان يجدّد أو يرمم باستمرار . فعندما حرر صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت589هـ/1193) القدس عمل على إعادة إعماره ورصفه بالفسيفساء وترقيمه وتخشيب قبته وتجديد محرابه ،وتوجد اليوم كتابة فوق المحراب تشير إلى ذلك تنص على ما يلي: "أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى، الذي هو على التقوى مؤسس، عبد الله ووليه يوسف بن أيوب أبو المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة 583هـ/1187م وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظّه من المغفرة والرحمة .
" والأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور وذكر قياسه هنا طولا وعرضا فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة والمراد بالمسجد الأقصى هو جمع ما دار عليه السور" وهذه لفته مهمة وخاصة في عصرنا الحالي حيث يركز الإعلام – بطريقة مبرمجة- خلال عرضه للمسجد الأقصى على أن قبة الصخرة أو المسجد القبلي، هو المسجد الأقصى، حتى لا ينتبه الناس إلى حقيقة الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى.
وقد اهتم الحكام والخلفاء والأمراء والسلاطين بالمسجد الأقصى، وتنافسوا في إعماره، والإنفاق عليه وإحياء الحياة العلمية والحركة الفكرية فيه، ليكون عماد الحياة الدينية والعلمية والحركة الفكرية ، قبلة العلماء والفقهاء والمحدثين وطلبة العلم ، منارة العلم والإيمان ، ليس في فلسطين فحسب ، بل لكل أهل العلم من مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
وقام حكام المسلمون بإصلاح وترميم المسجد الأقصى عبر العصور الإسلامية، ليبرهنوا على أهمية هذا المسجد كوقف إسلامي لا يجوز التخلي عنه، مهما طال الزمن، ومن أدلة ذلك: ما جرى في عهد أبي جعفر المنصور (136هـ – 158هـ)، الذي اهتم بفلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى اهتماماً بالغاً، فزار القدس مرتين، فكانت الزيارة الأولى كانت في سنة ( ١٤٠هـ/ ٧٥٨م)، حيث نزل بيت المقدس وهو في طريق عودته من الحج ، وصلى في المسجد الأقصى ، وعمل على ترميم وإصلاح المسجد الأقصى بعد حدوث الزلزال الأول سن 130هـ . أما الزيارة الثانية، فكانت في سنة ( ١٥٤هـ/ ٧٧٢م) ، وفي رواية للعليمي يذكر أنه لما طلب منه الإصلاح للمسجد لم يكن لديه أموال فأمر بقلع الصفائح الفضية والذهبية التي كانت على الأبواب، فقلعت وضربت دنانير ودراهم في القدس وأنفقت عليه .
ولا بد أن نذكر أن العباسيين استمروا في اهتمامهم بفلسطين، وخاصة في فترة الازدهار والقوة، كما استمر تعظيمهم للمدينة المقدسة، ويظهر ذلك من الزيارات المستمرة لخلفائهم، فبعد الزلزال الذي أصاب بيت المقدس في سنة ( ١٥٨هـ/ ٧٧٥م) ، وصل إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور الملقب بالمهدي (158هـ – 169هـ)، متفقدا لأحوالها، وذلك في سنة 163هـ، وصلى بالمسجد الأقصى ، وعمل على عمارته فـنقص من طوله وزاد في عرضه فتم البناء في خلافته .
كما أن سلاطين المماليك اهتموا بترميم وإصلاح المسجد الأقصى، فيذكر العليمي عناية السلطان الظاهر بيبرس 658ـ676هـ /1260-1277م بعمارة المسجد الأقصى دون ذكر تفاصيل تلك العمارة ، " وجدد بالقدس الشريف ما كان تداعى من قبة الصخرة وجدد قبة السلسلة وزخرفها" .
كما قام السلطان المنصور قلاوون الألفي 679-689هـ/1280-1290م بتعمير " سقف المسجد الأقصى من جهة القبلة مما يلي الغرب عند جامع الأنبياء" ، وما فعله الناصر محمد بن قلاوون في ولايته الثالثة 709-741هـ/1309م-1341م، حيث " عمر في أيامه عام 731هـ السور القبلي الذي عند محراب داود عليه الصلاة والسلام ورخم صدر المسجد الأقصى، وفتح بالمسجد الأقصى الشباكين اللذين عن يمين المحراب وشماله، وجدد تذهيب القبتين قبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومن العجب أن تذهيب قبة الصخرة كان قبل العشرين والسبعمائة وقد مضى عليه إلى عصرنا هذا أكثر من مائة وثمانين سنة وهو في غاية الحسن والنورانية من رآه يظن أن الصانع قد فرغ منه الآن " .
وفي عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسن بن الناصر محمد وبالتحديد في عام 769هـ " جددت الأبواب الخشب المركبة على أبواب الجامع الأقصى" . كما أن السلطان الأشرف أينال الناصري "عمر المسجد الأقصى في أيامه" .
أما السلطان الأشرف قايتباي 872- 902هـ/1467-1497م فإنه في عام 884هـ " جدد عمل الرصاص على ظاهر الجامع الأقصى وفك الرصاص القديم ثم ركب، ولم يكن كالأول في حسن الصناعة والإتقان، وكان الصانع له رجلا من أهل الروم" ، كما أمر السلطان بالاهتمام بالمسجد الأقصى " وما يحتاج إليه من العمارة " ، بعد أن " اختل نظامه واحتاج إلى العمارة " . وعلى صعيد الأوقاف المحبوسة للمسجد الأقصى نجد أن السلاطين المماليك ومن سبقهم من الحكام قد اهتموا بها و" وقفوا أوقافا على مصالحه" ، ومن بين تلك الأوقاف، سوق لبيع الخضراوات، وآخر لبيع القماش ، وخان سوق الطباخين ، الذي كان يؤجر في السنة بنحو أربعمائة دينار، ويباع فيه أصناف البضائع . ومن بين السلاطين المماليك الذين اهتموا بالأوقاف في القدس، السلطان الملك الأِشرف أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري (حكم في سنة 825هـ) الذي "عمر الأوقاف ونماها وصرف المعاليم واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات، و أمر بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة في سنة 836هـ" . أما الملك الظاهر أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري (حكم في سنة 842هـ) فقد أنعم على الوقف في القدس والخليل بمبلغ الفي دينار وخمسمائة دينار ذهبا ومائة وعشرين قنطارا من الرصاص برسم العمارة ثم أنعم بمائة وعشرين غراره من القمح القيمة عنها ثلاثة آلاف دينار وستمائة دينار، و وكان على الوقف ديون بثمن أغلال فأنعم السلطان بتوفية الثمن وهو أربعة آلاف وسبعمائة دينار .
وكان ناظر المسجد الأقصىين الشريفين بالقدس الشريف والخليل عليه الصلاة والسلام في زمانه القاضي عز الدين خليل السخاوي، فـ" عمر الأوقاف ونماها " . وولي بعده السلطان الملك الأشرف أينال أبو النصر أينال الناصري (حكم في سنة 842هـ) سنة سبع وخمسين وثمانمائة وولي نظر المسجد الأقصى الشريف في السنة المذكورة الأمير عبد العزيز العراقي المشهور بابن المعلاق " فحصل للأوقاف والمستحقين ما لم يحصل لهم قبل ذلك من العمارة وصرف المعاليم كاملة من غير قطع ولا محاصصة" . وقد خصص بعض السلاطين رواتب للقائمين على وقف المسجد الأقصى، فقد كان " قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين محمد الهاشمي المالكي الكركي الأصل المشهور بابن المزوار لا يتناول غير معلومه المرتب على وقف المسجد الأقصى وهو في كل يوم عشرة دراهم فضة " . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوقاف الإسلامية في القدس تحتاج إلى العناية المستمرة والترميم المتتابع حتى يتم المحافظة عليها مما يعتريها من الخراب بسبب عوامل الزمن المتقادم عليها، ونظرا لما تقوم به بلدية الاحتلال من حفريات مستمرة؛ لذا نهيب بالحكومات والزعامات العربية والإسلامية أن يحذو حذو سلاطين المسلمين من حيث عنايتهم ب الأوقاف الإسلامية بالقدس والمحافظة عليها لتصمد أمام غطرسة المحتل الصهيوني.
====مسجد قبة الصخرة المشرف==== ومن مساجد فلسطين الشهيرة، نذكر أيضا مسجد قبة الصخرة المشرفة، وقد اهتم سلاطين الدولة المملوكية بهذا المسجد. ومن المعروف أن هذا المسجد المبارك، قد بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن استشار المسلمين، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ، ولقد استمرت مدة البناء من (68هـ – 72هـ) . وفي عهد ابنه " الوليد بن عبد الملك انهدم شرقي المسجد ولم يكن في بيت المال حاصل فأمر بضرب ذلك وإنفاقه عل ما انهدم منه" ، وقد حوله الإفرنج عند احتلالهم القدس إلى كنيسة، وعندما حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي أزال النقوش والصلبان التي رسمها الصليبيون على جدران الصخرة الداخلية وغطاها بالرخام، وغسل الصخرة بماء الورد فبخرت وفرشت . وقد قدم لنا العليمي وصفا دقيقا لما كانت عليه في زمانه . وأوضح الإصلاحات والترميمات والإضافات خلال العهود الإسلامية المتعاقبة، مما يدلل على الاهتمام الكبير بهذا المكان، تقديرا لقدسيته، وأهميته كمان لتلقى العلم، ومن هذه الإصلاحات والترميمات، ما قام به الظاهر بن الحاكم بأمر الله الفاطمي (411- 425هـ) الذي عمل على ترميم مسجد الصخرة، بعد أن أصابها زلزال في سنة 407هـ . وبعد احتلال الصليبيين للمدينة وتغيرهم لمعالمها الإسلامية، وفق الله سبحانه وتعالى صلاح الدين بفتحها، ثم بدأ بإعادة عرى الإسلام إلى المدينة المقدسة، فأمر بإصلاح المساجد والمدارس ، وترميم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وترميم محراب المسجد الأقصى، وعيّن خطيباً وإماماً للمسجد ، التي قام بها سلاطين المماليك على مسجد القبة، ومن ذلك ما قام به الظاهر بيبرس من تعمير لقبة الصخرة عام 668 هـ/1270م، حيث " جدد فصوص الصخرة الشريفة التي على الرخام من الظاهر –لعله يقصد واجهة القبة-" . وجرى تجديد تذهيب قبة الصخرة في فترة ولاية السلطان المملوكي الناصر محمد الثالثة بحيث .
وفي سلطنة الظاهر برقوق 784- 815هـ/1382م-1412م: " عمرت سنة 798هـ دكة المؤذنين التي بالصخرة الشريفة تجاه المحراب" . وقد نُقِش عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم جدّدت هذه السدة المباركة بالصخرة الشريفة في أيام مولانا السلطان الظاهر ابن سعيد برقوق.. تاريخ مستهلّ شوال 789هـ/ 1387م".
و في خلال سلطنة الظاهر جقمق أصاب سقف قبة الصخرة حريق ، فأمر السلطان " عمر السقف بأحسن مما كان" .
وهذا يشير إلى اهتمام سلاطين المسلمين بالحفاظ على الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، إلى عناية السلاطين العثمانيين بقبة الصخرة رغم خضوع القدس لحكم المماليك، ويبدو أن سوء العلاقات بين الطرفين لم تلقي بظلالها على الاهتمام العام من حكام المسلمين في ذلك الوقت بأوقاف القدس الإسلامية؛ فأين حكام المسلمين اليوم من ذلك الاهتمام؟ وبالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة كأهم وقفين إسلاميين في فلسطين، فقد أوقف المسلمون عدد كبير من المساجد في مدن وقرى فلسطين، وقد دمر الاحتلال الصهيوني غالبية هذه المساجد، ولا تزال بعضها موجودا كشاهد على عظمة الحضارة الإسلامية في فلسطين، ومن هذه المساجد:
مسجد إبراهيم الخليل الذي جدده السلطان المملوكي الظاهر بيبرس " ورم شعثه، وأصلح أبوابه وميضاته وبيضه وزاد في راتبه المجرى عليه وعلى قوامه ومؤذنيه وإمامه ورتب له من مال البلد ما يجري على الواردين عليه والمقيمين به" .
مسجد الرملة: وقد وصفه المقدسي بأنه " أبهى وأرشق من جامع دمشق، يسمى المسجد الأبيض ، ليس في الإسلام أكبر من محرابه ، ولا بعد منبر بيت المقدس أحسن من منبره ، وله منارة بهية" ، وقد جدده السلطان بيبرس . وفي الرملة جوامع أخرى ، لكن أهمها هذا المسجد.
ومن مساجد فلسطين أيضاً مسجد الجمعة في وسط مدينة طبرية في السوق ، وهو مسجد كبير حسن ، يقال أن الذي بناه هو سليمان بن داود عليه السلام، وعند بابه عين ماء، وفي الجانب الغربي من مدينة طبرية مسجد يدعى مسجد الياسمين وهو مسجد جميل، في وسطه ساحة كبيرة، وحولها الياسمين الذي سمي به المسجد، وتحت هذه الساحة ، قبور سبعين نبياً .
ومن مساجد نابلس الشهيرة ، المسجد الكبير ، وكان هذا المسجد كنيسة كبيرة ، حولها الملك الناصر صلاح الدين إلى جامع ، وكان يسمى في أثناء الفترة الفرنجية باسم كنيسة القيامة ، ومن المحتمل أنه استمر في أداء دوره المنوط به في العصر المملوكي.
ومن مساجد نابلس التي لعبت دورا دينيا مهما في العهد المملوكي: المسجد الغربي، وكان يسمى أيضاً مسجد الحنابلة منذ القرن التاسع للهجرة ، نسبة إلى العلماء الحنابلة الذين تولوا الإمامة فيه .و لهم كذلك مسجدان في بلدتي ساوية، و مردا، من عمل نابلس .
ومن مساجد نابلس القديمة أيضاً مسجد الشيخ بدران ، نسبة إلى واقفه العماد عبد الحافظ بن الشيخ بدر الدين بدران المتوفى سنة 698هـ/1298مً .
كما بنى السلطان الظاهر بيبرس بصفد جامعا حسنا
أوقاف الزوايا
الزوايا جمع زاوية ، وهي شبيهة أيضاً بالرباط و"الخانقاه" ، إلا أنها أصغر ، وهي أبنية صغيرة منفصلة في جهات مختلفة من المدينة ، في شكل دور ، أو مساجد صغيرة ، يقيم فيها المسلمون الصلوات الخمس ، ويتعبدون فيها ويعقدون بها حلقات دراسية في علوم الدين ، كما يعقد فيها مشايخ الطرق الصوفية حلقات الذكر ، وقد تكون الزاوية في ناحية من نواحي المساجد الكبرى .
ولذلك يمكن القول بأن هذه الزوايا كانت مراكز للتعبد من ناحية ، ومراكز للتعليم من ناحية أخرى. قد عرفت بيت المقدس ، في العصرين الأيوبي والمملوكي العديد من الزوايا، كان من أشهرها:
1- الزاوية الخُتَنِيّة: أنشأها صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ/1991 وأوقفها على الشيخ جلال الدين أحمد بن محمد الشاش، وعرفت بـ“الختنية” نسبة إلى الشيخ الختني .
2- الزاوية الجراحية: كانت تقع في حي الشيخ جراح بظاهر بيت المقدس من جهة الشمال، سميت بالجراحية نسبة لواقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي ، أحد أمراء الملك الناصر صلاح الدين ، وقد توفي في سنة 598هـ/1201م ، ودفن في زاويته المذكورة . ذكرها العليمي بقوله: "إنها بظاهر القدس من الجهة الشمالية. أوقف عليها الواقف أوقافاً ورتب لها الوظائف، وبظاهر الزاوية من جهة القبلة قبور جماعة من المجاهدين يقال أنهم من جماعة الجراحي" .
3- الزاوية (المدرسة) الناصرية أو النصرية: كانت على برج باب الرحمة (من أبراج السور الشرقي) عرفت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الشيخ نصر المقدسي، ثم عرفت بالغزالية ، جددها الملك المعظم عيسى (610هـ/ 1213م) وجعلها زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا من جملتها إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت، وقد دثرت الزاوية المذكورة في عصر العليمي –نهاية القرن التاسع الهجري – " ولم يبق لها نظام وصارت من المهملات" .
4- الزاوية الوفائية: بباب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى من ناحية الغرب، واقفها هو: تاج الدين أبو الوفا محمد عام 1380م .
5- الزاوية الشيخونية: واقفها الأمير سيف الدين قطيشا بن علي بن محمد، من رجال حلقة دمشق سنة 761هـ، كان مجاورا بالقدس الشريف وجعل نظرها لنفسه، ثم من بعده لولده شيخون فسميت بالشيخونية نسبة لولده .
6- الزاوية المهمازية: تقع على مقربة من السور الشمالي للأقصى، منسوبة للشيخ كمال الدين المهمازي، ووقفت على مربع من الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في شهر ذي القعدة سنة 745هـ/ 1354م، وبها قبر رجل من ذريته اسمه الشيخ خير الدين خضر المهمازي .
7- الزاوية المحمدية واقفها محمد بك زكريا الناصري تاريخ وقفها في العاشر من شهر رجب سنة 751هـ .
8- الزاوية اليونسية: مقابل المدرسة الباوردية –سيأتي الحديث عنها-ونسبتها للفقراء اليونسية .
9- زاوية الطواشية: كانت في حارة شرف التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وتعرف قديما بحارة الأكراد، واقفها الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن جلال الدين عرب بن فخر الدين أحمد المجاور بالقدس في تاسع عشر رمضان سنة 753هـ .
10- زاوية المغاربة: كانت في حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال الصهيوني عام 1967م، وقف الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي المجرد، في 703هـ . 11- الزاوية الحمراء: بالقرب من الخانقاه الصلاحية وهي منسوبة للفقراء الوفائية .
13- الزاوية البسطامية: في حارة السعدية الواقعة بين باب الساهرة والسور الشمالي للمسجد الأقصى القدسي، واقفها الشيخ عبد الله البسطامي وكانت الزاوية موجودة قبل سنة 770هـ .
14- زاوية اهنود: وتقع قرب سور القدس الشمالي أمام باب الساهرة بظاهر باب الأسباط، وهي قديمة وكانت للفقراء الرفاعية ثم نزل بها طائفة الهنود فعرفت بهم 15- الزاوية الأدهمية: وتقع خارج السور الشمالي للقدس بين بابي الساهرة والعمود، داخل مغارة الكتان وهي للفقراء الأدهمية، وهم المتصوفة من أتباع الزاهد إبراهيم بن أدهم، وقد عمر هذه الزاوية الأمير منجك نائب الشام ووقف عليها هو وغيره من أهل الخير .
16- الزاوية القلندرية: تنسب للشيخ إبراهيم القلندري وأقام بها جماعة من الفقراء، وكانت في عصره الست طنشق بنت عبد الله المظفرية التي عمرت في الزاوية المذكورة قبة محكمة البناء على قبر أخيها بهادر، وظلت عامرة حتى زمان المؤلف العليمي حتى خربت وسقطت في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، واستمرت خرابا بعد ذلك لتصبح مقبرة يدفن الأعيان من الأمراء ممن يرد إلى ببيت المقدس .
17- الزاوية الكبكية: أنشأها الأمير علاء الدين أيدغدي عبد الله الكبكي في عهد المنصور قلاوون في عام 1290م، وهي مخصصة لوظيفة التصوف بالإضافة لكونها مدفناً لمنشئها .
18- زاوية البلاسي: واقفها الشيخ أحمد البلاسي وكان من الصالحين وقبره بها .
19- زاوية السرائي أو الأزرق: شرقي زاوية البلاسي نسبتها للشيخ إبراهيم الأزرق وهي قديمة، وبها قبور جماعة منهم الشيخ اسحاق ابن الشيخ إبراهيم ووفاته في سنة 780هـ .
20- زاوية الدركاه: أوقفها الملك شهاب الدين غازي بن السلطان العادل ، الذي دفن بها سنة 613هـ/1216م .
21- زاوية الشيخ يعقوب العجمي: وقد اشتهرت بزاوية الشيخ شمس الدين ابن الشيخ عبد الله البغدادي وتلاشت أحوالها .
22- زاوية الشيخ بدر الدين: أنشأها السيد بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدران ، توفي سنة 650هـ/1252م ، ودفن بزاويته في ظاهر بيت المقدس من جهة الغرب .
أوقاف المدارس
كان إنشاء المدارس الوقفية من بين أهم عوامل ازدهار الحياة العلمية والحركة الفكرية في فلسطين إبان العهد المملوكي، وقد تنافس رجال الحكم والسلطة في الدولة المملوكية ومن اتصل بهم في وقف هذه المدارس واختيار أفضل المدرسين وأتقاهم للعمل فيها .
وقد مهدت هذه المدارس الطريق أمام طلاب العلم لينهلوا من معين العلوم الشرعية والعربية وغيرها بأيسر جهد، وأقصر وقت. وأقل التكاليف. وأصبح طالب العلم غير محتاج إلى أن ينتقل من بلد إلى آخر يبحث عن المدرسين بل صار المدرسون هم الذين يأتون إليه في المدرسة.
وقد جعلت هذه المدارس من عهد المماليك عهداً مشرقاً في بلاد الشام، إذ أصبحا محور استقطاب العلماء من جميع البلدان الإسلامية، لما كان يلاقيه الفقهاء من كريم العناية والرعاية.
وكان يقوم بتدريس الطلبة في المدارس المختلفة عدد من المدرسين الأكْفاء ، وقد بينَّ القلقشندي أن المدرس هو من كان يتصدى لتدريس العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك ، ولا يسمح للمدرس ممارسة مهامه التدريسية إلا بعد تأهيله وحصوله على الإجازة بالتدريس .
وكان على المدرس في تلك المدارس أن يتصف بخصائص وصفات تجعله قادراً على القيام بمهمة التدريس ، ومنها: أن يكون ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة وعدالة ، وأن يتصف بسعة العلم والتضلع في الفنون ، والأخذ من كل منها بحظ وافر ، وطول الباع في البحث والمناظرة ، وعدم الجدال في الباطل ، وتربية الطلبة ، وتأديبهم والتقريب على من عّسُر على فهمه شيء من المسائل .
وعلى المدرس أيضاً أن يؤدي واجبة على أكمل وجه ، يحسن إلقاء الدرس ، وتفهيمه للطلبة في مجال تخصصه ، فالمدرس في مدرسة الفقه عليه أن يلقي دروساً في الفقه ، والمدرس في مدرسة التفسير عليه أن يلقي دروسه في التفسير ، وهكذا ، فإذا درس المدرس تفسيراً أو حديثاً في مدرسة الفقه ، أو ما شابه ذلك ، فلا خير في ذلك .
وكان ممن يساعد المدرس في تعليم الطلبة ، المعيد ، وكثيراً ما كان المعيد يحضر الدروس إلى جانب المدرس والطلبة ، وكان المعيد يساعد الطلبة في إعادة ما حفظوه ، ويراجعهم في المذكرات ، ويناقشهم ، ويختبر مقدار فهمهم ، وكان يوصي كل واحد منهم بقراءة الكتب التي تلائم مستواه الفكري ومقدار علمه .
وكان يشترط في المعيد أن يكون من صلحاء الفضلاء صبوراً على أخلاق الطلبة ، حريصاً على فائدتهم ، وانتفاعهم به قائماً على وظيفة إشغالهم
وعلى المعيد أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه ، وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ، ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والرأفه به ، والإحسان إليه ، وتحسين خلقه ، وإصلاح شأنه .
أما عن أساليب التدريس وطرقه في تلك المدارس فقد استخدم المدرسون في تدريسهم أساليب وطرقاً عديدة بهدف تحقيق الفائدة المرجوة لطلبتهم ، وقد أشار السبكي إلى المدرس بقوله: "وحق عليه أن يحسن إلقاء الدرس وتفهيمه للحاضرين ، ثم إن كانوا مبتدئين فلا يلقي عليهم ما لا يناسبهم من المشكلات ، بل يدربهم ويأخذهم بالأهون فالأهون إلى أن ينتهوا إلى درجة التحقيق ، وإن كانوا منتهين فلا يلقي عليهم الواضحات ، بل يدخل بهم في مشكلات الفقه ، ويخوض بهم عبابه الزاخر" .
وقد تنوعت طرق التحصيل العلمي ووسائله في عصر المماليك بين التلقين والحفظ ، والسماع والإملاء ، والمناقشة والمناظرة وغيرها ، إلا أن طريقة التلقين والحفظ والرواية كانت أكثر شيوعاً من غيرها ، وخاصة في العلوم الشرعية ، وعلوم اللغة العربية ، وقد أثنى ابن خلدون على طريقة تلقين العلوم للمتعلمين ووصفها بالمفيدة .
أما المناظرة فقد كانت من أرقى أدوات التعليم التي كان يمارسها كبار العلماء ، نظراً لأهميتها في شحذ الذهن وتقوية الحجه وانطلاق البيان ، لذلك وجب على المدرس أن يدرب الطلاب على آداب المناظرة والمناقشة ، وكانت تتم بين الطلاب أنفسهم أو بين المدرس والطالب ، وكان الطالب يخالف أستاذه في الرأي أحياناً بطريقة ملؤها الأدب والاحترام .
وقد أشار الزرنوجي إلى ذلك بوضوح في قوله: "ولابد لطالب العلم من المذاكرة والمناظرة والمطارحة، فينبغي أن يكون كل منهما بالإنصاف والتأني والتأمل ، ويتحرز عن الشغب ، فإن المناظرة والمذاكرة مشاورة، والمشاورة إنما تكون لاستخراج الصواب" .
وبالنسبة لمواد الدراسة في تلك المدارس فبصرف النظر عن اختلاف الدراسة الفقهية في تلك المدارس حسب اختلاف المذاهب الفقهية، فقد تركزت الدراسة فيها أيضا حول علوم الحديث والقرآن واللغة العربية، فضلا عن تدريس الوعظ، والعلوم الرياضية .
هذا بالإضافة إلى أن بعض المدارس كانت مختصة بتدريس علم بذاته، مثل دور الحديث، كدار الحديث في القدس التي كانت عبارة عن مدرسة تخصصت في تدريس علم الحديث كما نص على ذلك كتاب وقفها في سنة 666هـ .
ولم يكن اهتمام المماليك بمدارس القدس مقتصراً على الكم والرسالة العلمية، بل تعداهما إلى العناية بعمارة المدرسة وشكلها وزخارفها، فجاءت المباني التي تعود إلى تلك الفترة معبّرة عن التطور الكبير الذي طرأ عل ى النواحي العمرانية والهندسية والفنية آنذاك• هذا إلى جانب استمرار التدريس في المسجد الأقصى القدسي، واستخدام المساطب لهذا الغرض• والمقصود هنا أماكن مرتفعة قليلاً في ساحة المسجد الأقصى(بنيت من الحجارة وبلطت سطوحها وعمل في بعضها محراب أو حائط باتجاه القبلة) أنشئت لغرض الصلاة والتدريس معاً منها: مسطبة الظاهر (795هـ / 1392م)، مسطبة البصيري(800هـ/ 1397م)، مسطبة وسبيل قايتباي (860هـ / 1455م)، وخلال العهود اللاحقة، أخذت المدارس القديمة تتوقف عن أداء دورها، قسم منها صار مقرات لمدارس حديثة، وتحول بعضها إلى دور للسكن ترابط فيه جماعات من عائلات مقدسية، وجرى استخدام الباقي لأغراض مختلفة . وقد خصصت الأوقاف الكثيرة لهـذه المراكز العلمية والفقهية والقضائية تحت عنوان مدارس بيت المقدس، وصرفت رواتب للفقهاء والقضاة والمشايخ المدرسين وكذلك الطلاب .ومن
أبرز المدارس في القدس
أولا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الشمالية:
1- المدرسة الفارسية: بداخل المسجد الأقصى الشريف، وقد أوقف عليها حصة من قرية طولكرم بفلسطين في الثالث من شعبان سنة(755هـ) ، تتداخل مع المدرسة الأمينية في غرف الطابق العلوي، وهي حالياً دار للسكن لأبناء الشيخ إبراهيم العوري.
2- المدرسة التنكزية: تقع قرب باب السلسلة، غرب المسجد الأقصى، ويقوم قسم منها على الأروقة الغربية، واقفها الأمير تنكز الناصري توفي سنة(741هـ) نائب الشام ، أنشأها ووقفها (729هـ/ 1328م) في زمن السلطان قايتباي، كما أنشأ مسجداً لها، على واجهتها الخارجية يوجد نقش يشير إلى بانيها: " بسم الله الرحمن الرحيم. أنشأ هذا المكان المبارك راجيا ثواب الله وعفوه المقر الكريم السيفي تنكز الملكي الناصري عفا الله عنه وأثابه. وذلك في شهور سنة تسع وعشرين وسبعماية".
وكان في داخلها مسجدا يوجد عليه نقش كالتالي: " البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرائض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله". وقد اتخذت المدرسة مركزاً للقضاة والنواب ودار سكن لهم، ثم عادت لتقوم بدورها الفكري (أواخر القرن 10هـ/ 16م).
وتتميز ببنائها المزخرف، وتعد من أجمل مباني القدس القديمة، وعلى بابها شعار الأمير تنكز، وهو كأس ذو رأس مدبب وقاعدة عريضة.
وقد حولت إلى مقر للمحكمة الشرعية في العهد العثماني، وبقيت كذلك في أوائل الاحتلال البريطاني، ثم اتخذت داراً لسكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني وصارت مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.
واستولت عليها السلطات الصهيونية عام 1969م بحجة أن نوافذها تطل على البراق وحارة اليهود، وأجرت حفريات تحتها هددتها بالانهيار. ولا يظهر وضع المدرسة التنكزية الحالي التي يحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها، إنه كان لها تاريخ تعليمي أو ثقافي، فهي أصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الصهيوني ويغلق أبوابها ويقيم على أسطحها المتاريس وينصب الرشاشات والأسلحة.
وبسبب موقعها المطل على ساحات المسجد الأقصى التي عادة ما تشهد تظاهرات ومسيرات ضد سياسة الاحتلال، فإن الشرطة الصهيونية ووحدات حرس الحدود والجيش يستخدمونها لقمع أولئك المتظاهرين.
ومن فوقها شارك جنود الاحتلال في ارتكاب مجازر ضد المتظاهرين والمصلين مثلما حدث عام 1996م فيما عرف بانتفاضة النفق، التي اندلعت احتجاجا على قيام حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك بفتح نفق يمر من تحتها أطلق عليه اسم (نفق الحشمونائيم).
وفي شهر آذار (مارس) 2006م، افتتح الرئيس الصهيوني كنيسا يهوديا أسفل المدرسة التنكزية، وبعد أشهر واصل المحتلون استهدافهم للمدرسة، فافتتحوا ما أطلقوا عليه اسم (متحف قافلة الأجيال) مكون من سبع غرف تعرض فيها تاريخ القدس من وجهة نظرة صهيونية، بواسطة وسائط إيضاح وعروض الصوت والضوء.
وما زالت رشاشات جنود الاحتلال مصوبة من فوق هذه المدرسة التي كانت في العصور الماضية منارة ثقافية، نحو ساحات المسجد الأقصى القدسي الشريف، تنذر بعمليات قتل أخرى .
المدرسة البلدية: واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب توفي ودفن بها (ت 782هـ/ 1380م) .
واتخذت بعده مدرسة لأبناء البلد (ومن هنا اسمها)، و دفن فيها الشيخ المفتي محمد الخليلي (ت 1149هـ/ 1736م) وقد ترك فيها خزانة كتب آلت لأحد أبناء عائلة الترجمان ثم إلى الوقف الإسلامي.
3- المدرسة الأشرفية: داخل المسجد الأقصى الشريف بالقرب من باب السلسلة .بين باب المطهرة وباب السلسلة في الرواق الغربي للأقصى، وسميت أيضاً السلطانية، بنيت للمرة الأولى في زمن السلطان الملك الظاهر خشقدم (865هـ/ 1461م)، وأعيد بناؤها (887هـ/ 1482م) في زمن السلطان الأشرف قايتباي، وعدت جوهرة ثالثة في بيت المقدس بعد الأقصى وقبة الصخرة، بسبب غنى مبناها بالعناصر المعمارية والزخرفية.
وقد رتب لها السلطان الأشرف قايتباي مشايخ وفقهاء ومدرسين للتعاليم الصوفية، هدم القسم الأكبر منها في زلزال (903هـ/ 1497م)، ثم أعيدت إلى سابق عهدها.
تتكون من طابقين، الأرضي منهما فيه مدخل وسقفية وموزع (دركاه) يؤدي إلى دار سكن، والآخر يستخدم مكتبة للمسجد الأقصى، أما الطابق الأول، ففيه مدرسة ثانوية شرعية للبنات.
4- المدرسة العثمانية بباب المتوضأ واقفتها امرأة من تركية اسمها أصفهان شاه خاتون وتدعى خانم وعليها أوقاف بتركيا وغيرها في هذه البلاد وذلك سنة(840هـ) ، وقد كان لها دور كبير في الحركة العلمية في القدس، ومن مدرسيها شيخ الإسلام سراج الدين عمر أبي عبد اللطيف المفتي في الديار المقدسية، وجار الله بن أبي حافظ الدين المقدسي.
وتتكون من طابقين، جزء منها يقوم على الرواق الغربي للمسجد الأقصى، يتم الوصول إليها عبر مدخل مرتفع جميل ذي حجارة بيضاء وحمراء، ولقد رممت من قبل المجلس الإسلامي الأعلى، وقامت السلطات الصهيونية بحفريات تحتها مما أدى إلى تصدع مبناها ومسجدها، وتم إغلاق البئر الموجود داخلها نتيجة تشقق أرضيته وجدرانه وسقوط أحد الأقواس الحاملة.
ويستخدم جزء منها حالياً للسكن، يرابط فيها بعض آل الفتياني، واستولى المحتلون الصهاينة على جزء آخر، وأغلقوا نافذته بالحجارة، وهو مطل على ساحات المسجد الأقصى.
5- المدرسة الخاتونية: تقع عند باب الحديد، شمال باب القطانين، واقفتها اغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف الدين القازانية البغدادية(755هـ/ 1354م)، وقد ووقفت عليه المزرعة المعروفة بباطن الجمل، ثم أكملت عمارة المدرسة المذكورة ووقفت عليها أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة(782هـ/ 1380م) .
وقد قامت بدورها الفكري لقرون عدة، وهي: تتكون من طابقين، في الأول إيوان شمالي وآخر جنوبي ومجموعة من الخلوات، وتضم الخلوة الشرقية (المطلة على المسجد الأقصى) ستة قبور لشخصيات مقدسية مشهورة هي: موسى كاظم الحسيني وابنه عبد القادر القائد الشهيد في معركة القسطل 1948م وابن هذا الأخير فيصل، عبد القادر الحسيني، أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين، عبد الحميد شومان المصرفي المقدسي المعروف، وفي الطابق الثاني عدة غرف للسكن والتدريس أضيفت في مرحلة لاحقة. حولت إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل الخطيب.
6- المدرسة الأرغونية: بباب الحديد واقفها أرغون الكاملي نائب الشام توفي في (758هـ) بالقدس الشريف ودفن بها وأكملت عمارتها بعد وفاته سنة (759هـ) . واستمرت في القيام بدورها العلمي حتى أواخر القرن 9هـ/ 15م ثم حولت إلى دار لنائب القدس، تتكون من طابقين، جزء منها يقوم فوق الرواق بين باب القطانين وباب الحديد، وفي الطابق الأول غرفة تحوي ضريح مؤسسها، وفي الإيوان الشرقي مرقد الملك حسين بن علي، تستخدم حالياً للسكن، ويرابط فيها بعض آل العفيفي.
7- المدرسة المزهرية: بباب الحديد واقفها المقر الزيني أبو بكر بن مزهر الأنصاري الشافعي(893هـ) وكان الفراغ من بنائها في سنة (885هـ) .
ويقوم جزء منها على المدرسة الأرغونية، وقد تخرب قسم منها، بينما تحول قسم آخر إلى دار للسكن رابطت فيه جماعة من آل الشعباني، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية.
8- المدرسة الجوهرية: بباب الحديد وبعضها على رباط كرد، واقفها الصفوي جوهر(844هـ) .
وقد كانت من المدارس المهمة، وقد تولى التدريس فيها كمال الدين محمد بن أبي شرف المقدسي الذي تولى أيضاً مشيخة الصلاحية (ت906هـ/ 1500م).
9- المدرسة المنجكية: بباب الناظر واقفها الأمير منجك نائب الشام، ووقف عليها وعين لها فقهاء وأرباب وظائف .
وقد استمر دورها الفكري حتى العهد العثماني ووسعت فيه، وفي العهد البريطاني صارت مدرسة ابتدائية، ثم حولت إلى دار للسكن، ولقد عمرها المجلس الإسلامي الأعلى في العشرينيات واتخذها مقراً له وضم إليها المدرسة الحسنية.
وهي تتكون من طابقين، وتستخدم حالياً مقراً لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة في القدس ولرئيس الهيئة العلمية الإسلامية.
10- المدرسة الجاولية: واقفها الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة توفي (745هـ) .
وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها.
وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين.
11- المدرسة الصبيبية: واقفها الأمير علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد توفي (809هـ) .
وتتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة وعلى المسجد الأقصى بواجهة جنوبية مرتفعة• وقد أضيف إليها طابق آخر بعد قرن من إنشائها. وبعد أن أدت رسالتها التعليمية نحو قرن واحد فقط، استعملت سكناً لنواب القدس، وحولت في العهد العثماني أواخر القرن التاسع عشر إلى دار للحكم، وعرفت بالسرايا القديمة. وبعد الاحتلال البريطاني، أقام المجلس الإسلامي الأعلى فيها كلية روضة المعارف الوطنية، ثم أصبحت داراً للشرطة، وتستخدم حالياً مقراً للمدرسة العمرية للبنين.
12- المدرسة الأسعردية: واقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر ابن يوسف الأسعردي تاريخ وقفها في (770هـ) .
وقد رممها المجلس الإسلامي الأعلى إثر زلزال (1346هـ/ 1927م) ونقلت إليها دار كتب المسجد الأقصى، وتتميـز بـاتساعها، ويطـل نتوء محـراب مسجـدها على سـاحـات المسجد الأقصى من الـرواق الـشـمالـي، وتتكون من طابقين، وقد تحولت إلى دار للسكن، ترابط فيها حالياً جماعة من آل البيطار وأبناء الشيخ إبراهيم الغوري.
13- المدرسة الأمينية: بباب شرف الأنبياء المعروف بباب الدويدارية، واقفها الصاحب أمين الدين عبد الله في سنة (730هـ) .
وهي تتكون من أربعة طوابق، الأرضي منها يطل على باب العتم، وفيه الموزع (الدركاه) الذي يؤدي إلى غرفة الضريح والإيوان والصحن المكشوف، وكان يستخدم للتدريس، والطوابق الأخرى تشمل عدة غرف متنوعة الحجم، ويقع الأخيران منها فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، وقد تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل الإمام، ودفن فيها عدد من علمائها. 14- المدرسة الدويدارية: بباب شرف الأنبياء، تعرف بدار الصالحين، واقفها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر بن عبد الله الدويدار، وتاريخ وقفها في (696هـ) .
15- المدرسة الباسطية: بعضها على المدرسة الدويدارية، واقفها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الجيوش توفي في سنة نيف وخمسين وثمانمائة، وقفها سنة (834هـ)، وشرط على الصوفية قراءة الفاتحة عقب الحضور وإهداء ثوابها للهروي .
تتكون من عدة غرف وقاعات للتدريس ومسكن الطلاب والمدرسين، ويستخدم جزء منها للسكن، يرابط فيه آل جار الله، ويشكل جزء آخر قسماً من مدرسة البكرية الابتدائية للبنين، ووقع جزء منها مع المدرسة الدوادارية ضمن مدرسة البنات الإسلامية. 16- المدرسة الكريمية: بباب حطة واقفها الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله بن مكانس، وقفها في سنة (718هـ) . وقد ظلت تؤدي مهمتها حتى أواخر القرن 18م، وكان شيخها ومدرسها ومتولي أوقافها جار الله وفا أفندي اللطفي (1174هـ /1760م). وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض آل جار الله. 17- المدرسة الغادرية: بداخل المسجد الأقصى، واقفها الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر بعد أن عمرتها زوجته مصر خاتون (897هـ) . وتتكون من عدة غرف، كانت خربة وتعلوها الأنقاض ورممت حديثاً، تميزها واجهتها المطلة على المسجد الأقصى، تزين مدخلها حجارة بيضاء وحمراء.
وقد بدأت دائرة الأوقاف الإسلامية (1993م) بترميمها لاستخدامها كمكاتب، لكن سلطات الاحتلال منعت استكمال هذا الترميم، و ما تزال المدرسة دون سقف.
18- المدرسة الطولونية: بداخل المسجد الأقصى على الرواق الشمالي، وقفها شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد الطولوني الظاهري (827هـ) .
19- المدرسة الفنزية: وهي من إنشاء شهاب الدين الطولوني رتب لها السلطان فرج بن برقوق قرى وأقام نظامها وجعل لها رواتب تصرف، ثم لما توفي الناصر فرج لم يكن لها كتاب وقف فاشتراها بعد وفاته محمد شاه بن الفنرى القرومي من تركيا، ووقفها ونسبت إليه وسميت الفنرية .
كانت قائمة أوائل العهد العثماني (936هـ/ 1529م) لكنها درست مع الزمن، وأصبحت دوراً للسكن.
20- المدرسة الحسنية: على باب الأسباط وقفها شاهين الحسني الطواشي زمن الناصر حسن (ت 762هـ)، ولم يكن لها وهي من جملة جهات المسجد الأقصى يستوفى ريعها لجهة وقفه والظاهر أن واقفها توفي قبل إنبرام أمرها .
وقد استمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/ 18م، وتتكون من طابقين، جزء منها صار اليوم دار سكن، والجزء الآخر ضم إلى المدرسة المنجيكية، واتخذت المدرسة مقراً للمجلس الإسلامي الأعلى ثم مقراً لدائرة الأوقاف في القدس حالياً.
وهناك مدرسة تحمل الاسم نفسه، واقفها شاهين الحسني الطواشي(ت 815هـ/ 1412م) انتقلت إلى جماعة من النصارى، ومدرسة أخرى اندثرت• وتحول جزء منها إلى دار للسكن، ويرابط فيها بعض آل البديري.
21- المدرسة الصلاحية: بباب الأسباط، أنشأها السلطان صلاح الدين عام 583هـ/ 1187م، ووقفها عام 588هـ/ 1192م ، في الكنيسة المعروفة بكنيسة صند حنة (القديسة حنّة)، وكرسها لتدريس الفقه الشافعي، وقد أوقف عليها سوق العطارين .
وكانت هذه المدرسة تتمتع بمكانة عظيمة بوصفها مقر المذهب الفقهي السائد في العصرين الأيوبي والمملوكي، وذلك بعد شرائها من أصحابها، فيما يذكر البعض أنها أقيمت في مكان دير للراهبات، هجر مع رحيل الإفرنج، وقد فوض السلطان التدريس فيها إلى القاضي بهاء الدين بن شداد. ضربها عام 1237هـ/ 1821م زلزال فخربها، ثم أعطاها العثمانيون إلى الفرنسيين عام 1273هـ/ 1856م لوقوفهم إلى جانبهم في حرب القرم فأعادها الفرنسيون مدرسة وكنيسة. وفي عام 1915م استردها العثمانيون وجعلوها كلية لتدريس العلوم الدينية عرفت باسم كلية صلاح الدين الأيوبي. وظلت كذلك حتى عام 1917 حين أخذ الانجليز البلاد فأعادوها إلى الآباء البيض الذين أقاموا بها مدرسة تضم اليوم مدرسة ومكتبة ومتحفاً وكنيسة، يوجد على مدخلها بلاطة تدشين تشير إلى إنشائها. أوقف عليها صلاح الدين أراضي البقعة بظاهر القدس وبركة أملا بظاهر القدس والحمام المعروف بالبطرك بالقدس والقبو والحوانيت المجارة له.
22- المدرسة الكاملية: واقفها الحاج كامل من أهل طرابلس، وقفها 816هـ .
وتتكون من طابقين، الأول فيه مدخل معقود بجواره مسجد بسيط وبئر ماء، والثاني صحن مربع مكشوف تحيط به عدة غرف أكبرها في الجهة الجنوبية.
وتستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض عائلة القباني، وجماعة من آل جار الله.
23- المدرسة المعظمية: وقف الملك المعظم عيسى مقابل باب شرف الأنبياء في 660هـ، ووقف عليها جهات كثيرة من القرى، وقد اخذ غالبها وصار بأيدي الناس إقطاعا وملكا . وهذا من صور التعدي على الوقف المرفوض في الإسلام.
تتألف المدرسة من طابقين ويولج إليها عبر مدخل يؤدي إلى دركات تفضي إلى صحن. إلى الشمال من هذا الصحن يقوم إيوان كبير مرتفع يتحلق حول الصحن عدد من الغرف والخلاوي. يقول عارف العارف في المفصّل : "دخلتها في اليوم العشرين من شهر شباط 1947 فرأيت الخراب مخيماً على الجانب الأكبر منها وقد احتكر جانباً منها رجل من الخليل يدعى محمد دعسان، في جدارها القبلي كتابة تقول: "أمر بعمله مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف هذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه" وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستماية للهجرة النبوية تقبل الله منه وغفر له وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً، يلحق بهذه المدرسة مئذنة من إنشاء الملك القاهر كما تشير كتابة على الوجه القبلي من حائط المنارة على بلاطة رخامية نفذت بالخط النسخي الأيوبي أو المملوكي القديم وبأحرف صغيرة نصها كما يلي: "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله له وتغمده برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث وسبعين وستماية " .
24- المدرسة السلامية: بباب شرف الأنبياء، وهي بجوار المدرسة الدويدارية من جهة الشمال، واقفها الخواجا مجد الدين أبو الفدا إسماعيل السلامي . تستخدم حالياً داراً للسكن، يرابط فيها آل جار اللّه.
25- المدرسة الوجيهية: بخط درج المولة، وقف الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان بن اسعد ابن النجا الحنبلي (ت701هـ) .
26- المدرسة المحدثية: بالقرب من الوجيهية، واقفها رجل من أهل العلم كان محدثا واسمه عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الأردبيلي، وقفها في سنة 762هـ . وتتكون من طابقين يطلان على الصحن المكشوف، يستخدم الأرضي منهما حالياً حانوتاً لبيع التحف والأثريات، وتضم غرفاً وقاعات كانت تستخدم للتدريس وسكن الطلاب والمدرسين، جزء منها ألحق بالمدرسة العمرية (كلية روضة المعارف الوطنية) والقسم الآخر تؤجره الأوقاف كدار سكن، يرابط فيها بعض آل الشهابي. ثانيا: المدارس التي بقرب المسجد من الجهة الغربية: 27- المدرسة الحسنية: بباب الناظر على رباط علاء الدين البصير، واقفها الأمير حسن الكشكيلي ناظر المسجد الأقصىين الشريفين ونائب السلطنة بالقدس، سنة 837هـ . 28- المدرسة التشتمرية: بباب الناظر، واقفها الأمير تشتمر السيفي الملك الناصري حسن بن محمد بن قلاوون، في سنة 759هـ . وتتكون من طابقين، فيها مسجد من الجهة الجنوبية لصحنها المكشوف، وتستخدم أجزاء منها حالياً داراً للسكن، يرابط فيها بعض آل علاء الدين. 29- المدرسة الباوردية: بباب الناظر، واقفتها الست الحاجة سفرى خاتون ابنة شرف الدين أبي بكر بن محمود المعروف والدها بالباوردي سنة 768هـ . 30- المدرسة الجهاركسية: نسبة لواقفها الأمير جهاركس الخليلي أمير آخور الملك الظاهر برقوق توفي سنة 791هـ . المدرسة الحنبلية: بباب الحديد، واقفها الأمير بيدمر نائب الشام، وكان بناؤها في سنة 781هـ . تستخدم حالياً داراً للسكن، ترابط فيها جماعة من آل القطب. 31- المدرسة الطازية: بالقرب من باب السلسلة، وقف الأمير طاز (ت 763هـ) . 32- المدرسة اللؤلؤية: بجوار حمام علاء الدين البصير من جهة الشمال، واقفها الأمير لؤلؤ غازي (ت 787هـ) .
33- المدرسة البدرية: واقفها بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاوي في سنة 610هـ ، وهو من كبار المجاهدين في عصر الحروب الصليبية. تقع هذه المدرسة وسط المدينة القديمة في الجانب الغربي من شارع القرمي الذي يقع بين شارع باب السلسلة وشارع السرايا، المدرسة مندثرة الآن ولم يبق منها إلا بعض البقايا التي دمجت مع الأبنية الحديثة على مدخلها كتابة نسخية أيوبية تنص على ما يلي: " بسملة.. أنشأ هذه المدرسة المباركة على أصحاب الإمام الشافعي رضي الله عنه، الولي الأمير الكبير الغازي المجاهد الشهيد بدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري، رحمه الله وتقبل منه في شهور سنة عشر وستماية وجعل نظرها إلى الأرشد من أولاده، كثّرهم الله تعالى وجعل سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً. ورحمه الله ولمن ترحم عليه". وهناك كتابة أخرى تشير إلى أن الملكة العلية المجاهدة بدرية أمرت بإنشائها؛ وضعها الآن سيئ جداً وقد دخلت في بعض العقارات المجاورة كما أسلفنا. يذكر العارف أن المدرسة معدة للسكن وتسكنها عائلة علي نصرة التوتونجي وإخوانه وهي تقع في حارة الواد .
وهناك أيضا عدد كبير من المدارس التي استفادت من الأوقاف الإسلامية في فلسطين، ومنها مدرسة قلمطاي بالقرب من الرملة .
مدارس خارج محيط المسجد الأقصى
34- المدرسة النحوية: أنشأها الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 604هـ/ 1207م وكرسها لتدريس العلوم العربية، اتخذها المجلس الإسلامي الأعلى مؤخراً مقراً لمكتبته ثم اتخذت مقراً للمكتب المعماري الهندسي لإصلاح قبة الصخرة المشرفة، وهي الآن مكتب من مكاتب لجنة إعمار المسجد الأقصى. يتألف البناء العائد للقبة من غرفتين وصالة، تعلوه قبة، يقع البناء على طرف الصخرة من جهة القبلة بانحراف إلى الغرب. يزيّن بناء القبة كتابة ذكرها فان برشيم تشير إلى بناء القبة من قبل المعظم عيسى في التاريخ المذكور أعلاه على يدا لأمير حسام قيماز والي بيت المقدس .
35- المدرسة الأفضلية: تقع جنوب غرب المسجد الأقصى عند حارة المغاربة، وكانت قديماً تعرف باسم"القبة"• أنشأها (589هـ/ 1193م ) الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ووقفها على فقراء المالكية الذين قدموا إلى بيت المقدس ، وكانت في العهود الأخيرة مسكناً لفقراء المغاربة. وقد أزالتها الجرافات الصهيونية عام 1967م.
36- المدرسة الأوحدية: تقع عند باب حطة، أوقفها (697هـ/ 1298م) الملك الأوحد نجم الدين يوسف ابن الملك الناصر صلاح الدين، وتعد أقدم نموذج للمدارس والترب الأيوبية في القدس، وبخاصة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى.
37- المدرسة البكرية: تقع على حد المسجد الأقصى من الخارج، خلف المدرسة الأسعردية، وتستخدم حالياً مقراً لنادي رياضي تابع لبلدية القدس.
38- المدرسة الخنثنية: تقع بجوار المسجد الأقصى من جهة الجنوب، خلف المنبر، أوقفها الملك الناصر صلاح الدين (587هـ/ 1191م) على التقي جلال الدين الشاشي، وعلى من يقتدي به من الصالحين بعده. وصار فيها زاوية ومسجد، وقد استخدم مقرها لاحقاً لخدمة المسجد (حفظ القناديل وتنظيمها).
39- المدرسة الدوادارية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، بنيت وأوقفت (695هـ/ 1295م) من قبل الأمير علم الدين سنجر الدوادار، كان يدرس فيها الفقه على المذهب الشافعي. تستخدم حالياً مقراً للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات.
40- المدرسة الزمينية: تقع غربي المسجد الأقصى، فوق الإيوان الذي بباب القطانين، وبابها من داخل المسجد الأقصى، أنشأها(886هـ/ 1481م) الخودجكي الشمسي محمد بن الزمرد خان. تحولت إلى دار للسكن، وترابط فيها جماعة من آل العفيفي، وتشرف عليها هيئة الأوقاف الإسلامية.
41- المدرسة الطشتمرية: تقع عند باب الناظر، أنشأها (784هـ/ 1382م) المقر الأشرف السيفي طشتمر العلائي الذي دفن في تربة بالقرب منها. وتستخدم حالياً داراً للسكن، ويربط فيها بعض آل الإمام.
42- المدرسة القادرية: تقع شمال ساحة المسجد الأقصى إلى الغرب من باب حطة، بنتها (836هـ/ 1432م) مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن القادر في زمن الملك الأشرف برسباي. وقد كان لها (971هـ/ 1563م) إمام وبواب وخدم وأوقاف، وتخربت بمرور الزمن، وتحولت إلى مكان لحفظ نعوش الأموات.
43- المدرسة الملكية (الجوكندارية): تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، بين المدرستين الأسعردية والفارسية، مدخلها مشترك مع الأولى، أنشئت (741هـ/ 1340م) في زمن ملك الجوكندار خلال حكم الملك الناصر محمد بن قلاوون، وقد استمر التدريس فيها حتى نهاية القرن 12هـ.
وتتكون من طابقين، لها نوافذ مطلة على المسجد الأقصى، وكانت غرفها تستخدم للتدريس والسكن، وتشتمل على معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي، وخاصة تبادل لوني الحجارة التي بنيت فيها (الأحمر والأبيض).
وقد تحولت إلى دار للسكن، وهي وقف ذري لآل الخطيب الذين يرابطون فيها حالياً.
44ـ المدرسة الموصلية: تقع عند باب المجاهدين (العتم)، وتنسب للخواجا فخر الدين الموصلي، ولقد جاء في سجلات المحكمة الشرعية في القدس أن مدرسها ومتولي أوقافها(1175هـ/ 1761م) هو جار الله لطفي.
45ـ المدرسة الميمونية: تقع قرب باب الساهرة، على بعد نحو 200م من السور داخل المدينة، مبناها بالأصل كنيسة تعود إلى العهد الروماني باسم دير المجدلية• أوقفها (593هـ/ 1197م) الأمير فارس الدين ميمون الخازندار في زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ابتدأت كزاوية وصارت مدرسة للشافعية، واستمرت بتأدية مهمتها حتى القرن 12هـ/18م. كانت من أوقاف آل العسلي حتى أواخر القرن التاسع عشر، واتخذها الأتراك مدرسة وسماها "قدس شريف مكتب إعداديسي" وفي العهد البريطاني الغاشم حولت إلى مدرسة للبنات تابعة لمصلحة المعارف العامة.
46- المدرسة النصيبية: تقع في الجهة الشمالية من المسجد الأقصى، غرب المدرسة الأسعردية، أوقفها الأمير علاء الدين علي نائب قلعة نصيبين، وقد ولي نيابة القدس وبنى فيها مدرسة، نقل إليها بعد وفاته في دمشق (809هـ/ 1406م).
الأوقاف على الربط
جمع رباط ، وهو شبيه بالخانقاة، وكانت الربط مأوى، يلجأ إليه العلماء، والرحالون، وطلاب العلم، الذين ينتقلون في أرجاء العالم الإسلامي، ويتلقون تعليمهم على أيدي بعض المشايخ والعلماء.
وكان العلماء يتخذون من الرباطات أماكن للمطالعة من ناحية ، والكتابة من ناحية أخرى ، وهم يشتغلون فيها بالعلم ، ويؤلفون الكتب ، وبخاصة في مجال التصوف . وقد عرفت فلسطين عدداً من الربط في العهد المملوكي وهي:
1- الرباط الزمني: بباب المتوضأ، واقفه شمس الدين محمد بن الزمن (ت897هـ) .
2- رباط كرد: بباب الحديد بجوار السور، واقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693هـ .
رباط المارديني: بباب حطة، وقفه منسوب لامرأتين من عتقاء الملك الصالح صاحب ماردين سنة 763هـ، وشرطه أن يكون لمن يرد من ماردين .
3- رباط علاء الدين البصير: وهو أقدم ربط ببيت المقدس، كان يقع بباب الناظر شمال الطريق المؤدية إلى الحرم القدسي ، أنشأه سنة 666هـ/1267م الأمير علاء الدين بن عبد الله الصالحي ، في عهد الملك الظاهر بيبرس ، وقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس للزيارة ، وقد سمي الرباط بهذا الاسم نسبة إلى واقفه ، وكان أعمى فسموه بصيرا .
4- الرباط التكريتي: في دمشق بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون، بناها التاجر الكبير وجيه الدين محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد التكريتي، توفي في سنة670هـ .
5- الرباط المنصوري: كان يقع قرب باب الناظر قبلي الطريق الموصلة إلى الأقصى، أنشأه الملك المنصور قلاوون في سنة 681هـ/ 1282م، ووقفه على الفقراء القادمين إلى بيت المقدس .
وقد ذكر كل من ابن شداد والنعيمي ، رباطات أخرى في مدينة دمشق وهي: رباط جاروخ منسوب لجاروخ التركماني، ورباط الغرس خليل كان واليا بدمشق، ورباط المعراني بدرب المهراني، ورباط البخاري عند باب الجابية، ورباط السفلاطوني، ورباط الفلكي.
وأشار العليمي إلى أنه كان بالخليل عدد من الربط وهي: الرباط المنصوري، الذي عمره الملك المنصور قلاوون سنة 686هـ/1287م ، ورباط الطواشي، ورباط مكي ، ولم تشر المصادر التي رجع إليها الباحث إلى أية معلومات عن هذه الربط.
أوقاف الخوانق
ويقال لها "الخانكاه" أيضاً ، وتجمع على خوانق وخوانك، وهي كلمة فارسية الأصل معناها: البيت، وقيل أصلها خونقاه، أي الموقع الذي يأكل فيه الملك .
وقد احتوت الخوانق على غرف عديدة لمبيت الفقراء والصوفية ، كانت تؤدى فيها الصلوات ، وتقام فيها الأوراد والأذكار، وكان يعقد فيها دروساً في الفقه والدين والعربية والتصوف والحديث ، وكانت تشتمل على خزائن للكتب والمصاحف القرآنية ، وبعض الخوانق كانت توفر حاجات الطلاب: من المأكل والمشرب ، والأدوية ، والاحتياجات الأخرى ، ومن الواضح من ذلك أن مثل هذه الخوانق كانت بمثابة مراكز علم وعبادة ، وكان لها دور ديني واجتماعي كغيرها من المؤسسات الدينية.
1-الخانقاه الصلاحية: أنشأها الملك الناصر صلاح الدين بعد تحرير بيت المقدس سنة 583هـ/1187م، للصلحاء الصوفية، ووقف عليهما أوقافاً حسنة، منها: دار البطرك القريبة من كنيسة القيامة ، وحمام البترك، و أرض تعرف بالبقعة، بظاهر القدس الشريف من جهة الغرب إلى جهة الجنوب، مزروع بها كروم من أنواع الفواكه، من العنب والتين والتفاح . وهي أقدم خوانق القدس، كانت تقع غربي المسجد الأقصى .
وقد حرص شيوخ هذه الخانقاه على العناية بأوقافها، وعملوا على زيادة وتنمية واستثمار وقفها عبر الزمن، فنجد أن شيخ الخانفاه الصلاحية في العهد المملوكي شرف الدين أبو الروح عيسى بن شيخ الشيوخ جمال الدين أبي الجود غانم الأنصاري الخزرجي الشافعي قاضي القدس الشريف (ت797هـ)" هو الذي حكر أرض البقعة ظاهر القدس الشريف الجارية في وقف الخانقاه في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وصارت كروما وزاد بذلك ريعها لجهة الوقف ورغب الناس فيها وكثر الانتفاع بها" . وكان من ضمن مشتريات وقف الخانقاه، الخبز الذي كان يتم توزيعه على مشايخها بعد انتهاء الدروس .
2- الخانقاه الفخرية: وهي مجاورة لجامع المغاربة بالقدس، واقفها القاضي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الإسلامية توفي في منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة .
3- الخانقاه الباسطية: في دمشق أنشأها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل توفي سنة 854هـ ناظر الجيوش الإسلامية، وقد كانت دارا له فلما نزل السلطان الملك الأشرف برسباي إلى آمد سنة ست وثلاثين وثمانمائة خاف من نزول العسكر بها فجدد لها محرابا وأوقفها، وأول من ولي مشيختها قاضي القضاة الباعوني .
أوقاف الكتاتيب
وهي من المراكز المهمة للحياة العلمية في بلاد الشام في العهد المملوكي، واستفادت من أموال الوقف، وقد كان أكثر من يلتحق بها من الأيتام وباقي الصبيان من أهل المدينة أو القرية أو البلدة، ويمكن أن يتجاوز عددهم في الكُتَّابُ الواحد المائتي صبي ، أو تسعمائة .
واشترط في معلم الكتاب عدد من الصفات الدينية بشكل خاص، ومن ذلك أن يكون المؤدب من أهل الخير، والدين، والأمانة، والعفة، والصيانة، حافظاً لكتاب اللَّه عالماً بالقراءات السبع وروايتها، وأحكامها، وأن يعامل الأيتام بالإحسان والتلطف والاستعطاف، وأن يكون عاقلاً تقياً صحيح العقيدة ويتمتع بصفات الأمانة والديانة . وأن يكون " رجلاً حافظاً لكتاب اللَّه العزيز، ذا عقل وعفة وصيانة وأمانة، متزوجاً زوجة تعفه، صالحاً لتعليم القرآن والخط والأدب" .
وقد كان هدف هذه الكتاتيب ينحصر في المقام الأول في تربية الأطفال على الفضائل والمحامد ، وتعليمهم قراءة القرآن وحفظه إضافة إلى مبادئ القراءة والكتابة والخط والإملاء وبعض الشعر وأصول الحساب، وكانت الكتاتيب تؤهل الأطفال لدخولهم المدارس .
وقد أشار العليمي إلى اهتمام المقدسيين بتعليم أطفالهم العلم الشرعي، وأورد ترجمة لعدد من العلماء الذين اشتهروا بتأديب الأطفال وتعليمهم في المسجد الأقصى والمدارس الموجودة في القدس،
وقد كانت هذه الكتاتيب إما في مبني مستقل أو ملحقة بالمسجد الأقصى، أو ملحقة بإحدى المدارس، أو يقوم في البيوت الخاصة، فمن الكتاتيب المستقلة: مكتب باب الناظر الذي درس فيه العليمي نفسه (ت923هـ)، وهو في العاشرة من عمره، على يد الفقيه علاء الدين علي بن عبد الله بن محمد الغزي المقري الحنفي المعروف بابن قاموا(ت 890هـ)، الذي كان يقيم بالقدس يؤدب بها الأطفال، فختم القرآن عليه مرات كثيرة، وقرأ بعضه عليه برواية عاصم . وكُتَّابِ الشيخ الإمام العالم المحدث شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح القلقيلي الشافعي(ت 852هـ)، أصله من جلجوليا قضاء قلقيلية، قدم إلى بيت المقدس في حدود سنة (820هـ)، "وكان يقرئ الأطفال"، و كان يقرئ في البيوت الخاصة، فكان يقرئ أولاد الشيخ برهان الدين بن غانم . وكُتَّابِ الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن عمر بن إبراهيم القلانسي الخليلي الشهير بابن الموقت، كان يؤدب الأطفال في كُتَّابِه بالخليل، وبعد انتقاله إلى القدس الشريف أدب بها أيضا وتوفي بها سنة (ت895هـ) . ومنها الكُتَّابِ الذي تعلم فيه قاضي القضاة جمال الدين أبو محمد عبد الله الهلالي الأنصاري المالكي المشهور بابن الشحاذة ، ولا نعلم لمن ينسب، أو من هم أشهر من درس فيه.
ومن الكتاتيب الملحقة بالمسجد الأقصى: كُتَّابِ الشيخ عمر بن إسماعيل الحنبلي(ت880هـ)، وقد كان يؤدب الأطفال بالمسجد الأقصى بالمكان المجاور لجامع المغاربة من الجهة الجنوبية .
ومن الكتاتيب الملحقة بالمدارس كُتَّابِ المدرسة الطازية، وكان من أشهر مدرسيه، الشيخ شمس الدين محمد بن عيسى البسطامي الشافعي الشهير بأخي زرع (ت875هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال . و كُتَّابِ المدرسة الجوهرية، وكان من أشهر مدرسيه الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن غضية المقري الحنفي المؤذن(ت880هـ) وقد كان يقرئ فيه الأطفال .
دور الحديث
لعبت دور الحديث دوراً مهماً في الحياة العلمية والحركة الفكرية ، خاصة وأنها اهتمت بالعلوم الإسلامية بشكل عام ، وبعلوم الحديث بشكل خاص ، وكانت منها ببيت المقدس ، دار الحديث التي أنشأها الأمير شرف الدين أبو محمد عيسى بن بدر الدين بن أبي القاسم الهكاري ، وقفها سنة 666هـ/1267م ، وكان مولده بالقدس سنة 593هـ/1196م ، وتوفي بدمشق سنة 669هـ/1270م .
وقف البيمارستانات
اهتم الأيوبيون والمماليك بإنشاء "البيمارستانات" في فلسطين ، فبعد الفتح الصلاحي لبيت المقدس سنة 583هـ/1187م ، قرر الملك الناصر صلاح الدين أن يجعل الكنيسة المجاورة لدار "الإسبتار" ، والواقعة جنوب كنيسة القيامة ، "بيمارستاناً" للمرضى ، وسماه "البيمارستان" الصلاحي ، وهيأ فيه العقاقير والأدوية ، ووقف عليه الأوقاف العديدة ، وبقي هذا "البيمارستان" يؤدي دوره في العصرين الأيوبي والمملوكي .
بيمارستان عكا:
بعد فتح الملك الناصر صلاح الدين عكا سنة 583هـ/1187م ، جعل دار الأسقف "بيمارستاناً" ، لعلاج سكان المدينة من المسلمين والمسيحيين ومداواتهم ، ووقف عليه أوقافاً عديدة ، وولى نظر ذلك لقاضيها جمال الدين عبد اللطيف بن الشيخ أبي النجيب السهروردي . البيمارستان المنصوري:
أنشأه في مدينة الخليل ، الملك المنصور قلاوون سنة 680هـ/1281م ، ووقف عليه الأوقاف العديدة .
ومن الطبيعيّ أن يكون لهذه البيمارستانات وغيرها من المؤسسات العلمية والدينية دور بارز في إظهار الجوانب الحضارية في فلسطين ، وأن وجود مثل هذه "البيمارستانات" في فلسطين ، والتي تضم أطباء ، وممرضين ، وموظفين ، وأقساماً طبية متنوعة ، إنما يدل على وجود ازدهار ثقافي ونهضة فكرية في المجال الطبي. تاسعا: الوقف على الكتب والمكتبات:
ساهم المسلمون في تأليف الكتب وصناعة الورق من خلال إيقافهم العديد من الأوقاف على المكتبات، التي عرفت بعدة أسماء مثل خزانة الكتب، وبيت الكتب، ودار الكتب، ودار العلم، وبيت الحكمة،، ويسرت هذه المكتبات العلم للراغبين فيه دون نفقات وعلى مختلف مستوياته، حيث ساهمت الأوقاف في تعضيد أسس التعليم عن طريق إيقاف هذه المكتبات والكتب مما ساهم في استمرارية انتشار التعليم، كما أن المدارس والجامعات استلزمت أن يكون فيها دور كتب خاصة بها مما جعل المحسنين يوقفون عليها الأموال اللازمة لها، وقد احتوت هذه الدور أو الخزائن على مختلف العلوم التي صنفت حسب مواضيعها فسهلت على الطلبة والباحثين، كما شمل الوقف نسخ المخطوطات في عصور ما قبل الطباعة.
ويذكر الكثير من الرحالة أن عشرات المكتبات الموقوفة موجودة في معظم المدن الإسلامية ومنها ما هو مستقل ومنها ما هو ملحق بمدرسة أو مسجد.
والوقف على المكتبات شمل في معظم الحالات عمارتها والإنفاق على العاملين فيها وتوفير الكتب وغير ذلك .
وتعد دور الكتب أو خزائن الكتب من أقدم أنواع وقف المكتبات، وقد لعبت دورا حيويا في بلاد الشام في العهد المملوكي دورا مهما في الحياة العلمية، وكان لها أكبر الأثر في تطوير النواحي الدينية والعلمية في تلك الفترة، وزادت من شحذ الهمم العلمية والدينية بين كافة طبقات المجتمع الشامي.
كما نالت الجوامع والمساجد اهتماماً كبيراً خلال العهد المملوكي لإقامة الشعائر التعبدية فيها، بالإضافة إلى استخدام بعضها للتعليم، وكانت المصاحف هي أقدم ما كان يوقف فيها تعداها بعد ذلك إلى مكتبات المساجد والجوامع.
وكان الاهتمام بمكتبات المساجد زمن المماليك امتدادا لما بدأه صلاح الدين عندما فتح القدس فإنه حمل إلي قبة الصخرة وإلى "محراب المسجد الأقصى مصاحف وختمات ، وربعات معظمات ، لا تزال بين أيدي الزائرين على كراسيها مرفوعة، وعلى أسرتها موضوعة" ، " ليقرأ فيها المقيمون والزائرون" ورتب الملك الناصر صلاح الدين للقبة خاصة وللبيت المقدس عامة قومة يقومون بأمرها ، ويسيرون مصالحها ، وكانوا من الرجال العارفين العاكفين القائمين بالعبادة .
ولا تزال نسخ القرآن الكريم التي أودعها صلاح الدين في المسجد الأقصى تشهد على ما تحتويه خزانة المسجد الأقصى من الكتب، ومن بينها المصاحف، وقد سار سلاطين المماليك على سنة صلاح الدين واهتموا بوقف المصاحف وزادوا نسخها، فمن " حسنات الملك الأشرف السلطان الملك الأِشرف برسباي هو أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري بالمسجد الأقصى الشريف المصحف الشريف الذي وضعه بداخل الجامع تجاه المحراب بحانب دكة المؤذنين، وهو مصحف كبير عظيم أهدي إليه بدمشق حين سافر إلى آمد في سنة 836هـ فجهزه إلى القدس الشريف، ووقف عليه جهة للقارئ والخادم، وشرط النظر لمن يكون شيخ المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف، وقرر في القراءة فيه الشيخ شمس الدين محمد بن قطلوبغا الرملي المقري، وكان من القراء المشهورين في الحفظ وحسن الصوت" .
كما قام الملك الأشرف أينال بوقف المصحف الشريف بالمسجد الأقصى بالقرب من جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في جهة " الشباك المطل على عين سلوان ورتب له قارئا ووقف عليه جهة" .
وكان للسلطان الملك الظاهر أبو سعيد خشقدم المؤيدي في الصخرة الشريفة " مصحف كبير وضعه بإزاء مصحف الملك الظاهر جقمق من جهة الغرب" . ومما يذكر أن " السلطان أبا الحسن المريني صاحب المغرب، كتب بخطه ثلاثة مصاحف، ووقفها على الحرمين، وعلى حرم القدس، وجهز معها عشرة آلاف دينار، اشترى بها أملاكاً بالشام، و ووقفت على القراء والخزنة للمصاحف المذكورة .
وقف الترب والمقابر
لقد دفن المسلمون موتاهم في ثلاث مقابر داخل مدينة القدس تتبع الوقف الإسلامي. الأولى في الجهة الشمالية تقع فوق الزاوية الأدهمية، وفي الشرق مقبرة باب الرحمة، وفي الغرب تقع اكبر مقبرة وهي مقبرة ماملا. وسنذكر هذه الترب وغيرها كما يلي:
أ- التربة المجاورة لسور المسجد الأقصى الشريف: وممن دفن فيها: امرأة من أكابر الروم اسمها اصفهان شاه خاتون وتدعى خانم، وهي التي وقفت المدرسة العثمانية بباب المتوضأ .
ب- التربة الأوحدية باب حطة واقفها الملك نجم الدين يوسف ابن داود بن عيسى سنة 697هـ .
ج- تربة بها ضريح يقال انه قبر السيدة فاطمة بنت معاوية، مقابل المدرسة الحسنية بباب الناظر .
د- التربة السعدية بباب السلسلة، واقفها الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير الأسفهلار بدر الدين سنقر بن عبد الله الجاشنكير الرومي الحاجب في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون تاريخ كتاب وقفه في 27 ربيع الآخر سنة 711هـ .
هـ- التربة (المدرسة) الجالقية: وموقعها برأس درج العين بالزاوية الشمالية الغربية عند ملتقى طريق الواد بطريق بباب السلسلة، وقف ركن الدين الكبير العجمي المعروف بالجالق وهو مدفون بها توفي في عاشر جمادي الأولى سنة (707هـ/ 1307م) وكان من جملة الأمراء بالشام في دولة الملك المنصور قلاوون وبعده . تحتل القوات الصهيونية قسماً منها، والقسم الآخر دار سكن يرابط فيها آل الخالدي.
و- تربة الملك حسام الدين بركة خان مقابل المدرسة الطازية تاريخ عمارتها في سنة 792هـ .
ز- التربة الكيلانية منسوبة إلى الحاج جمال الدين بهلوان ابن الأمير شمس الدين قرادشاه ابن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهجي المشهور بابن الصاحب كيلان وبها ضريحه ونقل إليها كما أوصى به .
ح- التربة الطشتمرية وقف الأمير طشتمر العلائي ت786هـ أنشأها في سنة 784هـ .
ط- التربة الهمازية واقفها الأمير ناصر الدين المهمازي، ويذكر العليمي أنها " صارت مسكنا كبقية المنازل" .
ي- تربة القيمرية: نسبتها لجماعة من الشهداء المجاهدين في سبيل الله قبورهم بها وهم الأمير الشهيد حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري ووفاته في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير ضياء الدين موسى ابن أبي الفوارس ووفاته في عاشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة والأمير حسام الدين خضر القيمري ووفاته في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وستمائة والأمير ناصر الدين أبي الحسن القيمري ووفاته في عشري صفر سنة خمس وستين وستمائة وبالقبة المذكورة قبر الأمير ناصر الدين محمد جابر بك أحد أمراء الطبلخانة بالشام وناظر الحرمين بالقدس الشريف والخليل عليه السلام ووفاته ليلة الاثنين حادي عشر المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة وبظاهر القبة المذكورة تربة بها قبور جماعة من المجاهدين رحمهما الله تعالى .
ك- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الشرقي فوق وادي جهنم، وهي أقرب الترب إلى المدينة وفيها قبر شداد ابن أوس الأنصاري، وغيره من العلماء والصالحين، وقد جدد فيها تربة، في أولها من جهة الشمال، الأمير فانصوه اليحياوي، ويشتمل على إيوان وبه مدفنان من جهتي الشرق والغرب، ودفن بها من توفي من أولاده، ثم أفرج عنه وسافر من القدس الشريف في مستهل شوال سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ولم تكمل عمارتها فلما استقر في نيابة الشام ثانيا جهز مالا لعمارتها فأكملت ببناء الحوش الشمالي والبوابة وحفر الصهريج وبنى المتوضأ وكملت عمارها في سنة خمس وتسعين وثمانمائة وصارت مشهورة .
ل- مقبرة الساهرة: وهي شمالي البلد، إلى جانب طور زيتا من جهة الغرب، وبه مقبرة يدفن فيها موتى المسلمين وبها جماعة من الصالحين والمقبرة مرتفعة على جبل . م- مقبرة الشهداء: بالقرب من مقبرة الساهرة إلى جهة الشرق وهي مقبرة لطيفة لقلة من يقصد الدفن فيها فإنه لا يدفن فيها من أهل البلد إلا قليل من الناس . ن- مقبرة ماملا: وهي بظاهر القدس من جهة الغرب، وهي أكبر مقابر القدس، وفيها خلق من الأعيان والعلماء والصالحين والشهداء وتسميتها بماملا قيل إنما أصله: مما من الله، وقيل باب الله، ويقال زيتون الملة، واسمها عند اليهود بيت لمواء، وعند النصارى بابيلا، والمشهور على ألسنة الناس ما ملا .
وقد تعرضت المقبرة منذ وقت مبكر من القرن العشرين وما زالت للكثير من الاعتداءات من قبل الصهاينة، كان آخرها ما أعلنته الحكومة الاحتلالية الصهيونية في 9/2002م عن نيتها إقامة مبنى للمحاكم (الإسرائيلية) في منطقة مقبرة " مأمن الله "، وأكد حينها سماحة الشيخ عكرمة صبري – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – أن هذه الخطوة تعد حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، واعتبر فضيلته الأمر انتهاكا لحرمة المقبرة وأن المشروع المعلن عنه يمثل امتدادات للاعتداءات التي شملت أجزاء كبيرة من هذه المقبرة ، وأن السلطات (الإسرائيلية) تسعى لمسح المقبرة نهائيا، ثم أعلنت الصحف (الإسرائيلية) نية الحكومة (الإسرائيلية) افتتاح مقر ما يسمى " مركز الكرامة الإنساني - متحف التسامح في مدينة القدس " على ما تبقى من أرض مقبرة " مأمن الله " الأمر الذي يؤكد تصميم المؤسسة (الإسرائيلية) إنهاء وجود مقبرة " مأمن الله " .
أوقاف متنوعة
ولم تتوقف عناية المسلمين بالأوقاف ومصالحها، عند حد وقف الأوقاف على المؤسسات الدينية والتعليمية، بل شملت الأوقاف كذلك مختلف الجوانب الحياتية والإنشائية والتعميرية، ولعل النص الآتي يكشف عن حجم الأوقاف التي كانت تشغل مساحة واسعة من فلسطين، فالسلطان بيبرس ." أنشأ خانا للسبيل، وبنى به مسجدا وطاحونا وفرنا وبستانا، وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجدا ووقف عليه وقفا، وبنى على قبر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مشهدا بعمتا من الغور ووقف عليه وقفا، وعمر جسر دامية بالغور ووقف عليه وقفا برسم ما عساه يتهدم من عمارته، وأنشأ جسورا كثيرة بالساحل والغور، وعمر قلعة قاقون وبنى بها جامعا ووقف عليه وقفا وبنى حوض السبيل وجدد جامع الرملة وأصلح مصانعها، وأصلح جامع زرعين وما عداه من جميع البلاد الساحلية، وجدد باشورة لقلعة صفد أنشأها بالحجر الهرقلي، وعمر كذلك أبراجا وبدنات وبغلات مسفحة" .
وقف البساتين والأحواش: وقد حوت القدس العديد من البساتين الوقفية التي امتلأت بالأشجار المثمرة وكروم العنب والتين والتفاح، كما وأقيمت على أراضي وقف الخانقاه الصلاحية عشر مبان حجرية، كما وحددت بعض قطع الأراضي أطلق عليها " الأحواش", لجماعات صوفية معينة كالقلندرية، حيث تم وقف هذه الأحواش على مثل تلك الفئات .
وقف الحارات: فلقد أم مدينة القدس العديد من المسلمين من غير الفلسطينيين عربا وعجماً، فقد كان هؤلاء يتمركزون في أحياء معينة من المدينة قريبة من منطقة الأقصى، وكان يتم وقف المنطقة التي يقطنوها عليهم، فعلى سبيل المثال المغاربة الذين وصلوا من المغرب والأندلس في زمن صلاح الدين، فقد وقف الأفضل علي الحارة بأكملها على جميع ما فيها، وقرر أن مدخول جميع هذا الوقف يوزع على جمهور المغاربة، وقد أسس المغاربة مسجداً وسموه " جامع المغاربة" وكانت لهم زاوية جنوب غرب الحرم. وكذلك الزاوية الأفضلية كانت ضمن حدود حارتهم، وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة وعلى مقربة من مسجد المئذنة الحمراء الحالي كانت حارة المشارقة التي سكن فيها مسلمون قدموا من بخارى وسمرقند ومن شرق وأواسط بلاد فارس، أما المسلمون من أصل هندي فقد سكنوا ما يسمى بزاوية الهنود خارج باب الأسباط شرق المدينة. إلى الشمال من باب الأسباط سكن مسلمون جاءوا من منطقة غور الجبالية في أفغانستان وسكنوا في حارة أطلقت على اسمهم بحارة الغورية، أما المنطقة التي تقع إلى الشرق والتي تسمى بحارة الشرف فكانت تدعى سابقاً حارة الأكراد . لقد اشتهر المماليك وعلى وجه الخصوص في عهد النائب تنكز حاكم سوريا(1312-1340) بالعمل الدؤوب على إيصال الحياة إلى القدس وتطوير النظام الذي يزود بالحياة، كما اشتهر العصر المملوكي بأسلوب الزخرفة على الأحجار المطلية بالجص داخل المباني وخارجها، وهذا يدحض ما يدعيه اليهود من أن الحجارة أسفل الحائط الغربي (البراق) تعود إلى زمن الهيكل, وهي جزء لا يتجزأ منه، ويستدل هؤلاء بأن هذه النقوش الجصية تعود إلى زمن هيرود، وهذا كلام لا يقوم عليه دليل علمي ولا تاريخي، فقد ثبت تاريخياً أن هذه النقوش تعود إلى الفترة المملوكية. وقد قام تنكز ببناء مجموعة الأقواس في الجهة الشمالية على الدرج المؤدي إلى الجزء العلوي من ساحة الحرم، حيث توجد كتابة مؤرخة من عام 720هـ (1321)، وبوابة تجار القطن التي تتجه من باحة الحرم, وتقع في مركز الضلع الغربي لسوق القطن، والتي يعود تاريخها إلى عام 737.
المصادر والمراجع
أولاً: المصادر العربية:
1. ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني الجزري الملقب بعز الدين(ت 630هـ/1232م):
-"الكامل في التاريخ"، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت 1995م. 2. البنداري، الفتح بن علي بن محمد (ت 622هـ/1225م):
-"تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني"، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، ط3، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980م.
-"سنا البرق الشامي"، مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني، تحقيق فتحية النبراوي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1979م.
3. خسرو، ناصر(ت480هـ/1087م): "سفر نامة"، ترجمة يحيى الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1414هـ/ 1993م.
4. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت 808هـ/1405م): مقدمة ابن خلدون
5. ابن خلكان، أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/1282): "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1968م.
6. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ/1347م): -"تذكرة الحفاظ"، 4أجزاء، وضع حواشيه الشيخ زكريا عميرات، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1419هـ/1998م.
-"سير أعلام النبلاء"،17جزء، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، ط1، دار الفكر، بيروت، 1418هـ/1997م.
-"تذكرة الحفاظ"، طبعة 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998م."العبر في خبر من غبر"، 4أجزاء، حققه وضبطه أب هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.
-"معجم الشيوخ"، جزءان، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، ط1، مكتبة الصديق للنشر والتوزيع، الطائف، 1409هـ/1988م.
-"دول الإسلام"، تحقيق فهيم محمد شلتوت، ومحمد مصطفى إبراهيم، القاهرة، 1974م.
7. السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، (ت 902هـ/1496م): "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، القاهرة، 1934-1936م، د.ط، د.ن.
8. أبو شامة، شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، (ت665هـ/ 1266م): -"الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية" ط1، تحقيق إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1997م.
-"تراجم رجال القرنيين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين"، ط2، دار الجيل، بيروت، 1394هـ/1974م.
9. الطبري، محمد بن جرير (ت 310هـ/922م): "تاريخ الأمم الملوك"، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ/1982م.
10. ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله،(ت571هـ/1175م): " تاريخ دمشق الكبير"، تحقيق عبد السلام تدمري، ط1، دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1407هـ/1987م.
11. العليمي، مجير الدين الحنبلي، (ت927هـ/1520م): "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، جزءان، الجزء الأول تحقيق عدنان يونس أبو تبانة، والجزء الثاني تحقيق محمود الكعابنة، ط1، مكتبة دنيس، عمان، 1420هـ/1999م.
12. العماد الأصفهاني عماد الدين بن عبد الله محمد بن محمد الكاتب (ت 597هـ/ 1201م): -"البرق الشامي"، تحقيق فالح حسين، ط1، مؤسسة عبد الحميد شومان، عمان، الأردن، 1987م.
- "الفتح القسي في الفتح القدسي"، تحقيق محمد محمود صبح، القاهرة، 1965م.
-"خريدة القصر وجريدة العصر"، قسم شعراء الشام، ط1، تحقيق شكري فيصل، المطبعة الهاشمية، نشره مجمع اللغة العربية بدمشق، 1968م، قسم شعراء مصر، تحقيق أحمد أمين وآخرون، نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، د.ت، د.ط.
13. العيني، بد الدين محمود (ت 855هـ/1451م): "عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان"، تحقيق محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ج(1) سنة 1987م، ج(2) سنة 1988م، ج(3) سنة 1990م.
14. أبو الفداء، إسماعيل بن علي بن محمود، (ت 732هـ/1331م): -"المختصر في أخبار البشر"، جزءان، علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417هـ/1997م.
-"تقويم البلدان"، اعتنى بتصحيحه مطبعة رينود، والبارون ماك كوكين ريسلان، دار الطباعة السلطانية، باريس، 1840م.
15. ابن القلانسي، أبي يعلي حمزة (تـ 555هـ/1160م): "ذيل تاريخ دمشق"، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1908م.
16. القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله (ت 821هـ/1418م): "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، دار الكتب المصرية، 1963م."مآثر الأناقة في معالم الخلافة، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، ط2. مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1985م.
17. ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م): "البداية والنهاية"، مكتبة المعارف بيروت، د.ط، د.ت.
18. المقدسي، محمد بن أحمد(ت 390هـ/999م): "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق، غازي طليمات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1980م.
19. المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالبشاوي، (ت 387هـ/1997م): "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، تحقيق غازي طليمات، وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق، 1980م، د.ط
20. المقدسي، محمد بن عبد الواحد بن أحمد (ت 643هـ/1245م): "فضائل بيت المقدس"، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ط1، دار الفكر، دمشق، 1984م.
21. المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر، (ت 845هـ/1441م): -"خطط المقريزي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م.
22. ابن منظور، محمد بن مكرم (ت 711هـ/1311م): "لسان العرب" ، ط 1، دار صادر، بيروت، د.ت.
23. النعيمي، عبد القادر بن محمد، (ت978هـ/1570م): "الدارس في تاريخ المدارس"، جزءان، أعد فهارسه إبراهيم شمس الدين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410هـ/1990م.
24. ابن واصل، جمال الدين محمد بن سالم (ت697هـ/1298م): "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، ج1-3، تحقيق جمال الدين الشيال، مطبوعات إدارة إحياء التراث القديم، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1953/ 1957م.
25. ابن الوردي زين الدين عمر ابن المظفر بن أبي الفوارس (749هـ/1348م): "تتمة المختصر في أخبار البشر"، المعروف بتاريخ ابن الوردي، تحقيق أحمد رفعت البدراوي، ط1، دار المعرفة بيروت، 1970م.
ثانياً:المراجع 1. بيضون،عيسى "دليل المسجد الأقصى المبارك (كفركنا/فلسطين المحتلة: مركز التخطيط والدراسات)1993م تدمري، عمر عبد السلام: "تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، عصر الصراع العربي- البيزنطي والحروب الصليبية"، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، دار الإيمان طرابلس، 1984م.
2. الدباغ، مصطفى مراد: "بلادنا فلسطين"، 11جزء، ط4، دار الطباعة، بيروت، 1409هـ/1988م.
3. الدويكات، فؤاد عبد الرحيم 4. شراب، محمد: "معجم بلدان فلسطين"، ط1، بيروت، 1987م، د.ن. 5.صبرة، عفاف سيد:
-"العلاقات بين الشرق والغرب "علاقة البندقية بمصر والشام في الفترة 1100- 1400م، د.ط، دار النهضة، القاهرة 1983م.
-"دراسات في تاريخ الحروب الصليبية"، دار الكتاب الجامعي/ القاهرة، 1985م، د.ط.
6. العارف، عارف: "المفصل في تاريخ القدس"، ط1، مكتبة الأندلس، القدس، 1381هـ/1961م.
7-عارف العارف، تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، ولمحة عن تاريخ القدس، القدس: مطبعة دار الأيتام الإسلامية، 1955م•
8ـ عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس ط2، القدس: منشورات مكتبة الأندلس 1986
9ـ عبد القادر الريحاوي، تاريخ المسجد الأقصى القدسي الشريف وآثاره، بحث مقدم إلى الندوة العالمية الأولى للآثار الفلسطينية (جامعة حلب) 1981م•
10عبد المهدي، عبد الجليل حسن: "الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى في العصرين الأيوبي والمملوكي"، ط1، مكتبة الأقصى، عمان، 1980م، د.ن.
11-العزة، رئيسة عبد الفتاح: "نابلس في العصر المملوكي"، ط1، دار الفاروق، نابلس – فلسطين، 1999م.
12-العسلي، كامل:"مخطوطات فضائل بيت المقدس"، دراسة وببليوغرافيا، عمان، 1984م، د.ط، د.ن. . 13-غوشة، محمد هاشم موسى:
- "حارة السعدية في القدس، ط1، مطبعة بيت المقدس، 1999م.
-"الحملة الصليبية الأولى نصوص ووثائق"، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط1، 2001م.
14-كرد، علي، محمد: -"خطط الشام"، بيروت، 1971م. -"الإسلام والحضارة العربية"، دار الكتب المصرية، 1934م، د.ط.
إعداد
د.عبد الحميد جمال الفراني وأ.عوني العلوي