الإستيطان في القدس
القدس مدينة عربية اسلامية بنيت منذ قديم الزمن على بقعة جبلية تسمى جبال القدس، فهي تقع على خط طول35 ،وخط عرض 31، وترتفع نحو 750 متر عن سطح البحر الابيض المتوسط، كما ترتفع بنحو 1150 متر عن سطح البحر الميت( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص11).
فالقدس مدينة لها مكانتها الدينية عند المسلمين، فهي البوابة التي صعد منها نبينا المختار الى السماء كما ورد بالقرآن الكريم قال تعالى:"سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير" (سورة الاسراء، الآية رقم 1).
كما أن مدينة القدس شكلت ومازالت تشكل مركز الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فبرغم أن الدراسات التاريخية والنصوص أثبتت أن اليهود عبروا الى فلسطين ولم يقيموا فيها الا طارئين، إلا انهم يحاولون تثبيت حقهم في فلسطين باختلاق الذرائع، وبرغم أنها تعرضت لغزوات بما يزيد عن 25 غزوة، إلا أن الغزاة ينتهون بانتهاء الغزوة، وتبق الأرض لملاكها الاصليين(حبيب، ص9). عند الحديث عن مساحة مدينة القدس، فكانت داخل حدود البلدية بما يقدر ب (20,131 دونم)، تشكل مساحة البلدة القديمة منها(868 دونم)، أما الباقي فهو خارج الأسوار ويقدر حوالي (19,263 دونم)، ولكن بوجود الاحتلال الإسرائيلي على ارض فلسطين تغيرت جغرافية المدينة بعد خوض حربين (1948م و1967م) وأصبحت القدس تقسم لنصفين( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص13): - القدس الشرقية: تبلغ نسبتها من مساحة المدينة حوالي 11,48%، وما يسمى بالمنطقة الحرام تعادل 4,39% التي احتلتها اسرائيل عام 1967م، كما وأصدر الكنيست قراراً بتوسيع القدس على حساب الاراضي الفلسطينية، وذلك بهدف تهويدها(عودة، وموسى ،2002). - القدس الغربية: احتلت اسرائيل الجزء الغربي بعد حرب عام 1948م، وسيطرت على ما يقارب (16,261 دونم) أي ما يعادل 84,13% من مساحة مدينة القدس، وبدأت تُغير في شكل هذا الجزء من حيث أعداد السكان والبناء والمعالم العمرانية العربية، واستبدالها ببناء حديث مثل حي المغاربة، وزرعت أبنية حيوية مثل مبنى الكنيست، والبنك المركزي، ومتحف إسرائيل لتحول التركيز من القدس الشرقية الى القدس الغربية ( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص14).
محتويات
أهداف استيطان القدس وتهويدها( أمنية ودينية وسياسية واقتصادية)
يمثل الدافع الأمني من أهم الاهداف التي قامت اسرائيل بمصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها، فكانت هذه المستوطنات بمثابة نقطة ارتكاز أولى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فتعتبر المستوطنات المقامة على الطرق الرئيسية الواصلة بين المدن الفلسطينية حواجز لإذلال المواطنين الفلسطينيين، لاستخدامها نقاط مراقبة وانطلاق لحملات عسكرية تشنها لاجتياح وقصف المدن الفلسطينية، كما شكلت أوكاراً للمخابرات الإسرائيلية لرصد تحركات المناضلين الفلسطينيين ومتابعتهم.
تأتي أهمية مدينة القدس عند المسلمين أنها مسرى الرسول (صلعم) من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، وأتى ذكرها بالقرآن الكريم، ولكن يدعي اليهود أن القرآن لم يذكر لفظ القدس إلا مرة واحدة، بينما التوراة ذكرت لفظ القدس عشرات المرات، وعليه فإن أهمية القدس والخليل الروحية عند اليهود هي أكثر بكثير من أهميتها عند المسلمين وفق إدعائهم، فكان تركيزهم على إنشاء الهيكل الثالث اليهودي في القدس، وفي نفس موقع المسجد الأقصى المبارك(نجم،ص222)، وجعله المركز الأول للعبادة عند يهود العالم الذين يدعون أن حقهم فيه هو حق تاريخي وأزلي، كما جاء في توراتهم في العهد الذي قطعه الرب لإبراهيم وذريته كما جاء في النص: " في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً، قائلاً: لنسلِك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات، القينيين والفنزيين والقدمونيين والحيثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرشاشيين واليبوسيين)( التوراة، النصوص 18_21). فهذا النص حقيقياً وواضح أي أن كل من ذكروا من الشعوب ومنهم الكنعانيون واليبوسيون مؤسسي مدينة القدس، ومنهم الحوثيين سكان مدينة الخليل الاصليين، وذلك قبل الإستيطان اليهودي فيهما بألفي عام، فبحكم قيمة القدس الدينية والوجدانية لدى العرب وموقعها الاستراتيجي الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وقربها من التجمعات الإستيطانية المركزية في الاراضي المحتلة عام 1948م، ضاعف الصهاينة جهدهم في عملية الإستيطان لتحويلها إلى كتلة استيطانية تتمدد في كل الاتجاهات، كما ظهر المزج بين "المقدس" و"السياسي" و"دواعي الأمن" واضحاً جلياً فهنا تكمن أهم مكونات الفكر الصهيوني تجاه القدس، كما وأنه يوجد إجماع عند كافة الأحزاب والكتل السياسية الإسرائيلية على ضم القدس وتهويدها كاملة، بكافة الوسائل وفي طليعتها الإستيطان الهادف لخلق وقائع جديدة، والغاء الطابع العربي والاسلامي للقدس. (أبو حسنة،،ص29)
يقول ثيودور هيرتزل:" إذا حصلنا يوماً على القدس، وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شي، فسوف أزيل كل شي ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون"، أما بن غوريون فلخص الهدف بقوله:" لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل" (الخطيب، ص75)
إلى جانب دوافع سياسية وهي عدم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس المقسمة بفعل المستوطنات، المتواصلة ذات الكثافة السكانية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية لزيادتها باستمرار، ليخدم هدفها السياسي الاستراتيجي، وهو قيام دولة اسرائيل الكبرى بعاصمتها القدس الموحدة، والابقاء على الضفة الغربية مقسمة الى كنتونات يستحيل معها قيام دولة فلسطينية.
كما أن هناك دوافع اقتصادية تسعى إليها أيضاً، تتمثل بالمدخولات المالية للأماكن المقدسة من السياحية، حيث أن القدس مهد الديانات الثلاثة وتعتبر مزار للحجيج من كل بقاع الأرض سواء كانوا مسلمين أو مسيحين أو يهود.
ظهور فكرة الإستيطان الصهيوني
الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو أحد الوسائل الرئيسية التي يتبعها الكيان الصهيوني لتحقيق أهدافه، والهدف الأساسي هو ترسيخ أقدام إسرائيل في فلسطين، والتخلي عنه يعتبر النهاية للكيان الصهيوني الذي يعتبر أرض فلسطين هي أرض إسرائيل التي رحل منها اليهود وعليهم العودة لها لاستئناف تاريخهم، وذلك من خلال مفهوم الإستيطان التي تؤمن به الحركة الصهيونية منذ أواسط القرن الثامن عشر، والذي تطور بعد الحرب العالمية الأولى، وظهر ذلك جلياً بعد وعد بلفور في 2/11/1917م، والذي كان بالشكل التالي ( إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعطف إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وسوف تبذل جهودها لتسهيل الوصول الى هذا الهدف، وقد أصبح واضحاً تماماً أن ذلك لن يؤثر على الحقوق المدنية والدينية لسكان فلسطين من غير اليهود)، والذي كان يعتبر الاشارة الأولى للبدء بالعمل على قيام دولة لليهود في فلسطين.
كما أن الإستيطان هو فكرة لها بعد توراتي ديني عند اليهود، ووظفت الفكرة سياسياً لاقامة دولة لليهود، ويعتبر اقامة هذا المشروع على أساس إحلال شعب مكان شعب حسب المقولة" أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وعمل جابوتنسكي على ترسيخ أفكار الإستيطان للأجيال اليهودية، وكانت أفكاره "أن الصهيونية هي الإستيطان، وهي تحيا وتموت مع قضية القوة"، ومن ثم توارث هذه الأفكار مناحيم بيجين واسحاق شامير وشارون ونقلوها للأجيال التي تلتهم، وأصبح الإستيطان يؤثر على الفكر السياسي الصهيوني، ليمتد ليشمل كافة اشكال الخطاب السياسي والحزبي والأمني والإعلامي، ويأتي في مقدمة برامج كافة الاحزاب الصهيونية.
توالت الحكومات الإسرائيلية اليمينية منها واليسارية التي عقدت الاتفاقات على مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها بحجة مسألة أمنية للكيان الإسرائيلي، رغم أنها حظيت بالإدانات الدولية دون أن تهتم إسرائيل لها، واستمرت بذلك رغم عملية السلام" أوسلو"، وتوقيع اتفاقيات للتسوية السياسية ومنها خارطة الطريق(2003م)، التي لم تصمد في وجه التعنت الإسرائيلي والأعمال العدوانية على الاراضي الفلسطينية كإنشاء الطرق الالتفافية وضم المستوطنات للكيان الإسرائيلي لصالح نقل المهاجرين اليهود من دول العالم الى المناطق الفلسطينية في عملية إحلال تؤكد على عملية التطهير العرقي الى جانب بناء جدار الفصل العنصري، فكانت اسرائيل دوماً تسعى لجعل الإستيطان بعيدا عن طاولة المفاوضات أو ضمن نصوص المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مع بعض الدول في المنطقة كمصر والأردن.
شكل المستوطنون كتلة سكانية انتشرت بين التجمعات السكانية الفلسطينية، وأصبحت تتمركز في مواقع استراتيجية فوق أكبر تجمعات مياة جوفية في الضفة الغربية وتستهلك هذه المياه على حساب الفلسطينيين، كما أصبحت هذه البؤر الإستيطانية تتحول الى قلاع ومعسكرات مسلحة ونقاط إرهاب واعتداء وهجوم على السكان الفلسطينيين، لتشكل تهديداً لأمن المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
بلغ عدد المستوطنيين ما يزيد عن أربعمائة ألف مستوطن موزعين على ما يقارب المائة وسبعون مستوطنة، وهذه المستوطنات تتمركز في ثلاثة محاور رئيسية وهي المرتفعات الشرقية في وادي الاردن، ومنطقة القدس، والمرتفعات الغربية بمحاذاة ما يسمى الخط الاخضر، الى جانب مستوطنات قطاع غزة سابقاً.
مراحل تطور الإستيطان الصهيوني في مدينة القدس
بدأ الإستيطان في مدينة القدس على يد (منتفيوري) الذي بنى حياً كاملاً في الجانب الغربي من المدينة، وأطلق عليه (حي منتفيوري) وكان ذلك في بداية مرحلة الإنتداب البريطاني1917م، أي أن المخطط الإستيطاني لتهويد القدس قد بدأ قبل قيام الدولة العبرية بربع قرن من الزمان، إن أول مستوطنة اسرائيلية انشئت في منطقة القدس كانت عام 1924م وهي مستوطنة (كفار عفري) في قرية بيت حنينا، ودمرها المتظاهرون الفلسطينيون ثلاثة مرات عام 1929م، 1936م، 1948م، وبلغت نسبة عقاراتهم في البلدة القديمة في سنة 1948م، 4% فقط، والعرب يملكون الباقي، ونجحوا في إطلاق اسم (الحي اليهودي) على هذه البقعة الإستيطانية، ورغم أن القدس وضواحيها إضافة لبيت لحم وضعت تحت الادارة الدولية، وذلك حسب قرار الجمعية العمومية الصادر عن الامم المتحدة عام 1947م، قرار رقم 181، الا أن العصابات اليهودية لم تهتم بهذا القرار وقامت بطرد السكان العرب من القدس الغربية أثناء حرب 1948م، ومارست عليهم كل أنواع الارهاب والعنف ومثال على ذلك مجزرة دير ياسين 9/4/1948م. إن الإستيطان في فلسطين هو الوجه الحقيقي للحركة الصهيونية منذ نشوئها في القرن التاسع عشر، فكافة المستوطنات المقامة على ارض فلسطين هي في حقيقتها مقامة على ارض فلسطينية ملك لآبائنا وأجدادنا صادرتها الحركة الصهيونية قبل قيام ما يسمى بالدولة، ثم أكملت الحكومات مخطط الإستيطان عبر سنوات احتلالها لفلسطين، فمنذ احتلال فلسطين عام 1948م، عمدت الحكومات الإسرائيلية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مستخدمة القوة، لذلك أعطيت الصلاحيات لضباط الجيش لاستخدام أقصى القوة الممكنة من تحقيق الهدف (الجرباوي ،ص7) . في أعقاب حرب 1967م كتب (رؤوفين إفينوعام): " شعرت بأن فصلاً جديداً من الكتاب المقدس هو قيد الكتابة هناك، فصلاً عظيماً ورائعاً وخيالياً متل الفصول السابقة، القدس، أريحا، الخليل، نابلس، أصبحت الارض الموعودة بأكملها بين أيدينا... شعور رائع بالمجد القديم يلده الذهاب والاياب عبر البلاد، وتوسيع حدودها إلى أماكن كان يجب أن نكون قاطنين فيها منذ زمن بعيد، أرض إسرائيل، أرض الأجداد، تكتسب أهميتها الحقيقية" ( افينوعام، بدون)
في هذه الفترة بدا واضحاً للحكومات الإسرائيلية أن تكرار تهجير الفلسطينيين لم يعد ممكناً كما حدث عام 1948م، وذلك يعود لوعي الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم، كما أن الظروف الموضوعية العالمية تختلف عن تلك التي وافقت الحرب عام 1948م، فالإعلام مثلاً له دورا كبيرا في فضح السياسات الإستيطانية الإسرائيلية. إلا أن ذلك لم يمنعها من تهجير وطرد الفلسطينيين من مناطق سكناهم، كما حدث لسكان القدس القاطنين في الإحياء المحيطة بالحرم القدسي الشريف، ثم ليتم طردهم من هناك بالقوة (بابيه،ص10)، بدواعي الأمن كما يقول شارون:" يجب أن يكون أمن (اسرائيل) هو العنصر الأساسي في الموقف الإسرائيلي حيال المناطق المحتلة، وأن أمن ( اسرائيل) يفرض عدم التخلي عن الضفة الغربية، كما تتداخل عوامل الامن والاعتبارات التاريخية والتوراتية في عمليات الإستيطان في القدس والخليل على سبيل المثال. (أبو حسنة ،ص20)
التغيرات الديمغرافية في القدس
إن لعملية السيطرة على مدينة القدس وعزلها عن محيطها الديموغرافي والجغرافي في الضفة الغربية بعدين رئيسيين: البعد الأول: يتعلق بعزل المدينة جغرافياً من خلال استكمال بناء الأحياء الإستيطانية على ابواب ومداخل المدينة والتي كان آخرها حي جبل أبو غنيم لاغلاق جنوب المدينة وفصلها عن مدينة بيت لحم، إضافة الى قرار مخطط البوابة الشرقية الذي يهدف الى إمكانية السيطرة على المدينة من الجهة الشمالية الشرقية من خلال منع اي تواصل جغرافي بين الأحياء العربية خارج المدينة وداخلها، وتحد من اي امتداد جغرافي لهذه الأحياء بالاضافة الى ان تنفيذ هذا المخطط يعتبر تمهيدا لايصال معاليه ادوميم بمدينة القدس من خلال مخطط (E1).
والبعد الثاني: عزل المدينة عن محيطها العربي، فيتمثل في عزل المدينة ديموغرفياً من خلال قائمة طويلة من الاجراءات ضد السكان التي بدأت من خلال سحب بطاقات الهوية من أبناء القدس المقيمين في محيطها، ثم جاءت الخطوة التالية بمنع وصول سكان الضفة الغربية الى المدينة من خلال تصاريح تصدرها السلطات الإسرائيلية لاسباب تتعلق بالدراسة والعمل او العلاج، وهي تصاريح سارية المفعول لمدة أقصاها 3 أشهر(صحيفة هارتس 31/3/2005).
كما أن الحكومة الإسرائيلية قررت بشهر يوليو 2004م، تطبيق قانون ( أملاك الغائبين ) على الاملاك والاراضي في شرقي القدس والتي تعود لفلسطينيين يسكنون خارج حدود المدينة، والقرار يسمح لحارس الاملاك مصادرة هذه الاراضي وبيعها لجهات يهودية، وبعد أن اثيرت ضجة وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية ومعارضة القرار، أصدر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية قراراً يقضي بعدم استخدام قانون املاك الغائبين الفلسطينيين الا في حالات خاصة وبعد مصادقته، ورغم ذلك قامت وزارة المالية بمصادرة اراضي فلسطينيين بجوار مستوطنة جيلو(صحيفة معريف 2/2/2005) (صحيفة القدس 18/5/2005). كل هذه الاجراءات والقرارات بالاضافة لاغلاق مكاتب منظمة التحرير في القدس عام 2001م، وقرار هدم 88 بيت في حي البستان في سلوان، ومزيد من الاجراءات منها إعداد خطة في عام 2005م، لتنمية مدينة القدس الموحدة وتعزيز سيطرة اسرائيل عليها والبالغ قيمتها (280 مليون شيكل) وهذا سيجعل مدينة القدس تجذب السياح والمستثمرين والسكان الجدد(صحيفة الايام 2/6/2005)، أيضاً كان لبناء جدار الفصل العنصري دوراً في تغيير جغرافية المدينة، وضم مستوطنات يهودية وأراضي خالية بحيث سيتم عزل مساحة قدرها ( 234 كم مربع) داخل الجدار اي ما مساحته 4.1% من مساحة الضفة الغربية، ويضم بالاضافة للقدس الشرقية ثلاثة تجمعات استيطانية رئيسية تحتوي على 20 مستوطنة وهي(صحيفة هارتس 12/4/2005):
- تجمع مستوطنات أدوميم ويضم ( 30.500 مستوطن) وتسيطر على مساحة قدرها (62 الف دونم) .
- تجمع مستوطنات كفار عتسيون ويضم ( 37.700 مستوطن) تسيطر على مساحة قدرها (71 كم مربع).
- تجمع مستوطنات جبعون ويضم (14.600 مستوطن) وتسيطر على مساحة وقدرها (31 كم مربع).
وبذلك اخرج نحو (100 الف) فلسطيني خارج حدود المدينة وحرمانهم من حق الاقامة فيها، الى جانب عزل باقي الفلسطينيين اللذين يعيشون داخل المدينة عن محيطهم الفلسطيني، ومنع وصول اي فلسطيني من الضفة الغربية او قطاع غزة الى القدس.
الخطر الديموغرافي للاستيطان الإسرائيلي حيث أنه حدث اختراق وخلخلة بنسبة الاعداد السكانية العربية في مدينة القدس: - في نهاية عهد الانتداب بلغ عدد سكان مدينة القدس نحو (146,5 ألفاً)، منهم ( 65 ألف) عربي، و(99,5 الف) يهودي. - عام 1922م، بلغ نحو 40,7% من المهاجرين اليهود استوطنوا في مدينة القدس، أي كان عدد سكان مدينة القدس في عام 1922م نحو 62 ألف نسمة، منهم 28 ألفاً من العرب و 34 ألفاً من اليهود. - عام 1930م بلغ نحو 30,1% من المهاجرين استوطن في مدينة القدس، أي كان عدد سكان مدينة القدس في عام 1930م نحو 90 ألف نسمة، منهم 39 ألفاً من العرب و 51 ألفاً من اليهود. - بلغ عدد سكان مدينة القدس في عام 1944م نحو 157 ألف نسمة، منهم 60 ألفاً من العرب و 97 ألفاً من اليهود. حسب الاحصاءات البريطانية. - بلغ عدد سكان مدينة القدس القديمة في عام 1947م نحو 36 ألف نسمة، منهم 33,6 ألفاً من العرب و 2400 من اليهود. (رشاد، ع65) - بعد ضم القسم العربي من القدس الجديدة 39 ألف نسمة، منهم 30 ألفاً من العرب، و 9آلاف من اليهود، أما القسم اليهودي 89,5 ألف نسمة، منهم 1500 من العرب، و88ألف من اليهود (العارف، ص430). - وزير الحرب الإسرائيلي موشيه دايان أمر بهدم حي المغاربة وجزء من حارة الشرف وحارة السريان، ورحل ما يقارب من 1000 عربي لكشف حائط المبكى، وعمل ساحة أمامه، وبناء حي يهودي مكان الحي العربي واسكان نحو 600 اسرة يهودية فيه. - أما في عام 1968م تمت اعادة بناء الحي اليهودي ليستوعب 270 اسرة يهودية ليصبح اليهود يملكون 84% من عقارات القدس القديمة. - استمر التوسع بالمستوطنات تحت شعار " تسمين القدس" حسب إحصائيات صحيفة "يوروشلايم الإسرائيلية" بلغ عدد سكان القدس في تشرين الأول عام 1990م (493 ألفاً) منهم 71,7% منهم يهود (مقالة بصحيفة يوروشلايم نشرت ترجمتها في الدستور الاردنية، 22/10/1990م) ، وحسب وكالة رويتر فأنه حتى بعد عام 1967 وحتى عام 1989م بلغ عدد المستوطنن في القدس (290 ألف) مستوطن (صحيفة البعث الدمشقية، 3/10/1990م)
- أما صحيفة القدس المقدسية في عددها الصادر في 12/7/1990م، أشارت الى أن القدس الشرقية تضم (210 ألف) نسمة منهم (120 الف) يهودي من مجموع (500 ألف) نسمة هم سكان القدس. - أشارت احدى الدراسات الى انه ما بين عام 1967م وعام 1993م، على الاقل هناك خمسون الف فلسطيني هاجروا أو هجروا من القدس، حيث صنف هؤلاء المهجرين على النحو التالي: (16917) هاجروا خارج الوطن، (12080) أجبرتهم الاوضاع الصعبة والعراقيل التي فرضت من قبل اسرائيل، على البحث عن أماكن للعيش خارج حدود بلدية القدس، (12500) يعيشون في منطقة شمال القدس، وهي منطقة اعتبرت خارج حدود بلدية القدس، و(7630) شخص كانوا خارج القدس إبان حرب 1967م، ولم تعترف اسرائيل بحقهم في العيش فيها.(دائرة شؤون القدس،ص54) - وحسب مركز الدراسات العربية في القدس، كان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عند توقيع اتفاق "أوسلو" (105 آلاف) مستوطن، وفي 2013م، بلغوا نحو (600 ألف) مستوطن. كما بلغ عدد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة في العام نفسه أكثر من (200 ألف)، وهو عدد يقترب من عدد المقدسيين الذي يبلغ (280 ألفاً). وتفيد البيانات نفسها بشأن نسب النمو الطبيعي للمستوطنين في الضفة الغربية، أن هذه النسب أعلى بثلاث مرات من نسبة اليهود في الدولة العبرية، وأكثر من نسبة الزيادة في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث وصلت نسبة النمو في صفوفهم إلى 5.8% عام 2012، في حين تبلغ نسبة النمو الطبيعي في إسرائيل 1.8%، وفي صفوف الفلسطينيين 2.9%، أي ضعف نسبة النمو في صفوف الفلسطينيين، ما يؤشر إلى حجم الاستهداف الذي تتعرض له أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.( عدوان، 2015)