الإستيطان في القدس

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

القدس مدينة عربية اسلامية بنيت منذ قديم الزمن على بقعة جبلية تسمى جبال القدس، فهي ‏تقع على خط طول35 ،وخط عرض 31، وترتفع نحو 750 متر عن سطح البحر الابيض المتوسط، ‏كما ترتفع بنحو 1150 متر عن سطح البحر الميت( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص11).‏

فالقدس مدينة لها مكانتها الدينية عند المسلمين، فهي البوابة التي صعد منها نبينا المختار ‏الى السماء كما ورد بالقرآن الكريم قال تعالى:"سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى ‏المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير" (سورة الاسراء، الآية رقم 1).‏

كما أن مدينة القدس شكلت ومازالت تشكل مركز الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ‏فبرغم أن الدراسات التاريخية والنصوص أثبتت أن اليهود عبروا الى فلسطين ولم يقيموا فيها الا ‏طارئين، إلا انهم يحاولون تثبيت حقهم في فلسطين باختلاق الذرائع، وبرغم أنها تعرضت لغزوات بما ‏يزيد عن 25 غزوة، إلا أن الغزاة ينتهون بانتهاء الغزوة، وتبق الأرض لملاكها الاصليين(حبيب، ص9).‏ عند الحديث عن مساحة مدينة القدس، فكانت داخل حدود البلدية بما يقدر ب (20,131 ‏دونم)، تشكل مساحة البلدة القديمة منها(868 دونم)، أما الباقي فهو خارج الأسوار ويقدر حوالي ‏‏(19,263 دونم)، ولكن بوجود الاحتلال الإسرائيلي على ارض فلسطين تغيرت جغرافية المدينة بعد ‏خوض حربين (1948م و1967م) وأصبحت القدس تقسم لنصفين( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص13):‏ ‏-‏ القدس الشرقية: تبلغ نسبتها من مساحة المدينة حوالي 11,48%، وما يسمى بالمنطقة الحرام تعادل ‏‏4,39% التي احتلتها اسرائيل عام 1967م، كما وأصدر الكنيست قراراً بتوسيع القدس على حساب ‏الاراضي الفلسطينية، وذلك بهدف تهويدها(عودة، وموسى ،2002).‏ ‏-‏ ‏ القدس الغربية: احتلت اسرائيل الجزء الغربي بعد حرب عام 1948م، وسيطرت على ما يقارب ‏‏(16,261 دونم) أي ما يعادل 84,13% من مساحة مدينة القدس، وبدأت تُغير في شكل هذا الجزء ‏من حيث أعداد السكان والبناء والمعالم العمرانية العربية، واستبدالها ببناء حديث مثل حي المغاربة، ‏وزرعت أبنية حيوية مثل مبنى الكنيست، والبنك المركزي، ومتحف إسرائيل لتحول التركيز من القدس ‏الشرقية الى القدس الغربية ( المركز الجغرافي الفلسطيني، ص14).‏

أهداف استيطان القدس وتهويدها( أمنية ودينية وسياسية واقتصادية)‏

يمثل الدافع الأمني من أهم الاهداف التي قامت اسرائيل بمصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء ‏المستوطنات عليها، فكانت هذه المستوطنات بمثابة نقطة ارتكاز أولى في الصراع الفلسطيني ‏الإسرائيلي، فتعتبر المستوطنات المقامة على الطرق الرئيسية الواصلة بين المدن الفلسطينية حواجز ‏لإذلال المواطنين الفلسطينيين، لاستخدامها نقاط مراقبة وانطلاق لحملات عسكرية تشنها لاجتياح ‏وقصف المدن الفلسطينية، كما شكلت أوكاراً للمخابرات الإسرائيلية لرصد تحركات المناضلين ‏الفلسطينيين ومتابعتهم.‏

تأتي أهمية مدينة القدس عند المسلمين أنها مسرى الرسول (صلعم) من المسجد الحرام الى ‏المسجد الاقصى، وأتى ذكرها بالقرآن الكريم، ولكن يدعي اليهود أن القرآن لم يذكر لفظ القدس إلا مرة ‏واحدة، بينما التوراة ذكرت لفظ القدس عشرات المرات، وعليه فإن أهمية القدس والخليل الروحية عند ‏اليهود هي أكثر بكثير من أهميتها عند المسلمين وفق إدعائهم، فكان تركيزهم على إنشاء الهيكل ‏الثالث اليهودي في القدس، وفي نفس موقع المسجد الأقصى المبارك(نجم،ص222)، وجعله المركز ‏الأول للعبادة عند يهود العالم الذين يدعون أن حقهم فيه هو حق تاريخي وأزلي، كما جاء في توراتهم ‏في العهد الذي قطعه الرب لإبراهيم وذريته كما جاء في النص: " في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ‏ميثاقاً، قائلاً: لنسلِك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات، القينيين ‏والفنزيين والقدمونيين والحيثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرشاشيين واليبوسيين)( ‏التوراة، النصوص 18_21).‏ فهذا النص حقيقياً وواضح أي أن كل من ذكروا من الشعوب ومنهم الكنعانيون واليبوسيون ‏مؤسسي مدينة القدس، ومنهم الحوثيين سكان مدينة الخليل الاصليين، وذلك قبل الإستيطان اليهودي ‏فيهما بألفي عام، فبحكم قيمة القدس الدينية والوجدانية لدى العرب وموقعها الاستراتيجي الذي يفصل ‏شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وقربها من التجمعات الإستيطانية المركزية في الاراضي المحتلة ‏عام 1948م، ضاعف الصهاينة جهدهم في عملية الإستيطان لتحويلها إلى كتلة استيطانية تتمدد في ‏كل الاتجاهات، كما ظهر المزج بين "المقدس" و"السياسي" و"دواعي الأمن" واضحاً جلياً فهنا تكمن أهم ‏مكونات الفكر الصهيوني تجاه القدس، كما وأنه يوجد إجماع عند كافة الأحزاب والكتل السياسية ‏الإسرائيلية على ضم القدس وتهويدها كاملة، بكافة الوسائل وفي طليعتها الإستيطان الهادف لخلق ‏وقائع جديدة، والغاء الطابع العربي والاسلامي للقدس. (أبو حسنة،،ص29)‏

يقول ثيودور هيرتزل:" إذا حصلنا يوماً على القدس، وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي ‏شي، فسوف أزيل كل شي ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون"، ‏أما بن غوريون فلخص الهدف بقوله:" لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل" ‏‏(الخطيب، ص75) ‏

إلى جانب دوافع سياسية وهي عدم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس المقسمة بفعل ‏المستوطنات، المتواصلة ذات الكثافة السكانية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية لزيادتها باستمرار، ‏ليخدم هدفها السياسي الاستراتيجي، وهو قيام دولة اسرائيل الكبرى بعاصمتها القدس الموحدة، والابقاء ‏على الضفة الغربية مقسمة الى كنتونات يستحيل معها قيام دولة فلسطينية.‏

كما أن هناك دوافع اقتصادية تسعى إليها أيضاً، تتمثل بالمدخولات المالية للأماكن المقدسة ‏من السياحية، حيث أن القدس مهد الديانات الثلاثة وتعتبر مزار للحجيج من كل بقاع الأرض سواء ‏كانوا مسلمين أو مسيحين أو يهود. ‏

ظهور فكرة الإستيطان الصهيوني

الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو أحد الوسائل الرئيسية التي يتبعها ‏الكيان الصهيوني لتحقيق أهدافه، والهدف الأساسي هو ترسيخ أقدام إسرائيل في فلسطين، والتخلي ‏عنه يعتبر النهاية للكيان الصهيوني الذي يعتبر أرض فلسطين هي أرض إسرائيل التي رحل منها ‏اليهود وعليهم العودة لها لاستئناف تاريخهم، وذلك من خلال مفهوم الإستيطان التي تؤمن به الحركة ‏الصهيونية منذ أواسط القرن الثامن عشر، والذي تطور بعد الحرب العالمية الأولى، وظهر ذلك جلياً ‏بعد وعد بلفور في 2/11/1917م، والذي كان بالشكل التالي ( إن حكومة صاحب الجلالة تنظر ‏بعطف إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وسوف تبذل جهودها لتسهيل الوصول الى هذا الهدف، ‏وقد أصبح واضحاً تماماً أن ذلك لن يؤثر على الحقوق المدنية والدينية لسكان فلسطين من غير ‏اليهود)، والذي كان يعتبر الاشارة الأولى للبدء بالعمل على قيام دولة لليهود في فلسطين.‏

‏ ‏ كما أن الإستيطان هو فكرة لها بعد توراتي ديني عند اليهود، ووظفت الفكرة سياسياً لاقامة ‏دولة لليهود، ويعتبر اقامة هذا المشروع على أساس إحلال شعب مكان شعب حسب المقولة" أرض بلا ‏شعب لشعب بلا أرض" وعمل جابوتنسكي على ترسيخ أفكار الإستيطان للأجيال اليهودية، وكانت ‏أفكاره "أن الصهيونية هي الإستيطان، وهي تحيا وتموت مع قضية القوة"، ومن ثم توارث هذه الأفكار ‏مناحيم بيجين واسحاق شامير وشارون ونقلوها للأجيال التي تلتهم، وأصبح الإستيطان يؤثر على ‏الفكر السياسي الصهيوني، ليمتد ليشمل كافة اشكال الخطاب السياسي والحزبي والأمني والإعلامي، ‏ويأتي في مقدمة برامج كافة الاحزاب الصهيونية.‏

توالت الحكومات الإسرائيلية اليمينية منها واليسارية التي عقدت الاتفاقات على مصادرة ‏الأراضي وبناء المستوطنات عليها بحجة مسألة أمنية للكيان الإسرائيلي، رغم أنها حظيت بالإدانات ‏الدولية دون أن تهتم إسرائيل لها، واستمرت بذلك رغم عملية السلام" أوسلو"، وتوقيع اتفاقيات للتسوية ‏السياسية ومنها خارطة الطريق(2003م)، التي لم تصمد في وجه التعنت الإسرائيلي والأعمال ‏العدوانية على الاراضي الفلسطينية كإنشاء الطرق الالتفافية وضم المستوطنات للكيان الإسرائيلي ‏لصالح نقل المهاجرين اليهود من دول العالم الى المناطق الفلسطينية في عملية إحلال تؤكد على ‏عملية التطهير العرقي الى جانب بناء جدار الفصل العنصري، فكانت اسرائيل دوماً تسعى لجعل ‏الإستيطان بعيدا عن طاولة المفاوضات أو ضمن نصوص المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها ‏مع بعض الدول في المنطقة كمصر والأردن.‏

شكل المستوطنون كتلة سكانية انتشرت بين التجمعات السكانية الفلسطينية، وأصبحت تتمركز ‏في مواقع استراتيجية فوق أكبر تجمعات مياة جوفية في الضفة الغربية وتستهلك هذه المياه على ‏حساب الفلسطينيين، كما أصبحت هذه البؤر الإستيطانية تتحول الى قلاع ومعسكرات مسلحة ونقاط ‏إرهاب واعتداء وهجوم على السكان الفلسطينيين، لتشكل تهديداً لأمن المواطنين الفلسطينيين ‏وممتلكاتهم.‏

بلغ عدد المستوطنيين ما يزيد عن أربعمائة ألف مستوطن موزعين على ما يقارب المائة ‏وسبعون مستوطنة، وهذه المستوطنات تتمركز في ثلاثة محاور رئيسية وهي المرتفعات الشرقية في ‏وادي الاردن، ومنطقة القدس، والمرتفعات الغربية بمحاذاة ما يسمى الخط الاخضر، الى جانب ‏مستوطنات قطاع غزة سابقاً. ‏

مراحل تطور الإستيطان الصهيوني في مدينة القدس

بدأ الإستيطان في مدينة القدس على يد (منتفيوري) الذي بنى حياً كاملاً في الجانب الغربي ‏من المدينة، وأطلق عليه (حي منتفيوري) وكان ذلك في بداية مرحلة الإنتداب البريطاني1917م، أي ‏أن المخطط الإستيطاني لتهويد القدس قد بدأ قبل قيام الدولة العبرية بربع قرن من الزمان، إن أول ‏مستوطنة اسرائيلية انشئت في منطقة القدس كانت عام 1924م وهي مستوطنة (كفار عفري) في قرية ‏بيت حنينا، ودمرها المتظاهرون الفلسطينيون ثلاثة مرات عام 1929م، 1936م، 1948م، وبلغت ‏نسبة عقاراتهم في البلدة القديمة في سنة 1948م، 4% فقط، والعرب يملكون الباقي، ونجحوا في ‏إطلاق اسم (الحي اليهودي) على هذه البقعة الإستيطانية، ورغم أن القدس وضواحيها إضافة لبيت ‏لحم وضعت تحت الادارة الدولية، وذلك حسب قرار الجمعية العمومية الصادر عن الامم المتحدة عام ‏‏1947م، قرار رقم 181، الا أن العصابات اليهودية لم تهتم بهذا القرار وقامت بطرد السكان العرب ‏من القدس الغربية أثناء حرب 1948م، ومارست عليهم كل أنواع الارهاب والعنف ومثال على ذلك ‏مجزرة دير ياسين 9/4/1948م. ‏ إن الإستيطان في فلسطين هو الوجه الحقيقي للحركة الصهيونية منذ نشوئها في القرن التاسع ‏عشر، فكافة المستوطنات المقامة على ارض فلسطين هي في حقيقتها مقامة على ارض فلسطينية ‏ملك لآبائنا وأجدادنا صادرتها الحركة الصهيونية قبل قيام ما يسمى بالدولة، ثم أكملت الحكومات ‏مخطط الإستيطان عبر سنوات احتلالها لفلسطين، فمنذ احتلال فلسطين عام ‏‎1948‎م، عمدت ‏الحكومات الإسرائيلية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مستخدمة القوة، لذلك أعطيت ‏الصلاحيات لضباط الجيش لاستخدام أقصى القوة الممكنة من تحقيق الهدف (الجرباوي ،ص‎7‎‏) .‏ في أعقاب حرب 1967م كتب (رؤوفين إفينوعام): " شعرت بأن فصلاً جديداً من الكتاب ‏المقدس هو قيد الكتابة هناك، فصلاً عظيماً ورائعاً وخيالياً متل الفصول السابقة، القدس، أريحا، ‏الخليل، نابلس، أصبحت الارض الموعودة بأكملها بين أيدينا... شعور رائع بالمجد القديم يلده الذهاب ‏والاياب عبر البلاد، وتوسيع حدودها إلى أماكن كان يجب أن نكون قاطنين فيها منذ زمن بعيد، أرض ‏إسرائيل، أرض الأجداد، تكتسب أهميتها الحقيقية" ( افينوعام، بدون)‏

في هذه الفترة بدا واضحاً للحكومات الإسرائيلية أن تكرار تهجير الفلسطينيين لم يعد ممكناً ‏كما حدث عام ‏‎1948‎م، وذلك يعود لوعي الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم، كما أن الظروف ‏الموضوعية العالمية تختلف عن تلك التي وافقت الحرب عام ‏‎1948‎م، فالإعلام مثلاً له دورا كبيرا في ‏فضح السياسات الإستيطانية الإسرائيلية. إلا أن ذلك لم يمنعها من تهجير وطرد الفلسطينيين من ‏مناطق سكناهم، كما حدث لسكان القدس القاطنين في الإحياء المحيطة بالحرم القدسي الشريف، ثم ‏ليتم طردهم من هناك بالقوة (بابيه،ص‎10‎‏)، بدواعي الأمن كما يقول شارون:" يجب أن يكون أمن ‏‏(اسرائيل) هو العنصر الأساسي في الموقف الإسرائيلي حيال المناطق المحتلة، وأن أمن ( اسرائيل) ‏يفرض عدم التخلي عن الضفة الغربية، كما تتداخل عوامل الامن والاعتبارات التاريخية والتوراتية في ‏عمليات الإستيطان في القدس والخليل على سبيل المثال. (أبو حسنة ،ص20)‏

التغيرات الديمغرافية في القدس

إن لعملية السيطرة على مدينة القدس وعزلها عن محيطها الديموغرافي والجغرافي في الضفة ‏الغربية بعدين رئيسيين:‏ البعد الأول: يتعلق بعزل المدينة جغرافياً من خلال استكمال بناء الأحياء الإستيطانية على ابواب ‏ومداخل المدينة والتي كان آخرها حي جبل أبو غنيم لاغلاق جنوب المدينة وفصلها عن مدينة بيت ‏لحم، إضافة الى قرار مخطط البوابة الشرقية الذي يهدف الى إمكانية السيطرة على المدينة من الجهة ‏الشمالية الشرقية من خلال منع اي تواصل جغرافي بين الأحياء العربية خارج المدينة وداخلها، وتحد ‏من اي امتداد جغرافي لهذه الأحياء بالاضافة الى ان تنفيذ هذا المخطط يعتبر تمهيدا لايصال معاليه ‏ادوميم بمدينة القدس من خلال مخطط (‏E1‎‏).‏

والبعد الثاني: عزل المدينة عن محيطها العربي، فيتمثل في عزل المدينة ديموغرفياً من خلال قائمة ‏طويلة من الاجراءات ضد السكان التي بدأت من خلال سحب بطاقات الهوية من أبناء القدس ‏المقيمين في محيطها، ثم جاءت الخطوة التالية بمنع وصول سكان الضفة الغربية الى المدينة من ‏خلال تصاريح تصدرها السلطات الإسرائيلية لاسباب تتعلق بالدراسة والعمل او العلاج، وهي تصاريح ‏سارية المفعول لمدة أقصاها 3 أشهر(صحيفة هارتس 31/3/2005). ‏

كما أن الحكومة الإسرائيلية قررت بشهر يوليو 2004م، تطبيق قانون ( أملاك الغائبين ) ‏على الاملاك والاراضي في شرقي القدس والتي تعود لفلسطينيين يسكنون خارج حدود المدينة، والقرار ‏يسمح لحارس الاملاك مصادرة هذه الاراضي وبيعها لجهات يهودية، وبعد أن اثيرت ضجة وتدخل ‏الولايات المتحدة الأمريكية ومعارضة القرار، أصدر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية قراراً ‏يقضي بعدم استخدام قانون املاك الغائبين الفلسطينيين الا في حالات خاصة وبعد مصادقته، ورغم ‏ذلك قامت وزارة المالية بمصادرة اراضي فلسطينيين بجوار مستوطنة جيلو(صحيفة معريف 2/2/2005) ‏‏(صحيفة القدس 18/5/2005).‏ كل هذه الاجراءات والقرارات بالاضافة لاغلاق مكاتب منظمة التحرير في القدس عام ‏‏2001م، وقرار هدم 88 بيت في حي البستان في سلوان، ومزيد من الاجراءات منها إعداد خطة في ‏عام 2005م، لتنمية مدينة القدس الموحدة وتعزيز سيطرة اسرائيل عليها والبالغ قيمتها (280 مليون ‏شيكل) وهذا سيجعل مدينة القدس تجذب السياح والمستثمرين والسكان الجدد(صحيفة الايام ‏‏2/6/2005)، أيضاً كان لبناء جدار الفصل العنصري دوراً في تغيير جغرافية المدينة، وضم ‏مستوطنات يهودية وأراضي خالية بحيث سيتم عزل مساحة قدرها ( 234 كم مربع) داخل الجدار اي ‏ما مساحته 4.1% من مساحة الضفة الغربية، ويضم بالاضافة للقدس الشرقية ثلاثة تجمعات ‏استيطانية رئيسية تحتوي على 20 مستوطنة وهي(صحيفة هارتس 12/4/2005):‏

‏-‏ تجمع مستوطنات أدوميم ويضم ( 30.500 مستوطن) وتسيطر على مساحة قدرها (62 الف ‏دونم) .‏

‏-‏ تجمع مستوطنات كفار عتسيون ويضم ( 37.700 مستوطن) تسيطر على مساحة قدرها (71 ‏كم مربع).‏

‏-‏ تجمع مستوطنات جبعون ويضم (14.600 مستوطن) وتسيطر على مساحة وقدرها (31 كم ‏مربع).‏

وبذلك اخرج نحو (100 الف) فلسطيني خارج حدود المدينة وحرمانهم من حق الاقامة فيها، الى ‏جانب عزل باقي الفلسطينيين اللذين يعيشون داخل المدينة عن محيطهم الفلسطيني، ومنع وصول ‏اي فلسطيني من الضفة الغربية او قطاع غزة الى القدس.‏

الخطر الديموغرافي للاستيطان الإسرائيلي حيث أنه حدث اختراق وخلخلة بنسبة ‏الاعداد السكانية العربية في مدينة القدس:‏ ‏-‏ في نهاية عهد الانتداب بلغ عدد سكان مدينة القدس نحو (146,5 ألفاً)، منهم ( 65 ألف) عربي، ‏و(99,5 الف) يهودي.‏ ‏-‏ ‏ عام 1922م، بلغ نحو 40,7% من المهاجرين اليهود استوطنوا في مدينة القدس، أي كان عدد ‏سكان مدينة القدس في عام 1922م نحو 62 ألف نسمة، منهم 28 ألفاً من العرب و 34 ألفاً من ‏اليهود.‏ ‏-‏ عام 1930م بلغ نحو 30,1% من المهاجرين استوطن في مدينة القدس، أي كان عدد سكان مدينة ‏القدس في عام 1930م نحو 90 ألف نسمة، منهم 39 ألفاً من العرب و 51 ألفاً من اليهود.‏ ‏-‏ بلغ عدد سكان مدينة القدس في عام 1944م نحو 157 ألف نسمة، منهم 60 ألفاً من العرب و 97 ‏ألفاً من اليهود. حسب الاحصاءات البريطانية.‏ ‏-‏ بلغ عدد سكان مدينة القدس القديمة في عام 1947م نحو 36 ألف نسمة، منهم 33,6 ألفاً من العرب ‏و 2400 من اليهود. (رشاد، ع65)‏ ‏-‏ بعد ضم القسم العربي من القدس الجديدة 39 ألف نسمة، منهم 30 ألفاً من العرب، و 9آلاف من ‏اليهود، أما القسم اليهودي 89,5 ألف نسمة، منهم 1500 من العرب، و88ألف من اليهود (العارف، ‏ص430).‏ ‏-‏ وزير الحرب الإسرائيلي موشيه دايان أمر بهدم حي المغاربة وجزء من حارة الشرف وحارة السريان، ‏ورحل ما يقارب من 1000 عربي لكشف حائط المبكى، وعمل ساحة أمامه، وبناء حي يهودي مكان ‏الحي العربي واسكان نحو 600 اسرة يهودية فيه.‏ ‏-‏ أما في عام 1968م تمت اعادة بناء الحي اليهودي ليستوعب 270 اسرة يهودية ليصبح اليهود ‏يملكون 84% من عقارات القدس القديمة.‏ ‏-‏ استمر التوسع بالمستوطنات تحت شعار " تسمين القدس" حسب إحصائيات صحيفة "يوروشلايم ‏الإسرائيلية" بلغ عدد سكان القدس في تشرين الأول عام 1990م (493 ألفاً) منهم 71,7% منهم يهود ‏‏(مقالة بصحيفة يوروشلايم نشرت ترجمتها في الدستور الاردنية، 22/10/1990م) ، وحسب وكالة رويتر فأنه ‏حتى بعد عام 1967 وحتى عام 1989م بلغ عدد المستوطنن في القدس (290 ألف) مستوطن ‏‏(صحيفة البعث الدمشقية، 3/10/1990م)‏

‏-‏ أما صحيفة القدس المقدسية في عددها الصادر في 12/7/1990م، أشارت الى أن القدس الشرقية ‏تضم (210 ألف) نسمة منهم (120 الف) يهودي من مجموع (500 ألف) نسمة هم سكان القدس.‏

‏-‏ أشارت احدى الدراسات الى انه ما بين عام 1967م وعام 1993م، على الاقل هناك خمسون الف ‏فلسطيني هاجروا أو هجروا من القدس، حيث صنف هؤلاء المهجرين على النحو التالي: (16917) ‏هاجروا خارج الوطن، (12080) أجبرتهم الاوضاع الصعبة والعراقيل التي فرضت من قبل اسرائيل، ‏على البحث عن أماكن للعيش خارج حدود بلدية القدس، (12500) يعيشون في منطقة شمال القدس، ‏وهي منطقة اعتبرت خارج حدود بلدية القدس، و(7630) شخص كانوا خارج القدس إبان حرب ‏‏1967م، ولم تعترف اسرائيل بحقهم في العيش فيها.(دائرة شؤون القدس،ص54)‏

‏-‏ وحسب مركز الدراسات العربية في القدس، كان عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عند ‏توقيع اتفاق "أوسلو" (105 آلاف) مستوطن، وفي 2013م، بلغوا نحو (600 ألف) مستوطن. كما بلغ ‏عدد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة في العام نفسه أكثر من (200 ألف)، وهو عدد يقترب ‏من عدد المقدسيين الذي يبلغ (280 ألفاً). وتفيد البيانات نفسها بشأن نسب النمو الطبيعي ‏للمستوطنين في الضفة الغربية، أن هذه النسب أعلى بثلاث مرات من نسبة اليهود في الدولة العبرية، ‏وأكثر من نسبة الزيادة في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث وصلت نسبة النمو في ‏صفوفهم إلى 5.8% عام 2012، في حين تبلغ نسبة النمو الطبيعي في إسرائيل 1.8%، وفي ‏صفوف الفلسطينيين 2.9%، أي ضعف نسبة النمو في صفوف الفلسطينيين، ما يؤشر إلى حجم ‏الاستهداف الذي تتعرض له أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.( عدوان، 2015)‏

تغيير الخريطة الجغرافية لمدينة القدس

‏-‏ في 30/1/1948م وقع وقف اطلاق النار، وقسمت مدينة القدس كالتالي: 2220 دونماً أي نحو ‏‏11,48% من مساحة المدينة تحت السيادة الاردنية، و 16264 دونماً تحت السيادة الإسرائيلية بما ‏يعادل 84,12% من مساحة المدينة، و 850 دونماً أي ما يعادل 4% من مساحتها الكلية منطقة ‏دولية.‏

‏-‏ في الخمسينات والستينات اخدت القدس الشرقية بالتوسع شمالاً نحو قلنديا، وشرقاً نحو أبو ديس و ‏العيزرية.‏

‏-‏ وسعت مساحة مدينة القدس 1952م، بعد موافقة الحكومة الاردنية لتصل لنحو 6500 دونماً مبني ‏منها فقط 3000 دونم، بعدما ضمت لها قرية سلوان ورأس العامود والصوانة وأرض السمار والجزء ‏الجنوبي من شعفاط. (التفكجي، بدون) ‏

‏-‏ في عام 1967م قرر وزير الداخلية الإسرائيلي (موشيه شابيرا) ضم القدس الشرقية وتوحيد المدينة، ‏حيث تم توسيع حدودها 9كم شمالاً حتى قلنديا ، و 10 كم جنوباً حتى صور باهر، مع اخراج العديد ‏من التجمعات العربية خارج حدود المدينة، اتسعت مساحة القدس الشرقية من 6,5كم مربع الى ‏‏70,5كم مربع لتصبح مساحة القدس الكلية 108كم مربع.‏ بالنسبة للقدس الشرقية المحتلة، فبعد 18 يوماً من إحتلالها يوم 28/6/1967م أصدرت ‏الحكومة الإسرائيلية مرسوماً يستند الى قانون أنظمة السلطة والقضاء لسنة 1948م، ويسري بموجبه ‏‏"قانون الدولة وقضاؤها وإدارتها" على مساحة تبلغ 170 ألف دونم تضم البلدة القديمة بالاضافة الى ‏المناطق المحيطة بها، كما أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي اعلانا في الجريدة الرسمية بإلحاق منطقة ‏القدس الموسعة بمنطقة صلاحية مجلس بلدية القدس الكبري. وبهذا ألحقت القدس المحتلة وما ترتب ‏علي توسيعها الى دولة إسرائيل سياسية وادارياً وقضائياً دون خضوعها لقوات جيش الاحتلال أو ‏الحاكم العسكري الإسرائيلي للمناطق المحتلة.( عبده، بدون)‏

في أعقاب حرب حزيران 1967م، بدأ الإستيطان الإسرائيلي في البلدة القديمة، فبدأت ‏العائلات اليهودية لخلق وقائع جديدة أسوة بالمستوطنين تتمثل بوضع اليد أو استئجار البيوت ‏المهجورة بفعل الحرب، ولكن السكان الفلسطينيين أدركوا أهداف اليهود بالتمهيد لتهويد القدس، فامتنع ‏الكثيرون منهم عن تأجير المنازل أو التصرف بالمنازل التي هجرها اصحابها، الا أنه نجح الصهاينة ‏في العثور على بعض المنازل المتفرقة ليبلغ عدد تلك العائلات من المستوطنين حتى عام 1970م ‏حوالي 38 عائلة، فبدأت الحكومة الإسرائيلية بمصادرة الاراضي العربية تمهيداً لإقامة وحدات سكنية ‏لهؤلاء المهاجرين(فياض، ص223)، ففي نيسان 1968م صادرت الحكومة الإسرائيلية بقرار من وزير ‏الاقتصاد آنذاك 116 دونماً داخل البلدة القديمة، بحجة ترميم الحي اليهودي وتطويره، وقد أنشئ حي ‏جديد على أنقاض أحياء المغاربة والشرف، باسم هارافع هايهودي، وأسكنت فيه حوالي 600 عائلة ‏يتراوح عددهم ما بين 3500- 5000 نسمة، وتوسع الحي ليدور الحديث اليوم عن حي يهودي وسط ‏الحي الاسلامي في القدس.(صحيفة الحياة، لندن، 13/2/1990م)‏

قدم (شموئيل نامير) عام 1971م مشروعاً أمام الكنيست سمي مشروع " القدس الكبرى" ‏لتشمل بالاضافة الى القدس ثلاث مدن وسبعاً وعشرون قرية فلسطينية، والمدن هي بيت لحم، بيت ‏جالا، بيت ساحور، وعاد الإسرائيليون الى الحديث عن هذا المشروع في عام 1974م، ويمكن إستقراء ‏مؤشرات النشاط الإستيطاني القول إن هذا المشروع هو قيد التنفيذ عملياً، فالإستيطان يتمدد في ‏ضواحي القرى ومحيطها بوتائر عالية متسارعة، وترمي سلطات الاحتلال الى منح هذا النشاط ‏الإستيطاني صفة إجراءات تطبق في أراضي ضمت الى الكيان الإسرائيلي، وكانت الذروة في القوانين ‏الإسرائيلية المتعلقة بالقدس، كان إعلان الكنيست عن القدس " عاصمة اسرائيل الابدية" في 30 تموز ‏‏1980م. (محارب، ص106)‏

فقد جاء هذا الإعلان عندما أقر الكنيست الإسرائيلي القانون الأساسي : القدس الذي اعتبر ‏بمثابة ضم قانوني نهائي للقدس بعد أن أحكمت السيطرة عليها عبر الإستيطان والاستيلاء علي ‏الأراضي والممتلكات العامة والخاصة وتوسيع مساحة القدس الشرقية، فيما يسمي بالقدس الكبري، ‏وبموازاة الانشطة الإستيطانية التهويدية في القدس، انتهجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية سياسات ‏تمييز منهجية ضد السكان الفلسطينيين المحليين للقدس في جميع الأمور الحياتية، وطبقت في عقد ‏التسعينيات سياسة ترحيل للفلسطينيين قسرياً للمقيمين بالقدس الشرقية، بوسائل متعددة تشمل القوانيين ‏وتنظيمات وأحكام قضائية وتكتيكات إدارية تسببت بفقدان آلاف منهم حقهم في الإقامة بالمدينة.(عبده، ‏بدون)‏

‏-‏ ‏1974م اقيم مركز تجاري وسط الجزء العربي مساحته 2700 دونم، ممتد من مقبرة ماميلا الى ‏المستشفى البلدي، ومن محطة سكة الحديد جنوباً، طريق يافا شمالاً، وسور القدس ووادي الجوز ‏شرقاً(الخطيب، ص59)‏

‏-‏ كما قام الاحتلال ببناء حي سكني باسم (حي شابيرا) ومجمع استيطاني فوق جبل سكوبس " المشارف" ‏المقامة عليه الجامعة العبرية، وربطه بالقدس.‏

‏-‏ بناء مستوطنة رامات أشكول في حي الشيخ جراح.‏

‏-‏ بناء مستوطنة معاليه دفنا شمال حي الشيخ جراح، وبناء حي استيطاني ومبان جامعية ووزرات فوق ‏جبل الزيتون من الجهة الشرقية لمدينة القدس.‏

حاولت المنظمات الإستيطانية دفع بطاركة الى بيع ممتلكات كنسية ليجري الإستيطان فيها ‏مثال: قضية (المونسنيور شاهي عجاميان) الاسقف الأرمني الذي حاول الصهاينة مساعدته كي ‏ينتخب بطركاً للأرمن بناءً على علاقة تربطه بهم، ويقوم هو بالتالي بتسهيل عمليات بيع محتملة ‏لممتلكات في الحي الأرمني( تشرين الدمشقية، 3/7/1990م) ، وكانت عمليات الاستيلاء تجري تحت ‏مسميات مختلفة، كانت تقوم فيها المجموعات الدينية واليهودية مدعومة من الليكود، وآرئيل شارون ‏عندما كان في منصبه وزير الاسكان ووزير البنى التحتية في حكومة نتانياهو، الذي قام هو بنفسه ‏بالاستيلاء على عقار بالبلدة القديمة وسكن به، وجاء هذه النشاط وفقا مع الاتفاقات التي عقدها ‏الليكود مع الاحزاب الدينية الصغيرة التي شكلت معه حكومة شامير عام 1990م، وأقيمت 14000 ‏وحدة سكنية في الحي العربي في القدس بمقتضى هذه الاتفاقيات، وتصفية هذا الحي مع نهاية العقد ‏الحالي، وكانت حكومة شارون تدعم المجموعات الدينية بالمال والقوة لتسيطر على العقارات العربية ‏سواء اسلامية او مسيحية مثال على ذلك قضية " دير مار يوحنا" و "وقف الخليلي" الذي اقيمت عليه ‏سفارة الولايات المتحدة الأمريكية حسب اتفاق مبرم مع الحكومة الإسرائيلية، دار صراع حول "دير مار ‏يوحنا" دفع وزراة الاسكان الإسرائيلية للكشف عن عملية احتيال بعملية الشراء عبر شركة "ريمانوتا" ‏التي تلقت من وزراة شارون مبلع 10 ملايين دولار وعن شركة " بنمية" تقوم بنفس الشيء، وهذه ‏الشركات تعمل بدعم من خبير مالي يهودي يدعى(أفراهام دويك)، وتمكن المستوطنون من الاستيلاء ‏مؤخراً على 44 عقاراً في الحي الاسلامي، قريبة من المسجد الاقصى، أما المنظمة الصهيونية" ‏عطيروت كوهانيم" فقد سيطرت على 40 منزلاً في الحي الاسلامي ووطنت 40 عائلة يهودية ‏فيها(المصدر السابق).‏

كانت المجموعات الدينية اليهودية المتطرفة تعمل كنواة صلبة للاستيطان اليهودي في البلدة القديمة ‏ومن أشهر هذه المجموعات(أبو حسنة ،ص43):‏

‏-‏ عطارة ليوشنا: برزت بعد عام 1967م، دورها نشط في الاستيلاء على العقارات في الحي الاسلامي، ‏بهدف ربط الحي اليهودي والتجمعات الإستيطانية في باب السلسلة وعقبة الخالدية وعقبة السرايا، ‏وشارع الواد.‏

‏-‏ عطيروت كوهانيم: انشقت هذه المجموعة عن السابقة لنفس الهدف.‏

‏-‏ مدرسة شوفو بنيم(عودوا ايها الابناء): برزت عام 1982م، وهدفها نفس سابقتها.‏

‏-‏ كانت الحكومة تدعم هذه المجموعات ففي عام 1990م استولت عطيروت على منزلين في الحي ‏الاسلامي وذلك بدعم من حكومة أرئيل شارون، الا أن اصحاب المنزلين تقدموا بشكوى، الا أن ‏محكمة البلدية في القدس سمحت للمستوطنين البقاء بالمنزلين بحجة أن الملكية لم تتضح بخصوص ‏العقارين ( النهار البيروتية، 9/3/1991م). ‏

‏-‏ عام 1990م جاء التوسيع باتجاه الغرب ليستوعب التجمعات اليهودية وتصبح مساحة ‏المدينة 123كم مربع. ( هآرتس، 29/3/1991م).‏

‏-‏ ذكرت صحيفة " هأرتس الإسرائيلية" في 10/4/1991م، أن شارون منح منظمة عطيروت كوهانيم ما ‏يقارب 30 دونماً مغروسة بأشجار الزيتون من أراضي القدس لتوسيع البؤرة الإستيطانية التي أقامتها ‏بالحي اليهودي، كما استولت المنظمة على 4 دكاكين في باب السلسلة، صودرت من أصحابها ‏الفلسطينيين عام 1969 وبقيت مغلقة( هآرتس، 29/3/1991م).‏

‏-‏ ذكر أن مؤتمر مدريد عجل في انجاز خطط " تطوير معاليه أدوميم" ضمن مخطط تسمين ‏المستوطنات القائمة" الى جانب مخطط انشاء أحياء جديدة موضع التنفيذ ، ففي أوائل عام 1992م ‏وضع حجر الاساس لحي (جبعات مجديم ) في منطقة الخان الأحمر، وهذا الحي سيقام على مساحة ‏‏550 دونماً من الاراضي المصادرة وسيضم 1100 وحدة سكنية للمقبلين على الزواج.‏

‏-‏ عقب توقيع اتفاق "أوسلو" 1993م، صادر الإسرائيليين (275 دونماً) من أراضي عناتا واستمرت ‏المصادرة حتى شملت ثلثي مساحة القرية (30573 دونما) من الخان الاحمر شرقا الى شعفاط غربا، ‏وقرية حزما ودير دبوان شمالاً الى العيسوية جنوباً ليقيموا عليها قاعدة (عناتوت العسكرية) على ‏مساحة 2000 دونم) ، ومستوطنة آلون وجزء من مستوطنة كفار أدوميم(10397 دونم) ، ومستوطنة ‏بسفات أومر – بسفات زئيف)(أبو حسنة، ،ص66).‏

‏-‏ كما تم في عام 1993م مصادرة أراضي 4 قرى شمال غرب القدس باتجاه الرام وهي ( بير نبالا، ‏الجيب، بيت حنينا، النبي صموئيل) بهدف اقامة مناطق خضراء.‏

‏-‏ أيضا في عام 1993م قام عمل مكثف في منطقة القدس الكبرى لتحويل مساحات واسعة الى محمية ‏طبيعية، لحرمان الفلسطينيين البناء عليها وهي مناطق النبي صموئيل ( المخطط 107/51)، والنبي ‏يانون (مشروع رقم 15/51) ومحمية وادي تقوع(51/56)، ومحمية غاب القوق(63/51)، ومحمية ‏رانح(51/58)، ومحمية الشيخ أبو لمون(43/51)، ومحمية السلفادور الفارسين(51/58).‏

‏-‏ عام 1995م، تسارع النشاط الإستيطاني بعد توقيع "أوسلو"، رغم الاعلان عن تجميد البناء ‏الإستيطاني، الذي لم يكن الا مراوغة واحتيال، بل واصبح الإسرائيليون يطلقون تعبير( القدس ‏العظمى)، كما ونشرت صحيفة (يديعوت احرونوت) خريطة جديدة (للقدس العظمى) تتسع بموجبها ‏لتصبح قطرها (23كم) أي ما يعادل 10_15% من مساحة الضفة(جريس، ص33).‏

‏-‏ عام 1996م، باشرت الحكومة الإسرائيلية بناء حي يهودي في منطقة باب العامود، مستوطنة ‏‏(هارحوما) وقيل أنه سيتم إعادة بناء مدينة داوود، وذلك بتنفيذ من الصندوق القومي اليهودي) بحجة ‏امتلاكه عقارات سيتم تحويلها لصالح الإستيطان( وكالة قدس برس، 17/7/1996).‏

‏-‏ في عام 2009م، صدر قرار بهدم 88 عقاراً ولكن احتج المواطنين الفلسطينيين في حي اليستان، ‏ووطرحت تسوية بهدم فقط 29 عقار فقط.‏

‏-‏ مع بداية عام 2011م، بدأت سياسة تفريغ التجمعات البدوية شرق القدس، وذلك لاستكمال بناء جدار ‏الفصل العنصري، وخلال 2012-2013م تابع الجيش سياسة التفريغ ودفعهم للهجرة لشمال غرب ‏اريحا، وقام الجيش بهدم 16 منشأة لعرب الجهالين في شمال القدس‎ ‎‏( مركز أبحاث اراضي القدس).‏

‏-‏ بدأ مشروع نوف زيون كاستثمار لشركة " ديغال" لتأسيس ضاحية راقية للاثرياء على السفح الشمالي ‏لجبل المكبر في مواجهة البلدة القديمة، بقى المشروع متعثراً حتى عام 2011م، ولكنه استؤنف العمل ‏بالمرحلة الثانية عام 2013م، كما بدأت بنفس العام شركة تطوير القدس (موريا) بشق طريق رقم ‏‏(50) الهادف لتأمين المستعمرات والمركز اليهودي فرب القدس، كما قامت بمشروع التلفريك جنوب ‏البلدة القديمة وذلك لجذب السياح اليهود لمنطقة حائط البراق والحي اليهودي.‏

‏-‏ كما شقت الجرافات الإسرائيلية طريق رقم (21) بمنطقة مستعمرة عطيروت لتعزيز الجذب السكاني ‏لهذه المستعمرة واستمر حتى هذا العام 2015م. ( المرجع السابق).‏

‏-‏ وكشفت معطيات فلسطينية، شبه رسمية، الشهر الماضي، عن أن مجموع المستوطنات في الضفة الغربية ‏والقدس الشرقية بلغ 503 مستوطنات للعام الجاري، 2014م، وأن عدد المستوطنين في هذه المستوطنات ‏يزيد عن مليون. وأوضحت بيانات نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، أخيراً، أن البناء ‏الإستيطاني الإسرائيلي الجديد زاد في الضفة الغربية في 2013م، بنسبة 71.23% عن العام السابق له. ‏ووفقاً لهذه البيانات، بدأت إسرائيل في بناء ألفين و534 وحدةً سكنية في الضفة الغربية، مقارنة بألف ‏و133 وحدة في عام 2012م. من جهة أخرى، كان هناك انخفاض كبير بنسبة 19% في عدد الوحدات ‏السكنية التي شيّدت في تل أبيب. بينما شهدت القدس زيادة بنسبة 3.4% في عدد الوحدات(عدوان، ‏‏2015).‏