الشهيد عبد الفتاح خدرج

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ٠٩:٣٢، ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'==النشأة== هو عبد الفتاح محمد خدرج من مواليد قلقيلية 1913م وفيها تلقى تعليمه الابتدائي بعد ان در...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

النشأة

هو عبد الفتاح محمد خدرج من مواليد قلقيلية 1913م وفيها تلقى تعليمه الابتدائي بعد ان درس في كتاب القرية، نشأ في بيت عرف بالتقوى وشجعته والدته على القراءة الدينية، منذ نعومة اظافره (1).

درس الحاج عبد الفتاح خدرج في كـُتاب القرية في قلقيلية في ذلك الزمان، لأنها كانت قرية صغيرة، واكمل تعليمه حتى الصف الرابع، وخرج منها لاسباب اجتماعية واقتصادية، حسبما ورد في مذكراته التي كتبها، ويستدل منها أن تعليمه لم يتعدى التعليم الابتدائي . رغم ذلك كان الشهيد يحمل هموم المثقف وهموم الأمة ويحياه يوميا، وكان مطلعا على أمور السياسة وملم بأمور الدنيا والدين .

حياته العائلية

كان الشهيد يعيش في عيشة متواضعة ويعمل في الزراعة ويعاني من مشاكل عائلية أبرزها علاقته بأبيه الذي تزوج بإمرأة أخرى .كان صبوراً يتحمل كل ما يجري له ويتغاضى عن الكثير من المشاكل ويسارع الى أعمال الخير، وملتزما بأمور دينه ويقوم الليل.

حدثنا  ابن خاله داود حسين من سكان قلقيلية في 17/4/2006 م،قائلاً:ـ

"كان رجل دين ولو كان موجوداً الى الآن لكان من قادة التيارات الاسلامية، وادى فريضة الحج، وكان هادئاً الى أقصى الحدود متواضعاً مع الكبير والصغير ".

و حدثنا كذلك محمد يوسف سعادة داود بتاريخ 25/4/2006م قائلا:ـ

" كنت جاراً وصديقاً للمرحوم في فترات حياته وكان سمح الخلق مع الناس وكان متوسط القامة وممتلئ يوصف بعز الرجال وهو متدين ومحبوب لدى الناس والثوار تزوج من فتاة من قبرص من أصل تركي وكانت مسلمة، انجب منها عدة اطفال وكان يسكن في حارة دار شريم اصل عائلته وتقع في الجنوب الغربي لمدينة قلقيلية في مواجهة العدو مباشرة ".


حياته العملية:

بدأ حياته العملية بالزراعة فكان مزارعاً نشيطاً يزرع لكي يكسب قوته فكان كما اورد في مذكراته يزرع الخضراوات مناصفة او على حصة محددة لانهم لا يملكون الارض وكان يزرع البطيخ والبندورة ويضمن كروم العنب من بعض الكروم الواقعة في السهل الساحلي الفلسطيني وتقع غرب قلقيلية.

وبعد مهنة الزراعة تعلم مهنة الحدادة حيث كان من أوائل الحدادين في مدينة قلقيلية ومهنته هذه كان لها دور في نضاله حيث كان يصنع الاسلحة في محددته والالغام بهدف تزويد المجاهدين بها للدفاع عن ارض فلسطين،وهذا حسب قول شهود عيان . حدثنا داود سلمان في مقابلة اجريت في 17/4/2006م :ـ

"كان حداداً وكان يصنع الاسلحة ويقول انه صنع قنابل والغام وقام يتصفيح سيارة للهجوم على اليهود ".

وحدثنا محمود يوسف سعادة في مقابلة اجريت في 25/4/2006م "انه كان اول حداد في قلقيلية وكانت محددته تقع مكان دار يوسف ابو صالح وكان يصنع بها كل شيء ويستدل أيضاً مما كتبه في مذكراته أنه عمل في الزراعة في ثم امتهن الحدادة. ويستدل مما كتبه أنه عاش حياة كفاح وضنك وهذا الواقع رسم تفكير الشهيد، ومثل ذلك تعلقه بأمور الدين، وقد بين الشهيد في مذكراته التي سنوردها في الفصل الرابع ان الحياة في زمنه كانت صعبة والخير بها قليل والفقر كان يعم انحاء البلاد كافة، وكانت في تلك الفترة اسعار المواد الغذائية مرتفعة بالنسبة للدخل الذي يجنيه الناس فكانت السلعة الاساسية في تلك الفترة هي البرتقال فكان الانجليز يفرضون ضرائب باهظة وصارمة على كل من يحمل البرتقال اذا ازداد عن الكمية المحددة .

يقول الشهيد في مذكراته ان اسعار الحاجيات من جراء الحرب قد ارتفعت فكانت اسعار: قنطار القمح عشرين جنيهاً للقنطار.

الذرة من 12 الى 13 جنيهاً للقنطار.

الشعير من 12 الى 13 جنيهاً للقنطار.

العدس من 12 الى 13 جنيهاً للقنطار.

الزيت من 45 الى 65 قرش للرطل.

فمن هذه الاسعار الباهظة يصعب على كل شخص ان يشتري حاجاته فيضطر الى شراء بعض منها او يبع ارضه لكي يعيش.

حياة عبدالفتاح خدرج النضالية

بدأ الشهيد حياته النضالية بالمشاركة في اي حرب او مظاهرة ضد الانجليز حيث كان يصنع في محددته المتواضعة بعض حاجات المجاهدين وذلك لقلة العتاد عندهم.

كان الشهيد حسب قوله في مذكراته انه كان مولعاً في العمل الوطني ويحترم المجاهدين فكان يمتدح الحاج عبد الرحيم الحاج محمد قائد قوات الثورة في فلسطين من قرية ذنابة فقد قال انه يرى نفسه مخطئاً بان كتب اسمه بهذا اللون في دفتره، ويجب ان يكون اسمه مسطراً بماء الذهب وقد وصف استشهاده بالفاجعة الكبرى.

ويذكر ايضاً انه كان من المؤيدين للاخوان المسلمين في مصر وقام بزيارة لمصر اكثر من مرة لطلب المساعدة للثورة حيث كتب في مذكراته هذه الاشياء، وكان ايضاً من المعجبين بعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ومن انصارهم و من ساروا على دربهم، يقول الاستاذ عبد الرازق رشيد في مقابلة أجريت معه في 18/5/2006م " كان يتلقى العتاد والتدريب من عبد القادر الحسيني وكان له اتصال مباشر معه ".

ويروى ايضاً انه ليس هو الوحيد فقد كان له اخ اسمه زكي قد استشهد وهو ذاهب في عملية لقطع الكهرباء عن كفار سابا فصعق بالكهرباء.

واما اخيه عبد القادر الذي اشرف على تربيته وتدريبه فكان له باع طويل في المقاومة الفلسطينية المعاصرة،حيث انتمى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وقد قام بعدة عمليات ونجح في زرع العبوات الناسفة في سيارات المسؤولين الصهاينة،إلى أن تم القاء القبض عليه وسجن مؤبداً.

المعارك التي خاضها الشهيد

عندما هدأت الامور في البلاد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتظار وعود الانجليز قام رحمه الله في عام 1946م باداء فريضة الحج وعاد بعدها ليواصل مشوار النضال والكفاح من اجل كرامة وحرية وطنه، وفي 21/4/1948م.

عرف شهيدنا بجسارته وجرأته ولم يتوانى عن تقدم الصفوف الأولى في المقاومة لينال شرف الشهادة فتروي زوجته الى احفادها بانه كان دائماً يذهب في الليل ليهاجم اليهود وفي الأيام التي لا يذهب بها يقضيها قيام الليل، ومن اهم معاركه:

1ـ معركة الطيرة التي ذهب اليها بعض شباب قلقيلية لنجدة مدينة الطيرة من اليهود.

2ـ معركة بيارة الداعور حيث قام اليهود باحتلال هذه البيارة من العرب وتقع هذه البيارة الى الغرب من قلقيلية فما كان من الشيخ الداعور وهو صاحب هذه البيارة ان جمع اقاربة وبعض مجاهدي القرية ومن بينهم عبد الفتاح فقاموا بالهجوم على البيارة وخلال وقت قصير استطاعوا تحريرها من اليهود.


إعداد

عبد العزيز عرار