الشيخ صلاح الدين صبري
نشأته
الشيخ صلاح الدين حسن مصطفى صبري من مواليد قلقيلية عام 1938م. نشأ في بيت علم ودين، حيث كان جده الشيخ مصطفى محمد صبري إماما للمسجد العمري، المشهور باسم المسجد القديم، باعتباره أقدم مساجد قلقيلية، وكان الشيخ مصطفى يمتلك مكتبة تحوي كتباً دينية قيِّمة. وبعد وفاته رحمه الله عام 1957م تولى إمامة المسجد نجله الشيخ حسن صبري وهو والد الشيخ صلاح، وكان الشقيق الأكبر للشيخ صلاح، وهو الشيخ هاشم قد درس في الأزهر الشريف، وعيِّن مدرسا لمادة الدين الإسلامي في مدرسة المرابطين الابتدائية، وبعدها في المدرسة السعدية الثانوية. وكان الشيخ هاشم يساعد والده الشيخ حسن في إعداد خطبة صلاة الجمعة. وبعد وفاة الشيخ حسن تولى نجله الشيخ هاشم إمامة المسجد القديم.
في هذا الجو الديني نشأ وترعرع الشيخ صلاح، وعشق العلم الشرعي، فبعد إنهاءه المرحلة الإعدادية في قلقيلية أرسله والده إلى مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية لإكمال دراسته في المعاهد الدينية، حيث أنهى المرحلة الثانوية الشرعية، ثم انتقل للدراسة في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ومنح الشهادة الجامعية الأولى "البكالوريوس" عام 1969م. بعد ذلك عمل الشيخ صلاح مدرّسا في مدينة الرياض لمدة خمس سنوات في وزارة المعارف السعودية.
إماماً وخطيباً
وفي عام 1974م عاد الشيخ صلاح الى قلقيلية وعيّن في وزارة الاوقاف واعظا لمنطقة قلقيلية لمدة سنة واحدة، ثم عيّن بعد وفاة الشيخ عبد اللطيف صبري إماما وخطيبا ومدرسا في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ثم نقل الى المسجد القديم عام 1983م إماما وخطيبا ومدرسا في المسجد.
وقد حضر الشيخ صلاح دورة ثقافية في عمان بإشراف وزارة الأوقاف عام 1978م، وحصل على شهادة في أحكام التجويد بإشراف دائرة الأوقاف.
كما قام الشيخ صلاح بالتدريس متطوعا لبعض المواد الشرعية المقررة في المعهد الشرعي في قلقيلية، والذي أسس عام 1978م، وقد ابدى الشيخ صلاح اهتماما كبيرا في تطوير المعهد الى كلية مجتمع متوسطة، ثم تطور الى كلية جامعية كما هي اليوم، تحت اسم كلية الدعوة الاسلامية. وقد كان الشيخ صلاح عضوا في مجلس أمناء المعهد، ثم في مجلس امناء الكلية المتوسطة ثم في مجلس امناء كلية الدعوة الاسلامية. وكان الشيخ صلاح رئيسا لمجلس الامناء منذ عام 1995م حتى عام 2006م، حيث تم تحويله الى مجلس استشاري يرأسه وزير الاوقاف، ولا زال عضوا في المجلس الاستشاري حتى اليوم.
وقد عهدت دائرة الاوقاف في طولكرم عام 1990م الى الشيخ صلاح بالتفتيش على مساجد قلقيلية ومنطقتها لمدة اربع سنوات، حتى تم افتتاح دائرة الاوقاف في قلقيلية عام 1994م، وعين الشيخ صلاح مراقبا للتوجيه الإسلامي في الدائرة، نقل بعدها الى من وزارة الأوقاف الى دار الفتوى والبحوث الاسلامية، حيث تم تعيينه بتاريخ 1/8/1995م مفتيا لمحافظة قلقيلية، واستمر كذلك حتى عام 2005م، حيث احيل الى التقاعد.
وعمل الشيخ صلاح على تشكيل لجنة إصلاح ذات البين في قلقيلية منذ عام 1978م، وذلك انطلاقا من تعاليم ديننا الكريم الذي أرشد إلى أن الصلح خير، وأن أجره عظيم، وفضله كبير، والسعي فيه من أعظم القربات، وأجلّ الطاعات. ولا يزال الشيخ صلاح رئيسا لهذه اللجنة.
وإصلاح ذات البين أصل من أصول ديننا الحنيف، حيث تعمل لجنة الإصلاح في قلقيلية على تقوية الروابط في المجتمع، وإعادة جسور الثقة والمودة بين أفراده، من خلال حل النزاعات ونبذ الخلافات، والصلح في الخصومات، وإعادة الحقوق لأصحابها بالتفاهم والتراضي، ونبذ كل عوامل الفرقة والشحناء، حتى تحلّ المودة محل القطيعة، والمحبة محل الكراهية.
وقد شارك الشيخ صلاح في لجنة إعمار المساجد بالإشراف على بناء عدة مساجد في قلقيلية. ورغم تنقل الشيخ صلاح من دائرة إلى أخرى، ومن عمل إلى آخر، إلا انه استمر في إمامة المسجد القديم منذ عام 1983م وحتى تاريخ هذا اليوم.
مصادر
الشيخ صلاح صبري- 2011م