الشيخ مصطفى محمد صبري
ولد الشيخ مصطفى صبري في قلقيلية عام 1870م، وكان والده الشيخ محمد حسن صبري إماما للمسجد العمري المعروف باسم "المسجد القديم"، حيث ان عائلة صبري توارثت إمامة المسجد منذ نزول جدها الأول حسن صبري إلى قلقيلية مع أهالي صوفين، بعد تدميرها من قبل القوات التركية عام 1220ه، والذي يعتبر تاريخ تأسيس قلقيلية الحديثة. وقد عُرفت عائلة صبري بالتدين وحب الخير وإصلاح ذات البين.
وقد درس الشيخ مصطفى صبري في مدرسة الكتاتيب التي كانت في المسجد، ودرس في المدرسة الصلاحية في نابلس وحصل على شهادة من هذه المدرسة في العلوم الشرعية واللغة العربية. وبعد وفاة والده الشيخ محمد صبري عُيِّن إماما للمسجد القديم (عمر بن الخطاب) خلفا لوالده، وبقي إماما وخطيباً للمسجد العمري طيلة 57 عاما، حتى توفاه الله عام 1957م، عن عمر يناهز ألـ 87 عاما قضاها في طاعة الله،. وقد خلفه بعد ذلك ولده المرحوم حسن صبري، والذي خلفه بدوره ولده الشيخ هاشم صبري. وبعد وفاة الشيخ هاشم رحمه الله، خلفه في إمامة المسجد أخيه الشيخ صلاح صبري، المفتي السابق لمحافظة قلقيلية، والذي يتناوب مع ولده الشيخ مصطفى إمامة المسجد.
وكان الشيخ مصطفى صبري رحمه الله يعمل بالتجارة هو وولده حسن ، حيث كان له متجرا لبيع الأقمشة قبالة المسجد. ويقول الحاج محمد سعيد هلال (ابو بلال) ان الشيخ مصطفى رحمه الله اشتهر بالتقوى والصلاح، ويروي انه عند إنحباس المطر، كان يخرج مع المصلين لصلاة الاستسقاء التي كانت تقام عند البيادر في ظاهر البلد الجنوبي، ويطوفون بعدها ارجاء قلقيلية، وهم يدعون ويكبرون ويهللون بأعلى اصواتهم، فلا ينقضي ذلك اليوم حتى ينزل المطر بإذنه تعالى استجابة لدعوات الصالحين.
وكان رحمه الله يرأف بالأولاد والبنات على حدٍ سواء، وكان يشفق عليهم ويضع بعض الحلوى في جيبه وكلما رأى الأطفال ناولهم من هذه الحلوى ليفرح قلوبهم. وكان رحمه الله يقصده الناس لحل مشاكلهم ويضعون عنده الأمانات لثقتهم به. وقد أوكلته دائرة الأوقاف في ذلك الوقت بالإشراف على أراضي الوقف في قلقيلية.
وكان الشيخ مصطفى يحفظ كثيرا من اجزاء القرآن الكريم، وكان ملتزما في فتاويه بالمذهب الحنبلي. وقام باداء مناسك الحج متمتعا بالعمرة عام 1947م. تزوج رحمه الله من حامولة داوود وأعقب ثلاثة أولاد. وسبعة بنات.