«المؤسسات التعليمية التاريخية في القدس»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب'==منارة العلم== المسجد الأقصى يعتبر منارة للعلم، امتد تأثيرها لنواحي بعيدة، وبينت في ساحاته و...')
 
(إعداد)
سطر ٥٠: سطر ٥٠:
  
 
==إعداد==
 
==إعداد==
د. ماجد محمد الزيان
+
د. ماجد محمد الزيان/ استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
 
وزارة الأوقاف والشئون الدينية
 
جامعة الأزهر- غزة
 
 
 
أ. وجدي محمد الزيان
 
ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
 
وزارة التربية والتعليم العالي
 
جامعة الأزهر- غزة
 
  
 +
أ. وجدي محمد الزيان/ ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
  
 
[[تصنيف: بنك معلومات القدس]]
 
[[تصنيف: بنك معلومات القدس]]

مراجعة ١٠:١٣، ١٦ مايو ٢٠١٨

منارة العلم

المسجد الأقصى يعتبر منارة للعلم، امتد تأثيرها لنواحي بعيدة، وبينت في ساحاته وباحاته ‏عشرات المدارس العلمية، التي أنجبت ‏العلماء والقضاة والدعاة والفقهاء، فقد كان مركزاً لتدريس ‏العلوم الإسلامية، وهو أول معهد إسلامي في فلسطين.‏

فقد عَمَره عدد كبير من الصحابة الكرام ‏ بعد أن فتحه عمر بن الخطاب ، وحرص ‏الأئمة والعلماء على شد الرحال إليه عن أبي ‏هريرة ‏ عن النبي قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ‏ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول ‏‏صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى".‏

وقد كان المسجد الأقصى في القرون الأربعة الأولى للهجرة المعهد العلمي الكبير والوحيد ‏في القدس، ولم ينقطع التدريس ولم تنقطع ‏حلقات العلم فيه إلا فقط خلال فترة الاحتلال الصليبي ‏‏(492-583هـ)، ثم بعد ذلك عني به صلاح الدين الأيوبي وعَمُر بالعلماء ‏وحلقات العلم.‏

وفي أواخر القرن السادس الهجري بدأت المدارس في الظهور والانتشار، وأصبحت ‏بالعشرات، وانتشرت فيه حلقات العلم، وفي ‏القرن التاسع الهجري أصبحت بمثابة (جامعة القدس ‏الكبرى) بمدرسيها وفقهائها ونشاطها العلمي وطلابها، فاستخدمت للتدريس ‏الأروقة والدور التي ‏فوقها والمصاطب التي هُيِّئَت ليجلس عليها طلاب العلم ووصل عددها لقرابة الثلاثين لتستوعب ‏عدد المدرسي؛ ‏ليجلسوا عليها لإلقاء دروسهم، وغالبية المدرس بنيت في عهد المماليك، أما في ‏العهد العثماني ضعف الحركة العلمية واتجه الدارسون ‏للجامع الأزهر، ولم ينقطع التدريس خلال ‏تلك المرحلة. ‏

المدارس التي أنشئت في المسجد الأقصى

ويمكن أن نتحدث عن تلك المدارس التي كانت أنشئت في المسجد الأقصى باختصار ‏فيما يلي:‏

1- مدرسة الأقصى الإسلامية: أنشئت في مطلع الثمانينات من القرن العشرين، ولها فروع عديدة ‏بعضها خارج المسجد الأقصى ‏المبارك، تقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى ‏المبارك، بين بابي حطة وفيصل، وقد ظلت تستعمل كمدرسة ‏أكاديمية ابتدائية حتى مجيء ‏الاحتلال الصهيوني حيث حول الجزء الأكبر منها إلى مدرسة للمعاقين تخضع لإدارة دائرة ‏المعارف ‏التابعة لبلدية القدس الصهيونية منذ عام 1967م‎.‎

‎‏2- ثانوية الأقصى الشرعية: غلب عليها اسم الثانوية لأنها كانت عند إنشائها ثانوية ثم أصبحت ‏إعدادية وثانوية، تقع داخل الرواق ‏الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بين باب الأسباط ومئذنة ‏الأسباط‎.‎

3- المدرسة الغادرية: تم تجديدها من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية, لكن سلطات الاحتلال منعت ‏تتمة السقف ولا زالت بلا سقف حتى ‏الآن، تقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ‏بين مئذنة الأسباط وباب حطة، بنتها مصر خاتون زوج الأمير ناصر الدين ‏بن دلغادر, وهو الذي ‏أوقفها فسميت باسمه، وذلك سنة 836هـ -1432م، في عهد السلطان المملوكي برسباي‎.‎

‎‏4- المدرسة الباسطية: كانت مدرسة عظيمة اشتهرت في أرجاء العالم الإسلامي، حيث خرجت ‏العديد من العلماء ودرس فيها العديد ‏من الحفاظ ورواة الحديث والأطباء وعلماء الفلك ‏والرياضيات، توجد هذه المدرسة فوق مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الواقعة ‏داخل الرواق ‏الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة وفيصل‎.‎‏ أول من اختط أساسها شيخ الإسلام ‏شمس الدين محمد الهروي، ‏ولكن أدركته المنية قبل عمارتها، فعمرها القاضي زين الدين عبد الباسط ‏بن خليل الدمشقي, سنة 835هـ=1431م، وأوقف عليها ‏أوقافا كريمة اختص قرية صور باهر ‏المقدسية بها، وحملت المدرسة اسمه. وهي اليوم عبارة عن قسمين‎ :‎واحد مأهول بجماعة من ‏آل ‏جار الله، و الآخر يستعمل مقرا للمدرسة البكرية‎.‎

5- المدرسة الأمينية: أنشأها وأوقفها الوزير أمين الدين عبد الله بن غانم سنة 730هـ=1329م، ‏الذي كان أحد المسؤولين في جيش ‏الناصر بن قلاوون ويعرف بأمين الملك، فعرفت باسمه، تعتبر ‏هذه المدرسة من أجمل المدارس المطلة على ساحات المسجد الأقصى ‏ومن أهمها. وهي مؤلفة من ‏أربعة طوابق، تقع غربي باب فيصل في السور الشمالي للمسجد الأقصى، ويحدها من الشرق ‏الطريق ‏الداخل إلى باب فيصل، ومن الشمال طريق المجاهدين، ومن الغرب المدرسة الفارسية، ‏ومن الجنوب ساحة المسجد الأقصى ‏المبارك‎.‎‏ جرى ترميمها في العهد العثماني، ثم جعل منها ‏المحتلون الصهاينة مكانا شبه مغلق، حيث يغلقون بابها في الفترات التي تغلق ‏فيها أبواب المسجد ‏الأقصى المبارك، وذلك رغم المحاولات التي جرت في الآونة الأخيرة لفتحها كمقر للدعوة والتبليغ، ‏بعد شرائها ‏من ورثة الشيخ محمد أسعد الإمام.‏ ‎ ‎

‏6- المدرسة الفارسية: تقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك غرب المدرسة الأمينية ‏الواقعة، وهي متداخلة مع المدرسة ‏الأمينية في الطابق العلوي‎.‎ ‎ ‎‏7- المدرسة الملكية: تقع هذه المدرسة في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك. أقيمت في ‏عهد السلطان المملوكي الناصر محمد ‏قلاوون، والمدرسة تحمل معظم العناصر المعمارية المميزة ‏للعهد المملوكي، وأوقفها الحاج آل الملك الجوكندار، بعد بنائها بأربع ‏سنوات، والمدرسة تحمل ‏معظم العناصر المعمارية المميزة للعهد المملوكي، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها بين ‏الأحمر ‏والأبيض، وهى عبارة عن طابقين, مأهولة حاليا على سبيل السكنى من قبل عائلة ‏الدجاني، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف ‏الإسلامية‎.‎

‎‏8-المدرسة الأسعردية: أوقفها مجد الدين الأسعردى سنة 770هـ - 1368م, وكان تاجراً، فعرفت ‏باسمه.‏ هي آخر المدارس الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى على يمين السائر من جهة ‏الشرق، بعد المدرسة الملكية، فهي ‏أقرب إلى جهة الغرب‎.‎ وهذه المدرسة واسعة تتكون من طابقين يتوسطهما صحن مكشوف مربع الشكل، تتميز بوجود ‏ثلاث قباب فوقها من جهاتها الشرقية ‏والوسطى والغربية، ولها مسجد واسع يطل نتوء محرابه ‏الجميل على ساحات المسجد الأقصى، قام المجلس الإسلامي الأعلى، في ‏عهد الاحتلال ‏البريطاني بترميمها ونقل إليها دار كتب المسجد الأقصى قبل أن تتحول إلى دار لسكنى آل ‏البيطار حالياً.‏

9- المدرسة المنجكية: أنشأها الأمير يوسف الدين منجك سنة 763هـ - 1361م، أي في العهد ‏المملوكي، استخدمت مقراً للمجلس ‏الإسلامي الأعلى في عهد الاحتلال البريطاني، وهي اليوم ‏مقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف ‏الأردنية، والمكلفة إدارة شئون ‏المسجد الأقصى المبارك.‏ ‎ ‎‏10- المدرسة العثمانية: أوقفتها أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية سنة 840هـ-1437م، ‏وهي عبارة عن طابقين جلهما خارج ‏المسجد الأقصى، ومسجد المدرسة بمستوى ساحات المسجد ‏الأقصى ويطل عليها، وقد استولى عليه اليهود وأغلقوا شباكه بالحجارة، ‏أما المدرسة فتستخدم حاليا ‏لسكنى العائلات المسلمة.‏ ‎ ‎‏11- المدرسة الأشرفية: تسمى أيضاً السلطانية, بناها الأمير حسن الظاهري عام 875هـ - ‏‏1470م، و تنقسم لقسمين: الأول/ داخل ‏المسجد الاقصى وهو عبارة عن طابقين: الاول كان ‏عبارة عن مصلى الحنابلة في المسجد الاقصى المبارك، ويستخدم جزء منه الان ‏كمقر لقسم ‏المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الاقصى، و الجزء الاخر عبارة عن مقر لثانوية الاقصى ‏الشرعية للبنات و فيه ايضا ‏قبر الشيخ الخليلي، واما الطابق الثاني فمتهد السقف، وهو مسجد ‏للمدرسة وقد انهدم سقفه عام 1346هـ= 1972م بسبب زلزال، أما ‏القسم الثاني/ فهو خارج حدود ‏المسجد الاقصى ويستخدم كدور للسكن في الوقت الحالي.‏ ‎ 12- المدرسة التنكزية: إحدى أجمل مدارس المسجد الأقصى، أنشأها وأوقفها نائب الشام الأمير ‏سيف الدين تنكز الناصري، في العهد ‏المملوكي، سنة 729هـ - 1328م، ونسبت إليه، وكانت ‏مدرسة عظيمة وداراً للحديث، ثم اتخذت مقراً للقضاء والحكم. وفي العهد ‏العثماني، تحولت ‏المدرسة إلى محكمة شرعية، ومن هنا صارت تعرف باسم المحكمة، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد ‏الانتداب ‏البريطاني، فاتخذها المجلس الإسلامي الأعلى داراً للسكنى، ثم عادت بعد ذلك مدرسة ‏لتعليم الفقه الإسلامي. 1969م، صادرتها ‏سلطات الاحتلال الصهيوني، ثم حولتها إلى موقع ‏عسكري لما يعرف بحرس الحدود.‏ ‎ ‎‏13-‏‎ ‎المدرسة العمرية‎:‎ تطل على الحد الشمالي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وتعتبر جزءا منه. وهي مدرسة تاريخية ‏كبيرة وواسعة تبلغ مساحتها 4 ‏دونمات، وتتكون من ثلاثة مدارس مملوكية سابقة: المحدثية، والصبيبية، والجاولية، إضافة إلى عدد من ‏الغرف والزوايا المختلفة التي كانت ‏قائمة في عهود سابقة‎.‎ ومنذ أن احتل الصهاينة للقدس والمسجد الأقصى عام 1967م، استولوا على كامل المدرسة ‏العمرية، ووضعت تحت تصرف بلدية ‏القدس الصهيونية، وتستخدم شرطة الاحتلال أجزاء منها ‏لمراقبة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، وأحياناً لاستهداف المصلين ‏وإطلاق النار عليهم ‏خاصة في أوقات الاضطرابات.‏ ‎ ‎ وذكرنا هذه المدارس العلمية التي تم إنشاؤها في المدنية المقدسة لنبين أنها في هذا الوقت ‏غير مستغلة ولم يقم أحد بإعادة بناء وترميم ‏هذه المدارس العلمية، لشد الرحال إلى الأقصى ‏ولجذب السكان للبقاء فيه، وللوقوف إلى جوار أهله العرب المسلمين الذي أضحوا ‏فريسة سهلة في ‏وجه المحتل الغاصب، حينما تخلى عنهم القريب والبعيد، فإعادة إحياء مدارس العلم ومصاطبه ‏لهو أمانة تكون سبب ‏لازدياد عدد المسلمين في القدس الشريف، لكي يحاربوا المحتل، وتعود ‏ملكيتها لأهلها بإذن الله، وهذا قد يكون له دليل في التاريخ ‏الإسلامي أن النجاح والفلاح والنصر ‏يكون مع العلم وأهله، وكلما زاد العلم زادت القوة، فعندما أسر المسلمون في بدر كان فداء ‏الأسير ‏أن يعلّم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، فهي دليل على القوة، وسبب من أسباب النصر في ‏تلك المدينة بإذن الله.‏

وتشير الأرقام والاحصاءات إلى أن سلطات الاحتلال تهمل تطوير التعليم بموازاة عملها ‏على ابتلاعه وتهويده لفرض الرواية ‏الصهيونية، وفي حين قالت بلدية الاحتلال إن عدد الصفوف ‏‏112 صفًا جديدًا في المدارس الابتدائية و68 صفًا جديدًا في المدارس ‏الثانوية مع افتتاح العام ‏الدراسي الجديد 2015-2016، فقد ذكرت "عير عميم" أن عدد الصفوف الجديدة هو 38 صفًا ‏مقابل 44 صفًا ‏في طور البناء، و400 صف في مرحلة التخطيط. كما أن المدارس الخمس التي ‏قالت البلدية إنها مدارس جديدة تبين أنها مدرسة ‏واحدة جديدة وفق "عير عميم" فيما المدارس ‏الأخرى هي منشآت تم تحويلها إلى مدارس صغيرة تضم ما بين 6 و8 صفوف. وفي ‏الوقت الذي ‏لا تعمل فيه سلطات الاحتلال من أجل تأمين البيئة التدريسية الصالحة فهي لا تجد حرجًا في ‏استهداف الطلاب وحرمانهم ‏من التعليم وتعطيل العملية التعليمية ومن ذلك مضايقة الشرطة ‏للطلاب، ورش المدارس بالمياه العادمة الكريهة، وظهر ذلك بشكل ‏خاص في حي الطور حيث ‏تظاهر الأهالي في 8/2/2015 احتجاجًا على مضايقة الشرطة لأولادهم خلال ذهابهم إلى ‏المدرسة أو ‏عودتهم وهدفت التظاهرة لمطالبة السلطات الإسرائيلية بوقف هذه الاعتداءات التي ‏تطال أبناءهم وتعطل ذهابهم إلى المدرسة ليكونوا ‏رهينة التحقيق والاعتقال. وقبل ذلك، انتشر في ‏تشرين ثانٍ/نوفمبر 2014 مقطع فيديو على الإنترنت يظهر سيارة تابعة لشرطة ‏الاحتلال ترش ‏المياه العادمة على 4 مدارس تقع في الشارع الرئيس في حي الطور وهو الأمر الذي أجبر حوالي ‏‏4500 طالب على ‏البقاء في منازلهم بسبب الرائحة التي تغلغلت إلى الصفوف‎.‎‏


إعداد

د. ماجد محمد الزيان/ استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد

أ. وجدي محمد الزيان/ ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة