بيت جبرين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

قرية عربية هجر أهلها عنوة عام 1948 وقد أقيم في محيطها وعلى أراضيها مستعمرة بيت نير، إلى ‏الشمال، وكيبوتس بيت جوبرين‎.

نبذة تاريخية وجغرافية

تقع إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل وتبعد عنها 21 كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 275 مترا ‏تبلغ مساحة أراضيها 56,185 دونماً وبذلك تعتبر أكبر قرى الخليل مساحة ‏ تحتوي بيت جبرين على بقايا كنسية وتحصينات وعقود ومدافن ومغر، غرس الزيتون في 3500 دونم ‏من أرضيها وتحيط بها أراضي قرى إذنا ودير نخاس، ورعنا، وزيتا، وعراق المنشية، والقبيبة، ‏والدوايمة، ودورا، وقد ورد ذكرها في كتاب مسح غربي فلسطين في الجزء الخاص بمنطقة القدس ‏Survey of Western Palestine‏ " أن بيت جبرين قرية كبيرة ذات أراض صخرية موحلة، وهي ‏محاطة بالتلال الصغيرة من كل جانب، وهي تشرب من أربعة آبار أغزرها بير أم جديع جنوبا وتضم ‏أربعة أخاديد مشجرة بالزيتون وبلغ عدد سكانها 900-1000 من المسلمة (عام 1883) ومما يميزها ‏وجود عدد كبير من الكهوف حولها وقد ذكر اسمها في التلمود تحت اسم ‏Beht-Guvrin‏ ( هذا لا ‏يعني أن تكون القربة العربية هي المقصودة بهذا الاسم بالضرورة يج) وذكر اسمها في الفترة الصليبية ‏باسم ‏Gibelin.

‏كان معظم بيوت القرية في القرن التاسع عشر مصنوعا من الطين، وكان بيت الشيخ المكون من ‏طابقين مبنيا من الحجر عدد سكان بيت جبرين عام 1912 فكان ألف مسلم وعام 1922 1520 ‏نسمة وعام 1931 1904 يسكنون 623 بيتا وقدر عددهم عام 1945 ب 2635 نسمة وفي عام ‏النكبة وصل عدد السكان فيها ما يقارب ال 3000 نسمة هجروا إلى عدة مخيمات منهم مخيم الفوّار ‏في الخليل ومخيم بيت جبرين في مدينة بيت لحم وفي بعض البلدان المجاورة كالأردن وسوريا ولبنان.

احتلال للقرية

‏ بقيت البلدة عربية عريقة، حتى وقعت في أيدي المحتل عام 1948 فدمرها وهجّر سكانها أقيمت ‏عليها عام 1949 قلعة إسرائيلية باسم بيت جفرين ‏Beit Gurvrin‏ إلى الشمال من انقاضها وعندما ‏دخلت القوات المصرية فلسطين، في المراحل الأولى من الحرب، أُعطيت الكتيبة الأولى في الجيش ‏المصري الأوامر لكي تتخذ مواقع لها في بيت جبرين (الواقعة على خطوط الجبهة الفاصلة بين ‏القوات الإسرائيلية والقوات المصرية) في النصف الثاني من أيار/مايو 1948 وورد في صحيفة ‏‏(نيويورك تايمز)، في أوائل أيار/مايو، أن آلافاً من سكان يافا نزحوا إلى منطقة الخليل، و(سكن ‏كثيرون منهم الكهوف التاريخية لبيت جبرين، شمالي غربي الخليل).

وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن احتلال بيت جبرين تم في الطور الأخير من عملية يوآف ‏وعلى الرغم من أن عملية يوآف جرت، بصورة رئيسية، في المنطقة الساحلية الجنوبية (حيث نجحت ‏القوات الإسرائيلية أخيراً في احتلال المجدل وإسدود)، فإنها اشتملت أيضاً على هجوم شنّه لواء ‏غفعاتي في منطقة تلال الخليل علاوة على ذلك، جرى التنسيق بين عملية يوآف وعملية ههار، بعد ‏‏18 تشرين الأول/أكتوبر، وكان الهجوم في الجزء الجنوبي من ممر القدس وكانت العمليتان بقيادة ‏يغال آلون، (الذي لم يترك وراءه في حملاته السابقة أية مجموعة مدنية عربية)، بحسب ما ذكر ‏المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس وأُوكل إلى لواء غفعاتي، خلال عملية يوآف، مهمة التقدم شمالاً وشرقاً ‏صوب الخليل، بينما كانت قوات إسرائيلية أُخرى تندفع في اتجاه الجنوب الشرقي نحو غزة والنقب ‏ويذكر موريس أن بيت جبرين قُصفت بعنف في بداية عملية يوآف، في 15-16 تشرين ‏الأول/أكتوبر، لأن (بيت جبرين أُضيفت إلى الأهداف المألوفة للقوة الجوية الإسرائيلية، أول مرة الليلة ‏الماضية [18 تشرين الأول/أكتروبر]، وأنها قصفت مرة أخرى في الأيام القليلة اللاحقة وقد أدت هذه ‏الهجمات، بالإضافة إلى غارة ليلية تمهيدية، إلى ما يسميه بِني موريس (الفرار ذعراً) من القرية.‏

ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز) تعليقات لناطق عسكري إسرائيلي على أهداف العملية، إجمالاً، ‏قال فيها إنه لم يكن في نية الجيش الإسرائيلي أن يستولي على معاقل الجيش المصري في المنطقة، ‏لكن (في أثناء تنفيذ عمليات قطع الطرق ضعفت قوة بعض المواقع [المصرية]، بحيث بدا من البديهي ‏الاستيلاء عليها) ‏

احتلت العصابات الصهيونية بعض القرى، مثل دير الدبّان (نحو 6 كلم إلى الشمال) في أثناء ‏الاندفاع صوب الشمال في 23-24 تشرين الأول/أكتوبر 1948 ويشير موريس إلى هجوم أولي على ‏بيت جبرين ليل 24 تشرين الأول/أكتوبر 1948، لكنه يذكر أن احتلالها لم يتم إلاّ في 27 من الشهر ‏نفسه أمّا (تاريخ الهاغاناه) فيؤرخ الهجوم الأولي في 26 تشرين الأول/أكتوبر، ويؤكد أن القرية احتُلت ‏في اليوم التالي.

عندما تم احتلال بيت جبرين نهائياً، اعتبر الإسرائيليون أن السيطرة عليها تشكل تقدماً عسكرياً ‏مهماً على الجبهة الجنوبية كما أنه أحكم باحتلالها تطويق (جيب الفالوجة) بعد أن اكتمل معظم عملية يوآف، تابع بعض الوحدات الإسرائيلية التقدم نحو الشرق في منطقة ‏الخليل وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر، أفاد مراسل صحيفة (نيويورك تايمز) أن (الدوريات الإسرائيلية ‏وجدت عدة قرى في النقب الشمالي، بين بيت جبرين والخليل، خالية فاحتلتها) وفي قضاء غزة، نهبت ‏وحدات إسرائيلية مدينة المجدل وبعض القرى التابعة لها، في 4-5 تشرين الثاني/نوفمبر 1948؛ ‏وهذا الهجوم الأخير سبقته غارات جوية على امتداد المنطقة الساحلية الجنوبية.

والظاهر أن القرية لم تدمِّر إبان احتلالها، أو أنها على الأقل- لم تدمر فور احتلالها ويذكر بِني ‏موريس حالة بيت جبرين، من خلال وصفه موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، دافيد بن غوريون، من ‏تدمير القرى، فيقول (يبدو بن غوريون في يومياته، أحياناً، أنه يحاول متعمداً تضليل مؤرخي ‏المستقبل) فمن ذلك أنه، في 27 تشرين الأول/ أكتوبر وجد من الوقت ما يدون فيه ما يلي "دخل ‏جيشنا هذه الليلة بيت جبرين يغال ألون [قائد الجبهة الجنوبية] طلب الإذن في نسف بعض المنازل، ‏فأجبت بالرفض".

القرية اليوم

كل ما بقي منها مسجد، ومقام مجهول الاسم، وبضعة منازل المسجد بناء حجري مسطّح السقف، له ‏نوافذ عالية مقوّسة من جميع جهاته، وله أبواب مقوّسة الأعلى أيضاً، وله في الجهة الخلفية رواق ‏واسع القنطرة تعلوه قبة والمسجد محاط بالنباتات البرية أمّا المنازل الباقية فبعضها يقيم فيه اليهود، ‏وبعضها الآخر مهجور وقد حُوّل أحدها- وهو بناء حجري مؤلف من طبقتين، وله باب مستطيل ‏ونوافذ- إلى مطعم إسرائيلي مسمى باسم عربي هو ((البستان)) وتنتصب منازل إسرائيلية مسبقة ‏الصنع قرب المقام المهجور وبات موقع القرية مغطى بالأعشاب الطويلة والشجيرات ونبات الصبّار ‏وأشجار الكينا، في حين أصبحت المنطقة الغنية بالآثار موقعاً يجتذب السياح. ‏

الخرب المجاورة

إن بلدة بيت جبرين والمناطق المحيطة بها تعتبر من المناطق الأثرية التي ازدهرت فيها حضارات ‏الأمم والشعوب، ولذلك فهي تحتوي على عدد كبير من الخرب والآثار بلغ عددها أكثر من 26 خربة ‏وأكبرها خربة عطا الله ( بوايك عطا الله ).‏