حسن مصطفى

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ٠٧:٥٩، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

حياته

ولد حسن مصطفى في قرية بتير لواء القدس في 1914 /12 /25، تعلم القراءة والكتابة في ‏كتّاب القرية، حيث لم تكن مدارس في ‏العهد التركي. التحق فيما بعد بكلية الروضة بالقدس وتخرج ‏فيها بتفوق، ثم أكمل دراسته في الجامعة الأمريكية في القاهرة. عاد إلى ‏فلسطين ليبدأ حياته ‏العملية في دائرة التعاونيات الحكومية لمدة عام، ثم مدرسا لمدة عام آخر في كلية الروضة في ‏القدس.‏

أصدرت سلطات الانتداب البريطاني أمرا باعتقاله عام 1939 مع غيره من مثقفي فلسطين أمثال ‏إبراهيم طوقان وعبد القادر ‏الحسيني، إلا انه أدرك الأمر وغادر البلاد خلال 12 ساعة إلى شرقي ‏الأردن ثم إلى العراق، حيث عمل في دار المعلمين العليا في ‏بغداد. عاد إلى فلسطين في العام ‏‏1943 وعمل مع الأستاذ خليل السكاكيني في تأسيس كلية النهضة، ثم عمل في إذاعة الشرق ‏الأدنى ‏في يافا، وكان له برنامج بعنوان (راوية الصباح) وأصدر خلال عمله في الإذاعة كتاب ‏‏(قطرات ريفية).

انتقل حسن مصطفى إلى قلم المطبوعات، وتولى إدارة وتحرير مجلة المنتدى التي حول اسمها ‏لمجلة القافلة، وصدرت مدة عام قبل ‏النكبة الأولى 1948 حوالي 52 عددا، وهي مجلة أسبوعية ‏مصورة احتوت أقلام الأدباء وأهل الفكر في فلسطين والدول العربية، ‏وسدت فراغا في الصحافة ‏العربية في ذلك الوقت.‏

أوائل 1948 اصدر كتاب (خطرات ريفية) الذي وضع مقدمته الدكتور اسحق موسى الحسيني، ثم ‏انتقل للعمل في قلم المطبوعات في ‏القدس، فتولى إدارة مجلة المنتدى وتحريرها خلفا لعبد الرحمن ‏بشناق، وظل كذلك بعد أن حول اسمها إلى مجلة القافلة الني صدر ‏منها حتى عام عام 1948 ‏اثنان وخمسون عددا بأقلام فلسطينية وعربية.‏

في العام 1948 صدر كتابه الثاني "شخصيات" الذي قدم له الأستاذ خليل السكاكيني، تزامن ‏صدور الكتاب مع نكبة فلسطين، وحينها ‏بدأ يكتب في جريدة الأردن تحت عنوان (واقعيات) وهي ‏مقالات يومية في واقع الحياة المرير في تلك الفترة 48 ـ49. وكتب عام ‏ا195 في مجلة الهدف ‏المقدسية بعنوان خربشات، وهي عبارة عن مقالات وخواطر.

عمل المرحوم حسن مصطفى بعد النكبة في وكالة الغوث الدولية منذ عام 1951 وحتى وفاته، ‏وكان مديرا لمنطقة الخليل، وكان من ‏الشخصيات التي ساهمت في تأسيس قسم التعليم، ثم مديرا ‏لدائرة الشؤون الاجتماعية في رئاسة الوكالة بأسلوب عملي متميز. رشح ‏نفسه لانتخابات البرلمان ‏الأردني طمعا في الانطلاق في ميدان الخدمة العامة والتنمية. في حوالي عام 1956 أصدر بحثا ‏عن عملية ‏النهوض بالمجتمع المحلي باللغتين العربية والإنجليزية. كان عضوا في "المؤتمر الدائم ‏لقضايا الوطن العربي".‏

‏1960 ـ 1961 استلم منصب ضابط ارتباط بين وكالة الغوث والحكومة الأردنية ومديرا للعلاقات ‏العامة في رئاسة الوكالة. وتوفي ‏‏1961 /6 /4 بالسكتة القلبية، وهرع الناس من جميع أنحاء ‏فلسطين للإعراب عن حزنهم العميق.‏

اشتهر حسن مصطفى بالجرأة الأدبية والمثالية في القول والفكر والسلوك والتمسك بالمبادئ ‏والأخلاق، ورفضه للإغراءات المادية والمعنوية التي أتيحت له في الخارج، فقد عرضت عليه ‏منظمة اليونسكو أن يكون في المجلس الدائم لليونسكو في باريس، فرفض مغادرة الوطن، وقال " ‏منفعتي تبدأ من تحت قدمي أولا". وقد قيمت اليونسكو تجربته في بتير وقارنتها بتجاربها في سرس ‏الليان (مركز التربية الأساسية في العالم العربي). وقد أكدت على أنها أكثر نجاحا وإبداعا، وقدرت ‏قيمة الإنجازات بـ (9 ملايين دولار) في ذلك الوقت.‏

مساهم رائد في التنمية والثقافة

يعتبر حسن مصطفى رائدا في تنمية المجتمع وتطوير الإنسان والثقافة والبيئة في فلسطين والأردن ‏منذ بدأ نشاطه في نادي الاتحاد القروي عام 1945 الذي أسسه مجموعة من مثقفي الريف ‏الفلسطيني في منطقة القدس. بعد نكبة 1948 عمل على تثبيت الأرض في قريته ومنع الهجرة ‏بل إعادة المهاجرين إلى بيوتهم وأراضيهم وقريتهم، والصمود لحل المشكلات، وقاد عملية النهوض ‏بمجتمعه وتنميته في أصعب الظروف إلى أن أصبحت بتير القرية النموذجية في الشرق الأوسط. ‏كان حسن يعمل دائما على ترسيخ مبدأ العونة والعمل التطوعي في سبيل المصلحة العامة، وعلى ‏إيجاد حياة تعاونية تضامنية، وتوفير فرص العمل في المشاريع المختلفة ورعاية الإنسان، وبقاء ‏شخصية الأفراد والتربية والتعليم، والاهتمام بالمرأة وتعليمها ومشاركتها في التنمية والبرامج التربوية ‏والثقافية. يضاف إلى هذه الإسهامات إسهاماته التربوية باهتمامه بفتح المدارس خاصة للفتيات ‏حيث إنه:‏

• كان أول من تبنى تعليم البنات؛ فقد أسس في قريته مدرسة للبنات في 1952/2/6 وكان ‏ذلك حجر الأساس للاسعافات الأولية والمهارات اليدوية والفرق الكشفية والمكتبة والإذاعة ‏المدرسية والمواضيع المهنية‎…‎‏ ‏ • ولأن جذور حسن مصطفى كانت في الأرض؛ فقد حافظ على تراث الأجداد واهتم بالزي ‏الشعبي، وافتتح في عام 57 مركزا للخياطة ومن أقواله في ذلك "إننا نكبر أمثال هؤلاء النسوة، ‏هذه الثقة بالنفس، والاعتزاز القومي الذي صمد أمام الموضات وجنون الأزياء، إنها النفس ‏الأصيلة التي ترى الحضارة والسعادة في الرقي الحقيقي، والتقدم الحقيقي مع الارتباط ‏والاعتزاز بالطابع الإقليمي "فلندعم اعتزازنا باللباس القومي بروح التقدم الحقيقي".‏

انتاجه الكتابي:‏ على الرغم من مسؤوليات الأستاذ حسن مصطفي الكثيرة والمتنوعة إلا أنه قام بإنتاج العديد من ‏المقالات والخواطر والكتب في مجالات متنوعة منها:‏ ‏-‏ مقالات عن الغناء الشعبي في فلسطين والأردن والعراق ‏-‏ مذكرات التعاون المعنونة "هل عاونت" الذي صدر في العام 1958‏ ‏-‏ كتاب "خطرات ريفية" صدر عام 1945‏ ‏-‏ كتاب "شخصيات" الذي صدر عام 1948‏ ‏-‏ كتاب "ثماني سنوات من النهوض بالمجتمع المحلي" صدر بالانجليزية.‏

من أقواله

"إن القيم الكبرى لا يمكن حسابها بالدينار، وإذا حققوا المعجزات فذلك يعود إلى روح التعاون ‏بينهم" ‏

‏" السياسة هي أن تقول ما لا تعني، وتعمل ما لا تقول"‏

‏"أنا فلسطيني ابن فلسطيني إلى ما شاء الله"‏

ومن مقالاته مقال بعنوان عكازان! يقول فيه:‏

‏" يسير هذا البلد الطيب والأقطار العربية الشقيقة في حركة إصلاحية عرفت "بالنهوض ‏بالمجتمعات المحلية" أو "الإصلاح الريفي"، كما ترجمت، خطأ، وأقاموا لهذه الحركة مراكز تدريبية ‏بين محلي ودولي، كما وضعوا المناهج للتدريب. ‏

وقوام هذه الحركة كما يبدو وكما هي سائرة الآن في أنحاء الشرق العربي، بمناخها وتدريبها ‏وسيرها في الإصلاح، عكازان رئيسيان،... هذان العكازان هما "القيادة" و "الإرشاد". "والإرشاد" ‏يعني النصح؛ الفني منه وغير الفني، والنصح بالتالي يعني "حكي" و"القيادة" تعني الإيحاء ‏والإشراف والتوجيه وبالتالي "الوجاهة" و"الحكي" و"الوجاهة" من عقد مجتمعنا المزمنة. ‏

فنحن مرشدون وفصحاء بالسليقة وبدون تدريب، وغالبيتنا "كالديك الفصيح في البيضة يصيح" ‏ومعظمنا بطبعه مصاب بعقدة القيادة، وكلنا يبغي كما قال الشاعر "فتى ساد عشيرته أمردا".‏

فالبدء بهذين العكازين: "الإرشاد" و"القيادة" وإظهار أهميتهما وتركيز التدريب عليهما إن هو إلا ‏زيادة في تعقيد العقدة النفسية الشائعة عندنا، والواقع أننا أحوج ما نكون إلى العمل لا إلى القيادة، ‏وإلى الخدمة لا إلى الإرشاد، وأحوج ما نكون إلى مراكز تدريب تخرج "عمالا" اجتماعيين لا "قادة" ‏وإلى خدمة ومساعدة لا إلى إرشاد. ‏

وإننا في حاجة قصوى إلى تأكيد هاتين الناحيتين"العمل والخدمة" والسير بهما، ثم بالتالي نحتاج ‏إلى الإرشاد والقيادة بنسبة توفر العمل والخدمة. ونرجو أن تصل مراكز التدريب إلى هذه النتيجة ‏بعد هذه الفترة الطويلة من التجارب!‏

إعداد

د. هديل قزاز