«حسين احمد هلال»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب'==الشاعر‎ ‎والمناضل حسين هلال== ينحدر المرحوم حسين‎ ‎من عائلة هلال، وهي من صميم عشيرة زيد،...')
 
 
سطر ٦٢: سطر ٦٢:
 
‎يحيى جبر: الحاج حسين أحمد هلال (1895 - 1939) - رواية ربحي حسين هلال‎ - ‎مكتبة الجمعية ‏العلمية – نابلس
 
‎يحيى جبر: الحاج حسين أحمد هلال (1895 - 1939) - رواية ربحي حسين هلال‎ - ‎مكتبة الجمعية ‏العلمية – نابلس
  
[[تصنيف:شخصيات وأعلام]]
+
[[تصنيف:موسوعة علماء فلسطين وأعيانها]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٨:٤٢، ٢٣ أبريل ٢٠١٨

الشاعر‎ ‎والمناضل حسين هلال

ينحدر المرحوم حسين‎ ‎من عائلة هلال، وهي من صميم عشيرة زيد، التي هي فرع أصيل من عشيرة ‏كريشان‎ ‎او الكراشين القاطنة في معان في الجنوب الأردني‎. ‎قدم اجداده من معان‎ ‎الى قرية باقة الحطب - ‏من أعمال نابلس- وأقاموا فيها دهراً قبل ان ينزل‎ ‎احفادهم الى قلقيلية بعد عمرانها الثاني في الفترة ما بين ‏‏1805-1813م. ولد‎ ‎حسين هلال في قلقيلية عام 1895م، وكان والده المرحوم احمد بن حمد بن هلال،‎ ‎يعمل مستنطقا في طولكرم أيام العهد العثماني. ووظيفة المستنطق، هي النظر‎ ‎والتحقيق والفصل في ‏الحقوق والقضايا والخلافات الفردية والعشائرية حسب‎ ‎الأنظمة العثمانية‎.‎

ووظيفة المستنطق‎ ‎تعادل وظيفة المتصرف في العهد الأردني، وكانت تسند هذه الوظيفة الى كبار‎ ‎شيوخ ‏القرى البارزين، الذين عُرفوا باللباقة والعلم والمعرفة، والفطنة‎ ‎والذكاء وسعة النفوذ في العشائر، إلى جانب ‏فصاحة اللسان وسعة الصدر، مع‎ ‎سخاء اليد ومضاء السيف‎.‎

ويروي عنه ولده حسن‎ ‎هلال الذي كان مختارا لعشيرة زيد حتى عام 1973م، ان مندوبا عن الجمعية‎ ‎العربية الفتاة ومقرها في دمشق، جاء لمقابلة أبيه احمد، وعرض عليه مبلغا من‎ ‎المال لإغرائه بالانضمام ‏للجمعية، لكنه رفض ذلك بشدة، وقال لن أكون معولاً‎ ‎لهدم الخلافة الإسلامية‎[1]‎‏. وتوفي والد حسين هلال‎ ‎الى رحمه الله تعالى فجأة عام 1916م، وهو يتهيأ لأداء الصلاة‎.‎

اما صاحبنا حسين‎ ‎هلال موضوع البحث، فقد تلقى علومه الأولى في المسجد العمري (القديم) وتتلمذ‎ ‎على ‏يد الشيخ الفقيه محمد العورتاني، ثم أكمل ثقافته على نفسه، وكان يهتم‎ ‎بدراسة اللغة العربية والدين والشعر ‏والأدب والتاريخ وعلم الاجتماع‎.‎

التحق حسين هلال‎ ‎بالعسكرية العثمانية لمحاربة القوات البريطانية عندما اندلعت الحرب‎ ‎العالمية الأولى ‏عام 1914م، وبعد انتهاء الحرب وسقوط فلسطين بيد الاستعمار‎ ‎البريطاني وتشكيل إدارة عسكرية انجليزية ‏ثم مدنية لتصريف شؤون السكان، حيث‎ ‎تولى حسين هلال رئاسة مجلس محلي قلقيلية لمدة عامين (23-‏‏1925م).‏

وقد شارك مع رجال‎ ‎عشيرته، وباقي عشائر بلده في ثورة الشيخ شاكر أبو كشك شيخ عربان العوجا عام‎ ‎‎1921‎م ضد المطامع الاستعمارية في هذه البلاد‎.‎ وقد مثَّل حسين‎ ‎هلال والشيخ عبد الله القلقيلي بلدهم قلقيلية في مؤتمر نابلس عام 1931م،‎ ‎لمواجهة الخطر ‏الذي يحدق بفلسطين، بسبب تآمر الإنجليز وتسليحهم لليهود،‎ ‎ودعوا إلى تسليح عرب فلسطين لمقاومة هذا ‏الخطر‎.‎

وفي عام 1936م تم‎ ‎تشكيل اللجان القومية في جميع مدن فلسطين ‏‎-‎‏ ومن ضمنها كانت قلقيلية‎- ‎لمساندة ‏اللجنة العربية العليا لفلسطين، التي كانت تهدف إلى مواجهة الموقف‎ ‎الخطير في فلسطين، وإدارة حركات ‏الإضراب العام والشامل والثورة الفلسطينية‎ ‎التي اشتعلت عام 1936م ضد الحكم البريطاني الجائر، ودامت ‏هذه اللجان حتى‎ ‎صيف عام 1939م وانتهت بانتهاء الثورة‎.‎

وكان حسين هلال‎ ‎سكرتير اللجنة يدعو ممثلي العشائر للتضافر والتعاون والثبات والعمل المستمر‎ ‎لمواجهة ‏جبروت الآلة العسكرية البريطانية. ومن أعضاء اللجنة القومية كان‎ ‎المرحومين: إبراهيم صالح هلال، عبد ‏الله مصلح حمدان، عزت ناصر قزوح،‎ ‎إبراهيم طه زهران، احمد محمد عبد الرحمن، عبد الفتاح المحمود، سعيد ‏احمد‎ ‎الحسن، عبد الغافر جبارة، إبراهيم الشنطي‎.‎

وكانت وظيفة اللجنة‎ ‎القومية في قلقيلية تأسيس الوحدات المقاتلة وتوزيع الاسلحة والذخائر التي‎ ‎كانت ترد ‏من نابلس على عشائر قلقيلية، وكذلك إحضار الذخائر والتمويل‎ ‎للثائرين من خارج البلدة، والذين كانت ‏تربطهم مع حسين هلال صلات وثيقة،‎ ‎وتوجيههم نحو اهداف محددة في محطات سكة الحديد، ومحطة ‏راس العين،‎ ‎والمستعمرات القريبة منها، مثل: قلمانيا، كفار سابا، رمات هاكوفيش‎ .. ‎وغيرها‎.‎

وفي عام 1931م علم‎ ‎صاحبنا حسين هلال بزيارة رئيس الوزراء المصري إسماعيل صدقي باشا لفلسطين،‎ ‎وانه سيمُّرُ بمحطة سكة حديد قلقيلية قادما من الشمال، وقام بجمع لفيف من‎ ‎أهالي ووجهاء قلقيلية، وذهبوا ‏جميعا الى محطة القطار، وعندما وصل القطار‎ ‎صعد حسين هلال الى الصالة التي تخص رئيس الوزراء ‏وحاشيته، وألقى كلمة‎ ‎ترحيبية مناسبة دعاه فيها الى العمل على نصرة القضية الفلسطينية، فوعده‎ ‎بالعمل ‏على ذلك، وبعث الى حسين هلال ببرقية شكر وتقدير عندما عاد الى بلده‎ ‎مصر‎.‎

وفي عام 1933م علم‎ ‎أهالي قلقيلية بان المندوب السامي البريطاني السير‎ "‎آرثر واكهوب‎" ‎سيمر‎ ‎بمحطة ‏سكة حديد قلقيلية، فاغتنم صاحبنا الفرصة وذهب مع أعضاء المجلس المحلي‎ ‎ورئيسه الحاج نمر السبع ‏وبعض وجوه البلدة وشبابها، وصعد إلى القطار وتوجه‎ ‎إلى صالة المندوب السامي وألقى كلمة باللغة ‏العربية عن القضية الفلسطينية،‎ ‎ووجوب الاهتمام بها من قبل الحكومة البريطانية‎.‎

وفي شهر آب من عام‎ 1935‎م قام الأمير سعود بن عبد العزيز بزيارة القدس بناءاً على دعوة من‎ ‎الحاج ‏أمين الحسيني المفتي الأكبر ورئيس المجلس الأعلى، ودعي حسين هلال‎ ‎للمشاركة في استقبال الأمير، ‏كما زار الأمير السعودي يافا وتلقى حسين هلال‎ ‎دعوة من الوجيه يوسف عاشور، وهو احد الشخصيات ‏البارزة في يافا لاستقبال‎ ‎الأمير، وحضور المأدبة الكبرى التي أقامها في بيته بالعجمي على شرف الأمير‎ ‎سعود‎.‎

وانتهز حسين هلال هذه الفرصة ودعا الأمير سعود لزيارة قلقيلية، فلبى‎ ‎الأمير الدعوة وزار قلقيلية عصرا، ‏وأقيم له صوان كبير نصب في ظاهر البلد‎ ‎الشمالي، في منطقة المحجَّر على ارض ملك المرحوم عبد ‏الكريم جاموس، في‎ ‎المكان الحالي لمحطة محروقات الشنطي ومول عزام جاموس‎.[2] ‎‏ ورافق الأمير ‏السعودي في زيارته المفتي الحاج أمين الحسيني رحمه الله، حيث‎ ‎شربوا القهوة العربية الأصيلة، وألقى ‏حسين هلال كلمة ترحيبية موجزة بالأمير‎ ‎سعود، ثم ناوله قصيدة مدح فيها الأمير ووالده الملك عبد العزيز ‏آل سعود‎. ‎واكتظ المكان بالحاضرين من أهالي قلقيلية والمناطق المجاورة، الذي اخذوا‎ ‎يهتفون قائلين‎:‎ يا ابن سعود يا ابن سعود‎ *** ‎الإنجليز خانوا‎ ‎العهود ‏ وكان حسين هلال‎ ‎أديبا وشاعرا جاهلي الأسلوب نشرت له قصائد ومقالات عديدة في مناسبات شتى. وقد ‏وهبه الله رجاحة العقل وفصاحة اللسان، وقدرة فائقة على العرض والتعبير.‏‎ ‎وكان محبا لتربية الخيول ‏العربية الأصيلة، ويشارك في سباق أنداده في‎ ‎الأعراس والأفراح في مباريات وألعاب وُدِّية‎.‎

الإنتاج الشعري

له قصائد نشرت في كتاب: «الحاج حسين أحمد هلال»، وله‎ ‎قصائد نشرت في صحيفتي: «الصراط ‏المستقيم»، و«الدفاع» اليافاويتين، وقصائد‎ ‎نشرت في بعض الصحف المصرية‎. ومن أشهر قصائده: عذراء عدنان، قبل الفراق، ولوعة الحب‎.

نماذج من أشعاره‎

عذراء عدنان عذراءَ عدنانَ‎ ‎جُرِّي الذيلَ في شممِ‎ ‎على ذرا المجد أو‎ ‎طورٍ من الكرمِ قُومي انفضي عنك‎ ‎ثوب الذلِّ شامخةً‎ ‎تيهًا على الدهر والتاريخ‎ ‎والأمم قومي اصرخي في شعوب‎ ‎الضاد رافعةً‎ ‎صوتًا ينبِّهُ فيها دارس‎ ‎الرمم قومي اشحذي في بني‎ ‎عدنانَ يقظتَهم‎ ‎واحيي بهم خامل العزْمات والهمم قومي اذكري عهدَ‎ ‎مُلْكٍ كان يجمعنا‎ ‎سامي‎ ‎العمادِ وشملٍ غير منقسم قبل الفراق قفي كيما أمتِّعَ منك طرفي‎ ‎وأشفي صبوةَ القلب‎ ‎الحزين قفي نقضي اللبانةَ من وصالٍ‎ ‎يداوي غلّتي وجوى‎ ‎حنيني فوصلُك منيتي، وشغافُ قلبي‎ ‎وهجرُك مبعث‎ ‎الداء الدفين كتمتُ هواك في الأحشاء منّي‎ ‎فباح بسرِّه فيضُ‎ ‎الشؤون لوعة الحب سما بك شوقٌ للحبيب‎ ‎يُبرِّحُ‎ ‎فدمعُك من عينيك هتّانُ يسفحُ‎ ‎ وهاجت لك الذكرى‎ ‎أفانين صبوةٍ‎ ‎لهيبُ سناها في فؤادك يلفح‎ ‎ تفيق عمايات القلوب‎ ‎عن الصّبا‎ ‎وقلبُك في موج الصَّبابة يسبح‎ ‎ ‎ ‎ويمحو التنائي لوعة الحبِّ والهوى‎ ‎وحبُّك ما بين الجناحين يطفح‎ ‎ ولي مهجةٌ لولا الأماني تُريحُها‎ ‎لأنضجَها حَرُّ الغرام المبرِّح‎ ‎

ومن أعماله الأخرى‎

‏-‏ له كتابان مخطوطان: ‏‎"‎تاريخ قلقيلية وعرب أبي كشك والجرامنة"، و"مراسلات مع الشخصيات ‏الوطنية".‏ توفي حسين هلال إلى رحمة الله تعالى عام 1939م، وهو في شرخ شبابه وأوج عطائه، حيث أفنى زهرة ‏عمره مناضلا مكافحا ومساهما بكل ما‎ ‎يستطيع في سبيل خدمة بلده ورفع راية وطنه العزيز، وقد فقدت ‏قلقيلية بوفاته‎ ‎أعزَّ أبنائها، ونعته الصحف الفلسطينية لأيام عديدة، وتقاطرت إلى ديوان‎ ‎عشيرة زيد وفود ‏التعزية من مختلف البقاع والأصقاع الفلسطينية، لتقديم واجب‎ ‎العزاء بالفقيد الكبير‎.‎

وتخليداً لذكرى‎ ‎الفقيد الطيبة أُطلقت بلدية قلقيلية اسم حسين هلال على الشارع الممتد أمام‎ ‎مقر البلدية ‏الحالي‎.‎ ‏***‏

المصادر

‏(1+2) رواية محمد سعيد هلال – ابو بلال – وكان عمره إذاك 10 سنوات – 2006م ‎يحيى جبر: الحاج حسين أحمد هلال (1895 - 1939) - رواية ربحي حسين هلال‎ - ‎مكتبة الجمعية ‏العلمية – نابلس