دور التاريخ الشفوي في توثيق ملفات القضية الفلسطينية

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ٠٨:١٦، ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'بات من غير الممكن على أي باحثٍ أو مؤرخ يتناول التاريخ المعاصر لأية أمة أو شعب ، تجاهل ‏الرواي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بات من غير الممكن على أي باحثٍ أو مؤرخ يتناول التاريخ المعاصر لأية أمة أو شعب ، تجاهل ‏الروايات الشفهية التي تتناول الوقائع التي عاصروها أو حدثت بعدهم مباشرةً، سواء أكانوا أنفسهم شهوداً عياناً ‏لها، أو من خلال الرواة الآخرين الذين عايشوها. لقد أضحت الرواية الشفوية لازمة ومهمة وشاهدة على العصر، ‏مع الأخذ بعين الاعتبار أن الباحث عندما يعتمد على تلك الروايات، ألاَّ يعتبرها بديلاً عما ورد في الوثائق ‏والمصادر التاريخية الأخرى لأي سببٍ من الأسباب؛ بل يعد الرواية الشفهية داعمةً لتلك الوثائق والمصادر، إلا ‏في حالة انفراد الرواية الشفهية بذكر خبر،أو حادثة لم يرد ذكر لها في الوثائق ،أو المصادر. فقد يداخل الراوي ‏الهوى، فيذكر ما يحلو له من وقائع مع بعض المبالغة، خاصةً إذا كان مناوئاً لسياسة حكومته التي وقعت ‏الأحداث في زمنها.‏

كما يجب تحري الدقة فيما يُنقل على لسان الرواة، وإلاَّ فقد تفقد الرواية الشفوية أهميتها، وقد تكون وبالاً ‏على المتلقي، حيث نسمح بذلك للبعض بنقل روايات إما تافهة أو مختلقة سوف تتناقلها الأجيال على ما فيها من ‏عيوبٍ ونقص. ويمكن الاعتماد على التاريخ الشفوي كمنهجِ بحث، غايته دراسة الماضي من خلال الكلمة ‏المحكيّة المحفوظة في الذاكرة الإنسانية والمنقولة مشافهةً من خلال روايات الأفراد وذكرياتهم عن أحداث ‏عاصروها ، وخبراتهم ومشاهداتهم، خاصةً تلك التي شاركوا فيها شخصياً، أو كانوا مجرد شهود عيان عليها، غير ‏أن ذلك لا يعني التسليم المطلق على تناول الرواية الشفهية في الدراسات التاريخية، نظراً لِما قد تحتويه من ‏أخطاء تؤدي بالباحث للوقوع في مزالق لا يسلم منها تاريخياً ، بعدما تستهويه رواية ما فيقبلها دون تمحيص لها ، ‏والواجب علينا قبول الروايات الشفوية على اختلاف توجهاتها بشيءٍ من الحذر والدقة ، من غير مبالغة. ورغم ‏أن مصطلح التاريخ الشفوي يبدو متناقضاً في ذاته، لأن التاريخ بمعناه الضيق عند البعض يعني الكتابة، ‏والمؤرخون عامةً متحيزون للمصادر المكتوبة، فالرواية الشفوية تبدو المواقف منها متباينة، وبعض المؤرخين ‏يرفضون الاعتراف بها كمصدرٍ من مصادر المعرفة التاريخية وذلك لسببين: ‏

‏- الأول: اعتمادها على الذاكرة التي هي عُرضة للقصور والخطأ. ‏

‏- الثاني: أن التاريخ الشفوي وتحديداً تاريخ الحياة هو عمليات تجري على الأحياء في حين أن التاريخ هو دراسة ‏الماضي. وفي هذا السياق يجب تحري الدقة فيما يُنقل على لسان الرواة، وإلاَّ فقد تفقد الرواية الشفهية أهميتها، بل ‏قد تكون وبالاً على المتلقي، حيث نسمح بذلك للبعض بنقل روايات إما تافهة أو مختلقة سوف تتناقلها الأجيال ‏على ما فيها من عيوبٍ ونقص. ‏

المزيد من المعلومات حول البحث

إعداد

د.عبد الحميد الفراني