«دور الجميزة والخبيزة في كتابة التاريخ الفلسطيني»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١٥٩: سطر ١٥٩:
 
وكم عاش من ثمرك ألف عائلة              وعدو متربص بك بكل شاكلة
 
وكم عاش من ثمرك ألف عائلة              وعدو متربص بك بكل شاكلة
 
في حلق كل معتدي أثيم خسيس            حماك الإله من كل عدو وتعيس
 
في حلق كل معتدي أثيم خسيس            حماك الإله من كل عدو وتعيس
 +
 +
مزيد من المعلومات في هذه [https://ency.najah.edu/sites/default/files/%20%282%29.doc الدراسة]
  
 
==إعداد==
 
==إعداد==
 
د. مجدي خضر الكردي
 
د. مجدي خضر الكردي
 +
[[تصنيف: سلسلة التراث الشعبي الفلسطيني]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٢٣، ٧ أكتوبر ٢٠١٨

تعتبر شجرة الجميز من الأشجار دائمة الخضرة، حيث تتميز أخشابها بالقوة وخاصة عند ‏غمسها في الماء وتبدأ شجرة الجميز ‏بإعطاء الثمار بعد حوالي 5 سنوات من تاريخ نموها، وأوراق ‏شجر الجميز بيضاوية الشكل خشنة الملمس، أما ثمار الجميز تشبه إلى ‏حد ما ثمار التين، ولكن ‏أرق منها كثيراً ولا يوجد في الثمرة بذور مثل التين وطعمها حلو المذاق ولونها أصفر مائل للاحمرار ‏ويفرز ‏النبات سائلا لبنيا غزيرا.‏

ومن خلال كتب التاريخ تبين أن الموطن الأصلي لشجر الجميز هو بلاد النوبة ونقلت منذ زمن بعيد ‏إلى فلسطين والشام، ويوجد في ‏قطاع غزة أشجار ضخمة قديمة جداً من الجميز يحكى حولها ‏الأساطير فيقال أن بعض هذه الأشجار منذ زمن الملكة هيلانا.‏

يحتوي الجميز على سكريات الفاكهة بشكل رئيسي وفلافونيات من أهمها الفيكوسين والبيرغابتين ‏وفيتامين وأنزيمات.‏

وفي هذه الدراسة عمد الباحث على إظهار حكاية شجرة الجميز في التاريخ الفلسطيني وذلك من ‏دراسة إحصائية حول شجر الجميز ‏في مدينة جباليا، وسوف يقوم الباحث بالمرور على نبات الخبيزة ‏الشهير في منطقة جباليا خصوصا وفلسطين عموما.‏

الفوائد والأهمية من زراعة شجر الجميز

‏ تعتبر شجرة الجميز أو ما يسمى (الرقاع) من الثمار المفيدة وذات المذاق الحلو، وهي من الأشجار ‏دائمة الخضرة وتعتبر ملطفة للجو، ومنها نوعان: الغزي والبلمي ويقال أن هذه الشجرة تثمر سبع ‏مرات في السنة ، وثمار الجميز تشبه ثمار التين‎ ‎ولكن بدون بذور واصغر حجما من التين ، ويحتوي ‏الجميز على سكر الفاكهة وفلافونيات ومنها الفيكوسين والبيرغابتين وانزيمات وفيتامينات والزنك وهو ‏مضاد للأكسدة ، ولديه خواص طبية كثيرة ويستخدم في علاج كثير من الأمراض في الجهاز ‏الهضمي وغيره.‏‎ ‎

الخواص الطبية لثمار الجميز

‏1.‏ قاتل للجراثيم ، بلبن الجميز‎ ‎

‏2.‏ مسهل وملين للمعدة والأمعاء‎ ‎

‏3.‏ معقم للنزلات المعوية‎ .‎

‏4.‏ محلل وملين للدم‎ .‎

‏5.‏ محلل للأورام العسرة‎ .‎

‏6.‏ مصلح للكلى‎ .‎

‏7.‏ مدر للطمث‎ .‎

‏8.‏ مسقط للجنين‎ .‎

‏9.‏ مصفي للصوت‎ .‎

‏10.‏ طارد للغازات‎ ‎

‏11.‏ ‎ ‎مخفض لضغط الدم المرتفع

‏12.‏ نشط للجهاز العصبي المركزي‎ .‎

‏13.‏ ‏ مخفض للوزن‎ ‎

‏14.‏ مخفض للكولسترول في الدم‎ ‎

‏15.‏ مخفض لنسبة السكر غي الدم‎ .‎

‏16.‏ مقوي ومنشط لجهاز المناع بمادة الزنك‎.


الأمراض التي يعالجها نبات الجميز

‏1.‏ الصدفية والقوباء والأمراض الجلدية ، بدهان موضع الإصابة بلبن الجميز ولبخات ‏بشرائح ثمار الجميز.‎

‏2.‏ لسعات العقارب.‎

‏3.‏ عضة الثعبان.‎

‏4.‏ التهاب وترهلات اللثة بالمضمضة بعصير الجميز.‎

‏5.‏ أمراض الكبد‎ .‎

‏6.‏ النزلات المعوية بأكل الثمار‎ .‎

‏7.‏ مرض الإسقربوط بعصير الجميز‎ .‎

‏8.‏ الجروح الشديدة بلبن الجميز‎ .‎

‏9.‏ الم الطحال

‏10.‏ ‎ ‎وجاع المعدة

‏11.‏ القشعريرة بعصير الجميز‎ .‎

‏12.‏ آلام الصدر والسعال المزمن والربو بمطبوخ الثمار‎ .‎

‏13.‏ الإسهال بشرب مطحون الأوراق على الريق‎ .‎

‏14.‏ القروح بذر رماد الحطب على القروح‎ ‎

‏15.‏ الإمساك وانتفاخ البطن بشرب عصير الجميز على الريق وأكل الثمار‎ .‎

‏16.‏ عسر الهضم بمطبوخ الجميز‎ .‎

‏17.‏ ضيق النفس بمطبوخ الجميز‎ .‎

‏18.‏ الحساسية‎ .‎

‏19.‏ الماليخوليا ‎ .‎

المعتقدات والأساطير التي تناولت شجر الجميز

تعتقد الديانات الثلاثة بصورة أو بأخرى أن شجرة الجميز هي مهمة وذات فائدة تصل في ‏بعضها للقداسة والاحترام والمحافظة عليها ونسج القصص التي تقارب الخرافات أكثر من الواقع.‏ ‏ فعلى سبيل المثال يعتقد المسيحيون بأن شجرة الجميز الموجودة في أريحا أنها من عهد ‏النبي عيسى عليه السلام ولها قصة حول رجل مرابي يدعى زكّا العشّار كان يأخذ أموال الناس ‏وبما أن شكوه الناس للسيد المسيح صعد على هذه الشجرة واتاه عيسى وطلب من أن ينزل ونزل ‏وذهب عيسى معه لبيته وتناول معه الطعام فأعاد الأموال لأصحابها، ويزور هذه الشجرة ألوف من ‏السائحين كل عام.‏


أما عند اليهود فللجميز العديد من الحكايات والأساطير فهم يعتقدون أن الجميز بكى على ‏موسى عليه السلام عندما تاه في سيناء ويعتقدون أن لكل شجرة جميز ملاك يلازمها فلا يجوز ‏اقتلاعها أو قصها أو نقلها في الظروف العادية ومن يتابع اليهود يجدهم يغيرون مسار طريق من ‏اجل شجرة جميز تقف في طريق هذا الشارع، ويعتقد البعض منهم أن هذه الشجرة هي التي تحميهم ‏من الأعداء في الحروب ولكنها ليست شجرة العرقد الذي تناولها الحديث الشريف في مواجهة اليهود ‏في الحرب التي ستقوم أخر الزمان.‏

والغريب في معتقد اليهود عن الجميز أنها مقدسة عندهم ولا يقتلعوها وفي المقابل قاموا بتدميرها ‏واقتلاعها، ويفسر الباحث هذا الفعل من قبل إسرائيل والذي توصل إيه من خلال معايشته لمجتمع ‏الدراسة والمقابلات الميدانية التي أجراها، أن هذا التدمير مقصود بحيث لا يقول الفلسطيني هذه ‏الشجرة زرعها جدي أو جد جدي كما هو في بيت آل النجار في جباليا حيث أن في بيتهم شجرة ‏جميز تعود عهد زراعتها إلى جد جدهم الحاج أحمد النجار.‏

ومن واقع مجتمع البحث الذي يعتنق الدين الإسلامي فكانت إجابتهم باحترام الأشجار جميعها كما ‏أوصاهم النبي محمد عليه الصلاة والسلام بعدم اقتلاع الشجر المثمر وهذا ما أفاد به جميع عينة ‏الدراسة من عائلات مدينة جباليا.‏

أما عند المصريين القدماء (الفراعنة) ففي معابدهم كانت نوت‎ (Nut) ‎وهي زوجة سب . ‏

تشخيصاً للسماء ، وتمثيلاً للمبدأ الأنثوي. تصورها الأيقونوغرافيا أنثى تسافر‎ ‎الشمس‎ ‎على جسدها ‏وأحياناً ترسم كبقرة . أما شجرتها المقدسة فهي الجميز‎.‎

الصراع على الجميز بين اليهود والشعب الفلسطيني

عمد الاحتلال من بداية الصراع على فلسطين على فرض واقع مزيف مفاده أن هناك وجود ‏تاريخي لليهود في فلسطين وقامت بالعديد من عمليات الحفر والتخريب لإثبات واقع مزيفا ولكنهم ‏فشلوا فشلا ذريعا، أما بخصوص الجميز فهم لا يريدون إبقاء إي جميز في بيت عربي ليقول هذا ‏الجميزة من زراعة أبي وجدي وجد جدي ولعل جميزة أريحا التي عاصرت النبي عيسى عليه السلام ‏تفند أكاذيبهم وجميزة أل النجار في جباليا البلد وجميز جبل الكاشف وجميزات أبو غنيمة وجميزات ‏القصاصيب أيضا، وما تبقى من أشجار الجميز في مدينة جباليا شاهد على عدم أحقية اليهود في ‏هذه الأرض والتي زرع فيها أجدادهم أشجار الجميز في بيوتهم ومزارعهم، وغير ذلك ما سطره التاريخ ‏من حملات التبشير والحملات الصليبية والتي كانت تدعو سكان أوربا لغزو فلسطين نظرا لوجود ‏شجرة الجميز التي تعطي ثمارا سبع مرات في العام.

قصص عن الجميز في جباليا

برغم أن الجميز من الأشجار المعمرة إلا أن هذه الشجرة لها حكايات حب مع أصحابها ‏ومع الأشخاص الذين زرعوها واعتنوا بها فهذه قصة عائلة النجار مع الجميز حيث قام أحمد النجار ‏منذ 65 عام بزراع شجرة الجميز في بيته نقلا أن أبيه الذي زرع شجرة الجميز في أرضهم، وقمنا ‏بتصوير هذه الأشجار وما تبقى منها، حيث وجدنا شجرة ضخمة وطويلة ولازالت ثمارها ذات الطعم ‏المميز والحلو ولا زال أحفاد أحفاده لأحمد النجار يقطفون ثمارها ويبيعونه في الأسواق لغاية هذا وتم ‏توثيق هذه الشجرة بتصويرها وسوف يتم ترقيمها من خلال بلدية جباليا.‏

ومن فوائد شجر الجميز أنها تزرع كسور وافي لبعض الأشجار لحمايتها، فكانت هذه الأشجار ‏المحيطة بالكروم وهي من أشجار الجميز مصدر من مصادر الفواكه اللذيذة لعابر السبيل.‏ والغريب في شجر الجميز في مدينة جباليا حكايات أخرى، مثل عمر الأشخاص مرتبط بزراعة ‏شجرة من الأشجار فيقال أن أبو العبد مولود في السنة التي زرعت فيها الجميزة الشمالية التي تقع ‏بين عائلة عسلية وعائلة جنيد، ويقال أيضا سنة ما قلعنا الجميزة.‏

‏ وتبقى شجرة الجميز شامخة في مدينة جباليا لتروي مع أهلها الحكايات وكيف كانت العلاقة بين هذه ‏الشجرة وأهل جباليا الطيبون علاقة محبة، فلما لا تكون هذه الشجرة هي الشاهد على عمق علاقة ‏الفلسطيني بأرضه وتعلقه بها وموته من اجلها وفي حرب 2008 توجد شجرة جميز ضخمة على ‏جبل الكاشف حيث دارت عملية عسكرية بين المقاومين الأبطال وجنود الاحتلال وسقط العديد من ‏الشهداء في هذه المعركة وظلت هذه الشجرة تحكي وتشهد على هذه المعركة وتقول أيها الفلسطيني ‏أنت معي من قبل ومعي الآن ومعي من بعد.‏ شجر الجميز في جباليا وفي أزمان متعاقبة كان عنصر من عناصر المقاومة فخلفها اختبأ ‏المناضلين ومن خلفها كانت بنادقهم تصوب اتجاه الغزاة والمحتلين.‏

وعند الحديث مع قاسم محمد أحمد محمد احمد النجار فقال أني أحب هذه الشجرة لأن جد جدي هو الذي ‏زرعها ومازالت لغاية الآن.‏

شجر الجميز في جباليا في المائة عام الماضي كان يغطي مساحات واسعة من أراضي جباليا ولكن ‏عندما ازداد عدد السكان وبدأ التوسع العمراني في مدينة جباليا البلد تم اقتلاع العديد من أشجار ‏الجميز ليحل مكانه العمارات والأبنية التجارية وخلافه، ولكن هناك العديد من هذه الأشجار باقية ‏لتشهد على سنوات العز والتاريخ الفلسطيني في مدينة جباليا.‏

الأمثال الشعبية التي قيلت في الجميزة والخبيزة

وفي متابعة لهذه الدراسة تم الحديث مع عينة الدراسة من مدينة جباليا وتسجيل الأمثلة الشعبية التي ‏تناولت الجميزة والخبيزة وهي:‏

• كُول جميز واشرب مية وايش ما جرى لك عليً

ويقصد بهذا أن ثمار الجميز مفيدة جدا ولا يأتي منها ضرر وشرب الماء بعد أكل الجميز يساعد ‏على هضمها بما لا يترك أثر سلبي على صحة من يتناولها

• ادلعي يا خبيرة في الزبادي العوج

يضرب هذا المثل لمن يغتر بنفسه ويتباهي بنفسه وهو غير ذلك وكون الخبيزة رخيصة الثمن فما لها ‏بالدلع والافتخار أو التكبر

• اللي معاه مصاري بيرش على الخبيزة بهار

ويضرب هذا المثل لمن يشعر بالبطر حيث أن الخبيزة أكلة بسيطة لا تحتاج لإضافات ومن يضيف ‏عليها يقال عنه انه مع فلوس وشو ما بده بعمل

• تتشبهو بالترك وما انتو مثيلها يا قرقع الجميز في عقاب الشتا

يضرب هذا المثل عندما يشبه شخص نفسه بشي كبير جدا وكأنه مثل خشب الجميز الذي لا يصلح ‏للدفا في فصل الشتاء

• مثل عن الجميز ...هيذي صابها وهيذي ما صابها

ويضرب المثل لمن لا يميز بين الأشياء ومش مهم عنده‎ ‎

• الفشر والنشر والعشا خبيزة

ويضرب هذا المثل لمن يفشر ويكذب ويلبس نفسه أشياء كبيرة وهو في حقيقة الأمر يتعشى خبيزة ‏وهي رخيصة الثمن

• ‎ ‎بيركض بيركض والعشا خبيزة

ويضرب هذا المثل من يتعب طول يومه بدون فائدة مادية تذكر بمعني بتعب على الفاضي

• الطول على الجوز والتخن على الجميز

يضرب هذا المثل في التمييز بين الطول والعرض والاختصاص

وفي موضوع الجميز هذه الأبيات من نظم الدكتور ماجد الكردي ‏ ‎ ‎يا شجرة الجميز يا تاريخ عزيز نحميك بأرواحنا وبكل عزيز جذورك في باطن الأرض ثابتة حماك صلاح الدين من كل نائبة والآن يعود مجدك بمجدي العزيز يتساقط ثمرك بلا عنف ولا هزيز وكم عاش من ثمرك ألف عائلة وعدو متربص بك بكل شاكلة في حلق كل معتدي أثيم خسيس حماك الإله من كل عدو وتعيس

مزيد من المعلومات في هذه الدراسة

إعداد

د. مجدي خضر الكردي