روحي الخالدي

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ١٠:٠٦، ٥ أبريل ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات) (‏كتب الخالدي ومقالاته)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

روحي الخالدي (1864- 1913)‏‎: في ‎بيت عريق من بيوتات العلم ولد بن ياسين بن محمد علي بن محمد ‏بن خليل بن صنع الله الخالدي المقدسي(1)، وهو لا يعد من أعلام ‏عرب فلسطين بل من ‏أعلام الأمة العربية، ولكنه لم ينل من الاهتمام ما يستحقةه بوصفه من زعماء النهضه ‏الفكرية والأدبية الحديثة.‏

وقد كتب لنفسه سيرة ذاتية نشرتها 1908 مجلة الأصمعي التي كانت تصدر في ‏يافا... ولخصها جرجي زيدان ونشرها في مجلة ‏الهلال(2)، ونشرت مجلة المنادى التي ‏كانت تصدر في القدس 1908 سيرة مفصلة للخالدين نقلها ناشر كتاب "المقدسة في ‏المسألة ‏الشرقية"(3) وصدّر بها الكتاب(4). ‏

وتنقسم سيرة المترجم إلى مراحل خمسة‎ ‎‏(5) مرحلة دراسته الابتدائية والثانوية ــ مرحلة ‏دراساته العليا في الأستانة وباريس _ ‏مرحلة عمله الأكاديمي في باريس مرحلة عمله ‏قنصلاً عاماً للدولة العثمانية في مدينة بوردو في فرنسا ـ مرحلة انتخابه نائباً عن ‏القدس ‏في مجلس المبعوثان (البرلمان العثماني) في الأستانة وانتخابه نائباً لرئيس هذا المجلس.‏

ميلاده ونشأته

ولد روحي الخالدي في مدينة القدس في مجلة باب السلسة (أحد أبواب الحرم ‏الشريف) عام1281هـ/ 1864م. وقد انتخب والده ‏ياسين في عهد ولاية راشد باشا والي ‏سورية وأحد الزعماء الاصلاحيين (بدأت ولايته 1866) لينوب عن أهل القدس في ‏المجلس ‏العمومي ببيروت، ثم تولى نيابة طرابلس الشام، وكان يصطحب أفراد أسرته ‏حيثما اتجه، ولما عزل راشد باشا عن ولاية سورية عاد ‏ياسين إلى القدس والتحق روحي ‏بالكتاب ومدارس الحكومة الابتدائية، وكان عمره حينئذ نحو سبع سنوات.‏

ولما تولى مدحت باشا ولاية سورية 1878 أخذ يجمع من يثق باخلاصهم ونزاهتهم ‏ويعيدهم إلى مراكزهم، وعين ياسين الخالدي ‏قاضياً شرعياً في مدينة نابلس فالنحق ابنه ‏روحي بالمكتب الرشدي فيها (يعادل الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية). ‏وحين ‏نقل قاضياً لطرابلس الشام التحق ابنه بالمدرسة الوطنية(6). وقبل نهاية هذه ‏المرحلة بقليل صحب روحي عمه عبد الرحمن نافذ في ‏زيارة إلى الأستانة حيث عرفه ‏الأخير إلى شرم شيخ الاسلام الذي رغب في تشجيع الفتى على طلب العلم "فانعم عليه ‏برتبة (رؤس ‏بروسة) وهي أول درجة في سلم المراتب العلمية وكسوتها جبة زرقاء مطرزة ‏بالقصب عند القبة وعمار عليها شريط مقصب وبلقب ‏صاحبها ب(قدرة العلماء المحققين) ‏ويعدّ مدرسا في مدرسة رابعة الخير في مدينة بروسة، ولم يكن روحي حينئذ يبلغ السادسة ‏عشر ‏وهو تلميذ وليس مدرساً وكان ذلك في 15 ربيع الأول 1297هـ/ 1880م.

تعليمه وعمله

وحين عاد روحي إلى القدس أخذ يحضر دروس المسجد الأقصى ويتلقى فيه علوم ‏الفقه والتوحيد والحديث والنحو والصرف ‏والمنطق والبيان والبديع، ويتردد على مدرسة ‏الأليانس(7)، ومدرسة الرهبان البيض (الصلاحية)(8)، ليتقن اللغة الفرنسية وليطلع ‏عن ‏بعض جوانب الثقافات الدينية والأجنبية المختلفة. ‏ وأخذ يتصل بالمفكرين من سياح الفرنجة الوافدين على بيت المقدس ويلاحظ أمورهم ‏‏"وسمع من بعضهم خطباً في تاريخ الأرض ‏المقدسة وما كانت عليه من العمران فأدرك ‏الفرق بين الشرق والغرب"(9)، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت (تعادل الثانوية) ‏‏وظل فيها إلى حين انحلالها(10)، فعاد إلى القدس وواصل حضور حلقات الدرس في ‏المسجد الأقصى. وفي نهاية هذه المرحلة انتظم ‏روحي في (سلك خدّام الحكومة في ‏الدوائر العدلية)، وكان ذلك كما يبدو، بضغط من والديه، بينما كان روحي شديد الرغبة ‏في متابعة ‏دراساته في الأستانة عن طريق البحر، لكنه أرغم على العودة إلى القدس بعد ‏أن وصل إلى ظهر الباخرة في يافا(11).

وعيّن روحي، بعيد عودته إلى القدس، "باش كاتب" لمحكمة غزة، وبدل أن يذهب إلى ‏مقر عمله لجديد تمكن من الافلات والسفر إلى ‏الأستانة حيث بدأ المرحلة الثانية من ‏سيرته فدخل المكتب المُلْكي الشاهاني (وكان معهداً عالياً للعلوم السياسية والإدارة). ولم ‏يقتصر ‏على الكتب المقررة، بل أن نهمه إلى المعرفة دفعه إلى قراءة كتب سياسية تمنعها ‏إدارة المدرسة، فناله العقاب المدرسي. وبقي في ‏المكتب المُلْكي ستة أعوام ‏‏1887/1983، أخذ في نهايتها الشهادة العالية، وعند عودته إلى القدس عُيّن معلماً ‏في "المكتب الإعدادي" ‏فيها، لكنه "رأى في نفسه أنه أجدر بان يتولى وظيفة أعلى من ‏هذه"، فرجع إلى الأستانة وطلب أن يعين "قائم مقاماً" لأحد الأقضية، ‏ولكن عيل صبره ‏وهو ينتظر صدورالأمر بتعيينه، وساءه ما لقي من مساعي المفسدين والجواسيس، ‏فسافر إلى باريس وهو "لا ‏يعرف أحداً فيها". ثم عاد إلى الأستانة وأخذ يتردد على ‏مجالس السيد جمال الدين الأفغاني، وكان الأفغاني تحت رقابة مشددة من قبل ‏أجهزة ‏الأمن العثماني واشتدت المراقبة على الذين يحضرون مجلسه. فاضطر روحي نفسه إلى ‏‏"هجر البلاد العثمانية" لفرنسا، ودخل ‏مدرسة العلوم السياسية في باريس، وأتم دروسه في ‏ثلاثة أعوام ثم التحق بدار الفنون العالية (السوربون) ودرس فيها فلسفة العلوم ‏الاسلامية ‏والاداب الشرقية، فاطلع على ضروب مختلفة من الثقافة الحديثة والمعارف العصرية، أما ‏أهم الأستاذة الفرنسيين الذين ‏يذكر فضلهم عليه في فهم "البيرفراندال" المتخصص ‏والمحاضر في المسألة الشرقية، وشيخ التاريخ السياسي "البيرسورل ‏Albert ‎‎Sorel"‎‏" والمؤرخ ووزير المعارف السيد الفرد رامبو ‏Alfred Rambaud‏ ‏‎ ‎والمستشرق اللغوي المتخصص في اللغة الحميرية ‏هارتويغ ديرا بنورغ ‏‎ Hartwig ‎Derenbourg ‎‏ والعالم الشهير بعلم الإحصاء ليفاسور ‏Levasseur‏.

وعند نهاية دراساته الجامعية بدأت المرحلة الثالثة من سيرة الخالدي وهي مرحلة ‏عمله الأكاديمي، فقد عين مدرساً في ‏جمعية اللغات الاجنبية في باريس(12). وأخذ يعقد ‏الندوات العلمية "قونفرانس"، وصار يدعي إلى إلقاء المحاضرات بالعربية وشرح ‏المسائل ‏الشرقية والاسلامية والعربية، ولعله أول من فعل ذلك في الجمعية من العرب، ودخل ‏المسائل الشرقية والاسلامية والعربية، ‏ودخل عضواً في مؤتمر المستشرقين المنعقد في ‏باريس 1897 (كان قد بدا تعرّفه بالمستشرقين وهو طالب في السوربون وأصبح له ‏بينهم ‏نشاط علمي)، وأخذت الصحف تنشر مادة محاضراته، وقبلاً كانت تنشر مثل هذا لجمال ‏الدين الأفغاني(13)، كما نشرت ‏الصحف العربية مقتطفات من محاضراته وعدداً من ‏مقالاته.‏

وتبدأ المرحلة الرابعة من سيرة الخالدي بعودته إلى الأستانة 1316/1989 حيث ‏صدرت الإرادة السنية بتعيينه قنصلاً عاماً ‏في مدينة بوردو وتوابعها، فرحبت به حكومة ‏الجمهورية الفرنساوية ووضعت ثقتها فيه وكانت قد رفضت الكثيرين من الذين عينوا ‏قبله ‏لتلك القنصلية. وانتخب رئيساً لجمعية القناصل في تلك المدينة وعددهم ستو وأربعون ‏فكان ينوب عنهم في الاحتفالات التي يتعذر ‏وجودهم جميعاً ويستقبل رئيس الجمهورية ‏وكبار الوزراء والعلماء عند مرورهم ببوردو. ولما أقيم المعرض البحري العام في بوردو ‏‏‏1907 لانقضاء مئة سنة لايجاد البواخر كان روحي بك من المشاركين في إقامته، ‏وأهدته بلدية بوردو وإدارة المعهد تذكاراً جميلاً، ‏ومنحته الحكومة الفرنساوية نيشان (نحلة ‏المعارف) الذهبية ووسام فرقة الشرف (لجيون دونور) وكان في أثناء ذلك ينشر المقالات ‏‏الوافية في بعض المجلات العلمية ويعقل امضاءه فيها أو يذكر فيها اسم (المقدسي) أما ‏أهم الصحف والمجلات العربية التي نشرت له ‏في لبنان ومصر فهي الأهرام والمؤيد ‏وطرابلس الشام ومجلة الهلال ومجلة المنار(14)‏

بقي الخالدي في منصبه قنصلاً عاماً في بوردو نحو عشر سنوات (15) إلى حين ‏إعلان الدستور 24 تموز 1908 فرجع ‏إلى القدس ليبدأ المرحلة الخامسة والأخيرة من ‏سيرته، وانتخبه أهل القدس نائباً عنهم في البرلمان العثماني (المبعوثان) في نوفمبر/ ‏‏تشرين ثاني ثم أعادو انتخابه ثاني مرة نيسان (ابريل) 1912(17)، وفي مجلس النواب ‏‏(المبعوثان) انتخب نائباً للرئيس، ولما حُلّ ‏المجلس صيف 1912م، رجع الخالدي إلى ‏القدس، ولكنه ما لبث بعد حين أن سافر مرة أخرى إلى الأستانة وكان سفره الأخير فقد ‏‏توفي فيها 16 أغسطس آب 1913/1331هـ على أثر حمى تيفوئيد أصابته ولم تمهله ‏إلا أربع أيام وقد بلغ من العمر خمسين عاماً.

‏كتب الخالدي ومقالاته

تميزت كتابات الخالدي بالتنوع واختلاف العناوين وتعدد الموضوعات:(18)

المنشورة

  • الرسالة في سرعة انتشار الدين المحمدي وفي أقسام العالم الاسلامي": وهي محاضرة ألقاها ‏عام 189/1314هـ في دار الجمعيات ‏العلمية في باريس ونشرتها جريدة طرابلس ‏الشام، ثم أصدرتها في كتاب (65) صفحة، مطبعة البلاغة في طرابلس الشام 1314هـ ‏‏عني بطبعه مدير جريدة طرابلس الشام صاحب امتيازها محمد كامل البحيري..‏
  • ‏"المقدمة في المسألة الشرقية منذ نشأتها الأولى إلى الربع الثاني من القرن الثامن عشر ‏محاضرة ألقاها في 1897/1315هـ في كتاب ‏من 77 صفحة بمطبعة الأيتام بالقدس ‏بنفقة محمود ثريا الخالدي، وليس على الكتاب ما يدل على سنة الطبع. ‏
  • "برتلو، العالم الكيماوي الشهير": مقالة قصيرة من 6 صفحات نشرتها مجلة الهلال سنة ‏‏10، 15 يناير 1902، ص 233- 238) ‏بمناسبة احتفال فرنسا 24/11/1901 ‏بمرور خمسين سنة على أول تأليف ألفه برتلو، ولم يذكر اسم كاتب المقالة، ثم ذكرت ‏الهلال بعد ‏بضعة أعداد جـ14 سنة 10، 15 أبريل 190 ص 421 في مطلع مقالة ‏عن فكتور هوغو أن كاتبها وجيه مقيم في فرنسا وله اطلاع ‏واسع على تاريخها وتراجم ‏رجالها، وهو صاحب مقالة "برتلو" وقد عرف فيما بعد أن المقصود بالحديث روحي ‏الخالدي.‏

‏"فيكتور هوغو" مقالة من عشرين صفحة نشرتها مجلة الهلال حـ14 سنة 10، 15 ‏ابريل 1902 ص421_440.‏

  • "فكتور هوغو وعلم الأدب عند الافرنج والعرب" سلسلة مقالات نشرتها مجلة الهلال ابتداء ‏من جـ4 من سنة 11، 15 نوفمبر 1902، ‏ص 103_108، وفيها يشار إلى أنه ‏كاتب فاضل عرف قراء الهلال علمه وفضله مما قرأوه له عن فيكتور هوغو والمقالات ‏التالية ‏فذ وبرتلو في السنة الماضية ولو لم يعرفوا اسمه، ثم جمعت المقالة الأول عن ‏فيكتور هوغو والمقالات التالية في كتاب بعنوان "تاريخ ‏علم الأدب عند الأفرنج والعرب ‏وفيكتور هوغو" في 272 صفحة نشرته الهلال سنة 1904م، ولم يصرح عليه باسم ‏المؤلف باسم ‏المؤلف بل اكتفى بالنص على أنه من تأليف "المقدسي" ثم أعيد طبع ‏الكتاب 1912، وعليه اسم مؤلفه ورسمه.‏
  • "الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة" مقالتان نشرتهما الهلا. الأولى في حـ2ف سنة 17 ‏بوردو)، والثانية في العدد التالي ديسمبر 1908 ‏ص 131- 171، ذكر فيها أنها ‏لروحي بك الخالدي المقدسي نائب القدس الشريف في مجلس المبعوثان. ثم جمعت ‏المقالتان وصدرتا ‏في كتاب طبع بمطبعة دار الهلال في عام 1909.‏

‏* "الكيمياء عند العرب" كتاب في 85 صفحة طبعته دار المعارف بمصر 1953.

المخطوط

‏* رحلة إلى جزيرة الأندلس: يشير روحي إلى هذا الكتاب الذ يصف فيه آثار تلك الجزيرة العربية ‏النادرة في معرض تعداد كتبه في "المقدمة في المسألة الشرقية".‏ كتاب علم الألسنة أو مقابلة اللغات:‏ ورد ذكر هذا الكتاب في معرض تعداد كتبه في "المقدمة المسألة الشرقية"(19).‏ ‏* المسألة الصهيونية (السيونيزم)(20).‏ ‏* تاريخ الأمة الاسرائيلية وعلاقتها بغيرها من الأمم. ‏ ‏* كتاب في تراجم العائلة الخالدية. ‏* ورد في "المقدمة المسألة الشرقية ان الكتابين الأخيرين هما من الكتب التي عاجل الأجل روحي ‏الخالدي قبل اتمامها".‏ ‏‏* "الحبس في التهمة"(21)، ورد ذكره في الكتاب العربي الفلسطيني (الصادر عن لجنة الثقافة العربية ‏في فلسطين في القدس عام 1946). ‏ ‏* تاريخ الشرق وامراءه(22).‏ ‏* مجموعة من الرسائل بين الخالدي وعدد من أقرانه ومعاصريه.‏