«عادل زعيتر»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب'==حياته== ولد عادل عمر زعيتر في مدينة نابلس، عام 1897 في بيت علم ودين ورياسة، وتلقى علومه الأولى...')
(لا فرق)

مراجعة ٠٩:٥٧، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨

حياته

ولد عادل عمر زعيتر في مدينة نابلس، عام 1897 في بيت علم ودين ورياسة، وتلقى علومه الأولى في مدارس نابلس وبيروت والآستانة، فثقف العربية والتركية والإنجليزية، والتحق عام 1916 بالجيش التركي، وما لبث حتى التحق بالجيش العربي، وبينما هو في الطريق؛ إذ ضلت القافلة، ولما نجوا نذر أن ينقطع لخدمة الأمة ورفعة شأنها.

مثّل نابلس في المؤتمر السوري العربي عام 1920 الذي أعلن استقلال سورية الكبرى بحدودها الطبيعية، ولكن تغلّب الإنجليز والفرنسيين؛ وهيمنتهم على مقدرات الأمة؛ جعله يدرك أن ما بالأمة من جهل هو السبب في تخلفها واحتلال أرضها، فقرر أن يلج باب العلم من جديد، فاتّجه إلى فرنسا حيث درس الحقوق، وتتلمذ على فلاسفتها ومفكريها مباشرة، أو من خلال مؤلفاتهم، كما أتيح له أن يطّلع على آداب الشعوب الغربية، فوقف فيها على آفاق جديدة من المعرفة، مما أغراه من بعد بترجمة روائع ما أّلِّف في أوروبة، إذ ترجم نحوا من أربعين كتابا اختارها بدقة وعناية، وترجمها بوعي وإتقان.

وقد كان لعادل زعيتر ذكر واسع في أرجاء الوطن العربي، ويتجلى ذلك في حفل تأبينه، إذ شارك فيه أعيان السياسة والعلم والأدب في مصر وسورية والسعودية والعراق والأردن وفلسطين، ولا عجب في ذلك، إذ كان عضوا في مجمعي اللغة العربية بدمشق وبغداد، وكان يحج مصر كل شتاء، يشرف بنفسه على طباعة كتبه.

ولم يؤلف زعيتر سوى بعض مقالات نشرتها له الصحف، وبعض أوراق في الحقوق عندما كان يعمل مدرسا في كلية الحقوق في بيت المقدس، ومما يؤثر عنه أنه قال، وقد سئل عن عدم اشتغاله بالتأليف: عندما أشعر ان مؤلفاتي ستكون على مستوى ما أترجمه من أعمال الأوروبيين فأنني سأفعل.

عمل في المحاماة زمنا، ورافع مدافعا على الثوار في محاكم الإنجليز، ولكنه عكف على الترجمة ابتداء من سنة 1946 ، وكانت فرحته أكبر ما تكون يوم ينجز ترجمة كتاب، جاء في رسالة وجهها لشقيقه أكرم في 19/2/1946؛ قال فيها: "يكاد قلبي يتحرق من أنني لم أقم بشيء مما تطمئن له نفسي في عالم العلم والسياسة، فترونني عازما على تطليق المحاماة وسلوك السبيل الذي كتبت لك عنه"؛ يريد الانقطاع للترجمة.

وقد انتهج عادل زعيتر في ترجمته منهجا واضحا لم يحد عنه، واتسمت كل مترجماته بطابع خاص، وأنه لو لم يترجم...تلك المجلدات العديدة من أمهات الكتب...واكتفى بترجمة كتاب حضارة العرب لجوستاف لوبون وحده لكفاه ذلك فخرا وخلودا، ويقيني أن خدمته للأمة العربية تفوق، أضعافا مضاعفة، خدمات رجال السياسة والأدب من أبناء العروبة. (من برقية طه الهاشمي للجنة التأبين).

وكان عادل زعيتر قومي الهوى لا يعترف بالعصبية الوطنية ولا بالإقليمية، فقد وصفه وديع فلسطين مرة بأنه "الأديب النابلسي" فثار غضبا، قال: وأردت تصحيح ما وقعت فيه من خطأ، فقلت عنه إنه "الأديب الفلسطيني" فهاج وماج وأرعد وأزبد، وقال لي: إنني أديب عربي...".(الرسالة بيروت 15/1/1958).

ولا يملك المطلع على جهود عادل زعيتر في مجال الترجمة والخدمة القومية مقارنة بذيوع اسمه في المحافل الثقافية والعلمية؛ إلا أن يؤيد المستشرق الألماني شتفان فلد في ما ذهب إليه من قوله "إن عادل زعيتر واحد من المترجمين المجهولين"(1) الذين لم يُنْصَفوا، ذلك لأن منجزاته تفوق في عظمتها وأهميتها ما أولته إياه المؤسسات الثقافية في الوطن العربي عموما، وفلسطين خصوصا، من الاهتمام وسعة الذكر؛ اللهم إلا ما نجده في مدينة نابلس من مدرسة ابتدائية تحمل اسمه تقع غير بعيد من منزله!!.

ولا يملك من يعرف سيرة عادل زعيتر وآثاره إلا أن تهتز نفسه إعجابا به وبها، ومن هنا فنحن لا نستغرب أن يقول فيه محمد علي الطاهر "لقد كان عادل زعيتر، في اعتقادي، أعظم وأبلغ مترجم في العصر الحاضر للأعاظم من علماء أوروبا ومفكريها " (خمسون عاما ص345) إذ هو عظيم وترجم للعظماء، فكان في عداد عظماء مفكري الأمة في العصر الحديث كشكيب أرسلان ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وغيرهم؛ ذلكم هو عادل زعيتر، ونستعرض في ما يأتي رأيه في فن الترجمة من خلال أعماله، وما قيل فيه.




إعداد

أ.د. يحيى جبر أ. عبير حمد