«قرية بَرْقَة»: الفرق بين المراجعتين

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
  
 
إلّا أن تلك المراجع وغيرها قد وقعت في خطأ، حول تقدير مساحة الأراضي الزراعية التابعة لأهل القرية، ‏وهذا ما سيحاول الباحث ‏تفنيده في المحور الثاني من هذه الدراسة.‏
 
إلّا أن تلك المراجع وغيرها قد وقعت في خطأ، حول تقدير مساحة الأراضي الزراعية التابعة لأهل القرية، ‏وهذا ما سيحاول الباحث ‏تفنيده في المحور الثاني من هذه الدراسة.‏
 +
==الحياة الاجتماعية والاقتصادية==

مراجعة ١٠:٥١، ١٧ أبريل ٢٠١٨

قرية ‏‎»‎‏ بَرْقَة‎«‎‏ واحدة من عشرات القرى الفلسطينية التي هُجِّر أهلها في أحداث حرب 1948م ‏‎»‎النكبة‎«‎، ‏وهي واحدة من أصل 53 ‏قرية تقع في قضاء غزة. لا تختلف بَرْقَة كثيراً في حياتها الاجتماعية والاقتصادية عن ‏غالبية القرى الفلسطينية، بخاصة تلك التي ‏تنتمي لقضاء غزة، إلّا أنها تميّزت عن مثيلاتها بحالة من الحراك ‏النضالي المُبكر حول ملكية الأراضي، بين مُلاك الأرض الأصليين ‏‏(من أهالي القرية) ورجال الإقطاع الزراعي ‏من ‏‎»‎الأفندية‎«‎، انتهت في الأخير لتسرب جزء كبير من أراضي القرية، وإقامة ‏مستعمرة صهيونية عليها.‏

جغرافية القرية

كانت قرية بَرْقَة تنهض على أرضٍ مستوية في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط، وتربطها عدة طرق ‏فرعية بالطريق العام ‏الساحلي، الذي يمتد ما بين غزة ويافا، وتبعد عن البحر حوالي سبعة كيلو متر. وتربطها ‏طريق فرعية بالطريق العام الساحلي، بحيث ‏كانت تتصل بغزة وبالمراكز المدنيّة الواصلة إلى الشمال.‏

نشأة القرية

نشأت قرية بَرْقَة فوق بقعة منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني، إلى الشرق من الكثبان الرملية ‏الشاطئية، وتبعد حوالي 4 كم عن ‏‏شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وترتفع نحو 45م عن سطح البحر. ويمر ‏بطرفها الجنوبي وادي ‏‎»‎العسل‎«‎، الذي يرفد نهر ‏‏‏‎»‎سُكرير‎«‎‏. ويجري في أرضها وادي الدواهيد أو وادي بَرْقَة، حيث ‏يأتي من الجبال الشرقية ماراً بقُرى: البطاني الشرقية، وياسور، ‏‏والمسمية، والقسطينة. كما ويمر بالقرية وادي ‏الوسطة الذي يصب في وادي الدواهيد (وادي بَرْقَة).‏

ولعلها تقوم على بقعة بلدة ‏‎ »‎بَرْكَة‎«‎‏ اليونانية؛ لاكتشاف بقايا آثار وبئر وصخور منحوتة، وقطع فخار ‏على وجه أرض القرية . وفي ‏‏العهد الروماني عرفت باسم ‏‎«Bareca»‎‏. والراجح أنها كلمة آرامية بمعنى ‏‎»‎البرق‎«‎‏ ‏أو ‏‎»‎اللمعان‎«‎، وقد تكون تحريف لـ ‏‎»‎‏ برجا – ‏‏‏Barga‏ ‏‎«‎، بمعنى البرج ، وهي تعود للغة الآرامية القديمة، التي ‏تركت طابعها اللغوي في تسمية بعض المدن والقرى في فلسطين . ‏وكلمة بَرْقَة في اللغة تعني البرق أو ‏اللمعان، والأرض البرقاء: هي التي تكون مختلطة بالحجارة والرمل .‏

ويُرجح أهل القرية أن أصل تسمية قرية بَرْقَة بهذا الاسم، نتيجة لوجود وَلي يُقال له النبي ‏‎»‎برق‎«‎، وله ‏مقام في منتصف المقبرة ‏‏غرب القرية، وكان الأهالي يقومون بزيارة هذا المقام كل عام، وكسوته بالقماش. ويُذكر ‏أن المقام قديم جداً، ومكتوب على جدرانه ‏‏بلغة ذات أحرف عربية تعود إلى اللغة الفارسية. ومازال الناس من ‏أهالي القرية يشيرون إلى بقاع كثيرة يعتقدون بقدسيتها، إما لأنها ‏‏تضم رُفات مجاهد استشهد في سبيل الوطن، في ‏المعارك الماضية، وبخاصة في الحروب الصليبية، أو لأنها تحتوي على رفات شيخ ‏‏أو ولِّي عُرف بتقواه ‏وصلاحه، كما في مقام الشيخ ‏‎ »‎محمد‎«‎‏ شمال القرية.‏

موقع القرية

تقع قرية بَرْقَة بين خطي عرض (130 - 137) وخطي طول (120 - 126) على أطلس فلسطين . ‏وتبعد حوالي 48 كم شمال ‏شرق ‏غزة (مركز القضاء)، ويمر بالقرب منها خط سكة حديد (رفح-حيفا)، وطريق ‏‏(رفح – حيفا) الرئيسة المُعبدة، اللذان يبعدان ‏عنها ‏حوالي (3 كم). لذا، كان موقعها الجغرافي مهماً بالنسبة لمرور ‏البضائع والمسافرين بها، ما بين جنوب السهل الساحلي وشماله. ‏‏وكانت قديماً ظهيراً شرقياً لميناء أسدود؛ وهي من ‏القرى الواقعة في الطرف الشمالي لقضاء غزة.

حدود القرية

تحد قرية بَرْقَة من الغرب والجنوب الغربي قرية أسدود، التي تفصل بينها وبين البحر المتوسط، وتبعد ‏عنها حوالي 4 كيلو متر ، ‏‏ومن الجنوب قرية البطاني الغربي، ومن الجنوب الشرقي قرية البطاني الشرقي. ‏ويحدها من الشمال قرية بشيت، ومن الشمال ‏‏الشرقي قرية قطرة، ومن الشمال الغربي قرية يبنا، وقرية أبو سويرح ‏‏(عرب سُكرير)، ومن الشرق قرية ياسور. وتقع على أرضها ‏‏من جهة الشمال مستعمرة ‏‎»‎جان يبنا أو غن يفنيه‎«‎، ‏ومستعمرة ‏‎ »‎بيتسارون ‏‎«‎‏.

‏==مساحة القرية== تُشير كل الكتب والمراجع، التي تناولت القرى الفلسطينية المُهجرة، إلى أن مساحة قرية بَرْقَة تبلغ حوالي ‏‏5,206 دونم، قبل فصل ‏مستعمرة ‏‎»‎جان يبنا‎«‎‏ عنها، التي أُنشئت في عام 1931م، وأصبح تحت سيطرة ‏المنظمات الصهيونية، وتبلغ مساحة تلك المستعمرة ‏حوالي 4,568 دونم . وتشير مراجع أخرى بأن مساحة ‏الأراضي العربية 4,841 دونم، بينما بلغت أراضي اليهودية 226، وأما ‏الأراضي العامة (للطرق والأودية) فبلغت ‏‏139 دونم، بما تشكل في مجموعها 5,206 دونم.‏

البناء الهيكلي للقرية

كانت قرية بَرْقَة ذات مساحة تتألف من عدة بيوت متلاصقة، وقد اتسعت مساحتها في أواخر عهد ‏الانتداب البريطاني حتى أصبحت ‏‏‏266 دونم، هي المساحة المبنية، وامتد عمرانها نحو الشمال والشمال ‏الغربي . وكانت مباني قروية من الطين والقش، وهي عبارة ‏‏عن حواشي كل أسرة من أسر القرية، ومتلاصقة ‏مع بعضها البعض، مع وجود شوارع داخلية للقرية. ‏

طبيعة مباني القرية

تتكون القرية من عدة بيوت متلاصقة، وكل بيت عبارة عن حوش واسع، يتكون من عدة غرف بمساحة ‏‏(4‏x‏4 متر)، وقد بلغ عدد ‏‏بيوت القرية حوالي 160 بيت. وكان رب الأسرة يمتلك حوش واسع، وكل واحد من ‏أبنائه له غرفة داخل هذا الحوش، ويتيع للحوش ‏‏مساحة واسعة. وكانت البيوت متلاصقة، ولكل غرفة شباك تطل ‏على الحوش، بمساحة حوالي (1‏x‏1 متر). ‏ كانت البيوت عبارة عن مباني من الطين، والأسقف من الطين مع حطب الذرة، ويُخلط الطين بالقصل ‏والتبن. وأما السور الخارجي ‏‏للبيت والحوش فهو مصنوع من الطين. في نهاية الاحتلال الانجليزي، تم بناء غرف ‏من الطوب (البلوك) والكرميد، وأصبح بعض ‏‏الناس يمتلكون مثل هذه المباني، وذلك حسب مقدرتهم المالية. ‏ويوجد في القرية ساحة واسعة في منتصف البلدة.

الطرق الرئيسية في القرية

جميع طرق القرية ترابية وأهم هذه الطرق المشهورة: ‏ طريق البطاني - طريق بشيت - طريق يبنا - طريق ياسور - شارع البطاني الشرقي - شارع أسدود ‏ويمتد من عند بئر البلد لغاية ‏‏أسدود.‏

وأما الطرق الداخلية (الشوارع الداخلية) فهي: الشارع القبلي (شارع دار مسلم)، وهو شرق غرب القرية، ‏شارع وسط القرية ‏‏‏(شارع آل صبح) وهو وسط بيوت آل صبح. شارع أحمد خليل أبو شاويش وسط حارة أحمد ‏خليل. الشارع الشرقي والشارع ‏‏الغربي. شارع البلبيسي وهو شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع الدواهيد، وهو ‏شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع ‏‏السردي وهو شارع متفرع من الشارع القبلي.‏

إلّا أن تلك المراجع وغيرها قد وقعت في خطأ، حول تقدير مساحة الأراضي الزراعية التابعة لأهل القرية، ‏وهذا ما سيحاول الباحث ‏تفنيده في المحور الثاني من هذه الدراسة.‏

الحياة الاجتماعية والاقتصادية