«قرية بَرْقَة»: الفرق بين المراجعتين
(←الحياة الاجتماعية والاقتصادية) |
(←الحياة الاجتماعية والاقتصادية) |
||
سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
- مقعد أحمد أحمد أبو شاويش (في شمال البلد) | - مقعد أحمد أحمد أبو شاويش (في شمال البلد) | ||
− | + | ==العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية== | |
كانت القرية عبارة عن عائلة واحدة، وكان السكان يتشاطرون الأفراح والأحزان. ففي حالة وفاة أي شخص من أهل القرية، تجد كل أهل القرية يتركون أعمالهم في الفلاحة وغيرها طوال أيام العزاء. ويكون العزاء عادة لمدة ثلاثة أيام، في اليومين: الأول والثاني يقوم أهل القرية بإخراج الطعام لأهل الميت، وكل من يتجه ليؤدي واجب العزاء يأخذ معه قهوة، وفي اليوم الثالث يقوم أهل المتوفى بعمل غذاء، وكل واحد من أهل القرية القادرين يأخذ معه إما ذبيحة، أو كيس طحين، أو كيس أرز. وفي العيد الأول لرحيل الميت، يقوم أهل القرية بالتجمع في بيت الميت؛ مواساةً لأهله، وأما النساء فيأخذن طعام الإفطار لدار الميت للإفطار مع أهل بيته. وكان من أطباع أهل القرية أنه إذا توفي أحد أفراد القرية فلا يقام أي عرس إلّا بعد 40 يوماً على وفاته، وبعد انقضاء الأربعين يوم يقوم أهل الفرح باستئذان أهل المتوفى لإقامة عرسهم. | كانت القرية عبارة عن عائلة واحدة، وكان السكان يتشاطرون الأفراح والأحزان. ففي حالة وفاة أي شخص من أهل القرية، تجد كل أهل القرية يتركون أعمالهم في الفلاحة وغيرها طوال أيام العزاء. ويكون العزاء عادة لمدة ثلاثة أيام، في اليومين: الأول والثاني يقوم أهل القرية بإخراج الطعام لأهل الميت، وكل من يتجه ليؤدي واجب العزاء يأخذ معه قهوة، وفي اليوم الثالث يقوم أهل المتوفى بعمل غذاء، وكل واحد من أهل القرية القادرين يأخذ معه إما ذبيحة، أو كيس طحين، أو كيس أرز. وفي العيد الأول لرحيل الميت، يقوم أهل القرية بالتجمع في بيت الميت؛ مواساةً لأهله، وأما النساء فيأخذن طعام الإفطار لدار الميت للإفطار مع أهل بيته. وكان من أطباع أهل القرية أنه إذا توفي أحد أفراد القرية فلا يقام أي عرس إلّا بعد 40 يوماً على وفاته، وبعد انقضاء الأربعين يوم يقوم أهل الفرح باستئذان أهل المتوفى لإقامة عرسهم. | ||
مراجعة ١٢:٠٠، ١٧ أبريل ٢٠١٨
قرية » بَرْقَة« واحدة من عشرات القرى الفلسطينية التي هُجِّر أهلها في أحداث حرب 1948م »النكبة«، وهي واحدة من أصل 53 قرية تقع في قضاء غزة. لا تختلف بَرْقَة كثيراً في حياتها الاجتماعية والاقتصادية عن غالبية القرى الفلسطينية، بخاصة تلك التي تنتمي لقضاء غزة، إلّا أنها تميّزت عن مثيلاتها بحالة من الحراك النضالي المُبكر حول ملكية الأراضي، بين مُلاك الأرض الأصليين (من أهالي القرية) ورجال الإقطاع الزراعي من »الأفندية«، انتهت في الأخير لتسرب جزء كبير من أراضي القرية، وإقامة مستعمرة صهيونية عليها.
محتويات
جغرافية القرية
كانت قرية بَرْقَة تنهض على أرضٍ مستوية في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط، وتربطها عدة طرق فرعية بالطريق العام الساحلي، الذي يمتد ما بين غزة ويافا، وتبعد عن البحر حوالي سبعة كيلو متر. وتربطها طريق فرعية بالطريق العام الساحلي، بحيث كانت تتصل بغزة وبالمراكز المدنيّة الواصلة إلى الشمال.
نشأة القرية
نشأت قرية بَرْقَة فوق بقعة منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني، إلى الشرق من الكثبان الرملية الشاطئية، وتبعد حوالي 4 كم عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وترتفع نحو 45م عن سطح البحر. ويمر بطرفها الجنوبي وادي »العسل«، الذي يرفد نهر »سُكرير«. ويجري في أرضها وادي الدواهيد أو وادي بَرْقَة، حيث يأتي من الجبال الشرقية ماراً بقُرى: البطاني الشرقية، وياسور، والمسمية، والقسطينة. كما ويمر بالقرية وادي الوسطة الذي يصب في وادي الدواهيد (وادي بَرْقَة).
ولعلها تقوم على بقعة بلدة »بَرْكَة« اليونانية؛ لاكتشاف بقايا آثار وبئر وصخور منحوتة، وقطع فخار على وجه أرض القرية . وفي العهد الروماني عرفت باسم «Bareca». والراجح أنها كلمة آرامية بمعنى »البرق« أو »اللمعان«، وقد تكون تحريف لـ » برجا – Barga «، بمعنى البرج ، وهي تعود للغة الآرامية القديمة، التي تركت طابعها اللغوي في تسمية بعض المدن والقرى في فلسطين . وكلمة بَرْقَة في اللغة تعني البرق أو اللمعان، والأرض البرقاء: هي التي تكون مختلطة بالحجارة والرمل .
ويُرجح أهل القرية أن أصل تسمية قرية بَرْقَة بهذا الاسم، نتيجة لوجود وَلي يُقال له النبي »برق«، وله مقام في منتصف المقبرة غرب القرية، وكان الأهالي يقومون بزيارة هذا المقام كل عام، وكسوته بالقماش. ويُذكر أن المقام قديم جداً، ومكتوب على جدرانه بلغة ذات أحرف عربية تعود إلى اللغة الفارسية. ومازال الناس من أهالي القرية يشيرون إلى بقاع كثيرة يعتقدون بقدسيتها، إما لأنها تضم رُفات مجاهد استشهد في سبيل الوطن، في المعارك الماضية، وبخاصة في الحروب الصليبية، أو لأنها تحتوي على رفات شيخ أو ولِّي عُرف بتقواه وصلاحه، كما في مقام الشيخ »محمد« شمال القرية.
موقع القرية
تقع قرية بَرْقَة بين خطي عرض (130 - 137) وخطي طول (120 - 126) على أطلس فلسطين . وتبعد حوالي 48 كم شمال شرق غزة (مركز القضاء)، ويمر بالقرب منها خط سكة حديد (رفح-حيفا)، وطريق (رفح – حيفا) الرئيسة المُعبدة، اللذان يبعدان عنها حوالي (3 كم). لذا، كان موقعها الجغرافي مهماً بالنسبة لمرور البضائع والمسافرين بها، ما بين جنوب السهل الساحلي وشماله. وكانت قديماً ظهيراً شرقياً لميناء أسدود؛ وهي من القرى الواقعة في الطرف الشمالي لقضاء غزة.
حدود القرية
تحد قرية بَرْقَة من الغرب والجنوب الغربي قرية أسدود، التي تفصل بينها وبين البحر المتوسط، وتبعد عنها حوالي 4 كيلو متر ، ومن الجنوب قرية البطاني الغربي، ومن الجنوب الشرقي قرية البطاني الشرقي. ويحدها من الشمال قرية بشيت، ومن الشمال الشرقي قرية قطرة، ومن الشمال الغربي قرية يبنا، وقرية أبو سويرح (عرب سُكرير)، ومن الشرق قرية ياسور. وتقع على أرضها من جهة الشمال مستعمرة »جان يبنا أو غن يفنيه«، ومستعمرة »بيتسارون «.
==مساحة القرية== تُشير كل الكتب والمراجع، التي تناولت القرى الفلسطينية المُهجرة، إلى أن مساحة قرية بَرْقَة تبلغ حوالي 5,206 دونم، قبل فصل مستعمرة »جان يبنا« عنها، التي أُنشئت في عام 1931م، وأصبح تحت سيطرة المنظمات الصهيونية، وتبلغ مساحة تلك المستعمرة حوالي 4,568 دونم . وتشير مراجع أخرى بأن مساحة الأراضي العربية 4,841 دونم، بينما بلغت أراضي اليهودية 226، وأما الأراضي العامة (للطرق والأودية) فبلغت 139 دونم، بما تشكل في مجموعها 5,206 دونم.
البناء الهيكلي للقرية
كانت قرية بَرْقَة ذات مساحة تتألف من عدة بيوت متلاصقة، وقد اتسعت مساحتها في أواخر عهد الانتداب البريطاني حتى أصبحت 266 دونم، هي المساحة المبنية، وامتد عمرانها نحو الشمال والشمال الغربي . وكانت مباني قروية من الطين والقش، وهي عبارة عن حواشي كل أسرة من أسر القرية، ومتلاصقة مع بعضها البعض، مع وجود شوارع داخلية للقرية.
طبيعة مباني القرية
تتكون القرية من عدة بيوت متلاصقة، وكل بيت عبارة عن حوش واسع، يتكون من عدة غرف بمساحة (4x4 متر)، وقد بلغ عدد بيوت القرية حوالي 160 بيت. وكان رب الأسرة يمتلك حوش واسع، وكل واحد من أبنائه له غرفة داخل هذا الحوش، ويتيع للحوش مساحة واسعة. وكانت البيوت متلاصقة، ولكل غرفة شباك تطل على الحوش، بمساحة حوالي (1x1 متر). كانت البيوت عبارة عن مباني من الطين، والأسقف من الطين مع حطب الذرة، ويُخلط الطين بالقصل والتبن. وأما السور الخارجي للبيت والحوش فهو مصنوع من الطين. في نهاية الاحتلال الانجليزي، تم بناء غرف من الطوب (البلوك) والكرميد، وأصبح بعض الناس يمتلكون مثل هذه المباني، وذلك حسب مقدرتهم المالية. ويوجد في القرية ساحة واسعة في منتصف البلدة.
الطرق الرئيسية في القرية
جميع طرق القرية ترابية وأهم هذه الطرق المشهورة: طريق البطاني - طريق بشيت - طريق يبنا - طريق ياسور - شارع البطاني الشرقي - شارع أسدود ويمتد من عند بئر البلد لغاية أسدود.
وأما الطرق الداخلية (الشوارع الداخلية) فهي: الشارع القبلي (شارع دار مسلم)، وهو شرق غرب القرية، شارع وسط القرية (شارع آل صبح) وهو وسط بيوت آل صبح. شارع أحمد خليل أبو شاويش وسط حارة أحمد خليل. الشارع الشرقي والشارع الغربي. شارع البلبيسي وهو شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع الدواهيد، وهو شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع السردي وهو شارع متفرع من الشارع القبلي.
إلّا أن تلك المراجع وغيرها قد وقعت في خطأ، حول تقدير مساحة الأراضي الزراعية التابعة لأهل القرية، وهذا ما سيحاول الباحث تفنيده في المحور الثاني من هذه الدراسة.
الحياة الاجتماعية والاقتصادية
الوضع السكاني في القرية
يعتقد أهل القرية بأن أصل سكان القرية يعود إلى مصر، وقلة قليلة من الجبل. والراجح أن أغلب عائلات القرية من أصل مصري، من محافظة الشرقية بمصر، أما عائلتا الداهودي وأبو الخير فمن أصل مغربي . بلغ عدد سكان القرية في (عام 1922م) 448 شخصاً، وفي (عام 1931م) بلغ عددهم 593 نسمة، وفي (1945) قُدّر عددهم بنحو 890 شخصاً جميعهم عرب مسلمين ، وفي نهاية الانتداب البريطاني بلغ عددهم حوالي 1060 نسمة . وفي عام 1998م، قُدِّر عدد سكان أهالي بَرْقَة المهجرة حوالي 6346 نسمة من اللاجئين .
لم يكن في القرية مدرسة، فكان أبناؤها يتعلمون في مدرسة قرية البطاني المجاورة. ولكن تواجد في القرية مُعلِمين هما: الشيخ علي الطهراوي (الأعرج)، والشيخ إسماعيل السباع، كانوا يعلموا الأطفال فيما يشبه الكتاب. وأمَّا من أسعفهم الحظ وسنحت لهم فرصة للتعليم، فقد كانوا يتوجهون لقرية البطاني الغربي، حيث يتعلمون لغاية الصف الثالث، وهناك تلقوا تعليمهم على يد شيخ يُدعى »عبد الهادي العبادي« وهو شيخ أزهري، وقد تعلموا على يديه اللغة العربية وبعض من العلوم لمدة سنتين. ويُذكر أن ابن أخ هذا الشيخ، ويدعى »أحمد العبادي«، كان يدرس في أسدود في الصف السابع، فكان يُعلمهم الرياضيات. ثم فُتحت مدرسة بين البطاني الغربي والبطاني الشرقي، فانتقلوا إليها. وفي عام 1945 تقريباً بادر الأهلي لبناء مدرسة في القرية، وجمعوا تبرعات من أهلها، وبعد جهود كثيرة تقرر بناء المدرسة، وبدأت عملية البناء وكانت تسير بشكل متقطع، لأن الحصول على الأسمنت كان يتطلب تصريح من القائمقام. وما كادت المدرسة أن تتجهز لاستقبال التلاميذ، حتى جاءت أحداث النكبة، ولم يتمكنوا من فتح أبوابها للتدريس بشكل رسمي . وحسب إحصائيات مصطفى الدباغ، فقد بلغ عدد المُلمين بالقراءة والكتابة فيها، في صيف عام 1947م، 55 رجلاً . ولم يتواجد أي طبيب في القرية، كما هو حال معظم القرى المجاورة، واعتمد أهل القرية على العلاج بالطب العربي على يد الشيخ خليل الطهراوي، والشيخ عبد المجيد أبو شاويش. وبعد إنشاء مستعمرة جان يبنا كان بعض أهالي القرية يتعالجون أحياناً لدى طبيب المستعمرة.
أ) أسماء العائلات في القرية: ضمت القرية عدد من العائلات والحمائل، التي انبثق منها فروع (أفخاذ)، وقد تباينت الأعداد من حمائل كبيرة، وأخرى صغيرة. وهنا يمكن رصد أسماء تلك العائلات التي سكنت القرية، واستمرت فيها حتى الهجرة في عام 1948م، وقد بلغ عددها 20 عائلة، هي:
أبو شاويش - الطهراوي - البلبيسي - أبو علي (وتشمل عائلات: النجار، الشلح، والجغدار) – العامودي – الداهودي (وتشمل عائلة أبو الخير، عواجة، والهرش) - صبح - العفيفي – السردي - منصور - العبادي - الحملاوي - الخضور (وتشمل أبو ركبة وأبو جلمبو)- المُغربي - حسنين – الخطيب - فتوح (العامودي) – الشبطي – مثقال (أبو سرايا) - الهيسماوي- سرية– الأشعل – عساف – سليم.
ب) مخاتير القرية: كان يوجد في قرية بَرْقَة مختارين، هما: - حسن مسلم سليمان أبو شاويش - محمد عبد الحميد يوسف الداهودي
ج) مقاعد (= مجالس) القرية: المقعد عبارة عن حوش واسع، بداخله غرفة مفروشة للجلوس، وبها بابان: باب خارجي، وباب داخلي يطل على الحوش، ويوجد مكان لربط الخيل، واستقبال الخيالة. وفي غرفة المقعد يوجد كانون نار، منقل، بكارج للقهوة، وشيش وتنباك، وعدة القهوة وهي مطحان الهون، ومحماسة القهوة، وفناجين. كما يوجد ناطور للمقعد يقوم بتحضير النار، وعمل القهوة من الصباح الباكر. وكان من عادات أهل القرية جلوسهم في المقعد، للسمر وشرب القهوة، ومن مهام المقعد اجتماع أهل القرية وحل مشاكل الأهالي، واستقبال الضيوف القادمين من القرى الأخرى.
وكان من عادات أهل القرية عند وصول الخيالة، أن يقوم الأهالي المحليين باستقبال الضيوف، والاعتناء بفرس الضيف، وربطه في مربط داخل حوش المقعد، أو في البايكة إذا كان الوقت في الشتاء. وكان أحد السكان المحليين يأخذ مخلات الفرس ويضع فيها الشعير؛ إكراماً للضيف. وعادة ما كان يبادر أحد الأهالي الجالسين في المقعد بتقدم الغذاء للضيف، ويتم تجهيز الطعام وإحضاره للمقعد في بواطي، وهي عبارة عن صواني كبيرة للمقعد . ويمكن القول باختصار، إن المقعد كان يلعب أدوراً رئيسة في حياة أهل القرية؛ فهو »برلمان القرية« حيث يتباحث الأهالي ويخططون لشئونهم العامة، و»محكمة القرية« حيث يحتكم المتخاصمين في القضايا المُتنازع عليها، وهو المكان الذي يعرفون منه الأخبار، وللسمر والتسلية في نهاية يوم عمل شاق، وهو بمثابة »وزارة خارجية« القرية أمام القرى الأخرى، بالإضافة لتمثيله القرية أمام الجهات الحكومية والرسمية. وكان في القرية مقعدين رئيسيين(*)، هما:
- مقعد حسن مسلم أبو شاويش (في جنوب البلد) - مقعد أحمد أحمد أبو شاويش (في شمال البلد)
العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية
كانت القرية عبارة عن عائلة واحدة، وكان السكان يتشاطرون الأفراح والأحزان. ففي حالة وفاة أي شخص من أهل القرية، تجد كل أهل القرية يتركون أعمالهم في الفلاحة وغيرها طوال أيام العزاء. ويكون العزاء عادة لمدة ثلاثة أيام، في اليومين: الأول والثاني يقوم أهل القرية بإخراج الطعام لأهل الميت، وكل من يتجه ليؤدي واجب العزاء يأخذ معه قهوة، وفي اليوم الثالث يقوم أهل المتوفى بعمل غذاء، وكل واحد من أهل القرية القادرين يأخذ معه إما ذبيحة، أو كيس طحين، أو كيس أرز. وفي العيد الأول لرحيل الميت، يقوم أهل القرية بالتجمع في بيت الميت؛ مواساةً لأهله، وأما النساء فيأخذن طعام الإفطار لدار الميت للإفطار مع أهل بيته. وكان من أطباع أهل القرية أنه إذا توفي أحد أفراد القرية فلا يقام أي عرس إلّا بعد 40 يوماً على وفاته، وبعد انقضاء الأربعين يوم يقوم أهل الفرح باستئذان أهل المتوفى لإقامة عرسهم.
وأما في الأفراح: فكانوا يقومون بعمل واجباتهم كاملة تجاه أهل العرس: فتنصب حلقات الدبكة والسامر، التي تستمر حتى منتصف الليل، ويبدأ أهل القرية المدعوون بالحضور للسامر، ويقدمون السكر كهدية لأهل العريس، ويستمر هذا الحال لمدة أسبوع كامل. وفي ضحى يوم العرس يقوم أحد أصدقاء العريس بتغسيل العريس ويقدم له الإفطار، إما ذبيحة أو فطاير حسب المقدرة. ويأخذ العريس بزفة من البيت حتى ساحة العرس بحضور الدبيكة، والخيالة وأصدقائه. ويحضر المعازيم لساحة العرس، وكلٌ منه معه هدية، إما خروف أو كيس أرز، كل حسب مقدرته. وبعد زفة العريس وصلاة الظهر يقوم أهل العريس بإحضار طعام الغذاء، إما خرفان أو عجول حسب المقدرة.
مواسم الزواج
تبدأ بعد شهر 8 (آب/ أغسطس) عند إنتهاء موسم الحصاد، وإفراغ الجرون من القش، وفترة فراغ الفلاحين يبدأ التحضير للعرس في ساحة القرية أو في جرن العائلة. المهر: كان المهر حوالي 50-200 ليرة فلسطينية، وأما المهر المؤجل (المؤخر) فحوالي 5-10 ليرة فلسطينية. وكان يُشترط إحضار ثوب لأم العروس، وثوب للعم والخال، وهو عبارة عن دماية. وأما إذا كانت العروس غريبة (أي من قرية أخرى) فتدفع الطلعة وكانت تسمى »وشاة الشباب«، ويأخذها الشباب ويعطوها للعروس، كأنها هدية من شباب البلدة. وعند دخول العروس بلدة العريس، كان أول بيت في القرية بعمل وليمة (ذبيحة) ويحمله لدار العريس.
وقد امتاز أهل القرية بالتعاون كأنهم عائلة واحدة، ففي شهر رمضان كان جميع رجال العائلة يتناولون طعام الإفطار في مقعد العائلة، وفي عيد الفطر كانوا يؤدون صلاة العيد في المسجد، ثم يتوجهون إلى مقبرة القرية حيث يتبادلون التهاني بالعيد، وهناك يكون بانتظارهم عائلة آخر متوفى من أهل القرية، خلال الفترة بين العيدين، ثم يتوجهون بعدها للإفطار في بيته. وأما في عيد الأضحى، فيقوم أحد الأقارب أو الأصدقاء بذبح أضحية عن عائلة أهل آخر متوفى.
وقد امتاز أهل القرية بالتسامح؛ فلم يكن بها مركز شرطة، بل كانت تتبع شرطة بيت دراس، لذلك كان الأهالي يحلون مشاكلهم بأنفسهم؛ عن طريق العرف والعادة . كما وتميزت علاقتهم بأهالي القرى المجاورة بالاحترام والمودة، وقد ربطتهم صلات صداقة ونسب مع عدد من القرى المجاورة لبَرْقَة، منها: أسدود، والبطاني الغربي، والبطاني الشرقي، وياسور، ومعظم القرى المجاورة.