قرية بَرْقَة
قرية » بَرْقَة« واحدة من عشرات القرى الفلسطينية التي هُجِّر أهلها في أحداث حرب 1948م »النكبة«، وهي واحدة من أصل 53 قرية تقع في قضاء غزة. لا تختلف بَرْقَة كثيراً في حياتها الاجتماعية والاقتصادية عن غالبية القرى الفلسطينية، بخاصة تلك التي تنتمي لقضاء غزة، إلّا أنها تميّزت عن مثيلاتها بحالة من الحراك النضالي المُبكر حول ملكية الأراضي، بين مُلاك الأرض الأصليين (من أهالي القرية) ورجال الإقطاع الزراعي من »الأفندية«، انتهت في الأخير لتسرب جزء كبير من أراضي القرية، وإقامة مستعمرة صهيونية عليها.
جغرافية القرية
كانت قرية بَرْقَة تنهض على أرضٍ مستوية في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط، وتربطها عدة طرق فرعية بالطريق العام الساحلي، الذي يمتد ما بين غزة ويافا، وتبعد عن البحر حوالي سبعة كيلو متر. وتربطها طريق فرعية بالطريق العام الساحلي، بحيث كانت تتصل بغزة وبالمراكز المدنيّة الواصلة إلى الشمال.
نشأة القرية
نشأت قرية بَرْقَة فوق بقعة منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني، إلى الشرق من الكثبان الرملية الشاطئية، وتبعد حوالي 4 كم عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وترتفع نحو 45م عن سطح البحر. ويمر بطرفها الجنوبي وادي »العسل«، الذي يرفد نهر »سُكرير«. ويجري في أرضها وادي الدواهيد أو وادي بَرْقَة، حيث يأتي من الجبال الشرقية ماراً بقُرى: البطاني الشرقية، وياسور، والمسمية، والقسطينة. كما ويمر بالقرية وادي الوسطة الذي يصب في وادي الدواهيد (وادي بَرْقَة).
ولعلها تقوم على بقعة بلدة »بَرْكَة« اليونانية؛ لاكتشاف بقايا آثار وبئر وصخور منحوتة، وقطع فخار على وجه أرض القرية . وفي العهد الروماني عرفت باسم «Bareca». والراجح أنها كلمة آرامية بمعنى »البرق« أو »اللمعان«، وقد تكون تحريف لـ » برجا – Barga «، بمعنى البرج ، وهي تعود للغة الآرامية القديمة، التي تركت طابعها اللغوي في تسمية بعض المدن والقرى في فلسطين . وكلمة بَرْقَة في اللغة تعني البرق أو اللمعان، والأرض البرقاء: هي التي تكون مختلطة بالحجارة والرمل .
ويُرجح أهل القرية أن أصل تسمية قرية بَرْقَة بهذا الاسم، نتيجة لوجود وَلي يُقال له النبي »برق«، وله مقام في منتصف المقبرة غرب القرية، وكان الأهالي يقومون بزيارة هذا المقام كل عام، وكسوته بالقماش. ويُذكر أن المقام قديم جداً، ومكتوب على جدرانه بلغة ذات أحرف عربية تعود إلى اللغة الفارسية. ومازال الناس من أهالي القرية يشيرون إلى بقاع كثيرة يعتقدون بقدسيتها، إما لأنها تضم رُفات مجاهد استشهد في سبيل الوطن، في المعارك الماضية، وبخاصة في الحروب الصليبية، أو لأنها تحتوي على رفات شيخ أو ولِّي عُرف بتقواه وصلاحه، كما في مقام الشيخ »محمد« شمال القرية.