قرية بَرْقَة

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ١٠:٥٦، ١٧ أبريل ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات) (الحياة الاجتماعية والاقتصادية)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

قرية ‏‎»‎‏ بَرْقَة‎«‎‏ واحدة من عشرات القرى الفلسطينية التي هُجِّر أهلها في أحداث حرب 1948م ‏‎»‎النكبة‎«‎، ‏وهي واحدة من أصل 53 ‏قرية تقع في قضاء غزة. لا تختلف بَرْقَة كثيراً في حياتها الاجتماعية والاقتصادية عن ‏غالبية القرى الفلسطينية، بخاصة تلك التي ‏تنتمي لقضاء غزة، إلّا أنها تميّزت عن مثيلاتها بحالة من الحراك ‏النضالي المُبكر حول ملكية الأراضي، بين مُلاك الأرض الأصليين ‏‏(من أهالي القرية) ورجال الإقطاع الزراعي ‏من ‏‎»‎الأفندية‎«‎، انتهت في الأخير لتسرب جزء كبير من أراضي القرية، وإقامة ‏مستعمرة صهيونية عليها.‏

جغرافية القرية

كانت قرية بَرْقَة تنهض على أرضٍ مستوية في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط، وتربطها عدة طرق ‏فرعية بالطريق العام ‏الساحلي، الذي يمتد ما بين غزة ويافا، وتبعد عن البحر حوالي سبعة كيلو متر. وتربطها ‏طريق فرعية بالطريق العام الساحلي، بحيث ‏كانت تتصل بغزة وبالمراكز المدنيّة الواصلة إلى الشمال.‏

نشأة القرية

نشأت قرية بَرْقَة فوق بقعة منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني، إلى الشرق من الكثبان الرملية ‏الشاطئية، وتبعد حوالي 4 كم عن ‏‏شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وترتفع نحو 45م عن سطح البحر. ويمر ‏بطرفها الجنوبي وادي ‏‎»‎العسل‎«‎، الذي يرفد نهر ‏‏‏‎»‎سُكرير‎«‎‏. ويجري في أرضها وادي الدواهيد أو وادي بَرْقَة، حيث ‏يأتي من الجبال الشرقية ماراً بقُرى: البطاني الشرقية، وياسور، ‏‏والمسمية، والقسطينة. كما ويمر بالقرية وادي ‏الوسطة الذي يصب في وادي الدواهيد (وادي بَرْقَة).‏

ولعلها تقوم على بقعة بلدة ‏‎ »‎بَرْكَة‎«‎‏ اليونانية؛ لاكتشاف بقايا آثار وبئر وصخور منحوتة، وقطع فخار ‏على وجه أرض القرية . وفي ‏‏العهد الروماني عرفت باسم ‏‎«Bareca»‎‏. والراجح أنها كلمة آرامية بمعنى ‏‎»‎البرق‎«‎‏ ‏أو ‏‎»‎اللمعان‎«‎، وقد تكون تحريف لـ ‏‎»‎‏ برجا – ‏‏‏Barga‏ ‏‎«‎، بمعنى البرج ، وهي تعود للغة الآرامية القديمة، التي ‏تركت طابعها اللغوي في تسمية بعض المدن والقرى في فلسطين . ‏وكلمة بَرْقَة في اللغة تعني البرق أو ‏اللمعان، والأرض البرقاء: هي التي تكون مختلطة بالحجارة والرمل .‏

ويُرجح أهل القرية أن أصل تسمية قرية بَرْقَة بهذا الاسم، نتيجة لوجود وَلي يُقال له النبي ‏‎»‎برق‎«‎، وله ‏مقام في منتصف المقبرة ‏‏غرب القرية، وكان الأهالي يقومون بزيارة هذا المقام كل عام، وكسوته بالقماش. ويُذكر ‏أن المقام قديم جداً، ومكتوب على جدرانه ‏‏بلغة ذات أحرف عربية تعود إلى اللغة الفارسية. ومازال الناس من ‏أهالي القرية يشيرون إلى بقاع كثيرة يعتقدون بقدسيتها، إما لأنها ‏‏تضم رُفات مجاهد استشهد في سبيل الوطن، في ‏المعارك الماضية، وبخاصة في الحروب الصليبية، أو لأنها تحتوي على رفات شيخ ‏‏أو ولِّي عُرف بتقواه ‏وصلاحه، كما في مقام الشيخ ‏‎ »‎محمد‎«‎‏ شمال القرية.‏

موقع القرية

تقع قرية بَرْقَة بين خطي عرض (130 - 137) وخطي طول (120 - 126) على أطلس فلسطين . ‏وتبعد حوالي 48 كم شمال ‏شرق ‏غزة (مركز القضاء)، ويمر بالقرب منها خط سكة حديد (رفح-حيفا)، وطريق ‏‏(رفح – حيفا) الرئيسة المُعبدة، اللذان يبعدان ‏عنها ‏حوالي (3 كم). لذا، كان موقعها الجغرافي مهماً بالنسبة لمرور ‏البضائع والمسافرين بها، ما بين جنوب السهل الساحلي وشماله. ‏‏وكانت قديماً ظهيراً شرقياً لميناء أسدود؛ وهي من ‏القرى الواقعة في الطرف الشمالي لقضاء غزة.

حدود القرية

تحد قرية بَرْقَة من الغرب والجنوب الغربي قرية أسدود، التي تفصل بينها وبين البحر المتوسط، وتبعد ‏عنها حوالي 4 كيلو متر ، ‏‏ومن الجنوب قرية البطاني الغربي، ومن الجنوب الشرقي قرية البطاني الشرقي. ‏ويحدها من الشمال قرية بشيت، ومن الشمال ‏‏الشرقي قرية قطرة، ومن الشمال الغربي قرية يبنا، وقرية أبو سويرح ‏‏(عرب سُكرير)، ومن الشرق قرية ياسور. وتقع على أرضها ‏‏من جهة الشمال مستعمرة ‏‎»‎جان يبنا أو غن يفنيه‎«‎، ‏ومستعمرة ‏‎ »‎بيتسارون ‏‎«‎‏.

‏==مساحة القرية== تُشير كل الكتب والمراجع، التي تناولت القرى الفلسطينية المُهجرة، إلى أن مساحة قرية بَرْقَة تبلغ حوالي ‏‏5,206 دونم، قبل فصل ‏مستعمرة ‏‎»‎جان يبنا‎«‎‏ عنها، التي أُنشئت في عام 1931م، وأصبح تحت سيطرة ‏المنظمات الصهيونية، وتبلغ مساحة تلك المستعمرة ‏حوالي 4,568 دونم . وتشير مراجع أخرى بأن مساحة ‏الأراضي العربية 4,841 دونم، بينما بلغت أراضي اليهودية 226، وأما ‏الأراضي العامة (للطرق والأودية) فبلغت ‏‏139 دونم، بما تشكل في مجموعها 5,206 دونم.‏

البناء الهيكلي للقرية

كانت قرية بَرْقَة ذات مساحة تتألف من عدة بيوت متلاصقة، وقد اتسعت مساحتها في أواخر عهد ‏الانتداب البريطاني حتى أصبحت ‏‏‏266 دونم، هي المساحة المبنية، وامتد عمرانها نحو الشمال والشمال ‏الغربي . وكانت مباني قروية من الطين والقش، وهي عبارة ‏‏عن حواشي كل أسرة من أسر القرية، ومتلاصقة ‏مع بعضها البعض، مع وجود شوارع داخلية للقرية. ‏

طبيعة مباني القرية

تتكون القرية من عدة بيوت متلاصقة، وكل بيت عبارة عن حوش واسع، يتكون من عدة غرف بمساحة ‏‏(4‏x‏4 متر)، وقد بلغ عدد ‏‏بيوت القرية حوالي 160 بيت. وكان رب الأسرة يمتلك حوش واسع، وكل واحد من ‏أبنائه له غرفة داخل هذا الحوش، ويتيع للحوش ‏‏مساحة واسعة. وكانت البيوت متلاصقة، ولكل غرفة شباك تطل ‏على الحوش، بمساحة حوالي (1‏x‏1 متر). ‏ كانت البيوت عبارة عن مباني من الطين، والأسقف من الطين مع حطب الذرة، ويُخلط الطين بالقصل ‏والتبن. وأما السور الخارجي ‏‏للبيت والحوش فهو مصنوع من الطين. في نهاية الاحتلال الانجليزي، تم بناء غرف ‏من الطوب (البلوك) والكرميد، وأصبح بعض ‏‏الناس يمتلكون مثل هذه المباني، وذلك حسب مقدرتهم المالية. ‏ويوجد في القرية ساحة واسعة في منتصف البلدة.

الطرق الرئيسية في القرية

جميع طرق القرية ترابية وأهم هذه الطرق المشهورة: ‏ طريق البطاني - طريق بشيت - طريق يبنا - طريق ياسور - شارع البطاني الشرقي - شارع أسدود ‏ويمتد من عند بئر البلد لغاية ‏‏أسدود.‏

وأما الطرق الداخلية (الشوارع الداخلية) فهي: الشارع القبلي (شارع دار مسلم)، وهو شرق غرب القرية، ‏شارع وسط القرية ‏‏‏(شارع آل صبح) وهو وسط بيوت آل صبح. شارع أحمد خليل أبو شاويش وسط حارة أحمد ‏خليل. الشارع الشرقي والشارع ‏‏الغربي. شارع البلبيسي وهو شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع الدواهيد، وهو ‏شارع فرعي من الشارع الغربي. شارع ‏‏السردي وهو شارع متفرع من الشارع القبلي.‏

إلّا أن تلك المراجع وغيرها قد وقعت في خطأ، حول تقدير مساحة الأراضي الزراعية التابعة لأهل القرية، ‏وهذا ما سيحاول الباحث ‏تفنيده في المحور الثاني من هذه الدراسة.‏

الحياة الاجتماعية والاقتصادية

الوضع السكاني في القرية يعتقد أهل القرية بأن أصل سكان القرية يعود إلى مصر، وقلة قليلة من الجبل. والراجح أن أغلب عائلات ‏القرية من أصل مصري، ‏‏من محافظة الشرقية بمصر، أما عائلتا الداهودي وأبو الخير فمن أصل مغربي . بلغ ‏عدد سكان القرية في (عام 1922م) 448 ‏‏شخصاً، وفي (عام 1931م) بلغ عددهم 593 نسمة، وفي (1945) ‏قُدّر عددهم بنحو 890 شخصاً جميعهم عرب مسلمين ، وفي ‏نهاية ‏الانتداب البريطاني بلغ عددهم حوالي ‏‏1060 نسمة . وفي عام 1998م، قُدِّر عدد سكان أهالي بَرْقَة المهجرة حوالي 6346 ‏نسمة من ‏اللاجئين .‏

لم يكن في القرية مدرسة، فكان أبناؤها يتعلمون في مدرسة قرية البطاني المجاورة. ولكن تواجد في القرية ‏مُعلِمين هما: الشيخ علي ‏‏الطهراوي (الأعرج)، والشيخ إسماعيل السباع، كانوا يعلموا الأطفال فيما يشبه الكتاب. ‏وأمَّا من أسعفهم الحظ وسنحت لهم فرصة ‏‏للتعليم، فقد كانوا يتوجهون لقرية البطاني الغربي، حيث يتعلمون لغاية ‏الصف الثالث، وهناك تلقوا تعليمهم على يد شيخ يُدعى ‏‎»‎عبد ‏‏الهادي العبادي‎«‎‏ وهو شيخ أزهري، وقد تعلموا على ‏يديه اللغة العربية وبعض من العلوم لمدة سنتين. ويُذكر أن ابن أخ هذا الشيخ، ‏‏ويدعى ‏‎»‎أحمد العبادي‎«‎، كان ‏يدرس في أسدود في الصف السابع، فكان يُعلمهم الرياضيات. ثم فُتحت مدرسة بين البطاني الغربي ‏‏والبطاني ‏الشرقي، فانتقلوا إليها. وفي عام 1945 تقريباً بادر الأهلي لبناء مدرسة في القرية، وجمعوا تبرعات من أهلها، ‏وبعد جهود ‏‏كثيرة تقرر بناء المدرسة، وبدأت عملية البناء وكانت تسير بشكل متقطع، لأن الحصول على الأسمنت ‏كان يتطلب تصريح من ‏‏القائمقام. وما كادت المدرسة أن تتجهز لاستقبال التلاميذ، حتى جاءت أحداث النكبة، ولم ‏يتمكنوا من فتح أبوابها للتدريس بشكل ‏رسمي ‏‏. وحسب إحصائيات مصطفى الدباغ، فقد بلغ عدد المُلمين ‏بالقراءة والكتابة فيها، في صيف عام 1947م، 55 رجلاً . ‏ ولم يتواجد أي طبيب في القرية، كما هو حال معظم القرى المجاورة، واعتمد أهل القرية على العلاج ‏بالطب العربي على يد الشيخ ‏‏خليل الطهراوي، والشيخ عبد المجيد أبو شاويش. وبعد إنشاء مستعمرة جان يبنا كان ‏بعض أهالي القرية يتعالجون أحياناً لدى طبيب ‏‏المستعمرة.

أ) أسماء العائلات في القرية: ‏ ضمت القرية عدد من العائلات والحمائل، التي انبثق منها فروع (أفخاذ)، وقد تباينت الأعداد من حمائل ‏كبيرة، وأخرى صغيرة. وهنا ‏‏يمكن رصد أسماء تلك العائلات التي سكنت القرية، واستمرت فيها حتى الهجرة في ‏عام 1948م، وقد بلغ عددها 20 عائلة، هي :‏

أبو شاويش - الطهراوي - البلبيسي - أبو علي (وتشمل عائلات: النجار، الشلح، والجغدار) – العامودي ‏‏– الداهودي (وتشمل عائلة ‏‏أبو الخير، عواجة، والهرش) - صبح - العفيفي – السردي - منصور - العبادي - ‏الحملاوي - الخضور (وتشمل أبو ركبة وأبو ‏‏جلمبو)- المُغربي - حسنين – الخطيب - فتوح (العامودي) – ‏الشبطي – مثقال (أبو سرايا) - الهيسماوي- سرية– الأشعل – عساف ‏‏‏– سليم.‏

ب) مخاتير القرية: كان يوجد في قرية بَرْقَة مختارين، هما:‏ ‏-‏‎ ‎حسن مسلم سليمان أبو شاويش ‏ ‏-‏‎ ‎محمد عبد الحميد يوسف الداهودي ‏

ج) مقاعد (= مجالس) القرية: ‏ المقعد عبارة عن حوش واسع، بداخله غرفة مفروشة للجلوس، وبها بابان: باب خارجي، وباب داخلي يطل ‏على الحوش، ويوجد ‏‏مكان لربط الخيل، واستقبال الخيالة. وفي غرفة المقعد يوجد كانون نار، منقل، بكارج للقهوة، ‏وشيش وتنباك، وعدة القهوة وهي ‏‏مطحان الهون، ومحماسة القهوة، وفناجين. كما يوجد ناطور للمقعد يقوم ‏بتحضير النار، وعمل القهوة من الصباح الباكر. وكان من ‏‏عادات أهل القرية جلوسهم في المقعد، للسمر وشرب ‏القهوة، ومن مهام المقعد اجتماع أهل القرية وحل مشاكل الأهالي، واستقبال ‏‏الضيوف القادمين من القرى الأخرى.‏

وكان من عادات أهل القرية عند وصول الخيالة، أن يقوم الأهالي المحليين باستقبال الضيوف، والاعتناء ‏بفرس الضيف، وربطه في ‏‏مربط داخل حوش المقعد، أو في البايكة إذا كان الوقت في الشتاء. وكان أحد السكان ‏المحليين يأخذ مخلات الفرس ويضع فيها ‏‏الشعير؛ إكراماً للضيف. وعادة ما كان يبادر أحد الأهالي الجالسين في ‏المقعد بتقدم الغذاء للضيف، ويتم تجهيز الطعام وإحضاره ‏‏للمقعد في بواطي، وهي عبارة عن صواني كبيرة ‏للمقعد . ‏ ويمكن القول باختصار، إن المقعد كان يلعب أدوراً رئيسة في حياة أهل القرية؛ فهو ‏‎»‎برلمان القرية‎«‎‏ حيث ‏يتباحث الأهالي ‏‏ويخططون لشئونهم العامة، و‎»‎محكمة القرية‎«‎‏ حيث يحتكم المتخاصمين في القضايا المُتنازع ‏عليها، وهو المكان الذي يعرفون منه ‏‏الأخبار، وللسمر والتسلية في نهاية يوم عمل شاق، وهو بمثابة ‏‎»‎وزارة ‏خارجية‎«‎‏ القرية أمام القرى الأخرى، بالإضافة لتمثيله القرية ‏‏أمام الجهات الحكومية والرسمية. وكان في القرية ‏مقعدين رئيسيين(*)، هما: ‏

‏-‏‎ ‎مقعد حسن مسلم أبو شاويش (في جنوب البلد)‏ ‏-‏‎ ‎مقعد أحمد أحمد أبو شاويش (في شمال البلد)‏

‏2) العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية: ‏ كانت القرية عبارة عن عائلة واحدة، وكان السكان يتشاطرون الأفراح والأحزان. ففي حالة وفاة أي شخص ‏من أهل القرية، تجد كل ‏‏أهل القرية يتركون أعمالهم في الفلاحة وغيرها طوال أيام العزاء. ويكون العزاء عادة لمدة ‏ثلاثة أيام، في اليومين: الأول والثاني يقوم ‏‏أهل القرية بإخراج الطعام لأهل الميت، وكل من يتجه ليؤدي واجب ‏العزاء يأخذ معه قهوة، وفي اليوم الثالث يقوم أهل المتوفى بعمل ‏‏غذاء، وكل واحد من أهل القرية القادرين يأخذ ‏معه إما ذبيحة، أو كيس طحين، أو كيس أرز. وفي العيد الأول لرحيل الميت، يقوم ‏‏أهل القرية بالتجمع في بيت ‏الميت؛ مواساةً لأهله، وأما النساء فيأخذن طعام الإفطار لدار الميت للإفطار مع أهل بيته. وكان من أطباع ‏‏أهل ‏القرية أنه إذا توفي أحد أفراد القرية فلا يقام أي عرس إلّا بعد 40 يوماً على وفاته، وبعد انقضاء الأربعين يوم ‏يقوم أهل الفرح ‏‏باستئذان أهل المتوفى لإقامة عرسهم. ‏

وأما في الأفراح: فكانوا يقومون بعمل واجباتهم كاملة تجاه أهل العرس: فتنصب حلقات الدبكة والسامر، التي ‏تستمر حتى منتصف ‏‏الليل، ويبدأ أهل القرية المدعوون بالحضور للسامر، ويقدمون السكر كهدية لأهل العريس، ‏ويستمر هذا الحال لمدة أسبوع كامل. وفي ‏‏ضحى يوم العرس يقوم أحد أصدقاء العريس بتغسيل العريس ويقدم له ‏الإفطار، إما ذبيحة أو فطاير حسب المقدرة. ويأخذ العريس ‏‏بزفة من البيت حتى ساحة العرس بحضور الدبيكة، ‏والخيالة وأصدقائه. ويحضر المعازيم لساحة العرس، وكلٌ منه معه هدية، إما ‏‏خروف أو كيس أرز، كل حسب ‏مقدرته. وبعد زفة العريس وصلاة الظهر يقوم أهل العريس بإحضار طعام الغذاء، إما خرفان أو ‏‏عجول حسب ‏المقدرة.

مواسم الزواج: تبدأ بعد شهر 8 (آب/ أغسطس) عند إنتهاء موسم الحصاد، وإفراغ الجرون من القش، وفترة فراغ ‏الفلاحين يبدأ ‏‏التحضير للعرس في ساحة القرية أو في جرن العائلة. ‏ المهر: كان المهر حوالي 50-200 ليرة فلسطينية، وأما المهر المؤجل (المؤخر) فحوالي 5-10 ليرة فلسطينية. ‏وكان يُشترط إحضار ‏‏ثوب لأم العروس، وثوب للعم والخال، وهو عبارة عن دماية. وأما إذا كانت العروس غريبة ‏‏(أي من قرية أخرى) فتدفع الطلعة ‏‏وكانت تسمى ‏‎»‎وشاة الشباب‎«‎، ويأخذها الشباب ويعطوها للعروس، كأنها هدية ‏من شباب البلدة. وعند دخول العروس بلدة العريس، ‏‏كان أول بيت في القرية بعمل وليمة (ذبيحة) ويحمله لدار ‏العريس.‏

وقد امتاز أهل القرية بالتعاون كأنهم عائلة واحدة، ففي شهر رمضان كان جميع رجال العائلة يتناولون ‏طعام الإفطار في مقعد العائلة، ‏‏وفي عيد الفطر كانوا يؤدون صلاة العيد في المسجد، ثم يتوجهون إلى مقبرة ‏القرية حيث يتبادلون التهاني بالعيد، وهناك يكون ‏‏بانتظارهم عائلة آخر متوفى من أهل القرية، خلال الفترة بين ‏العيدين، ثم يتوجهون بعدها للإفطار في بيته. وأما في عيد الأضحى، ‏‏فيقوم أحد الأقارب أو الأصدقاء بذبح ‏أضحية عن عائلة أهل آخر متوفى.

وقد امتاز أهل القرية بالتسامح؛ فلم يكن بها مركز شرطة، بل كانت تتبع شرطة بيت دراس، لذلك كان ‏الأهالي يحلون مشاكلهم ‏‏بأنفسهم؛ عن طريق العرف والعادة . كما وتميزت علاقتهم بأهالي القرى المجاورة ‏بالاحترام والمودة، وقد ربطتهم صلات صداقة ‏‏ونسب مع عدد من القرى المجاورة لبَرْقَة، منها: أسدود، والبطاني ‏الغربي، والبطاني الشرقي، وياسور، ومعظم القرى المجاورة.‏