«قرية يبنى»: الفرق بين المراجعتين
(←إعداد) |
|||
سطر ٨٥: | سطر ٨٥: | ||
==إعداد== | ==إعداد== | ||
− | د. علاء الدين محمد عبد العاطي | + | د. علاء الدين محمد عبد العاطي |
[[تصنيف: قرى وبلدات فلسطينية]] | [[تصنيف: قرى وبلدات فلسطينية]] | ||
[[تصنيف: فلسطين التاريخية]] | [[تصنيف: فلسطين التاريخية]] |
مراجعة ١٠:١٣، ١٧ أبريل ٢٠١٨
محتويات
حول القرية
تعتبر قرية يبنا من أكبر القرى العربية في قضاء الرملة، وتقع إلى الجنوب الغربي من الرملة على خط سكة الحديد القادم من غزة والمتجه إلى اللد، وتبعد محطتها مسافة 56 كم عن محطة غزة و22 كم عن محطة اللّد. وتقع يبنا في منتصف طريق رئيسة معبدة تصل غزة في الجنوب بيافا في الشمال. وبذلك فالبلدة عقدة مواصلات للشاطئ الجنوبي لفلسطين. وهي تبعد عن يافا قرابة 24 كم وعن البحر 6 كم.
الحياة الاجتماعية في قرية يبنا قبل النكبة
كانت يبنا قرية كبيرة مبنية بالحجارة على تل. وكان الزيتون والذرة يزرعان شماليها وفي البساتين المجاورة. أما يبنا الحديثة فكان فيها أربعة شوارع رئيسية: إثنان يمتدان من الشرق إلى الغرب، واثنان من الشمال إلى الجنوب. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين، وفيها مدرستان ابتدائيتان، إحداهما للبنين والأُخرى للبنات. وقد أُسست مدرسة البنين في سنة 1921، وكان يؤمها 445 تلميذاً في العام الدراسي 1941/1942. أما مدرسة البنات فقد أُسست في سنة 1943، وكان يؤمها 44 تلميذة في سنة 1948. (الخالدي :2013: 94)
وكان في يبنا مدرستان ابتدائيتان، إحداهما للبنين والأُخرى للبنات. وقد تأسست مدرسة البنين عام 1921م، وكانت في البداية في مسجد ابي هريرة، قبل ان تستقل بمبنى خارج المسجد، ليصبح المسجد بعد ذلك مدرسة للبنات. وفي العام 1936م، تم إنشاء مبناً جديداً للمدرسة يتألف من 11 غرفة، يتبعها أرضاً مساحتها ثلاثين دونماً، خصص قسم منها للتعليم الزراعي العملي، مع العناية بتربية الطيور والدواجن والنحل، وفي العام 1941م أصبحت هذه المدرسة ابتدائية كاملة، ويدرس فيها الطالب حتى الصف السابع، وفي العام الدراسي 1942/1941م كان يؤم المدرسة 445 طالبا من أبناء البلدة والبلدات المجاورة، يعلمهم أربعة عشر معلما من يبنا وخارجها، وتوالى على إدارة المدرسة حتى تاريخ النكبة ستة من المدراء.
وفي عام 1943م تبرع أهالي البلدة بإنشاء مدرسة للبنات، وثم بناء المدرسة، وكانت تضم أكثر من 44 طالبة، وتقوم بتعليمهن في البداية معلمة واحدة (فاطمة الجزار من الرملة)، ثم انضمت إليها المعلمة (فاطمة الدف من اللد) والمعلمة (حياة أبو ضبة من يافا). وقد تعاقب على إدارتها مديرتان وهما : يسرا كاملة، وأميرة زمو - من غزة. وكانت مدرسة البنات تمنح شهادة الصف السابع الابتدائي.
وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني طالب أهالي يبنا إنشاء صف ثانوي في مدرستهم، فلم توافق إدارة المعارف العامة على إنشاء هذا الصف، إلا بعد أن تعهد لها المسؤولين في القرية خطياً بدفع النفقات المترتبة على ذلك، ونفقات سائر الصفوف الثانوية التي ستقام في المدرسة بعد ذلك.
وعن علاقة أهالي يبنا بالبلدات الاخرى ، يقول الحاج جمعة يوسف العيلة: كانت بلدتنا مفتوحة للجميع ،وأن الكروم اللي عندنا منطقة شجر رملية مزروعة تين وعنب ، وكان البدو المقيمين عندنا يحرثون الأراضي ويزرعونها ويشرفون عليها من حراسة ومن أكل، وأنه كان لكل واحد من أهل البلد شريك بدوي.
جاء في الأرشيف العثماني خصوصاُ الدفاتر المفصلة فيه عدد الخانات والخانة هي البيت المعمور وقدر عند علماء التاريخ أن الخانة( البيت المعمور) عدد الأنفس فيه خمسة لذلك نقول ان البيوت في يبنا عام 1538م كانت خمسون يكون عدد السكان مئتان وخمسون نسمة ، اما عام 1556م اصبحوا ستمائة وعشرون نسمة وعام 1596-1597م بلغوا 645 نسمة وفي عام 1871م بلغوا 1740 نسمة ، اما عام 1912 وصل عددهم إلى 2110 نسمة ، وفي عام 1922 كان اول احصاء للانتداب البريطاني فوصل عددهم إلى 1891 نسمة ، وعام 1931 اصبحوا 3600 نسمة منهم 1742 ذكرا و1858 انثى مسلمون بينهم 7 من المسيحيين واثنان من اليهود ، وفي عام 1945 قدروا 6920 نسمة وكلهم مسلمون منهم 5420 القاطنين داخل يبنا و1500 العرب والبدو والمزارعين القاطنين في سهولها وعلى رمالها ، هذا وقدر مجموع اللاجئين من اهالي يبنا عام 2008م 52203 نسمة اما اللاجئون المسجلون في وكاله الغوث الدوليه ايضا في عام 2008 كانوا 45266 نسمة.
وعن علاقه اهالي يبنا فيما بينهم ، افادنا الحاج سليمان الهمص مواليد يبنا عام 1919م بقوله: كان يوجد في البلده عدد قليل من الراديوهات ، وكانت اما موجودة في دار المختار ، او في المقهى ، وكان يسيطر على الناس الوضع السياسي خاصه ثورة 1936 م ، والتي نبهت الشعور القومي ، وجعلت الجميع يهتم بالسياسة وبالأخبار العالمية ، مما دفع الانجليز إلى نسف مقهى محمد عبدالله الرنتيسي سنه 1938م وتدميره . وكان من المعالم الرئيسية لبلدة يبنا أيضا أربعة مقاهي يقصدها الرجال في غير أوقات العمل، يحتسي فيها الرواد الشاي والقهوة ، ويستمعون إلى الأخبار والأغاني من الراديو. وكان للراديو دور ايجابي كبير في بعث الشعور القومي لدى الناس بعد ثورة عام 1936م، حيث جعلت الجميع يهتمون بالسياسة وسماع الأخبار العالمية، وكان أهالي يبنا مثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، متعاطفون مع قوات المحور (ألمانيا)، باعتبارها ضد الإنجليز والفرنسيين واليهود. وكانت ألمانيا أمل الخلاص للشعب الفلسطيني والعرب عموماً، وكان الناس يتجمهرون في المقهى لسماع نشرة الأخبار. يقع منزلنا على الطريق الرئيسي، عند منتصف السفح صعوداً وهذا الطريق هو صلة الوصل بين أعلى القرية وأدناها. كما أنه يشرف على البيوت الواقعة أسفل بيتنا، والمقاهي والدكاكين البادية عن بعد بمعروضاتها متباينة الألوان والأنواع، والمضاءة ليلاً بمصابيح الغاز. ولقد كنا نحظى، ونحن جلوس على الشرفة (الليوان) وبفضل موقعنا هذا، بسماع الأغاني ونشرات الأخبار المنطلقة من جهاز الراديو في مقهى (حامد القاضي) عن كثب، فيما تتماوج أمام أبصارنا أشجار البرتقال، مترامية حتى الأفق. لم يكن الراديو شيئاً مألوفاً بعد في تلك الأيام. لم يكن في القرية كلها سوى عدد منها لا يبلغ أصابع اليد الواحدة، يملكها سراة القوم، وفي طليعتهم المختار، وقد كان هذا خالاً لأمي. كان الناس يحارون في تفسير تلك الظاهرة العجيبة. حسب بعضهم أن ذلك الجهاز يحتوي رجلاً بداخله يصدح بالغناء، وهو نفسه يتلو القرآن، ويأتيهم بأنباء المشرق والمغرب أيضاً، واخبار الأولين والأخرين. كل أولئك وهو قاعد في مكانه لا يريم. إذن هذه احدى علامات الساعة واقتراب يوم القيامة بلا ريب ..! عزز هذا اليقين، حجم الجهاز الذي كان يقارب المتر مربعاً أو مكعباً على أقل تقدير، مما يتيح للرجل الجلوس داخله في راحة تامة...! ولم يكن هناك اهتمام كبير بالأغاني والروايات ، هذا وعرف عن اهالي يبنا انهم كانوا يستضيفون في مقاعدهم المتخاصمين من اهالي القرية ، ومن القرى المجاوره ، وكانوا يصلحون ذات البين حسب العرف والعادة ، يقول الحاج جمعه يوسف العيلة (ابو يوسف) في هذا الموضوع : لا تحتوي يبنا على حواميل كبيره ، كان المقعد في يبنا بيت كبير يحضرون اليه القهوة ، ويحلون فيه مشاكلهم ، ومن اشهر هذه المقاعد:
• مقعد المختار احمد عوض الله الموجود في رفح الان.
• مقعد علي الهمص.
• مقعد ابو عون.
• مقعد اسعد الرنتيسي.
• مقعد النجار.
• مقعد محمود طشطاش .
• مقعد ابو سالم.
• مقعد الحاج علي العطار ، الذي صار رئيسا للمجلس البلدي عام 1964م دون ان يمارس عمله وصلاحياته بسبب النكبة. وكانت الخدمات الصحية تقدم لأهالي البلدة من خلال بعثات طبية تصل اليها مرة في الأسبوع، أو عند الطلب، وفي الثلاثينات افتتحت عيادة في يبنا، واقتصرت مهامها على تقديم الخدمات الطبية البسيطة، بالإضافة إلى الإسعافات الأولية وإذا اضطروا للعلاج كانوا يتجهون إلى يافا أو المجدل.
وكان في البلدة عددا من المخاتير يقومون بحل مشاكل أهل البلدة والإصلاح بينهم، ويمثلون عائلات القرية أمام سلطات الانتداب البريطاني. وكان من هؤلاء المخاتير: المختار احمد مصطفى عوض الله، والمختار أسعد الرنتيسي، والمختار نعيم الهمص، والمختار مصطفى أبو عون، وكان والده محمد عبد الله ابو عون اول مختار للقرية في العهد التركي. وقد انشأ في البلدة عام 1946م مجلس قروي، وكان يدير الشؤون العامة للبلدة، وكان علي العطار رئيسا للمجلس، بالإضافة إلى عضوية كلاً من: أحمد أبو جلالة؛ نعيم الهمص؛ سلامة الأسمر؛ أحمد مصطفى عوض الله؛ عبد الله فضل؛ عبد الغني أبو أمونة؛ أسعد الرنتيسي؛ ومصطفى أبو عون. وقام المجلس القروي قام برسم خارطة هيكلية للقرية، وأنشأ خزاناً للمياه في وسطها، وجلبت الأنابيب الضخمة تمهيدا لبناء نظام للصرف الصحي، غير أن حلول النكبة، وما نتج عنها من هجرة قسرية ، حطم كل الامال.
أهم المواقع الأثرية الموجودة في القرية
تقوم يبنا الحالية على أنقاض مدينة كنعانية قديمة تدعى يبنى وربما تعني «يبنى ايل» أي الرب يبنى. عرفت في العهد الروماني باسم يامينا، ودعاها العرب يُبْنى ـ يبنا. وأما الفرنجة فسموها إيبيلين. وتتيح لنا المصادر الأدبية كثيراً من التفصيلات عن تاريخ يبنا القديم. فهي تظهر في الكتاب المقدس باسم يبنا (أخبار الأيام الثاني 26: 6-8)، ويبدو أنها كانت من مدن الفلسطينيين القدماء.
في العصر الهلنستي كانت يبنا مركزاً عسكرياً وإدارياً للمنطقة. وعلى الرغم من وجود سجال في شأن أي الحشمونيين خرّب المدينة، فإن من الثابت أن الرومان انتزعوها من أيديهم يوم احتلوا فلسطين في سنة 63 ق.م. وسموها يمنياً (Iamnia). وقد أمر غابينيوس (Gabinius)، والي سورية (التي كانت تضم فلسطين)، بإعادة بنائها. وفي عهد أغسطس (Augustus)، وُهبت المدينة هدية لهيرودس الكبير (Herod the Great)، ملك فلسطين ومولى الرومان. وقد ازدهرت في ذلك العصر، وصارت مركزاً لناحية بأكملها، وكان ميناؤها أكبر من ميناء يافا . وقد فتحها العرب بقيادة عمرو بن العاص (توفي سنة 663م)، أحد أبرز قادة المسلمين وأنجحهم.
ولا يُعرف الكثير عن يبنا في العصور الإسلامية الأولى. لكن ذكرها ورد بعد ذلك في جملة مصادر تاريخية وجغرافية: من ذلك أن اليعقوبي (توفي سنة 897م) وصفها بأنها من أقدم مدن فلسطين، وبأنها مبنية على تل مرتفع ؛ وقال المقدسي (توفي سنة 990م تقريباً) إن فيها مسجداً رائعاً؛ وكتب ياقوت الحموي (توفي سنة 1229م) في ((معجم البلدان)) أنها بُلَيْدة قرب الرملة، فيها قبر رجل من أصحاب النبي اختُلف بشأن من هو (يفال أنه الصحابي الجليل أبو هريرة). في أثناء الحروب الصليبية، شهدت يبنا معارك عدة بين سنة 1105 وسنة 1123م. وفي معركة كبيرة وقعت سنة 1123م، هزم الصليبيون جيوش الفاطميين المصرية. وشيدوا في وقت لاحق سنة 1141م، حصناً في يبنا وحوّلوه إلى موقع دفاعي استراتيجي. لكن هذا الحصن انتقل إلى يد المسلمين بعد معركة حطين. وحدث أن الظاهر بيبرس، قائد المماليك المصريين، كان في يبنا حين تلقى سنة 1265م أنباء انتصار المسلمين على التتار في شمال سورية. في سنة 1596، كانت يبنا قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 710 نسمات. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والسمسم والفاكهة، بالإضافة إلى أنواع أُخرى من الانتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب. زار المبشر الأمريكي وليم طومسُن يبنا في سنة 1834، ووصفها بأنها قرية مبنية على تل، ويقيم فيها 3000 مسلم يعملون في الزارعة. وقال أيضاً أن ثمة نقضاً على مسجد يبنا (ولعل المسجد الذي وصفه المقدسي) يدل على أنه شُيّد في سنة 1386.
وفي يبنا قبر ( أبو قرصافة الكناني ) واسمه ( جندرة بن حبشية من بني كنانة ) وقد ذكرت المصادر العربية ( يبنا ) ب ( يبنى ) بالضم ثم السكون ونون والف مقصورة بلفظ الفعل الذي لم يسم فاعله . من بنى يبني . ذكرها البعقولي المتوفي بعد سنة 392 ه 905 م ( ص116 ) بقوله : ( احدى مدن فلسطين القديمة , تقع على تل مرتفع ... جميع سكانها من السمرة ) وكتب عنها صاحب احسن التقاسيم في القرن الرابع للهجرة : ( بها جامع نفيس . معدن التين الدمشقي الفائق ) . وفي القرن السابع ذكرت بانها ( بليد قرب الرملة).
وقد انزل يبنا في صدر الإسلام جماعة من بني مخزوم القرشية واستقروا فيها . ويظهر ان جماعة منهم هاجرت إلى مكة المكرمة على اثر قيام الحروب الافرنجية . ولكنهم ظلوا يحتفظون في دار هجرتهم بلقبهم ( اليبناوي ) . عرفنا منهم العلماء : 1- عبد اللطيف بن موسى بن عميرة بن صالح السراج القرشي المخزومي المعروف باليبناوي . ولد بمكة سنة 772 ه . ونشا بها . كان دينا عارفا ودرس على علمائها . وفي سنة 818 ه. مات بها . كان دينا عارفا بالفقه ذكيا كيس العشرة لطيفا. 2- الشهاب أبو العباس احمد اليبناوي بن عبد اللطيف المتقدم ذكره . ولد سنة 807 ه. بمكة المكرمة ونشا بها واخذ من علمائها . ثم ارتحل إلى دمشق واستقر بها . نظم الشعر . كان خيرا دينا . مات بدمشق عام 841هـ. 3- علي بن محمد بن موسى بن عميرة القرشي المخزومي اليبناوي الشافعي وهو ابن عم احمد بن عبد اللطيف المار ذكره . مات بمكة عام 839هـ.
كان في البلده مسجدان وهما:
1- جامع يبنا الكبير يعتبر جامع يبنا الكبير وهو من الاماكن الاثرية والقديمة وكان بالأصل كنيسة وفي عهد الامير بشتاك جدد ورمم هذا المسجد كما بنى له مئذنة عالية تم بناؤها في سنه 727هــ الموافق 1337م كما تذكر الخطوط المنقوشm عليه.
والامير بشتاك من مماليك الظاهر محمد بن قلاون وهذا المسجد واسع وله ساحة واسعة تتسع لألف مصلي ، ويعتبر هذا المسجد من المعالم الهامه في يبنا لأنه المسجد الوحيد الذي تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة والعيدين وهو الملتقى الفطري لأهالي البلده وفي يوم الجمعه كان يأتيه المصلين من القرى المجاوره والبدو وكان الخطباء والمدرسين والائمه في المسجد من خريجي الازهر الشريف ومن الخطباء والائمه في فتره الانتداب عرفنا كل من:
1- الشيخ محمود طافش
2- الشيخ محمد ابو بطنين
3- الشيخ محمد العطار
4- الشيخ محمد طافش
وكان عملهم في الغالب حسبه لله ومن مؤذني المسجد عرفنا:
1- الشيخ حسن الغرة
2- الشيخ يوسف العبسي وولده محمد
2-مقام وجامع ابو هريره: وكتب ياقوت الحموي (توفي سنة 1225م) في (معجم البلدان) أنها بُلَيْدة قرب الرملة، فيها قبر رجل من أصحاب النبي اختُلف بشأن من هو (يقال أنه الصحابي الجليل أبو هريرة)، لكن صاحب الأنس الجليل مجير الدين الحنبلي نفى أن يكون "أبو هُريَرة" قد دفن في يبنا. بل قال إنما بها بعض ولده. فالصحابي ابو هريرة توفي في المدينة المنورة، ودفن في البقيع سنة 57 هجري، عن عمر ناهز 78 عاما. ويقال انه قبر الصحابي "أبو قِرصْافَة" احد اقرباء الصحابي ابي هريرة.. وهناك من يقول أن هذا المقام هو للصحابي عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وكان اسمه منقوشا على حجر عند المدخل. وعبد الله بن ابي السرح صحابي وقائد عسكري، وهو أخ سيدنا عثمان بن عفان من الرضاعة، ووالي مصر في عهد خلافته، وهو فاتح أفريقيا، وهازم الروم في معركة ذات الصواري، وشارك في فتح مصر، حيث كان صاحب الميمنة في جيش عمرو بن العاص. وبعد استشهاد سيدنا عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان وعاش في يبنا ومات فيها سنة 37 هجري.
أما مسجد أبي هريرة فقد حوله اليهود الي مكان مقدس لهم، ونسبوا المقام الموجود فيه لأحد كهنتهم، وهو رابان غمليئيل- رئيس المجلس الكهنوتي الأعلى لليهود (السنهدرين)، الذي حوكم أمامه السيد المسيح عليه السلام، وحكم عليه بالصلب. كما لا يزال منزلان على الأقل من المنازل الباقية تستعملهما أُسر يهودية، يعود احدهما لعائلة الأسمر المهاجرة. كما يوجد منزل ثالث تقيم قيه أُسرة عربية. أما المقبرة فقد تم ردمها وحولها اليهود الي منتزه عام، ولم يبقى فيها قائماً، إلا قبر الشيخ احمد عبد الرحمن العطار رحمه الله. كما لا يزال قائما جذع شجرة الجميز الضخمة في طرف القرية، والتي كانت قبل النكبة تعانق أغصانها عنان السماء، ويستظل تحت ظلالها الوارفة أهل البلدة والباعة والتجار وعابري الطريق، وكانت معلما هاما من معالم بلدة يبنا العريقة.
زار يبنا الدكتور طومسون Thomson . أيام الثورة الفلسطينية التي نشبت في عام 1250 ه : 1834 ضد حكم إبراهيم باشا المصري ووصفها بقوله : ( أقيمت على تلة مزدهرة تضم نحو 3000 نسمة جميعهم من المسلمين المزارعين . وتحيط بها سهول متسعة خصبة ) . أقيمت يبنا على تلة مرتفعة , تقع في الجنوب من يافا على مسيرة نحو 15 ميلا عنها , وعلى بعد نحو 9 اميال من الشمال من اسدود , كما تبعد 4 اميال عن البحر و 7 اميال عن عيون قارة و 19 ميلا عن عسقلان . ويبنا محطة من محطات السكة الحديد التي تربط مصر بفلسطين وتقع محطتها على مسيرة 35 ميلا من محطة غزة وعلى 278,5 كم من محطة القنطرة . و 13,5 كم من محطة اللد .
إعداد
د. علاء الدين محمد عبدالعاطي