مصطفى مراد الدباغ

من دائرة المعارف الفلسطينية
نسخة ٠٨:١٧، ١٠ أبريل ٢٠١٨ للمستخدم Basheer (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'==مقدمة== كتاب التاريخ الموسوعيون في زمننا قلة، أولئك الذين يتحلون بصفات المؤرخين الأكفاء، ‏...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

مقدمة

كتاب التاريخ الموسوعيون في زمننا قلة، أولئك الذين يتحلون بصفات المؤرخين الأكفاء، ‏كالدقة والنزاهة والصدق والصراحة ‏والإنصاف والذكاء والجدة مع المثابرة والمنهجية الحقة، لأن ‏المعول عليه في التأليف التاريخي في الغالب يقوم على إبراز الأسباب ‏والنتائج وعلى تنسيق ‏الخصائص. أما جمع مفردات المعلومات بشكل تراكمي فأمر قليل الجدوى اذا لم يصحبه شهادة ‏واستشهاد من ‏المصادر الأصلية الموثوقة، لا مجرد قيل عن قال.

وعلم التاريخ بأوسع معانيه كما جاء في الموسوعة العربية الميسرة هو "قصة ماضي الإنسان" ‏أو هو "عرض منظم مكتوب ‏للأحداث"، وهو لا يسجلها بل يسعى إلى إيضاح أسبابها ودلالتها، ‏ويعرضها على نحو يدل على تشابكها معا في قصة واحدة. وهو ‏بهذا المفهوم لا بد أن يحتاج متناوله ‏لتلك الصفات. ومهما يكن من أمر التاريخ وموضوعاته وكتبته وصفاتهم، فإننا بصدد الحديث عن ‏‏مؤرخ ومرب وباحث مدقق هو الأستاذ مصطفى مراد الدباغ صاحب أكبر موسوعتين فلسطينيتين في ‏تاريخ وجغرافية وحضارة بلده. ‏هذا العالم الذي ولد في أواخر القرن الماضي في مدينة يافا، ونشأ ‏وترعرع فيها، وتنقل بحكم دراسته وعمله في جل ربوع فلسطين ‏مدنها وقراها، ولبنان وسوريا وتركيا ‏والحجاز وقطر والأردن. وقد ساعده على التأليف التاريخي كثرة تنقله وترحاله بسبب طبيعة ‏عمله ‏التربوي من ناحية، ومن ناحية ثانية، وهي أكثر أهمية، دراساته ومطالعاته لكتب التاريخ العربي ‏والإسلامية لكتب التاريخ ‏العربي والإسلامي خاصة تاريخ بلاد الشام، وقراءاته الواسعة لكتب الرحالة ‏العرب القدماء، والرحالة الفرنجة والمستشرقين ‏المحدثين في جل ما كتبوه عن هذه الديار من معلومات ‏وبمختلف اللغات. وناحية ثالثة لا تقل أهمية عن سابقتيها هي ما منحه الله ‏سبحانه وتعالى له من ‏صفات خلقية وخلقية: من إرادة وعزيمة وإيمان وإخلاص وغيرها، تضافرت جميعها حقا وعملت على ‏صقل ‏عقلية هذا العالم الباحث وموهبته، ومنحته قدرة على إنتاج آثاره القيمة التي جاء فيها بالطريف ‏والتالد.

الإبداع والعطاء في حياته

ومن حق هذا الرجل علينا، وقد رحل قبل عشرة أعوام بعد حياة حافلة بالبحث والإبداع ‏والعطاء، أن نعرف سيرته وآثاره التي تركها ‏ذخيرة للأجيال. ومن هنا بادرت لإعداد هذه الدراسة ‏المتواضعة على وجه السرعة، تناولت من خلالها وبقدر ما أسعفتني المصادر ‏المتوفرة الجوانب ‏التالية:

أولا: سيرته من ناحية مولده، ونسبه، وآله، وثقافته، وأسرته، وأعماله في مختلف الميادين الحياتية، ‏وأخلاقه وصفاته ووفاته.‏ ثانيا: آثاره، تتبعتها أثرا إثر أثر، معرفا بها شكلا ومضمونا، ثم ختمت الدراسة بمقتطفات من كتاباته ‏في مقدمات كتبه. راجيا أن أتمكن ‏مستقبلا من عمل دراسة واسعة لحياة وآثار هذا المؤرخ والمربي ‏المرموق. والله من وراء القصد.

إعداد

إعداد: الدكتور عمر شكارنة