إشوع

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

‎قرية في ضواحي القدس، وقد أقيم في محيطها مستوطنة اشتاؤل سنة‎ ‎‏1949 وجاء في كتاب وليد ‏الخالدي " كي لا ننسى"‏.‏

كانت القرية تعتلي تلا عريضا قليل الارتفاع على السفح الجنوبي الشرقي لأحد الجبال, ويحيط بها ‏واديان في جانبيها الشرقي ‏والجنوبي وكانت تقع على الطريق العام الذي يصل بيت جبرين ( من ‏كبريات قرى قضاء الخليل) بالطريق العام الممتد بين القدس ‏ويافا وكانت طريق فرعية تربطهما ‏بمجموع من القرى المجاورة ويعتقد أن إشوع شيدت فوق موقع مدينة إشتأول الكنعانية حتى أنها ‏عرفت ‏بهذا الاسم في العصر الروماني حين كانت تدخل ضمن قضاء إيلوثيرولوليس الإداري (بيت جبرين) ‏إلا إن قرية دير أبو ‏القابوس, التي تبعد نصف كيلومتر نحو الشمال, كانت عدت أيضا قائمة في ‏موقع إشتأول في العصر الروماني في القرن السادس ‏عشر, تزحزحت القرية مسافة 500 متر في ‏اتجاه الشمال الغربي, نحو موقع قرية عسلين ( أنظر عسلين, قضاء القدس) ثم في القرن ‏الثامن عشر ‏والسابع عشر, وحين هجرت قرية عسلين أهلت إشوع ثانية- في أرجح الظن- بالسكان وبلغ عدد ‏سكانها 450 نسمة في ‏سنة 1875 في أواخر القرن التاسع عشر, كانت إشوع قائمة بالقرب من سفح ‏تل, وكانت الأراضي الواقعة في الأسفل من القرية ‏مزروعة بأشجار الزيتون.

اتخذت إشوع شكل نجمة وكانت منازلها ومعظمها حجرية تتخذ شكلا موازيا للطرق المؤدية إلى القرى ‏الأخرى بينما امتدت الأبنية ‏الأحداث عهدا صوب الجنوب والشمال الغربي في اتجاه عسلين. ‏

كان سكان إشوع من المسلمين ولهم فيها مسجد أطلق عليه اسم إشوع تيمنا بالنبي يشوع وكان في ‏قريتهم بضعة دكاكين ومدرسة ‏ابتدائية وكانت عين إشوع التي تقع شمالي القرية, تمد سكانها بمياه ‏الشرب فضلا عن بعض العيون والآبار الأخرى الأقل أهمية ‏وكانت المزروعات بعلية وقد زرع السكان ‏أراضيهم حبوبا وأشجار زيتون وكرمة وأشجار مثمرة في 1944\1945, كان ما ‏مجموعه 1911 دونما ‏مخصصا للحبوب و473 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين وكان يقع في جوار القرية إلى الجنوب ‏الشرقي ‏خربتان خربة الشيخ إبراهيم (151131) وخربة حمادة ( 151131) و تضم أحداهما بقايا ‏حيطان وركام حجارة من أبنية منهارة ‏وكهوفا كانت آهلة في الماضي بينما تضم الأخرى كهوفا مماثلة ‏وخزانات محفورة في الصخر ومعصرة زيتون.


احتلال القرية وتطهيرها عرقيا

يذكر ( تاريخ حرب استقلال) أن الكتيبة الرابعة من لواء هرئيل (طهرت) القرية في 16 تموز\ ‏يوليو1948 و معنى ذلك في أغلب ‏الظن, أن كل من تخلف فيها من سكانها بعد وابل قنابل الهاون, ‏أجبرته القوات المحتلة على الرحيل في نهاية المطاف وهذا المصير ‏لقيته أيضا مجموعة من قرى ‏المنطقة ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن العملية (هدفت إلى توسيع ممر القدس الذي يسيطر ‏‏اليهود عليه) وقد جاءت الهجمات ضمن إطار عملية داني ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة).‏

شهدت إشوع معارك قبل ذلك التاريخ, في أثناء القتال الذي بشأن الممر المؤدي إلى القدس ففي 18 ‏آذار\ مارس, جرت مناوشة عند ‏تخوم القرية وذكرت ( مصادر يهودية) لاحقا, لصحيفة (نيورك ‏تايمز), أن سيارة مصفحة تابعة للهاغاناه علقت في الوحول خارج ‏القرية, فهجم عليها 250 رجلا من ‏المجاهدين العرب وقتلوا طاقمها المؤلف من 8 أشخاص وفي الأسبوع اللاحق, شنت قوات ‏المجاهدين ‏الفلسطينيين, بقيادة عبد القادر الحسيني, هجوما على مستعمرة الفلسطينيين, بقيادة عبد القادر ‏الحسيني, هجوما على ‏مستعمرة هر طوف اليهودية المجاورة وفي 22 آذار\ مارس, تدخلت القوات ‏البريطانية ووضعت حدا لإطلاق النار, وذلك بقذف أربع ‏قنابل شديدة الانفجار (وزنه كل منها 25 ‏باوند), وست عشر قنبلة دخانية على قرية إشوع وكتب مراسل (نيويورك تايمز) يقول إن ‏سكان القرية ‏أجلوا عنها, ومعهم القوات العربية المتمركزة فيها وفي اليوم التالي اجتاح القرية نحو 600 جندي ‏بريطاني, كما اجتاحوا ‏قريتي عرتوف وبيت محسير المجاورتين وجاء في برقية لصحيفة ( نيورك ‏تايمز) أن السكان أخلوا في معظمهم القرية قبل الهجوم ‏البريطاني ولم يذكر ما حدث بعد ذلك ولا هل ‏عاد السكان فيما بعد أم لا على الرغم من أن التقرير الذي وضعته الهاغاناه عن احتلال ‏إشوع في 16 ‏تموز\ يوليو يشير إلى عودتهم ولو لفترة وجيزة.

القرية اليوم

لم يبق في الموقع سوى بضعة منازل من القرية مبعثرة بين منازل المستعمرة ويستخدم بعضها مساكن ‏ومستودعات وقد جرفت مقبرة ‏القرية الواقعة في جوار المبنى الإداري للمستعمرة وسويت بالأرض ‏وزرعت الأعشاب فيها و يقع في طرف المقبرة الجنوبي كهف ‏يحتوي على رحى طاحونة قمح وبنيت ‏في الموقع أشجار الزيتون والخروب, إلى جانب أشجار أخرى غرسها سكان المستعمرة ‏لاحقا وقد أنشئ ‏في الطرف الغربي من القرية ملعب لكرة القدم تظهر في أحد جوانبه حيطان المنازل المدمرة وسقوفها ‏المتداعية ‏.‏ المغتصبات الصهيونية على أراضي القرية.

في سنة 1949, أنشأت إسرائيل مستعمرة إشتاؤول (150132), على أراض تابعة لقريتي إشوع ‏وعسلين.‏