الحاج عبد الفتاح محمود خُدرج
من مواليد قلقيلية عام 1913م، وفيها تلقى تعليمة الابتدائي، نشأ في بيئة متدينة، وتوجه في شبابه إلى مصر والتقى بالشيخ حسن الـبنا، كما عمل في مصر على التعريف بقضية الشعب الفلسطيني، والمخاطر التي تتعرض لها فلسطين من استيلاء على الأراضي وإقامة المستعمرات وتوطين اليهود فيها.
ونجح المرحوم أكثر من مرة بإحضار السلاح من مصر الذي كان يشتريه مما كان يجمعه من أهالي قلقيلية لهذه الغاية. شارك عام 1935م بثورة القسَّام وكان فاعلا في ثورة عام 1936م التي استمرت حتى عام 1939م. ونشط في وضع الألغام تحت قضبان سكة الحديد قرب جلجوليا حيث كان القطار الانجليزي يمر عادة محمّلا مواد تموينية وأسلحة للمعسكرات الانجليزية وبعض المستعمرات، وكان يقوم بمهاجمة المستعمرات مع رفاقه من أبناء قلقيلية.
قاوم بشدة عمليات تهجير اليهود إلى فلسطين، وكان مشهورا بصناعة القنابل والألغام. كتب الله تعالى له الشهادة التي كان يتمناها رحمه الله في 1948/4/21م، قرب رمات هاكوفيش، بعد ان يسرّ الله له اتمام واجباته الدينية بأداء فريضة الحج عام 1946م.
هبّت قلقيلية وما جاورها عند سماع نبأ استشهاده، وخرجت قلقيلية عن بكرة أبيها لتشيع جثمانه الطاهر الى مقبرة البلدة في جنازة مهيبة، شاركت فيها جموع غفيرة من القرى المجاورة ولفيف كبير من المجاهدين، الذين عاهدوا الله على الانتقام للشهيد. كما وفد الى قلقيلية بعض الإخوة المصريين لتقديم واجب العزاء بالشهيد الكبير.