قراءة في كتاب الألعاب الشعبية في بلدة الظاهرية

من دائرة المعارف الفلسطينية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

صدر كتاب الألعاب الشعبية في بلدة الظاهرية ضمن سلسلة التراث الشعبي الفلسطيني من ‏الخابية* عن دائرة المعارف الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية سنة 2012م للباحث الدكتور ‏عطا محمد أبو جبين من الظاهرية.‏

يقع الكتاب في 130 صفحة من القطع المتوسط، وحمل الغلاف مجموعة صور لأطفال ‏يمارسون الألعاب الشعبية وهو من تصميم عبد الهادي جوابره.‏

‏ أهدى الباحث نسخة من الكتاب إلى مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير بتاريخ ‏‏17/9/2012م مذيلاً:"بإهداء إلى الأخ الصديق العزيز صاحب السبق التراثي العريق د .إدريس ‏جرادات مع تحياتي بالتوفيق والنجاح في خدمة تراثنا العريق الخالد".‏

أشار د.يحيى جبر المشرف العام على دائرة المعارف الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية ‏‏:"أن جامعة النجاح تسعى إلى تقديم المأثورات الشعبية وما درجت عليه الأجيال السابقة في حياتها ‏العامة من تقاليد وعادات وأقوال مأثورة وحكايات وأمثال وفنون يدوية وإيقاعية وحركية إلى جانب ‏ما كانت تمارس من العاب تروح بها عن نفسها ،للمحافظة على التراث وخصوصيته لما فيه من ‏تكريس للهوية الوطنية ".صفحة 7.‏

تضمن الكتاب التعريف بدائرة المعارف الفلسطينية من محتوى وهدف وآلية وحدود المسئولية ‏وتصدير".‏

كما تضمن الكتاب تعريفا ببلدة الظاهرية التي تقع في الجنوب الغربي من الخليل ،وعلى مسيرة ‏‏22كم عنها ، التي حصنها الظاهر بيبرس وتضم خربة شويكة وعناب الصغيرة والكبيرة والدومة ‏والبيرة وخربة الدير وفيها مواقع أثرية منها كفر جول وخربة الراس ودير الزور وزانوتا وأم صيرة ‏وتتريت والرهوة وأم العمد وأم بغلة وعسيلة وبدغوش وسعيدة وربوض ودير الهوا وعتير وأم الديمنة ‏والتل وطبخانة وبير القصر وأم العمد .‏

في معرض حديث الباحث عن الألعاب الشعبية اتبع منهج الرواية من أفواه الشيوخ والنساء ‏و،الاستناد على ذاكرة الباحث وما نُشر عنها في الكتب أو الشبكة العنكبوتية-الانترنت-، كما ‏استند إلى لغة التوظيف ، وذكر الألفاظ والكلمات التي قد لا تحمل مدلولات ولكنها من قبل الرموز ‏المتعارف عليها في اللعبة ، وصنف الألعاب إلى ألعاب خاصة بالرجال ،الصبيان، النساء، البنات ‏، والعاب مشتركة بين الذكور والإناث.‏

استعرض بعض الألعاب الشعبية الخاصة بالرجال ومنها لعبة الدبكة :"وهي لعبة شعبية يمارسها ‏الرجال في حفلات الزواج وقائدها اللويح-صفحة 32 ، ولعبة الدحية :"واقتصار الغناء على فريقين ‏، وتخلوا من المجهود البدني القاسي ، كما في الدبكة، وتعتمد على ترديد مقاطع شعرية-صفان ‏متقابلان ، ولعبة الخويتمة:"وهي لعبة شعبية في الشتاء وداخل الديوان لمعرفة أية يد يخفي الرجل ‏فيها قطعة معدنية ، ولعبة القوانيس:"وهي رجم حجارة الفريق الآخر المنصوبة بقوة، ولعبة النقدة –‏السيجة- وشد الحبل ولعبة الدفنة-وهي النبش على البيض المدفون في التراب ، ولعبة الصينية-‏تعيين الفنجان الذي وضع تحته شيء ما مخفي تحته- ولعبة اللف-النزول والصعود من البئر ‏باستخدام الحبل.‏

وفي استعراض الكاتب د.إدريس جرادات لمحتوى الكتاب وفي فصل الألعاب الخاصة بالأطفال ‏صفحة 55-103- حيث قدمه الباحث د.عطا أبو جبين بأهمية اللعب عند الأطفال ، واستعرض ‏مجموعة ألعاب شعبية منها لعبة الحابة-ضرب العصا القصيرة المنصوبة فوق حجرين بعصا طويلة ‏، ولعبة البكاك –ضرب السهم المصنوع من خشب المتنان أو السويد في الأرض وإصابته من ‏الفريق الآخر ، ولعبة الطقة-الغميضة أو الصملح ، ولعبة سموه-تسمية اللاعب باسمه بعد اكتشافه ‏، ولعبة طاق طاق طاقية-لعبة مشتركة- ولعبة شرط برط ، والتي يرى الباحث د.عطا أبو جبين انه ‏لا معنى لها ، ولعبة المقشطة . صفحة 63.‏

كما يستعرض الباحث الألعاب الشعبية ومنها لعبة الديك الأعرج-يمشي على رجل واحدة ‏ضمن الدائرة المرسومة ، ولعبة الدحالة ، وبيت بيوت والمباطحة والشقفات ولعبة القرعة والفارغ ‏والمليان وقمحة أو شعيرة وحدرة بدرة والوثب والطيارة الورقية والبنانير والجورة ولعبة لص وحاكم ‏جلاد وسباق الكيس وعسكر وحرامية ولعبة شطيخ بطيخ . ‏

أما في فصل العاب النساء والفتيات استعرض الدبكة النسائية ، ولعبة شرن برن بعد ممارسة ‏الرقص والغناء ، والحجل على رجل واحدة في حلقة جماعية بالتناوب مع أغنية سريعة مع الإيقاع:‏

شرن برن يا بنات-حمول البن يا بنات

عمين يلفن يا بنات-عبو محمد يا بنات

يقسمهن كل دار بدار-زغار كبار يا بنات-صفحة 106.‏


ولعبة دحروجي بدروجي:"رقصة شعبية في حفلات الأعراس ، حلقة جماعية بوضع اليد على كتف ‏الأخرى ويرددن بإيقاع:‏

دحروجي بدروجي يا قشر اللمون

والنجليزي يعيا ما يقدر يقوم

دحروجي بدروجي يا قشر البصل

والنجليزي يعيا ما يقدر يصل-صفحة 108.‏

ويرددن أيضا:‏

دحلنا السيف في الملعب دحلنا

ولا تخافوا علينا لو رحلنا

سبوعة في الخلا وحنا ذيابا

ولعبة جبان راعي الغنم وهي مسرحية من فصل واحد في سهرة العرس للنساء ، بأن تلبس فتاة ‏ملابس رجل وترقص وسط النساء على إيقاع:‏

جبان راعي الغنم جبان

فترد وهي ترقص:‏

والله ما برعى الغنم ولا بصير راعي-صفحة 111.‏

‏ كذلك يستعرض ألعاب الفتيات ومنها لعبة الحجلة ، والقالات ، ونط الحبل ،والشبر يا شبارة ‏،وعريس وعروسة ، وشايب شب – وظل لخريف وأمه-الراعي والغنم- صفحة 126.‏

بعد هذا العرض السريع من قبل د.إدريس جرادات لمحتوى الكتاب ،وعليه يمكن ‏الإشارة إلى الملاحظات الآتية : ‏

‏1-‏ اعتماد المنهجية العلمية في الكتاب خاصة وان الباحث حاصل على شهادة ‏الدكتوراه التربية . ‏

‏2-‏ صاغ الباحث أغاني وترديد اللعبة الشعبية بلغتها الأصلية وكما وردت محافظة ‏منه على نمطها الأصلي ولم يحور او يضيف أو يعدل في اللهجة المحكية التي ‏وردت بها.‏

‏3-‏ اعتمد الباحث على عشرة مراجع ومصادر للكتاب ومجموعة من المراجع الحية – ‏الأشخاص ذاكرا اهم الأشخاص الذين اعتمد عليهم في الرواية ولكن لم يورد ملحقا ‏بأسماء الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في نهاية الكتاب . ‏

‏4-‏ لم يوضح الباحث الأسس والمعايير التي اعتمدها في تقسيم الألعاب الشعبية ‏والخلط بينها وبين الرقص والأغاني الشعبية ،الدبكة والدحية واللويح خاصة ‏بالغناء الشعبي .‏

‏5-‏ لم يورد الباحث مَسْرَدْ بالمصطلحات الشعبية الواردة في اللعبة أو تفسيرها لأنها ‏باللهجة المحكية وتختلف من منطقة إلى أخرى.ولكنه اكتفى بتفسيرها في متن ‏الكتاب وعند الحديث عن اللعبة.‏ ‏6-‏ مفردات شرط برط،شرن برن والتي يرى الباحث انه لا معنى لها هي تتابع اسمي ‏ولها جذور ومن المفردات الدخيلة في اللهجة المحكية.‏

‏7-‏ ضرورة التوثيق في المتن خاصة الصفحات 55-57.‏

هذه الملاحظات لا تقلل من أهمية الكتاب وكلنا أمل أن يلقي هذا الكتاب ‏وجميع إصدارات المؤلف الدعم والتشجيع من قبل الباحثين والدارسين وطلبة العلم ‏والجامعات والمهتمين بالتراث الشعبي سواء بالاقتناء أو الدراسة والتحليل لأنه جهد مشكور ‏قام به الباحث بجمع الألعاب الشعبية من بلدة الظاهرية ويا حبذا توثيقها بالصورة-‏فيديو-لأنها تتلاشى وتنقرض في ظل انتشار الفضائيات والانترنت .‏